أكدت معالي الدكتورة أمل القبيسي، رئيس المجلس الوطني الاتحادي، أن الحل الوحيد لحل النزاعات الحدودية هو اللجوء إلى الحوار المباشر أو الاحتكام إلى المنظمات والمؤسسات الدولية المختصة، ودعت جمهورية إيران الإسلامية إلى الرد الإيجابي على مبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة للتوصل إلى حل سلمي لقضية الجزر الثلاث «طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى»، وذلك عبر الحوار والمفاوضات المباشرة وفق ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي.

جاء ذلك خلال جلسة مباحثات عقدها أمس وفد المجلس الوطني الاتحادي برئاسة معالي الدكتورة أمل القبيسي رئيس المجلس، ومجموعة أميركا اللاتينية والكاريبي «غرولاك» برئاسة روبيرتو ليون رئيس المجموعة، في مقر الأمانة العامة للمجلس بأبوظبي، وجرى خلالها مناقشة سبل تعزيز علاقات الصداقة والتعاون بين الجانبين في عدد من القطاعات.

واتفق المجلس الوطني الاتحادي ومجموعة أميركا اللاتينية والكاريبي «غرولاك» على إنشاء جمعية صداقة برلمانية إماراتية لاتينية، وكذلك إنشاء نظام عمل خاص يحدد أهدافها، واجتماعاتها، ومجالات التعاون المقترحة بما يعزز توثيق العلاقات البرلمانية بين الجانبين، والسعي المشترك لأن يكون هناك منتدى برلماني للقمم الدورية العربية – اللاتينية، بهدف تفعيل دور البرلمانات في تنفيذ مجالات التعاون المشترك بين الجانبين.

قضايا مشتركة

وتركزت المباحثات على مناقشة عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، والتي من أبرزها تعزيز التعاون والتنسيق في القطاعات السياسية والبرلمانية، والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وفي شأن الطاقة والاستدامة والحفاظ على البيئة وموارد المياه، بما يتيح للطرفين المزيد من التعاون المثمر والتشاور وتبادل الرأي حيال القضايا والموضوعات المطروحة في مؤتمرات الاتحاد البرلماني الدولي.

وأشاد رئيس المجموعة بأهمية دور الإمارات الفعال والمسؤول تجاه القضايا الوطنية والإقليمية والدولية، والمبني على أساس الحوار والمشاركة الإيجابية وحل النزاعات بالطرق السلمية.

دور محوري

وأكد الجانبان الدور المحوري والرائد لدولة الإمارات في حل الأزمات والصراعات الدائرة في منطقة الشرق الأوسط، ودعوة جميع أطراف هذه الصراعات إلى تسوية نزاعاتها وفق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وتأييد جهود المبعوثين الدوليين الأمميين في إنهاء هذه الصراعات للوصول إلى حلول سياسية تراعي التزامات المواثيق والقرارات الدولية.

وشدد الطرفان على ضرورة السعي إلى إيجاد الحلول السلمية للصراعات والأزمات الوطنية والدولية، واحترام مبدأ حسن الجوار ومسؤولية الدول عن حماية البعثات الدبلوماسية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وأن كل ما يخالف ذلك يعد انتهاكاً صارخاً للمواثيق والأعراف الدولية، ومن شأنه تأزيم السلم والأمن في مناطق العالم، خصوصاً منطقة الشرق الأوسط ذات الصراعات الإقليمية المتعددة.

ودان الجانبان بشدة الأعمال الإرهابية أياً كانت دوافعها ومبرراتها، وضرورة الالتزام الدولي بتطبيق القرارات الدولية في مكافحة التنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها التنظيم المسمى «داعش»، وما يمثله من تهديد خطير للسلم والأمن الدوليين.

سياسات التنمية

وشدد الجانبان على أهمية التعاون البرلماني لإزالة كل العوائق أمام تنفيذ اتفاقات التعاون الاقتصادي والاستثماري بين الإمارات ودول أميركا الجنوبية، وأهمية سياسات التنمية المستدامة، خصوصاً في ما يتعلق بدعم أجندة 2030 للتنمية المستدامة، والسعي إلى توسيع قنوات التعاون الثنائي بين دولة الإمارات ودول أميركا اللاتينية خصوصاً في الجوانب التعليمية والثقافية بما يسهم في التعريف بكل مناحي الحياة السياسية والثقافية بين الجانبين.

