أكد معالي الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، أهمية الزيارة المرتقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والتي تهدف إلى تأكيد العلاقات التاريخية مع الهند والارتقاء بها إلى مستويات استراتيجية أرفع وخاصة على المستوى الاقتصادي والطاقة والتكنولوجيا والبنية التحتية والشركات متوسطة الحجم والاستثمار والجوانب السياسية، مشيراً إلى أنها تأتي بعد الزيارة الناجحة لرئيس وزراء الهند إلى الإمارات في أغسطس من العام الماضي.
مشيراً إلى أن الزيارة تهدف إلى البناء على نتائج زيارة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي لدولة الإمارات في أغسطس الماضي، وتعزيز التعاون مع الهند بشأن مجموعة من القضايا التجارية والسياسية والأمنية.
وأعرب عن تطلع دولة الإمارات للتعاون بشكل أوسع وأن الزيارة جزء من الجهود التي تبذلها دولة الإمارات لمواصلة بناء العلاقات في جميع أنحاء آسيا وتعزيز دورها كبوابة رئيسية للمنطقة وجسر بين الأقطاب الاقتصادية العالمية من الشرق والغرب.
التواصل مع الدول
وأضاف في الإحاطة الإعلامية التي عقدها بمقر وزارة الخارجية بأبوظبي أمس، بمناسبة زيارة سمو ولي عهد أبوظبي على رأس وفد رفيع المستوى إلى الهند، أن الزيارة تعد جزءاً من تواصل الدولة مع الدول الرئيسية في العالم وفي آسيا، مشيراً إلى أنه كانت هناك زيارات سابقة للصين واليابان وكوريا الجنوبية والهند وهذه الدول من أهم الدوائر التي تسعى الدولة إلى تطوير علاقاتها بها.
الوفد المرافق
وقال إن الوفد المرافق لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يضم سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، ومعظم وزراء المجموعة الاقتصادية ووزير العمل ومحافظ المصرف المركزي وممثلي اللجنة المشتركة بين الإمارات والهند وكبار المسؤولين، وسيلتقي المسؤولين في الوفد نظراءهم من الجانب الهندي، مشيراً إلى أن الزيارة استراتيجية وليست مخصصة لتناول موضوع بعينه ولكن تبحث في كيفية نقل العلاقة الممتازة إلى مكان تستحقه.
زيارة سياسية ومالية
وأضاف أن الزيارة تنقسم إلى شقين سياسي وتتناوله المباحثات في نيودلهي والتي ستعقد في اليوم الثاني للزيارة 11 فبراير وسيلتقي صاحب السمو ولي عهد أبوظبي خلالها بالرئيس الهندي ورئيس الوزراء، وشق مالي في المباحثات المهمة التي يجريها الوفد في مومباي في 12 فبراير والتي تمثل المركز المالي للهند وستكون الزيارة واحدة من الزيارات المهمة لقادة خليجيين إلى مومباي لأنها نافذة الإمارات إلى العالم.
عوامل مشتركة
وأضاف أن الإمارات ترى أن هناك العديد من العوامل المشتركة مع الهند وتربطنا معها علاقة قديمة في التواصل معها ومع اقتصادها الديناميكي وهي جار مهم لنا والجالية الهندية من أكبر الجاليات الأجنبية بالدولة وتلعب دوراً بناء في اقتصاد الإمارات ومشاكلها قليلة رغم حجمها الكبير وننظر لها نظرة إيجابية، مشيراً إلى أن الزيارة تنطلق من واقع أن الهند بلد يقوم على مبادئ جزء منها مبادئ التعايش السلمي والتصدي للتطرق والإرهاب وما إلى ذلك من قضايا وهي مبادئ نتشارك فيها معاً.
حراك اقتصادي
وأوضح أن زيارة رئيس الوزراء الهندي في العام الماضي كانت ناجحة وأطلق مجموعة من المبادرات والتي تتماشى مع اقتصاد الهند النامي والذي يتوقع أن ينمو بدرجة أكبر في المستقبل والإمارات تريد أن تكون جزءاً من هذا الحراك الاقتصادي في هذا البلد المهم بالعالم.
