شهد تغييرات نوعية وكمية

سوق العطارة في رأس الخيمة .. فوضى أسعار و غياب رقابة

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

سوق العطارة في رأس الخيمة يرتاده الكثيرون من الأصحاء والمرضى، منهم من يتطلع إلى التداوي بالأعشاب وآخرون يبحثون عن مواد أخرى تستخدم في إعداد المأكولات وغير ذلك، لكن عدداً من المستهلكين والمتخصصين بالتداوي بالأعشاب وأصحاب محلات العطارة في الإمارة طالبوا بتنظيم السوق ووضع ضوابط للعاملين فيه، وتنظيم أسعار المنتجات التي وصل الغلاء في بعضها إلى 200% خلال سنوات قليلة، إضافة إلى توعية المستهلكين بضوابط وإرشادات التعامل مع العطارة بما ينفعهم ويحد من ضرر بعض المواد التي تقدم من شخص غير اختصاصي، في ظل التغيرات الكمية والنوعية التي يعيشها السوق الآن.

واقع السوق

نادية خليل (ربة منزل) أوضحت أنها تثق بالعلاج بالأعشاب الطبيعية، واعتبرته مكملاً للعلاج الطبي، بل وبديلاً له في بعض الحالات المعروفة مثل الحمى والزكام والصداع والمغص، لذلك فهي متسوقة دائمة لدى سوق العطارين في رأس الخيمة وتنتقي المحل المعروف بنزاهته وبيعه المنتجات الأصلية دون غش، كذلك فهي تزور بشكل دوري المعالجات الشعبيات في منطقتها، لتلقي العلاج لها ولأبنائها ولأحفادها، بالخلطات الشعبية المتعارف عليها. وملاحظتها أن السوق بحاجة إلى مراقبة، سواء على العاملين فيه أو سلامة المواد المعروضة للبيع.

مصادر الأعشاب

تشير شيخة ظاعن، -المعالجة الشعبية في اذن، والتي تجاوزت الثمانين من العمر، قائمة بخدمة نفسها ومنزلها في الجبال- إلى الماضي غير البعيد، حينما كانوا يحضرون مواد العطارة من الطبيعة المنتشرة حولهم والبعض الآخر من السوق، حيث يتم استيرادها منذ القدم من الخارج مثل الزعفران والزنجبيل والقرنفل وغيرها، أما الآن فقد شحت منتجات الطبيعة بسبب قلة المياه، ما اضطرهم للاعتماد على سوق العطارة الذي يستورد المواد من الخارج، لكن ليس بذات الجودة القديمة.

المخالفات

وتتفق مريم الواقف، المختصة بالتراث والأعشاب في إمارة رأس الخيمة، مع شيخة، مؤكدة أن واقع العطارة تغير من الماضي إلى الحاضر، فقد شابه العديد من المدخلات الغريبة عن مجتمع الدولة من دول مختلفة، والتي لم يسمع المستهلك عنها، لذلك يقع ضحية بعض ضعفاء النفوس من تجار العطارة الذين يروجون لبضاعتهم بدعوى قدرتها على معالجة أمراض كثيرة، لكن دون فائدة، فتضيع أموال المستهلك هباء، إضافة إلى الغلاء الكبير الذي شهد كل المنتجات مثل حصى اللبان؛ كان سعر الكيلو قبل 5 سنوات 28 درهماً ثم أصبح 35 درهماً قبل عام والآن وصل إلى 90 درهما.

أما المحلب فكان الكيلو منه لا يتجاوز 20 درهماً، وتدرج في الغلاء إلى أن أصبح اليوم بحدود 200 درهم. والزعفران كان سعر التولة 25 درهماً ووصل سعرها اليوم إلى 85 درهماً. وباقي المواد سواء العشبية أو البهارات أيضا ارتفع سعرها بشكل كبير.

الغش التجاري

أما حالات الغش التي شهدها السوق فتبين مريم الواقف أنها رغم خبرتها الكبيرة في مجال العطارة ووعيها إلا أنها وقعت في بعضها وكادت أن تقع في أخرى لولا سعة اطلاعها في هذا المجال، حيث باع احدهم منتجات منتهية الصلاحية لزوجها، وحاول آخر أن يبيعها نوعاً من الأعشاب على أنه أصلي، لكنها كشفته وطلبت منه النوع الأصلي، لذلك فإن المحلات الخاصة بالعطارة التي تتعامل معها واحدة ولا تغيرها لثقتها بأصحابها الذين لهم عمر طويل في هذا المجال.

سوق العطارة اليوم

يقول حسام علاء الدين، صاحب محل للعطارة في رأس الخيمة، إن المحلات تختلف ما بين اليوم والأمس، فالسوق اليوم أصبحت مفتوحة وتأتي أعشاب العطارة وأدواتها من أنحاء مختلفة من العالم، كما أن المستهلك أيضا أصبح واعيا؛ فأغلب من يأتي لتلك المحلات يعرف ماذا يريد ولديه وسائل للتأكد من طلبه عن طريق الكتب وشبكة الإنترنت التي تعتبر مرجعية للكثير من المعلومات في هذا المجال.

أما بالنسبة لغلاء أسعار الأعشاب فبين حسام أن هذا الأمر يعود إلى الغلاء العالمي الذي طال كل شيء، فسعر الإيجار اليوم تضاعف أربعة أضعاف سعره بالأمس، وكذلك المواد الخام والمواصلات وأجرة العمال ورسوم تخليص المعاملات وغيرها.

نصائح

ينصح أي شخص يستعمل الأعشاب وغيرها أن يعتبرها مكملة للعلاج الطبي وليس بديلاً عنه، وأن يقرأ جيداً عن العشبة التي يستخدمها، وأن يعتمد على العطارين الموثوقين، كما أن عليه ألا يشتري أي مادة من العطار مطحونة، فالأفضل أن يشتريها خاماً ويطحنها في المنزل؛ لأن الطحن يفقد المادة العشبية قيمتها.

Email