حرص المجلس الوطني الاتحادي من خلال ممارسة الدبلوماسية البرلمانية على تعزيز علاقات التعاون مع مجموعة أميركا اللاتينية والكاريبي «غرولاك» عبر توقيع اتفاقية تعاون بين الجانبين في شهر أكتوبر عام 2014، تعتبر الأولى التي توقعها دولة عربية مع هذه المجموعة لأهمية الدور الذي تلعبه في أعمال الاتحاد البرلماني الدولي وبما يجسد المصالح المتنامية بين الإمارات ودول المجموعة في ظل المبادئ المشتركة والأسس التي يمكن البناء عليها مثل إشاعة السلام والأمن والتعاون الدولي حيال مختلف القضايا وتأكيد احترام حقوق الإنسان وإعلاء مبادئ وأهداف الأمم المتحدة والقانون الدولي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى والسيادة الوطنية.
ويبدأ وفد مجموعة أميركا اللاتينية والكاريبي «غرولاك» التي تعتبر من أكبر المجموعات الجيوسياسية في الاتحاد البرلماني الدولي برئاسة روبيرتو ليون غداً زيارة رسمية لدولة الإمارات بدعوة رسمية من المجلس الوطني الاتحادي.
ويجري الوفد خلال الزيارة التي تستمر حتى 23 يناير الجاري مباحثات مع معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، وعدد من المسؤولين في الدولة بهدف تعزيز علاقات التعاون بين الإمارات ودول المجموعة التي تضم 21 دولة والاطلاع على مسيرة التنمية الشاملة في الدولة وما تشهده من تطور في مختلف المجالات.
نجاح
ويعكس نجاح الشعبة البرلمانية الإماراتية للمجلس الوطني الاتحادي خلال مشاركاتها في اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي ومختلف الفعاليات التي ينظمها وما تحققه من قبول للمقترحات والمشروعات التطويرية والبنود الطارئة التي تقدمها.. ما تشهده الدبلوماسية البرلمانية من تطور ملحوظ لتعد من الشعب البرلمانية الفاعلة على مستوى العالم التي تهتم بطرح القضايا الملحة ذات البعد الإنساني الدولي.
ويأتي نجاح البنود الطارئة التي تتقدم بها الشعبة البرلمانية الإماراتية وتحتاج إلى تنسيق مسبق وعلاقات متينة مع ممثلي الدول المشاركة والمجموعات الجيوسياسية في الاتحاد البرلماني الدولي ترجمة لاهتمامها الكبير بعكس القضايا التي تهم شعوب العالم في صلب عمل الاتحادات البرلمانية.
بنود
وبلغت نسبة نجاح البنود الطارئة التي تقدمت بها الشعبة البرلمانية الإماراتية خلال مشاركتها في فعاليات الاتحاد البرلماني الدولي حوالي «21 بالمئة» متفوقة على جميع الدول العربية الأعضاء في الاتحاد ومعظم دول العالم مثل فرنسا وبلجيكا والدنمارك والمملكة المتحدة وأستراليا وفنلندا وايسلندا والنرويج وإندونيسيا ومالي وجنوب أفريقيا وكندا والتي لم تتجاوز نسبة نجاح البنود الطارئة التي تتقدم بها منفردة «7 بالمئة».
وتستند الشعبة البرلمانية الإماراتية على أسس ثابتة ومبادئ محددة تطرح بشكل دائم على أجندة أعمال المجلس في مشاركاته الخارجية من أبرزها وأهمها قضية الجزر الإماراتية المحتلة الثلاث «طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى» والأمن الوطني الإماراتي والأمن الوطني الخليجي والعربي والسلام وتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط فضلاً عن التسامح والانفتاح والتواصل على الصعيد الدولي والسعي إلى تحقيق السلام العالمي وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وحل النزاعات الدولية بالحوار والطرق السلمية.
مبادئ
وهناك مبادئ متغيرة تطرح على أجندة المجلس الوطني الاتحادي في مشاركات الشعبة البرلمانية الخارجية من أهمها القضايا الأمنية التي تركز على نزع السلاح النووي ومكافحة الإرهاب والقضايا الاجتماعية التي تهتم بحقوق الإنسان مثل «المرأة والطفل والشباب» والقضايا الاقتصادية التي تناقش التنمية المستدامة وأهداف الألفية والتجارة العالمية والقضايا البيئية مثل التغير المناخي والأمن الغذائي.
وشهد عمل المجلس الوطني الاتحادي نقلة نوعية بتحقيق العديد من النجاحات على صعيد مشاركته في مختلف الفعاليات البرلمانية الدولية من أبرزها توقيع اتفاقية تعاون مع مجموعة أميركا اللاتينية والكاريبي «غرولاك» لما للمجموعة من دور كأحد الروافد المهمة للدبلوماسية البرلمانية على الصعيد الدولي من أجل إرساء السلام والأمن والتعاون الدولي وبما تشكله من ثقل كمجموعة جيوسياسية.
وتتيح الاتفاقية للطرفين المزيد من التعاون المثمر والتشاور وتبادل الرأي حيال القضايا والموضوعات المطروحة في مؤتمرات الاتحاد البرلماني الدولي وتبادل الخبرات والقيام ببرامج وفعاليات مشتركة تحقق تعزيز العمل البرلماني ليس فقط على صعيد الدبلوماسية البرلمانية ولكن أيضاً في مجالات العمل البرلماني.
وشدد الطرفان على دور الدبلوماسية البرلمانية كظهير للدبلوماسية الرسمية للدول وعلى ما يعقد عليها من آمال في التصدي لملفات أساسية في عصر العولمة المتنامية.
دول المجموعة
وتضم مجموعة أميركا اللاتينية والكاريبي برلمانات الأرجنتين وبوليفيا والبرازيل وكولومبيا وكوستا ريكا وكوبا وتشيلي وإكوادور والسلفادور وغواتيمالا وهندوراس والمكسيك ونيكاراغوا وبناما وباراغواي وبيرو والدومنيكيان وسورينام وترينيداد وتوباغو واوروغواي وفنزويلا.
وحرص المجلس الوطني الاتحادي الذي انضم إلى عضوية الاتحاد البرلماني الدولي خلال المؤتمر الـ 64 للاتحاد الذي عقد في 20 سبتمبر عام 1977م في العاصمة البلغارية صوفيا وبإجماع أعضائه على وضع أنظمة ولوائح مؤسسية للشعبة البرلمانية الإماراتية لمواكبة الدبلوماسية الرسمية لدولة الإمارات في ظل ما تحدثه التطورات المتسارعة والمتغيرة في العلاقات الدولية من تأثيرات كبيرة على الشؤون الداخلية للأمم والتفاعل مع القضايا الإقليمية والدولية سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية والإنسانية والإسهام في تقديم الآراء حول الأمر الذي أسهم في تعزيز عمل الدبلوماسية البرلمانية الإماراتية على مستوى الساحة العالمية من أجل تقديم مساهمتها في إطار الجهود الدولية المبذولة بهدف تحقيق الأمن والسلم والديمقراطية وتعزيز التعاون وتوفير متطلبات التنمية.
تشاور
تتيح الاتفاقية للطرفين المزيد من التعاون المثمر والتشاور وتبادل الرأي حيال القضايا والموضوعات المطروحة في مؤتمرات الاتحاد البرلماني الدولي نظراً لزيادة أواصر الصداقة والتعاون المتبادل بينهما وخدمة المصالح المتبادلة والعلاقات الاقتصادية المشتركة وتبادل الخبرات والقيام ببرامج وفعاليات مشتركة تحقق تعزيز العمل البرلماني.