علاقة قديمة
وأشار إلى أن علاقة الإمارات بالهند علاقة قديمة وإذا نظرنا إلى المطبخ الإماراتي نرى مدى تأثره بالمطبخ الهندي، والإمارات ترى في الهند نافذتها منذ القدم ومن أيام تجارة اللؤلؤ الذي كان يعتمد على التصدير إلى مومباي بالإضافة إلى دراسة جيل معين من أبناء الدولة في الهند وكذلك العلاج هناك ولكن لا يمكن أن تبقى العلاقات أثراً ولكن لا بد من تطويرها وتحديثها.
شريك تجاري
وأوضح أن الهند هي الشريك التجاري الأول للإمارات والتي تعد بدورها الشريك التجاري الثالث للهند ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 60 مليار دولار مقابل 180 مليون دولار في السبعينات من القرن الماضي ونسعى إلى زيادة التبادل التجاري بنسبة 60% في السنوات المقبلة وكذلك حجم الاستثمار الذي يبلغ حالياً 10 مليارات دولار.
نقلة نوعية
وقال قرقاش إن الإمارات لديها قناعة أن الاقتصاد الهندي عالمي ومهما يقال عن وجود تذبذبات في حجم نموه إلا أنه في طريقه للنمو الأمر الذي يحفزنا على الاستثمار انطلاقاً من ثقتنا في التنمية الاقتصادية هناك، معرباً عن أمله في أن تؤدي الزيارة المرتقبة إلى ترسيخ العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وتحقق نقلة نوعية في العلاقات المتميزة بينهما وهناك حرص على ذلك.
حوار استراتيجي
وأضاف أن الإمارات تتطلع إلى توسيع دائرة الحوار الإقليمي من أجل توفير الأمن والحماية الإقليمية ونحن لدينا موقف واضح ضد التطرف والإرهاب والهند عانت منه ونرى أنفسنا في القارب نفسه مع الهند في التصدي للإرهاب والأسباب التي تؤدي إليه وهو التطرف.
وأعرب وزير الدولة للشؤون الخارجية عن أمله أن يبنى على الزيارة تطوير الحوار الاستراتيجي مع نيودلهي لبناء قاعدة استراتيجية أكبر بين البلدين، مشيراً إلى أن علاقات الإمارات مع الهند تتجاوز الجانب الاقتصادي والسياسي ولكن هناك علاقات ثقافية وتجارية واحترام متبادل، مشيراً إلى أنه عندما تطرق إلى تأثر المطبخ الإماراتي بنظيره الهندي فإنها إشارة إلى تنوع التواصل بين البلدين.
عوامل النمو
وقال رداً على أسئلة الصحافيين: إن هناك رغبة كبيرة من الجانب الإماراتي في الاستثمار في الهند وهذا ما يجمع البلدين والهند ليست اقتصاداً هائلاً فقط بل في حالة تطور رغم التذبذبات التي يشهدها دائماً إلا أنه يتطور أكثر، مؤكداً أن هناك رغبة كبيرة في الاستثمار في الهند وهناك إيمان بمصداقية واستدامة النمو في اقتصادها تعد الهند أحد أهم عوامل النمو الأكبر في العالم.
قاسم مشترك
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت المقابلات خلال الزيارة تتطرق إلى التطرف والإرهاب، أشار قرقاش إلى أن الموضوع مهم لأنه يمثل هماً مشتركاً للهند والمنطقة والإمارات ومصدر قلق عالمياً وسيتم مناقشته في إطار القضايا الإقليمية على جميع المستويات، معرباً عن تقديره لموقف رئيس الوزراء الهندي وتقديره لموقف الإمارات في هذا المجال ونحن نتعامل مع هذه القضايا بشفافية وخاصة مشكلة الإرهاب والتطرف.
