قال سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية: إن تنظيم داعش الإرهابي ومثيلاته من الجماعات المتطرفة التي تشترك معها في نشر الكراهية، يحاولون إفساد الود بين الانتماء الإسلامي ومحبة الأوطان في محاولة يائسة منهم لتصوير محبة الأوطان كجريمة شرعية وهو ما يتنافى على سبيل المثال مع كافة الأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد حجم محبة وانتماء أشرف المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لمكة المكرمة ومدى حزنه يوم الهجرة لأنها أحب بلاد الله إلى قلبه.

محاربة الإرهاب

جاء ذلك بمناسبة إعلان مركز صواب في إطار حملاته المستمرة لمحاربة الأفكار الإرهابية والتطرف وتفنيد المزاعم والادعاءات الكاذبة للإرهابيين على شبكة الإنترنت،عن إطلاق حملة جديدة بعنوان: #الوطن_اعتزاز على حسابه على شبكة تويتر. وتهدف هذه الحملة التي تستمر لمدة ثلاثة أيام إلى التأكيد على دور المواطنة الحقيقية والفخر والاعتزاز بالأوطان في مكافحة الفكر المتطرف والإرهاب اللذين يهدفان إلى تعطيل مسيرة التنمية والازدهار لمختلف دول العالم.

وأضاف سمو الشيخ عبدالله بن زايد: «يسعى تنظيم داعش الإرهابي ومنذ شهور وعبر محاولة يائسة لطمس كل ما يمت بصلة للحضارات الإنسانية المتعاقبة التي ظهرت واستقرت في كل من سوريا والعراق والتي تمثل مفخرة للبشرية، وبالاطلاع على التاريخ العريق لمنطقتنا العربية نجد بأن 14 قرناً حكم فيها المسلمون هذه المنطقة دون مساس بآثار الحضارات وموروثاتها الإنسانية بل حرص المسلمون تاريخياً وحتى اليوم على الحفاظ على الآثار وحمايتها وصونها وهو ما يناقض تماماً ممارسات داعش الغوغائية وادعاءاتها الباطلة بأن الدين يلغي الحضارة».

وحشية التنظيم

وأكد سمو وزير الخارجية: «اليوم يشهد العالم أجمع على وحشية هذا التنظيم المتطرف بمختلف ممارساته التي تحارب الإنسانية والتي تجاوزت ما فعله التتار يوم سقوط بغداد، حيث قام الإرهابيون بنهب وتدمير الآثار التاريخية في مدينتي الموصل وتدمر إلى جانب هدم ومحو العديد من الآثار الحضارية لشعوب سكنت تلك المناطق فهدمت العديد من الكنائس والصوامع والأديرة والنصب التاريخية وحتى المواقع ذات الصبغة الإسلامية لم تسلم من شرور ذاك التنظيم الهمجي فتم تدمير العديد من المساجد والمواقع الأثرية الإسلامية وتهريب تحفها وبيعها لتمويل عملياته الإرهابية».

وشدد سموه على ضرورة استمــرار المجتمع الدولي في حربـه علــى تنظيــم داعش الإرهابي والعمل على الحد مــن تهريب الآثار العراقية والسورية مــن خلال التعاون مع منظمة اليونسكــو وكافة المنظمات الحكومية والأهليــة المعنية بالحفاظ على التراث العالمــي والإنساني لأنها ليست ملكـاً لدولــة بعينهـا بـل هـي ملك للبشريـة جمعـاء.

أفكار هدامة

وذكر المركز أن هذه الحملة تأتي ضمن جهوده في مكافحة الأفكار الهدامة التي تعمل على زعزعة أمن الأوطان واستهداف الموروث الحضاري والتاريخي للدول وحرمانها من مكتسباتها. فداعش ومثيلاتها من التنظيمات الإرهابية لا تحمل سوى مخططات الفوضى والتخريب وتدمير الأوطان وطمس التاريخ وهدم الحضارات، وهي لا تعدم وسيلة في تنفيذ مخططاتها التدميرية، بداية من استهدافها للإنسان الذي يشكل محور وأساس الحضارة إلى أسلوبها الممنهج في تدمير البنى التحتية والفوقية للمدن التي تقع تحت سيطرتها ومحاولة مسح المعالم الأثرية لمختلف الحضارات المتعاقبة في المنطقة.

وأشار المركز إلى أن الحملة الجديدة تهدف أيضاً إلى نشر الوعي بالأهداف الحقيقية لتنظيم داعش التي تتمثل في تعطيل مسيرة الأوطان وتمزيق نسيجها الاجتماعي ونهب خيراتها وثرواتها. وشدّد المركز على ضرورة تكاتف الجهود للقضاء على فكر داعش الإرهابي الذي لا دين له ولا وطن، وأنه تنظيم إرهابي لا يشكل خطراً على دولة معينة أو أمة بذاتها وإنما يهدد الإنسانية جمعاء.

مصداقية

يشار إلى أن مركز «صواب» يعتمد في طروحاته على المصداقية وكشف الحقائق بعيداً عن المهاترات والسجال الفارغ العقيم، وقد سجل هذا النهج نجاحات مبهرة في فترة زمنية قصيرة. حيث تمكن المركز من تحقيق أرقام تفاعلية كبيرة مع جمهوره فقد تجاوز عدد المشاهدات لحملات مركز صواب 280 مليون مشاهدة. وبالرغم من أنه لم يمض على تأسيس مركز صواب سوى خمسة أشهر فقط، إلا أنه استطاع في هذه الفترة القصيرة استحداث منصة تفاعلية ذات مصداقية عالية تضم أصوات الاعتدال والفكر المستنير.

أغلبية

بدأ مركز صواب عملياته في يوليو الماضي حيث يعمد إلى رفع عدد الأصوات المناهضة لتنظيم داعش عبر الإنترنت من خلال إعطاء صوت للأغلبية الصامتة، والذي يأتي صمتها في غياب منصة تمكن أفرادها من إيصال صوتهم إلى العالم. ويقوم المركز بذلك من خلال إتاحة مجال أوسع للأصوات المعتدلة للتعبير عن رأيها والوصول إلى جمهور أكبر في إطار مكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب الرقمي.