تضمن برنامج حفل تكريم جائزة أبوظبي الذي أقيم مساء أمس في فندق قصر الإمارات عرض أفلام وثائقية قصيرة قدمت نبذة عن حياة المكرمين وأعمالهم الإنسانية والنبيلة وإنجازاتهم البارزة في المجتمع.

فقد كرم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، العقيد ركن طبيب عائشة سلطان الظاهري، حيث عملت في مهمات إغاثية رسمية عديدة خارج الدولة، في الأماكن التي تشهد صراعات ومخاطر من أجل تقديم الخدمات الإنسانية وتوفير الرعاية الطبية، وتعمل الدكتورة طبيبة عسكرية في مستشفى زايد العسكري.

قيادة أول فريق طبي

وقامت الدكتورة عائشة بتولي قيادة أول فريق طبي نسائي في أريتريا، حيث يقوم الفريق بتوفير الرعاية الصحية والدعم الإنساني للاجئين اليمنيين والمواطنين الأريتيريين في المناطق المختصة، كما قامت بالتطوع للذهاب في مهمات إغاثة رسمية إلى كوسوفو وأفغانستان والصومال من أجل توفير الرعاية الطبية للمرضى والجرحى والمساهمة أيضاً في توليد النساء.

رائدة علم الوراثة

كما كرم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الدكتورة لحاظ إبراهيم الغزالي، التي تعد من رواد طب الجينات وعلم الوراثة في العالم العربي، حيث كرست حياتها في تحديد ودراسة الأمراض والحالات الوراثية النادرة لدى العائلات على مستوى المنطقة.

وانتقلت الطبيبة العراقية البريطانية إلى مدينة العين مع زوجها في تسعينيات القرن الماضي في الوقت الذي كانت المعرفة بعلوم الجينات نادرة في دولة الإمارات والمنطقة، وعلى مر الأعوام وبفضل عمل الدكتورة لحاظ الغزالي ومسيرتها المهنية كبروفسورة واستشارية في مجال طب الجينات وطب الأطفال في جامعة الإمارات فقد أسهمت في إطلاق حملات التوعية المجتمعية وتوسيع نطاق التعاون مع المؤسسات الدولية المتخصصة في إجراء الأبحاث وعملت على وضع أول قاعدة بيانات للجينات في دولة الإمارات.

ومن أهم إنجازاتها اكتشافها لمرض وراثي وجيني في الإمارات مما أدى إلى إطلاق اسمها عليه وهو متلازمة الغزالي، بالإضافة إلى إطلاق خدمة الطب الوراثي المدعومة من مختبرات الخلايا والمورثات والتي غطت جميع سكان دولة الإمارات ووفرت الاستشارات والمعلومات والدعم للعائلات التي تعاني من أمراض ومشكلات وراثية.

وتمكنت بفضل أعمالها من نيل عدد من الجوائز على المستويين المحلي والدولي ومنها جائزة لوريال - اليونسكو للنساء الرائدات في مجالات العلوم وهي جائزة مرموقة ومعروفة على مستوى العالم.

تكريم الشعراء

كما شمل التكريم الدكتور الأردني غسان الحسن، الذي يبلغ من العمر 71 سنة، وهو يعد خبيراً في الشعر النبطي، ومن أبرز الباحثين في مجال الشعر على مستوى المنطقة، وقد عرف بجهوده في دراسة وتحليل هذا الشعر العريق التقليدي باعتباره أول شخص على مستوى العالم الذي حصل على شهادة دكتوراه في الشعر النبطي.

وتمكن الدكتور بفضل علمه وخبرته من إضافة قيمة لهذا النوع من الشعر وإعطائه منظوراً أوسع من خلال قيامه بجمع الشعر النبطي وتوثيقه الأمر الذي يعتبر مهما بالنسبة لدولة الإمارات.

وقد أمضى الدكتور غسان أكثر من 40 سنة في دولة الإمارات وهو يعمل كمستشار ثقافي في لجنة إدارة المهرجانات الثقافية والتراثية، حيث أشرف على العديد من المشاريع التي تسهم في الحفاظ على الموروث الشعبي والثقافي الإماراتي وساهم في إحياء الشعر النبطي العريق والتقليدي في دولة الإمارات.

