لمشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

أكد سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل حاكم أبوظبي في المنطقة الغربية رئيس هيئة الهلال الأحمر، التزام الإمارات برسالتها الإنسانية العالمية بكل تجرد ونكران ذات، ودون النظر لأي اعتبارات أخرى سواء كانت عقائدية أو عرقية أو طائفية، مشيراً إلى أن الحاجة هي المعيار الوحيد لمساعدة البشر والوقوف إلى جانبهم.

وأضاف سموه: «سيظل هذا ديدن الإمارات وقيادتها الرشيدة ونهجها الثابت في مساندة شعوب العالم كله، بفضل جهودها الإغاثية والتنموية واستجابتها الإنسانية، خصوصاً في اليمن وسوريا والعراق، إلى جانب دورها البارز في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية في الفترة بين 2000 – 2015».

جاء ذلك في كلمة لسموه، ألقاها نيابة عنه الدكتور محمد عتيق الفلاحي الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر، خلال الدورة الثالثة عشرة من معرض ومؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير «ديهاد» في مركز دبي التجاري، أمس. وينظم المؤتمر والمعرض العام الجاري تحت شعار «أهمية الابتكار في الإغاثة والتطوير»، تماشياً مع رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لجعل دبي مركزاً عالمياً للإنجازات المبتكرة في كل المجالات.

تضافر الجهود

وقال سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان: «ما نراه اليوم على الساحة الإنسانية يضعنا أمام تحديات كبيرة لن نتجاوزها إلا من خلال التعاون البناء وتضافر الجهود لتقليل الخسائر البشرية الناجمة عن حدة النزاعات وشدة الصراعات والكوارث، كما أن المشاهد الدامية للقتل والتدمير والتشرد والحرمان وسط الأطفال والنساء، يفرض علينا تفعيل الشراكات، والتحرك الجماعي دون تأخير لتقليل الخسائر في الأرواح وإنقاذ الطفولة البريئة من مخالب الصراعات التي لن تولد إلا المزيد من الخراب والدمار».

وشدد سموه على أن الابتكار يمثل رؤية استشرافية مبكرة لمستقبل العمل الإنساني على المدى البعيد وعلى جميع الصعد، هدفها ضمان حياة كريمة لضحايا النزاعات والكوارث، وسيكون لها آثار إيجابية في العمل الإنساني من خلال التخطيط للمستقبل بأدوات مبتكرة.

وأضاف سموه: «نرسم معاً في هذا الحدث الدولي، ملامح رؤيتنا المستقبلية لجهودنا الإغاثية والإنسانية المشتركة، ونضع بصمة جديدة على طريق العطاء الإنساني اللامحدود، والذي سارت على هديه الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ورسمت الإمارات معالم هذا الطريق عبر مسيرة طويلة من البذل والمبادرات التي وضعت حداً للكثير من القضايا الإنسانية، وأحدثت الفرق المطلوب في مستوى التدخل السريع والرعاية ومواجهة التحديات التي تؤرق البشرية وتعيق مسيرتها نحو تحقيق الاستقرار والتنمية المنشودة».

وتابع سموه: «ليس من باب المصادفة أن تأتي الإمارات في المرتبة الأولى عالمياً للعام الثاني على التوالي كأكبر جهة مانحة دولياً للمساعدات الإنمائية مقارنة بدخلها القومي، كما جاء أخيراً في تقرير لجنة المساعدات الإنمائية (DAC) التابعة لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادي (OECD)».

نقلة نوعية

وقال سموه: «يعتبر اجتماعنا اليوم تحت مظلة (ديهاد) محطة مهمة لتعزيز مسيرة العون الإنساني والإغاثي إقليمياً وعالمياً، ومن شأنه إحداث نقلة نوعية في مستوى الجهود المشتركة لتطوير آليات العمل وتنسيق البرامج والمواقف الإنسانية تجاه العديد من القضايا التي تؤرق المجتمعات البشرية وتضعف قدرتها في الحصول على احتياجاتها الأساسية».

وزاد: «في هذه اللحظة التي نجتمع فيها تحت هذا السقف الإنساني، هناك الملايين حول العالم يواجهون شتى صنوف المعاناة ويقفون على حافة الهاوية، وتطالعنا صباحاً ومساءً صرخات الأطفال وأنات الأمهات، وتخترق آذاننا صيحات الاستغاثة ونداءات الضمير الإنساني والواجب الأخلاقي، هذه الصورة القاتمة ستظل باقية ما لم يكن تحركنا سوياً على قدر الحدث وعظمة المسؤولية، وما لم نستغل ما نمتلكه من قدرات وطاقات الاستغلال الأمثل، وتسخير مكامن قوتنا لحشد الدعم والتأييد للقضايا الإنسانية الراهنة».

