انطلقت أمس فعاليات احتفالات الإمارات باليوم العالمي للإنترنت الآمن تحت شعار «معاً لنجعل الإنترنت الأفضل استخداماً»، والتي ينظمها برنامج خليفة لتمكين الطلاب «أقدر» وتستمر شهراً تحت رعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وبالتعاون مع أكثر من 30 وزارة وهيئة اتحادية ومحلية والمؤسسات الخاصة.
وكشف برنامج خليفة لتمكين الطلاب «أقدر» عن أن تقارير مراكز متخصصة في مواجهة جرائم الإنترنت بالإمارات أظهرت أن نسبة طلبة المدارس الناشطين في استخدام شبكات التواصل الاجتماعي في الإمارات من سن 14 إلى 18 عاماً تصل إلى 95 في المئة وأن نحو 50 في المئة منهم تعرضوا لتهديدات تأخذ أشكالاً مختلفة كمحاولات الترهيب وسرقة الهوية والتحرش بالفتيات.
ترهيب وسرقة
وأشارت التقارير إلى أن نسبة محاولات الترهيب وصلت إلى 20 في المئة وسرقة الهوية 15 في المئة والتحرش 13 في المئة، مؤكدة أن الإمارات الأولى عربياً والتاسعة عشرة عالمياً في مؤشر تطور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وبلغ عدد مستخدمي الإنترنت في الإمارات عام 2014، 8.81 ملايين مستخدم يمثلون 92 في المئة من عدد السكان، في حين وصل عدد حسابات فيسبوك إلى 5 ملايين حساب.
وقال اللواء الدكتور ناصر لخريباني النعيمي الأمين العام لمكتب سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد أمس للإعلان عن تفاصيل الاحتفال، إن التكنولوجيا والإنترنت أصبحا يلعبان دوراً محورياً في حياتنا على نحو متزايد في شتى المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بل أصبحا مكوناً رئيساً في منظومة تعليم الطلاب لإعداد أجيال قادرة على التعامل مع تحديات المستقبل.
مشيراً إلى أنه من الضروري الحرص على توعية طلابنا وبناء ثقافة الاستخدام الآمن والأمثل للتكنولوجيا والإنترنت سواء الآن أو في المستقبل، خصوصاً أن الإمارات قد بلغت مكانة متميزة في استخدام الإنترنت، حيث تشير بعض الإحصائيات إلى أن 92 في المئة من مجتمع الإمارات من مستخدمي الإنترنت.
وبين النعيمي أن العمل المشترك حول تنفيذ هذه الفعالية يهدف إلى التوعية بخطر التعامل غير الآمن مع الإنترنت، مشيراً إلى أن فريق العمل المشترك عمل على تطوير فعالياته وأنشطته هذا العام بشكل يتواكب مع المستجدات، حيث سيتم تنفيذ 47 فعالية على مستوى الدولة، ووضع الملصق الخاص باليوم العالمي في العديد من الأماكن.
كما سيتم وضع شعار الحملة على موقع البحث الإلكتروني غوغل، فضلاً عن إذاعة ثلاثة أفلام قصيرة وفلاشات توعية عبر مختلف وسائل الإعلام التلفزيونية والإذاعية، إضافة إلى إطلاق هذه المبادرة في عدد من المراكز التجارية الكبيرة في الدولة، وإطلاق مسابقة توعية مكثفة في وسائل التواصل الاجتماعي مثل تويتر وانستغرام وغيرهما.
وأكد أهمية دور وسائل الإعلام في إنجاح الفعالية المهمة ودور أولياء الأمور لتوعية أبنائهم حول كيفية التعامل الآمن مع الإنترنت وحمايتهم من سوء الاستخدام من قبلهم ومن قبل الآخرين.
أجيال المستقبل
من جانبه أشاد مروان أحمد الصوالح وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون الأكاديمية، بحرص ودعم سمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، بمبادرات برنامج خليفة لتمكين الطلاب ومتابعته المستمرة للنشء وتربية أجيال المستقبل، مشيراً إلى أن حرص قيادتنا العليا جعل لهذه الفعالية طابعها الخاص في الإمارات من حيث استمرارها لمدة شهر كامل.
وتكثيف التوعية بمخاطر الإنترنت، مؤكداً حرص وزارة التربية والتعليم على تنفيذ العديد من الأنشطة والمبادرات لتعميم الفائدة على طلبة المدارس، إضافة إلى إعداد منهاج متخصص بالسلامة الأمنية بما يعزز من التوعية لتشمل أولياء الأمور ومراكز خدمات الأطفال.
