بلوغ الأبناء سن المراهقة، من أكثر مراحل الحياة تعقيداً، لما يترتب عليها من تداعيات وآثار في سلوكيات الشخص، فبمجرد اقترابه من هذه المرحلة، تضطرب مشاعره وتتدهور طموحاته، وتراوده العديد من الأفكار التي يبدأ التوجه لها، ونتيجة لذلك، قد يتخذ قرارات طائشة، ويلجأ إلى ممارسة سلوكيات دون الاكتراث لتداعياتها.
جمال عبيد، تربوي متقاعد، قال إن الظواهر السلبية التي تشهدها ساحات المدارس، ويمارسها الطلبة خفية، ليست وليدة الصدفة، وإنما لها مرجعية من الأسرة أو من قِبل أحد الأقارب، لذلك قد يتفاجأ أفراد الأسرة التي يوجد بها أشخاص مدخنون، بمحاولة أطفالهم الذين لا تتجاوز أعمارهم العامين، بحمل حبات السجائر ومحاولة التدخين، دون تفكير منهم بأهمية الاختباء عن أعين ذويهم، كونهم يرون ذلك أمراً عادياً.
وأوضح أن هذه الفكرة تترسخ في أذهان الأطفال، وحتى إن نهرهم أو وبخهم شخص أكبر منهم، تبقى تلك القناعة التي مهما حاولنا توضيح مخاطرها وسلبياتها، لأنهم يربطون الكلام بالمنطق، ولو كان ما يقال صحيحاً، لماذا استمر والداهم أو قريبهم في ممارسة ذلك السلوك.
وأكد عبيد أن أغلب الأبناء المدخنين متأثرون بأحد أفراد أسرتهم، وإن لم يكن ذلك السبب الرئيس، فإنه يكون بسبب ضعف رقابة الأسرة، التي لم تكثرت للأصدقاء الذين يختارونهم، خصوصاً في مرحلة المراهقة التي يشعر فيها الشخص بالحاجة إلى تجربة أشياء كثيرة، بدون التفكير في جدواها وآثارها، مشيراً إلى أن الرقابة الأسرية والمتابعة المستمرة، قد تصرف نظره عن تلك الأفكار، التي يجد صعوبة أو يشعر برادع عن القيام بها.
وأوضح أن اكتساب السلوكيات من الأسرة أو الأقارب، ليس مقتصراً على التدخين، حيث إن هناك العديد من السلوكيات قد تشاهد على الأبناء، يكون مصدرها الأسرة، ويتطلب اجتثاثها أولاً، توعية أفرادها، ومن ثم إرساء القناعة في الأبناء، لافتاً إلى أن تأثير بعض الممارسات، قد يظهر على سلوكيات وتصرفات الأبناء منذ حداثة أعمارهم، ويبرز بعضها الآخر، والأكثر سلبية، في مرحلة المراهقة، التي يحاول فيها الابن أن يجد ذاته ويفرض شخصيته.