مرتبة مرموقة

بدورها، أكدت حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، سمو الأميرة هيا بنت الحسين، رئيسة مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي سفيرة الأمم المتحدة للسلام، حرص قيادة الإمارات على الاستجابة السريعة للأزمات والكوارث الإنسانية في كل مكان، ومدّ يد العون بشكل مستمر للوقوف بجانب المحتاجين وتخفيف معاناة المنكوبين واللاجئين والنازحين.

وأثنت الأميرة هيا في كلمة لها، ألقاها نيابة عنها المستشار إبراهيم بوملحة، مستشار صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للشؤون الثقافية والإنسانية ورئيس مجلس إدارة اللجنة العليا للمؤتمر، على الجهات الإماراتية المانحة والتي لا تدخر جهداً لتوفير التمويل اللازم لبرامج المساعدات الإنسانية والإغاثية، ما جعل الإمارات تحتل مرتبة مرموقة في ترتيب أكثر الدول المانحة للمساعدات في العالم، خصوصاً أن إمارة دبي تـُعد عاصمة الأنشطة الخاصة بالإغاثة وتقديم المساعدات الإنسانية.

ويناقش «ديهاد» الذي افتتحه المستشار إبراهيم بوملحة بحضور عدد من مديري الدوائر والجهات المحلية، موضوعات خاصة بالأمن الغذائي والتغذية والمياه والصرف الصحي والرعاية الصحية والنقل والخدمات اللوجستية، وطرق معالجتها وإيجاد حلول مبتكرة لتخفيف مأساة المحتاجين، في ظل زيادة الأزمات الإنسانية العالمية.

هيلين كلارك لـ« البيان »: الإنفاق على الاحتياجات الإنسانية تضاعف 3 مرات

دعت هيلين كلارك، مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، إلى إعادة التفكير في الآلية المثلى للتعاون في مجال الاستجابة للعدد المتزايد من الصراعات الدائرة في العالم.

وقالت كلارك لـ«البيان»، إن الإنفاق على الاحتياجات الإنسانية تضاعف ثلاث مرات في السنوات العشر الأخيرة، مؤكدة أن هذا الإنفاق لا يجاري الاحتياجات المتزايدة.

تعزيز التنسيق

وأعربت كلارك عن تخوفها من آثار ونتائج التغير المناخي الذي توقعت له المزيد من التدهور على امتداد العقود المقبلة، لا سيما الكوارث والفيضانات وموجات الجفاف المتتابعة.

وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك العاجل للقيام بخطوات عملاقة في العمل بكفاءة أكبر على امتداد الجهود الإنسانية والإنمائية والمتعلقة ببناء السلام والموارد المتاحة.

وأوضحت أن تعزيز التنسيق في الميادين الثلاثة المتعلقة بالتنمية والجهود الإنسانية وبناء السلام هو المتغير الأساسي الذي يتعين تحقيقه بشكل عاجل، مضيفة: «هناك تقدم مشجع في هذا الشأن ولكن لابد لنا من القيام بالمزيد وعلى وجه السرعة».

وأضافت كلارك: «الإغاثة التقليدية في المقام الأول، تليها التنمية في وقت لاحق، هو منهج فكري لا يمكننا الاستمرار في الدفاع عنه عند التعامل مع الأزمات المعقدة والمطولة التي نواجهها اليوم، وهذا هو السبب الذي جعل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يدعم منهجية التنمية القائمة على المرونة للتعامل مع الأزمات التي طال أمدها، مثل تلك التي تعاني منها سوريا والدول المجاورة».

إشراك المرأة

ودعت كلارك إلى إشراك المرأة في جهود تقليل الكوارث ومنع حدوث الأزمات، كما شددت على أهمية إشراك الشباب في الطرق التجديدية للاستجابة للأزمات، مستحضرة جهود هذه الفئة في إزالة كميات كبيرة من النفايات من عدة مدن يمنية العام الماضي، ما قلل من مخاطر انتشار الأمراض بين السكان.

وأكدت مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، ضرورة دعم الأنظمة القومية وليس استبدالها، داعية دول العالم إلى توقع أماكن وقوع الكوارث والأزمات، وعدم انتظار حدوثها للاستجابة لها بالمعونات الطارئة، مع تكثيف العمل الجماعي لتجاوز الحاجز الإنمائي الإنساني.