بدورها قدمت يمنى حمد بدوه الوكيل المساعد لقطاع شؤون التعليم العالي والبحث العلمي، الشكر لسمو نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وبرنامج خليفة لتمكين الطلاب على تبني الأنشطة والبرامج الهادفة، مؤكدة أن وجود وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في هذه الفعالية يأتي في إطار الحرص على توعية الطلبة الجامعيين بالأهداف والرسائل التي تنطوي عليها خطة هذه الفعاليات.
وأشارت إلى إعداد خطة إعلامية لتسويق مشروع التعليم الذكي للإنترنت من خلال إرسال رسائل نصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي تستمر على مدار العام الدراسي بالتنسيق والتعاون مع برنامج خليفة لتمكين الطلاب إلى جانب إعداد أفلام توعية قصيرة سيتم توزيعها دورياً على الجامعات ومؤسسات التعليم العالي بالتعاون مع الطلبة أنفسهم.
توحيد الجهود
من جانبه قال الدكتور عبد الرحمـــــن شرف مســـــاعد المنســــــق العام لبرنامج خليفة لتمكين الطلاب، إنه للعام الثاني على التوالي وتحت رعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، وإشراف برنامج خليفة لتمكين الطلاب (أقدر) يتم تنظيم هذا الحدث تعزيزاً لترسيخ مفاهيم العمل المؤسسي المشترك بين جميع المعنيين من الوزارات والهيئات الاتحادية والمحلية والمؤسسات الخاصة.
ومؤسسات المجتمع المدني ومختلف أفراد المجتمع بالاحتفال بمثل هذه المناسبات والعمل على إيجاد آليات فعالــــة لتطوير حلقــــات التواصــــل والتعــــاون المشــــــترك والمستدام، مبيناً أن ذلك يأتي تعزيزاً للتوجهات الاستراتيجيـــــة التي يعمــــل برنامج خليفة لتمكين الطــــــلاب على تحقيقها من خـــلال توحيد الجهـــــود الموجهة إلى الفئات الطلابية.
وأوضح أنه سيتم طرح العديد من المواضيع في مجالات أمن المعلومات وحماية الطفل والاستخدام الأمثل لوسائل التواصل الاجتماعي والتعريف بقانون الجرائم الإلكتروني الإماراتي فضلاً عن تقديم معلومات تقنية للمعلمين ونصائح لأولياء الأمور إضافة إلى مجموعة من المواد التفاعلية كالألعاب والفيديوهات والمسابقات وغيرها.
خدمة الأمين: الابتزاز الإلكتروني للشركات يستحوذ على إجمالي البلاغات
كشفت خدمة الأمين في شرطة دبي عن أن بلاغات الابتزاز الإلكتروني تأخذ نصيب الأسد من إجمالي البلاغات التي تتلقاها الخدمة وبشكل خاص الابتزاز الإلكتروني للشركات الحكومية وشبه الحكومية من خلال قيام الهاكرز بالحصول على بيانات ومعلومات حول الشركات ومحاولة ابتزازها مادياً للحصول على أموال مقابل عدم نشر هذه البيانات أو الإفصاح عنها.
حملات توعية
وقال ممثل خدمة الأمين خلال مشاركته في المؤتمر الصحافي أمس، إن الابتزاز الإلكتروني تحول من الابتزاز للأشخاص إلى الابتزاز للشركات والمؤسسات الأمر الذي دعا خدمة الأمين إلى عقد شراكة مع هيئة تنظيم الاتصالات وشركتي اتصالات ودو بهدف تنظيم حملات توعية مستمرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والإعلامية وموقع هيئة تنظيم الاتصالات للتوعية بمخاطر الابتزاز الإلكتروني والتي تستهدف الأفراد والشركات على مستوى الدولة.
وأوضح أن هذه الحملات مستمرة من خلال محاضرات وندوات ورسائل توعية، مؤكداً أن الحملة تستهدف أيضاً توعية الأطفال والكبار من الابتزاز الإلكتروني، مشيراً إلى أن هنالك زيادة إيجابية في تفاعل الجمهور مع خدمة الأمين للإبلاغ عن الأشخاص الذين يحاولون ابتزازهم إلكترونياً الأمر الذي أدى إلى ارتفاع حجم البلاغات أخيراً.