ملف اقتصادي
وقال إننا يجب أن ننظر إلى الملف الاقتصادي بطريقة استراتيجية انطلاقاً من رغبة الإمارات في تعزيز حجم الاستثمارات وزيادته إلى أكثر مما هي عليه حالياً، حيث تبلغ قيمتها 10 مليارات دولار ونزيد كذلك حجم التبادل التجاري البالغ قيمته حالياً 60 مليار دولار ولكن هناك استثمارات خاصة من قبل الشركات الوطنية ورجال الأعمال الذين لديهم برامجهم الخاصة ونحن لا نتدخل في تلك البرامج التي تتعلق بالمناخ الاستثماري وبحكم توجهنا نعمل بشكل عام على زيادة التبادل التجاري، مشيراً إلى أن هناك بعض الملفات العالقة سيتم التطرق إليها على مستوى الوزراء المشاركين في الوفد وبشكل عام فإنه في اقتصاد بحجم دولة كالهند لا بد أن تكون هناك بعض الملفات العالقة.
صندوق الاستثمار
وقال إن تطوير البنية التحتية في الهند يجعل شبه القارة الهندية تعمل بشكل أفضل ونحن بدورنا نسعى إلى أن نكون جزءاً من هذا التطور، مشيراً إلى أن الهند تسعى لاستقطاب الإمارات للاستثمار وهناك بحث لآليات الاستثمار نظراً لأن الهند معتادة إلى العمل مع المؤسسات غير الحكومية وبالنسبة لصندوق الاستثمار في البنية التحتية في الهند والذي أعلنه رئيس الوزراء الهندي لدى زيارته للإمارات بقيمة 75 مليار دولار فإن المشكلة هي العمل على ترويجه ونحن نؤكد أهمية إطلاق الآليات للعمل والاستثمار في الهند.
ماض وحاضر
ورداً على سؤال حول إذا ما كانت الزيارة تتضمن عقد اتفاقيات وخاصة في الملف الأمني بين البلدين، أوضح الدكتور أنور قرقاش أن هناك «ترسانة» من الاتفاقيات والعقود المهمة التي وقعت بين الجانبين في السنوات الماضية وعلاقتنا في وضع جيد جداً وهذا يعني أن العلاقات يمكن أن تتطور وبناء شراكات استراتيجية انطلاقاً من إدراكنا من أن الهند جزء من ماضينا وحاضرنا.
دور القطاع الخاص
وأشار إلى أنه بعد زيارة رئيس الوزراء الهندي إلى الإمارات والتي جاءت بعد 30 سنة من آخر زيارة للإمارات رأينا رغبة قوية بين البلدين لنقل العلاقات إلى الأمام والحكومة دائماً تقف خلف القطاع الخاص لتشجيعه.
منظور استراتيجي
وقال رداً على سؤال عن تناول الزيارة مسألة الصعود المتزايد لإيران في المنطقة: إن الإمارات لا تريد أن تجعل الهند تنخرط في مشكلة أخرى أو تكليفها بالعمل بالوكالة ولكن نسعى من أجل ما يمكن تسميته بتحقيق منظور استراتيجي وشراكة بين البلدين.
تعزيز الأمن
وأوضح في رده على سؤال حول إمكانية أن تلعب الإمارات دوراً في تعزيز الأمن وفي شبه القارة الهندية استناداً على صداقتها لكل من الهند والباكستان في ظل القلاقل بينهما، أوضح أن الإمارات واضحة في عدم وجود منطقة رمادية بالنسبة للتطرف والإرهاب وفي الوقت الذي رأى البعض أن الإمارات متشددة في مواجهة ذلك إلا أن المشكلة ليست في الشخص الذي يفجر نفسه ولكن في الذي يدفعه إلى التفجير.
وأكد أن زيارة سمو ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى الهند تأتي انطلاقاً من أن الهند من أهم الدول التي نتواصل معها ورأينا خلال زيارة رئيس الوزراء الهندي استجابة واضحة لمواقف الإمارات.