ورحبت معالي الدكتورة أمل القبيسي بمبادرة ممثل البرلمان التشيلي في المجموعة، بأنه سيتقدم بمقترح لبرلمان تشيلي للموافقة على استثناء دولة الإمارات بشكل خاص من الازدواج الضريبي.

ترحيب

ورحبت معالي الدكتورة أمل القبيسي بزيارة وفد المجموعة للمجلس الوطني الاتحادي ولدولة الإمارات كأول زيارة رسمية للمجموعة تقوم بها لدولة الإمارات، الأمر الذي يعكس عمق علاقات التعاون والصداقة والحرص على تعزيزها وتطويرها في مختلف المجالات.

وأشارت إلى أنه تم اختيار توقيت لزيارة الوفد إلى دولة الإمارات لتزامنه مع انطلاق فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، في ظل وجود توافق بين دول المجموعة ودولة الإمارات بشأن استخدام الطاقة النظيفة والمتجددة والحفاظ على الموارد الطبيعية والبيئة والمياه، مؤكدة أن استضافة دولة الإمارات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة «إيرينا» وتنظيم العديد من الفعاليات المعنية بهذا القطاع، يدلل على التزام دولة الإمارات بإيجاد حلول للطاقة المستقبلية المستدامة للحفاظ على الموارد الطبيعية للأجيال المقبلة وتنمية البيئة والحفاظ عليها.

تعايش

وأكدت معالي رئيس المجلس الوطني الاتحادي، أن السلم ركن أساسي للتعايش بين الشعوب وأهمية السعي إلى إيجاد الحلول السلمية للصراعات والأزمات الوطنية والدولية، وضرورة الالتزام التام بأحكام القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وقرارات الأمم المتحدة، وخاصة القرار 2216 حول الأزمة اليمنية، واحترام مبدأ حسن الجوار ومسؤولية الدول عن حماية البعثات الدبلوماسية بموجب اتفاقيتي فيينا لعام 1961، وعام 1963، وكذلك عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واحترام السيادة الوطنية، وأن كل ما يخالف ذلك يعد انتهاكاً صارخاً للمواثيق والأعراف الدولية ومن شأنه تأزيم السلم والأمن في مناطق العالم، خصوصاً منطقة الشرق الأوسط ذات الصراعات الإقليمية المتعددة.

تعاون وتنسيق

وشددت معالي رئيس المجلس، على أنه ولأهمية دور هذه المجموعة والثقل الذي تشكله على المستوى البرلماني الدولي وبما يحقق المزيد من التفاهم والتعاون والتنسيق بين مجموعات الدول المتماثلة في مبادئها وأهداف سياساتها الخارجية، حرص المجلس خلال مشاركته في أعمال الاجتماع الدوري التاسع لرؤساء مجالس الشورى والنواب والوطني والأمة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي الذي استضافه مجلس الشورى السعودي يوم 25 نوفمبر 2015م في الرياض، على تقديم مقترح بشأن التعاون مع برلمانات دول أميركا اللاتينية بإنشاء لجنة صداقة بين برلمانات دول مجلس التعاون ودول المجموعة، وتم تكليف المجلس الوطني بوضع الإطار المناسب لآليات العمل، لما لهذه المجموعة من أهمية في بحث الكثير من مجالات التعاون المشترك، فضلاً عن تأثيرها في تعضيد مواقف الدول الخليجية في القضايا الإقليمية والدولية.

مساهمة

وأكد المجلس الوطني الاتحادي ومجموعة «غرولاك»، على احترام القانون الدولي الإنساني في الصراعات العسكرية الإقليمية خصوصاً في العراق، سوريا، اليمن، ليبيا وغيرها من مناطق العالم، بما يضمن الالتزام بمبادئ المساعدات الإنسانية العاجلة، والغوث الإنساني الطارئ.