مشاركة

شاركت مؤسسة دبي لرعاية النساء والأطفال في فعاليات مؤتمر ومعرض «ديهاد»، لتوسيع قاعدة شراكاتها مع مختلف الجهات العاملة في مجال العمل الخيري والإنساني، من خلال استعراض البرامج والمشاريع التي تنفذها والخاصة برعاية وحماية ضحايا العنف الأسري والإساءة للأطفال والاتجار في البشر.

كما شاركت مؤسسة «سقيا الإمارات» في هذه المنصة العالمية، بهدف التواصل مع الجهات المعنية من الشركات والقطاعات الحكومية، لتعزيز مكانة الدولة في المبادرات والمساعدات الإنسانية والترويج لجائزة محمد بن راشد آل مكتوم العالمية للمياه.

مؤسسة دبي العطاء تستعرض إنجازاتها

أعلنت مؤسسة دبي العطاء خلال مشاركتها في «ديهاد» عن أبرز إنجازاتها خلال العام الماضي.

وأشارت إلى مساهمتها بـ5 ملايين درهم لدعم مبادرة «تراحموا» لمساعدة اللاجئين السوريين، وإطلاقها برنامجاً تعليمياً ثنائي اللغات بقيمة 4.9 ملايين درهم في السنغال، لإفادة 10500 طفل، و300 من المعلّمين ومديري المدارس، و24 مفتّشاً في مجال التعليم، بجانب مساهمتها بـ11 مليون درهم في أكبر برنامج عالمي للتخلص من الديدان المعوية في المدارس بالهند.

وقال طارق القرق، الرئيس التنفيذي للمؤسسة: «تهدف المؤسسة إلى تنفيذ أكثر من 1400 برنامج تنمية بشرية في أكثر من 116 بلداً حول العالم، تستهدف 130 مليوناً من المحتاجين بحلول عام 2025».

وأضاف: «انضمت المؤسسة في سبتمبر الماضي إلى ممثلي الأمم المتحدة والوكالات الأخرى في نيويورك لمناقشة أهداف التنمية المستدامة للسنوات الـ 15 المقبلة».

وعلى المستوى المحلي، أوضح القرق أن حملة دبي العطاء الرمضانية «نعلّم بعضنا البعض»، حظيت بدعم من 33 مؤسسة من القطاعين العام والخاص، وكذلك المجتمع الإماراتي ككل، وتبنى مانحو دبي العطاء 26 مدرسة حول العالم كجزء من مبادرة المؤسسة «تبنّ مدرسة»، والتي استفاد منها ما يقارب 150 طالباً في كل مدرسة.دبي ــ البيان

تعاون بين «الأوقاف وشؤون القصّر» وبرنامج الأغذية العالمي

أعلنت مؤسسة الأوقاف وشؤون القصّر خلال مشاركتها في معرض «ديهاد»، عن تعاونها مع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة ضمن برنامج «سلمى للمساعدات الإنسانية» لدعم أهدافهما المشتركة في المبادرات الإنسانية.

وتَعتبرُ مؤسسة الأوقاف وشؤون القصر برنامجَ الأغذية العالمي شريكاً رئيسياً لها في دعم أهدافها المتمثلة في تقديم المساعدات الإنسانية للعديد من دول العالم عبر برنامج «سلمى»، في إطار محاربة الفقر والوصول إلى المحتاجين المتضررين من النزاعات والكوارث البيئية في المنطقة والتي ألقت بظلالها على مئات الآلاف من البشر.

وقال طيب الريس، الأمين العام للمؤسسة: «تعاوننا مع واحد من أعرق البرامج التابعة للأمم المتحدة يؤكد المكانة المرموقة التي وصل إليها برنامج سلمى للمساعدات الإنسانية والسمعة العالمية التي تنسجم مع توجهات دولة الإمارات كواحدة من كبرى الدول المانحة على مستوى العالم، وفي ذات الوقت فإن تقدم البرنامج من خلال الشراكات الدولية يخدم تطلعات دبي لتكون عاصمة الاقتصاد الإسلامي عالمياً».

وأكد الريّس أن «سلمى» برنامج عالمي قائم على قاعدة الاستدامة الوقفية، وعابر للحدود يهدف للإغاثة العاجلة بالتعاون مع المنظمات الإغاثية المحلية والدولية المعتمدة، وإدارة إنتاج وجبات مغلفة ومطابقة لمعايير الجودة الغذائية وطويلة الأمد وحلال 100%.دبي ــ البيان