أدت قواتنا المسلحة دوراً فاعلاً وحيوياً خارج حدود الوطن خلال العام 2015، من خلال المساهمة بقوة وشجاعة في الحفاظ على أمن الأمة وحمياتها من كل من تسول له نفسه النيل من أي دولة عربية تتعرض للظلم والتعدي على شرعيتها، وفي تحقيق أهداف سياسة الإمارات الخارجية، وخاصة المساهمة في حفظ الأمن والسلم والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والدولي، كما أنها طرف فاعل في مواجهة مصادر التهديد التي تواجه أمن مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وأمن الجزيرة العربية بشكل عام، من خلال المشاركة الفاعلة في التحالف العربي، ضمن عمليتي «عاصفة الحزم» التي بدأت في مارس 2015، ثم «إعادة الأمل» في اليمن الشقيق، والتي لاتزال مستمرة لحين تطهير التراب اليمني من إرهاب مليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع.
فقد قامت قواتنا المسلحة في نوفمبر الماضي، بعملية استبدال الدفعة الأولى من أبناء قواتنا المسلحة هناك، بالدفعة الثانية التي تواصل القيام بالمهام المنوطة بها بكل شجاعة، وشاركت بقوة واقتدار مع قوات التحالف العربي، وكان لها الدور الأبرز في تحرير العديد من المدن اليمنية من براثن مليشيات الحوثي الإرهابية. وستظل قواتنا المسلحة تؤدي المهام المنوطة بها خارج حدود الوطن في اليمن الشقيق، ومن ثم العودة قريباً إلى أحضان الوطن بعد إعادة الشرعية إلى اليمن ورفع الظلم عن شعبه، من تعديات المليشيات الإرهابية التي استشهد في سبيل ردعها، نخبة من أبطالنا وأصيب عدد آخر.
عنصر استقرار
أصبحت قواتنا المسلحة عنصر استقرار إقليمي فاعل، وأثبتت أنها درع قوي يحمي مكتسبات التنمية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويعمل سنداً لحفظ الأمن والاستقرار في بقية دول مجلس التعاون والدول العربية الأخرى، حيث تؤمن القيادة الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، بأهمية وجود قوة حامية للمكتسبات الوطنية، تصون وتحمي ولا تعتدي، وتؤمن بالقيم الحضارية والإنسانية، وتضع في صدارة أولوياتها حفظ السلام والإسهام في المهام الإغاثية الإنسانية، وتسخير خبراتها ومواردها كلها من أجل تحقيق أهدافها على هذا الصعيد. وقد جاءت مشاركة القوات الجوية الإماراتية في الحرب ضد إرهاب تنظيم داعش، والدفاع عن الشرعية الدستورية في اليمن، لتثبت ارتفاع مستويات الجاهزية العملياتية والقتالية لقواتنا المسلحة وطيارينا البواسل.
دور ملحمي
وأثبتت قواتنا المسلحة على مدى تاريخها الممتد، جدارتها واحترافيتها العالية في القيام بدورها كاملاً، داخلياً وخارجياً وبكل كفاءة واقتدار، وفي تحمل مسؤولياتها، ومدى استعدادها للتضحية دفاعاً عن تراب الوطن وسيادته وإنجازاته، بسواعد أبناء الوطن وقدرتهم على مواكبة أحدث التقنيات العسكرية في عالمنا المعاصر.
والواقع أن الدور الملحمي والبطولي الذي يقوم به أبناء قواتنا المسلحة في اليمن، وقبله في العديد من الدول والمواقع، لم يأتِ من فراغ، بل نتيجة تدريب وتأهيل على أحدث المعدات العسكرية والأسلحة المتطورة التي مكنت أبطالنا من أداء مهامهم وتحقيق الانتصارات المتتالية بكل بسالة وشجاعة، حيث تسير قواتنا المسلحة بخطى ثابتة وعزيمة صادقة، وإرادة صلبة، لتحقيق الأهداف المسندة إليها، ومواكبة متطلبات الحداثة، آخذة بزمام التطور في جميع مجالاتها، وهي تمضي قدماً برعاية ودعم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة القائد الأعلى للقوات المسلحة، حفظه الله، وبالتوجيهات السديدة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
جنودنا البواسل يضحون في ميادين الشرف دفاعاً عن الوطن والأمة
شهدت مشاركة قواتنا المسلحة الكثير من الفاعلية، ومن تضحيات أبنائها البواسل في ميادين الشرف والكرامة، دفاعاً عن الوطن والأمة، ضمن عمليتي «عاصفة الحزم» و«إعادة الأمل» في اليمن الشقيق.
فمنذ أن بدأت عملية عاصفة الحزم التي أطلقها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، كانت الإمارات ثاني أكبر دولة مشاركة من حيث حجم القوات الجوية، وكذلك بعد أن تحولت عاصفة الحزم إلى عملية «إعادة الأمل» في 22 أبريل، حيث أعلن عن أول شهيد إماراتي في عملية عاصفة الحزم، في 23 يونيو في أثناء حادث تدريب في السعودية.
تحرير عدن
وبفضل قوات التحالف العربي بمشاركة قواتنا المسلحة، أعلنت الحكومة اليمنية في 17 يوليو الماضي، تحرير محافظة عدن جنوبي البلاد من الحوثيين والقوات الموالية للرئيس المخلوع علي صالح، بعد أن أعلن الجيش الموالي لها والمقاومة الشعبية سيطرتهما الكاملة على مدينة التواهي.
وفي سبتمبر الماضي، تعرض مخزن للأسلحة في مأرب لإطلاق صاروخ أرض - أرض، استشهد على إثره عدد من جنودنا البواسل، وفي 13 سبتمبر أعلن عن أول شهيد إماراتي في أول أيام العملية البرية في مأرب. وفي 29 سبتمبر رفعت أعلام اليمن ودول التحالف العربي على سد مأرب، بعد أن استعادت قوات الشرعية مدعومة بقوات التحالف العربي، السيطرة عليه بالكامل. وفي 6 أكتوبر استشهد 4 جنود إماراتيين في سلسلة هجمات في مدينة عدن، استهدفت مقر الحكومة اليمنية المؤقتة ومقرات لقوات التحالف العربي.
نصر استراتيجي
وفي السادس من نوفمبر، تسلمت الدفعة الثانية من قواتنا المسلحة مهامها ضمن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، لاستكمال مهمة إعادة الأمل في اليمن، والوقوف إلى جانب الحق وعودة الشرعية إلى أصحابها.
وعادت الدفعة الأولى من أبناء قواتنا المسلحة إلى أرض الوطن في 7 نوفمبر، بعد أن أدت مهامها بفاعلية ونجاح في عملية إعادة الأمل، وساهمت بدور كبير في تحرير مأرب من قبضة ميليشيات الحوثي والمخلوع، وفي استعادة سد مأرب التاريخي الذي أعاد بناءه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، فيما يعد نصراً استراتيجياً، لأن مأرب رمز كبير في التاريخ اليمني والتاريخ العربي بشكل عام، فهي حاضنة الميلاد الأول للعرب، ومنها انطلقوا إلى ربوع الجزيرة العربية.
وفي 23 نوفمبر أنهت قواتنا المسلحة دورة تأهيل وتدريب دفعة جديدة من أفراد المقاومة اليمنية، للانضمام إلى القوات المسلحة التابعة للشرعية اليمنية، بعد أن خضعوا لتدريبات مكثفة من قبل مدربين في مختلف التخصصات من القوات المسلحة الإماراتية.