خط ساخن
من جانبه قال الرائد الدكتور محمد خليفة آل علي مدير مركز وزارة الداخلية لحماية الطفل إن الخط الساخن تلقى منذ إطلاقه في نوفمبر الماضي ما يقارب 500 اتصال غالبيتها تتعلق بالاستشارات والاستفسارات من قبل الأهالي، في حين تم تلقي ما يقارب 30 بلاغاً عن اعتداءات بحق الأطفال تم التعامل معها وإحالتها إلى الجهات المختصة، موضحاً أن الاعتداءات التي يتعرض لها الأطفال قد تكون جنسية أو عاطفية أو جسدية أو حتى إهمال للطفل.
وأشار إلى أن الإمارات تحتل المرتبة 11 عالمياً في استخدام الإنترنت عبر الأجهزة الذكية، مؤكداً أن 80% من الأطفال في الإمارات يدخلون إلى عالم الإنترنت، وأن تعرضهم لمحتويات الإنترنت تبدأ من سن مبكرة جداً بين 2 إلى 3 أعوام.
وأضاف أن الدراسات أظهرت أن 46% من الأطفال الذين يتعرضون للأذية أو التهديد عبر الإنترنت يبلغون ذويهم عما حصل لهم في حين تخفي النسبة الباقية ما حدث لهم لأسباب متعددة من أبرزها الخوف والتردد.
وأوضح أنه وبتوجيهات كريمة من الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، تم إطلاق الخط الساخن الموحد على مستوى الدولة لحماية الأطفال والإبلاغ عن حالات الاعتداءات التي قد يتعرضون لها.
ولفت آل علي إلى أن مركز وزارة الداخلية لحماية الطفل سيشارك في اليوم العالمي للإنترنت الآمن في العديد من المجالس الشعبية بهدف نشر التوعية بمخاطر الإنترنيت على الأطفال وكيفية تحصينهم من هذه المخاطر، منوهاً بأن المركز سبق له أن أصدر بحثاً خاصاً عن تعليم واستخدام ضوابط الحماية والوقاية في الأجهزة الذكية والتي يمكن من خلالها تأمين الأطفال وضمان عدم تعرضهم لمحتوى يسيء إليهم عبر الإنترنيت.
توعية
كشف عبدالرحمن شرف عن أنه يجري حالياً تخصيص 10 آلاف كتاب ضمن مبادرة أنا أقدر للقراءة في مجال التوعية الإلكترونية وتوزيع 1000 مكتبة متحركة على المدارس والجامعات تحتوى على كتب في مجال التوعية الإلكترونية إضافة إلى تجهيز 100 شاشة لمس يتم توزيعها على مختلف المدارس والجامعات تحتوى على آلاف الكتب الإلكترونية، كما يتم حالياً إنتاج مجموعة من فيديوهات التوعية الكرتونية والتمثيلية بهدف التوعية بالاستخدام الأفضل والامن للإنترنت.
تعليم ذكي
قال وليد آل علي مستشار التطوير المؤسسي في برنامج محمد بن راشد للتعليم الذكي، إن البرنامج الذي أطلق في عام 2012 تمكن من تزويد نحو 45 ألف طالب وطالبة ومعلم بوسائل التقنية الحديثة في المدارس الحكومية على مستوى الدولة بهدف الانتقال إلى التعليم الذكي.
ولفت آل علي إلى أن البرنامج يشارك في فعاليات الاحتفال باليوم العالمي للإنترنت الآمن بالتعاون مع برنامج خليفة لتمكين الطلاب من واقع مسؤوليته في توعية الطلاب بمخاطر الإنترنت من خلال تحميل شعار اليوم العالمي للإنترنت على شاشات ذكية في الصفوف وبث رسائل توعية وتنظيم مسابقات إلكترونية.
خوف
أطلقت شركة «نورتن» تقريرها الخاص بالأنشطة العائلية، الذي يسلط الضوء على مخاطر استخدام الأطفال في الإمارات للإنترنت، معتمدة في تقريرها على آراء وشكاوى الآباء والمدرسين على حد سواء، وعمل على إعداده خبراء الحماية والأمن الإلكتروني، وخلص إلى أن 54 في المئة من أطفال الإمارات الذين تتراوح أعمارهم بين 8 إلى 17 عاماً قد تعرضوا لموقف سيئ لدى استخدام الإنترنت، وأن 86 في المئة من الطلبة الذين شملتهم الدراسة يمنعهم الخوف أو الخجل من التحدث عن مشاكلهم، وأنه في حالة التعرض لمثل هذه المضايقات فهم يفضلون اللجوء إلى الآباء، وهؤلاء أكثر من الذين يلجؤون إلى الأصدقاء أو المدرسين أو السلطات المختصة.