خميس الصغير رئيس جمعية شمل للفنون الشعبية والتراث برأس الخيمة، من الشخصيات التي تبنت الألعاب الشعبية داخل جمعيات النفع العام وأبدعت في نقله لجيل اليوم، إيماناً منه بأن هذا الإرث ليس مجرد شعار وصور على الحائط، بل ثقافة مهمة لها دوافعها وفوائدها التي لا بد من تعميمها بين أطفال اليوم، الذين ألهتهم ألعاب التكنولوجيا فأضاعت حركتهم وأصابتهم بأمراض السمنة والكسل ومشاكل النظر والتركيز والانطوائية، في حين كانت تعتمد ألعاب التراث على الحركة المستمرة والملاحظة والتواصل المباشر مع الآخر.
ومن الألعاب التي تميزت في التراث بدولة الإمارات العربية المتحدة قديما وفي إمارة رأس الخيمة بشكل خاص، لعبة «شاتي اليربا» التي كان يمارسها الأولاد والبنات وبصورة خاصة الأولاد، لأنها تعتمد على النشاط البدني والركض بشكل أساسي، وكانت وسيلة فعالة في تقريب العلاقات وإنشاء الصحبة التي كانت تدوم إلى الأبد، وسط الطبيعة المكونة من الرمال النظيفة وأشجار النخيل الباسقة، التي تظلل بسعفها الأخضر المتشابك مع باقي الأشجار أرض اللعبة التراثية التي تستمر منذ بدايات النهار حتى مغيب الشمس.
وتتكون لعبة «شاتي اليربا» كما يقول الشميلي من عشرة إلى إثنى عشر شخصا، يقفون كمجموعة يتقدمهم شخص يحمل حبلا مصنوعا من القماش وهو يردد «شاتي» ويرد عليه زملاؤه «غاية طاح» ثلاث مرات، وبعد ذالك يقول الشخص الذي في المقدمة «منوه لقيفة» وهم يردون علية «انا ياخوي» ويقول لهم «خذ ياك» ويرمي بالحبل إلى زملائه دون أن ينظر إليهم، والذي يحصل على الحبل يركض خلف زملائه ويجب عليه ضربهم، والذي يلامسه الحبل يخسر ويخرج من المنافسة، حتى يبقى آخر لاعب ويكون هو الفائز في اللعبة.
ويشير رئيس مجلس إدارة جمعية شمل للفنون الشعبية والتراث، إلى أن هذه اللعبة التي مارسها مع أصدقائه طوال أيام الطفولة، لم تكن تسبب أي أضرار للاعبيها، فقد كان يراعى أن يكون الحبل الذي يضرب به اللاعبين من القماش، وكانوا يقضون ساعات بممارستها وسط تصفيق وحماس جميع الأطفال الذين يحيطون بهم في ساحات اللعب، التي كانت متوفرة في كل بقعة خالية من المنطقة التي يقطنون فيها أو المناطق والمزارع المجاورة لهم.