صاحب المبادرات الوطنية

وشمل التكريم المرحوم محمد خلف المزروعي الذي كان له دور بارز في إطلاق المبادرات ووضع السياسات التي تسعى للتمسك بالعادات والتقاليد الإماراتية، كما استطاع أن يشكل صلة وصل بين الحاضر والماضي من أجل نقل التراث الإماراتي العريق إلى جيل الشباب. واستطاع المرحوم ترك بصمة في كل مشروع تولاه ووجه جهوده في كل اتجاه من خلال عمله كمستشار لشؤون الثقافة والتراث في ديوان صاحب السمو ولي عهد أبوظبي، وكان على الدوام مرجعاً ومصدراً لكل ما يخص الثقافة والتراث في مختلف الفعاليات والمهرجانات التي كانت تهدف إلى تسليط الضوء على العادات والتقاليد الإماراتية.

كما ساهم من خلال العمل من وراء الكواليس على تشجيع الإماراتيين من مختلف الأعمار والاهتمامات على المشاركة في الفعاليات الثقافية والمهرجانات في مختلف أرجاء إمارة أبوظبي.

وكان المرحوم محمد خلف المزروعي الذي توفي عام 2014 وهو في الـ48 من عمره، قد تفانى وعمل بكل إصرار وشغف من أجل تحقيق النجاح في تعزيز الهوية الوطنية لدى جيل الشباب في الإمارات.

أول متخصصة في طب الطوارئ

وكرم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الدكتورة عائشة مصبح المعمري التي أكملت دراستها وتدريبها في مجال الطب خارج الدولة وأصبحت أول طبيبة إماراتية متخصصة في مجال طب الطوارئ، حيث كانت تعرف دائماً بمبادرتها لتلبية النداء والتطوع فكان من أبرز مشاركتها تلك الأخيرة التي قامت بها بالتطوع في اليمن من أجل إغاثة جنود الوطن خلال مهمتهم الرسمية ضمن قوات التحالف لتكون بذلك أول طبيبة إماراتية مدنية تقوم بهذا الواجب.

إضافة إلى ذلك فهي تتابع العمل على تطوير وتوسيع قسم طب الطوارئ في مستشفى المفرق، حيث تعمل استشارية في طب الطوارئ والعناية المركزة ورئيسة مجلس إدارة جمعية الإمارات الطبية (فرع أبوظبي) في مستشفى المفرق، كما تعد أيضاً من مؤسسي كلية الطب المصغرة التي تمثل برنامجاً تثقيفياً صحياً مخصصاً لكل من يرغب من أفراد المجتمع بتطوير خبراتهم الطبية وتحسين ظروف حياتهم اليومية، وهي أيضاً من مؤسسي جمعية الإمارات لطب الطوارئ غير الربحية والتي ينتمي إليها الأطباء والممرضون العاملون في طب الطوارئ.

مطوِّر مهارات قادة المستقبل

وكرم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، وهو رجل ذو بصمة مميزة وصاحب شخصية متمكنة في دولة الإمارات المعاصرة وقد سخّر خبراته ومؤهلاته لتطوير مهارات قادة المستقبل وتحديد أطر عمل أهم المؤسسات من أجل تقدم الدولة. وقام معالي الدكتور أنور قرقاش بتقديم دعم ملحوظ للأجيال الناشئة من أجل إنتاج كوادر معطاءة قادرة على خدمة دولة الإمارات كما يعد محركاً أساسياً في إثراء التجربة البرلمانية والحكومية في دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال الجهود التي بذلها في زيادة المشاركة النسائية في المجال السياسي.

ومنذ عام 2006 كان دور معالي الدكتور أنور قرقاش محورياً في وضع البنية البرلمانية في الدولة بناء على رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، فيما يتعلق بتطوير أنظمة العمل السياسي في الدولة.. وكان تمثيل المجلس الوطني الاتحادي ودوره كمؤسسة مزدهرة وناجحة تتولى مناقشة المسائل القانونية والقضايا المهمة بالنسبة للمواطنين قد شكل تجربة متطورة في سياق بناء الدولة وإثراء العمل البرلماني بالنسبة للمواطنين في دولة الإمارات.

إضافة إلى ذلك وظّف معالي الدكتور قرقاش خبراته ومؤهلاته من أجل تطوير دولة الإمارات فيما يتعلق بالشؤون الخارجية.