تحرص القيادة الرشيدة لدولة الإمارات على دعم القيم الإنسانية وترسيخ ثقافة العمل التطوعي، إيماناً منها بأنها تعتبر رافداً أساسياً من روافد تنمية المجتمع والنهوض بمكانته، ما جعل هذه الثقافة راسخة في نفوس أبناء الوطن ومتجذرة في وجدانهم، عززتها قيم التسامح والتعايش مع الآخرين.
مساهمة شباب الإمارات بما يزيد على مليون ساعة تطوع محلياً وعالمياً من خلال حملة المليون متطوع وبرامجها التعليمية والصحية والثقافية لم يأت من فراغ، بل هو نتيجة طبيعية تؤكدها سمات الشخصية الإماراتية، حتى استطاعت هذه الحملة أن تصل برسالتها الإنسانية إلى أكثر من 3 ملايين طفل ومسن في مختلف دول العالم.
ركيزة أساسية
يقول عيسى البدواوي رئيس فريق نشامى الإمارات التطوعي إن التطوع ركيزة أساسية في دولة الإمارات، حيث يتلقى الشباب المنخرطون في هذا العمل الإنساني الدعم من الحكومة والمسؤولين لإبراز طاقتهم في العمل التطوعي وعكس الصورة الحضارية التي تتميز بها الإمارات.
ويضيف «أنا كغيري من الكثير من المواطنين اصبح التطوع لدينا شيئاً رئيساً، وليس تكميلياً يدخل في تفاصيل الحياة اليومية، لأن الآباء المؤسسين زرعوا فينا حب تقديم المساعدة للآخرين من خلال الأعمال الإنسانية التي توزعت في مختلف بقاع العالم، وعلى رأسهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه».
ويوضح أن فريق نشامى الامارات التطوعي تأسس في 2009 وكان اسمه آنذاك فريق حتا دبي التطوعي، وتم تغير الاسم في 2014، ويضم الفريق نخبة من المواطنين الموظفين وطلاب الجامعات والمدارس ويبلغ حاليا عدد المنضمين للفريق 500 متطوع ومتطوعة.
ويتابع البدواوي «نعمل على توجهات رئيسة تتمثل في ثقافة التطوع، والمبادرات الإنسانية مثل زيارات المرضى وكبار السن والمعاقين، إلى جانب المبادرات الثقافية من خلال تقديم محاضرات وورش عمل عن أهمية التطوع في المدارس والجامعات، علاوة عن المبادرات الاجتماعية والتي تتضمن تنظيم مؤتمرات ومنتديات وفعاليات حول التطوع، وحتى اليوم نظمنا أكثر من 200 فعالية في هذا المجال، ولدينا 15 عضواً مؤهلاً لقيادة مجموعات وفرق تطوعية يمتلكون خبرات طويلة في هذا الشأن، كما شارك الفريق في تنظيم مؤتمر اللغة العربي منذ استضافته في دبي».
مساعدة الآخرين
من جانبها تقول ميثاء علي اختصاصي التواصل في هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي ونائب رئيس فريق نشامى الإمارات التطوعي: بدأت التطوع منذ سن مبكرة وشجعني على ذلك الأهل الذين زرعوا في نفسي حب تقديم المساعدة للآخرين، وقادني فضول للبحث عن التطوع والقراءة عنه فوجدت أن عطاء المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، كان بلا حدود وطال مختلف بقاع الأرض، فتأثرت بشخصيته كثيراً وألهمتني كيفية زرع البسمة على وجوه الناس وتحقيق السعادة لهم، واعتبره قدوة في هذا العمل الإنساني على المستوى العربي والعالمي.
وزادت: كنت في المدرسة احرص على مساعدة زميلاتي ورشحتني مديرة المدرسة والمدرسات للعمل التطوعي، وشاركت في تنظيم العديد من الفعاليات في المرحلة الجامعية من أبرزها منتدى الإعلام العربي والقمة الحكومية، إلى جانب المشاركة في مؤتمرات دولية استضافتها دبي.
وتضيف ميثاء «التحقت بفريق نشامى الإمارات التطوعي في 2012 وقام الفريق بالتعرف على الأيام العالمية المعتمدة من قبل الأمم المتحدة من خلال موقعها الإلكتروني، واطلعنا عليها وقررنا أن نطلق مبادرات شبابية تتزامن مع هذه المناسبات من بينها حملة (سعادة وابتسامة) التي تزامنت مع يوم السعادة العالمي التي أطلقناها على مواقع التواصل الاجتماعي وطلبنا من الجمهور أن يكتبوا أحلامهم وتم تحقيق أحلام 10 مشاركين من خلال فعالية نظمناها، كما اطلقنا مبادرة (بأعينهم) والتي تزامنت مع يوم العمال العالمي، كذلك قمنا بربط عام القراءة مع يوم الكتاب العالمي، وأطلقنا مبادرة لسائقي تاكسي دبي بعنوان (مبادرة يوم الكتاب) في حديقة الممزر».
رد الجميل
بدورها تقول عائشة شكرالله، متطوعة إماراتية، إن مجتمع الإمارات مبني على التسامح والسلام والتعايش مع الآخر، والتطوع والعطاء سمة أساسية من سمات أبناء الإمارات زرعها فينا مؤسس دولة الإمارات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، ونحن اليوم نسير على خطاه، معتبرة أن التطوع ولاء للوطن ورد الجميل له، خاصة أن قيادتنا الرشيدة حرصت على أن يكون لجميع المواطنين دور في التنمية الاجتماعية وفتحت الباب أمام هذا الجانب الإنساني، وأثبتت المرأة الإماراتية أنها رائدة في مجال العمل التطوعي.
وذكرت «بدأت الالتحاق بالأعمال التطوعية في 2003 وشاركت في العديد من الأعمال التطوعية داخل الدولة وخارجها، وحصلت حتى الآن على أكثر من 300 شهادة تقدير في هذا الجانب»، مبينة أن التطوع عمل اجتماعي يؤكد التعاون ويبرز الوجه الإنساني والحضاري للعلاقات الاجتماعية وأهمية التفاني في البذل والعطاء، ويعكس صورة حضارية وإنسانية لدور الأفراد في المجتمع، ويجسد حب الإيثار في مساعدة الناس إضافة إلى اكتساب خبرات ومهارات جديدة وصقل الشخصية.
وأفادت بأن القيادة الرشيدة في الإمارات رسخت ثقافة العمل التطوعي من خلال دعمها القيم الإنسانية العالية، وإيمانها بأن العمل التطوعي يعتبر رافداً أساسياً من روافد تنمية المجتمع والنهوض بمكانته.