وأكدا ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل للقضية الفلسطينية، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية الرامية لإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967، وإدانة الأعمال الاستيطانية الإسرائيلية.

وحضر جلسة المباحثات كل من نورة الكعبي، وعفراء البسطي، وسعيد بن عمير المهيري، وعبدالعزيز الزعابي، وسالم عبيد الشامسي، وسعيد الرميثي، أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، والدكتور محمد سالم المزروعي الأمين العام للمجلس، وعبدالرحمن الشامسي الأمين العام المساعد للشؤون التشريعية والقانونية.

التأكيد على أهمية العلاقات الراسخة بين الجانبين

أكدت معالي الدكتورة أمل القبيسي رئيس المجلس الوطني الاتحادي، وروبيرتو ليون رئيس مجموعة أميركا اللاتينية والكاريبي، في مؤتمر صحافي مشترك، عقب جلسة المباحثات، على أهمية العلاقات الراسخة ذات الروابط المتعددة بين دولة الإمارات العربية المتحدة، ودول أميركا اللاتينية والكاريبي، وعلى أهمية تواصل الاجتماعات واللقاءات بين الجانبين.

وأعرب الجانبان عن الاستعداد التام للتعاون وتعزيز قنوات التواصل والتنسيق مع مختلف المبادرات والجهود على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب والقضاء عليه، من خلال دعوة المجتمع الدولي لوضع السياسات والآليات الدولية المشتركة لوضع أسس ومبادئ النظم التعليمية، لتعزيز قيم التسامح والتعايش الإنساني.

تطور

وأشاد أعضاء الوفد، بالتطور الذي تشهده دولة الإمارات في جميع القطاعات، مشيرين إلى أن حكمة القيادة في الإمارات، لها نهج ثابت في الحفاظ على التطور، وتلعب دوراً مؤثراً في المنطقة، وتسعى إلى تحقيق السلام والاستقرار في مختلف دول العالم، ولفتوا إلى ترحيب المجموعة بإنشاء اتفاقيات تعاون لتعميق التعاون المشترك بين دولهم والإمارات في مجالات التعليم والتدريب والزراعية الثقافة والطاقة.

سماحة

وأكدوا سماحة الدين الإسلامي، وأنه بعيد تماماً عن الفكر الضال والإرهاب، مع أهمية الفصل بين الدين الإسلامي وبين هذه الأمور، وأنهم في دولهم لا يخلطون بين هذه الأمور، وينظرون إلى الإسلام كونه ديناً سمحاً وبعيداً كل البعد عن كل ما التصق به جراء عمل هذه الجهات المتطرفة، وعبروا عن إعجابهم بالدين الإسلامي وبتعاليمه وبسماحته.

وكانت معالي رئيس المجلس الوطني الاتحادي، قد التقت أعضاء الوفد قبل جلسة المباحثات، واستعرضت دور المجلس واختصاصاته التشريعية والرقابية والسياسية، ومساهمته في مسيرة التنمية التي تشهدها الدولة في كافة القطاعات، مشيرة إلى أهمية دور الدبلوماسية البرلمانية، التي يمارسها المجلس الوطني الاتحادي، وتطورها لمواكبتها لتوجهات الدولة وتبني قضايا الوطنية.

إشادة

أكد روبيرتو ليون رئيس مجموعة أميركا اللاتينية والكاريبي، أهمية الزيارة في تعزيز علاقات التعاون والصداقة بين دول المجموعة والإمارات، وفي مناقشة مختلف القضايا، بهدف الدفع بعلاقات التعاون بين الجانبين قدماً، بما يعكس توجهات الجانبين إلى مزيد من التعاون الثنائي المشترك، مشيداً بجدية المجلس الوطني الاتحادي، وحرصه على تعزيز علاقات التعاون الثنائية، وتأطيرها على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بما يحقق المصالح المشتركة لهذه الدول، في ظل توافق وجهات النظر حول مختلف القضايا، ونية الجانبين للتعاون وتطويره وتعزيزه.