انتشرت في مراكز التجميل النسائية عملية «بديكير الأسماك» أو «دكتور فيش»، وتتضمن تنظيف ومعالجة الجلد الناشف، من خلال وضع القدمين في أحواض بها سمك صغير يأكل فضلات القدمين من جلد ورواسب وخلايا ميتة، حيث حظيت الخدمة برواج كبير عبر بعض مواقع الإنترنت، ما دفع وزارة الصحة ووقاية المجتمع إلى تحذير المواطنات الراغبات في السفر إلى الخارج من استخدامها، لخطورتها على الصحة والسلامة العامة، ولكونها تنقل الأمراض.
فيروسات
وقال الدكتور أمين الأميري، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع المساعد لشؤون الممارسات الطبية والتراخيص، إن استخدام الأسماك في العلاج والمساجات يشكّل خطراً على الصحة العامة، لأنها قد تكون سبباً في نقل أمراض معدية خطرة مثل الإيدز والالتهاب الكبدي الوبائي وأمراض فيروسية عدة، لافتاً إلى أنه في حال تبديل المياه تظل الفيروسات داخل فم الأسماك.
وقال إن «الصحة» خاطبت وزارة التغير المناخي والبيئة لحض البلديات في الدولة على عدم الترخيص لمثل هذه المراكز في الدولة، مؤكداً أنها موجودة في بعض مراكز التجميل والصالونات النسائية، ومنوهاً بأن وزارة الصحة لا ترخّص مثل هذه المراكز لخطورتها.
تحذيرات
ولفت الأميري إلى أن هناك تحذيرات عدة من المخاطر التي تشكّلها مثل هذه الممارسات على الصحة، صدرت عن دول أوروبية عدة، مشيراً إلى أنه لا يوجد دليل علمــي يثبت صحة الادعاءات العلاجية أو التجميلية لمثل هــذه العلاجــات باستخــدام الأسمــاك.
وقال الدكتور أنور الحمادي، استشاري ورئيس مركز الأمراض الجلدية التابع لهيئة الصحة في دبي، إن الأسماك تستخدم لأكل الجلد الميت وجزء من لحم القدم بعد وضع الأقدام في حوض ماء، ما قد يتسبب في حدوث نزف للدم غير مرئي في حوض السمك، وإذا كان هذا الدم حاملاً فيروس مرض معدٍ فإنه قد ينتقل إلى شخص آخر. وحذّر الحمادي من أن أي جرح في قدم سيدة حاملة لفيروس مثل الإيدز أو التهاب الكبد الوبائي يمكن أن يُنقل عبر الأسماك إلى سيدات أخريات ممن يلجأن إلى استخدام هذه الطريقة، مطالباً الجهات المعنية بملاحقة هذه المراكز النسائية وتكثيف الجولات الميدانية عليها، لدرء المخاطر التي تسببها في المجتمع.
وثمّن قرار وزارة الصحة بعدم الترخيص لمثل هذه المراكز التي انتشرت في مختلف دول العالم، مبيناً أن معظم دول أوروبا والولايات المتحدة منعت هذه الخدمة، لكونها مخالفة لجميع لوائح النظافة والتعقيم وحماية المواطنين من الأمراض المعدية.
سلامة
من جهته أكد المهندس مروان عبد الله المحمد، مدير إدارة الصحة العامة والسلامة في بلدية دبي، أن البلدية لا تمنح أياً من الصالونات أو المنتجعات الصحية ترخيصاً من قِبلها لممارسة نشاط ما يسمى بـ«باديكير الأسماك» أو «دكتور فيش»، مشيراً إلى أن البلدية تتبع تعليمات وزارة الصحة ووقاية المجتمع فيما يتعلق بصحة وسلامة الأشخاص مهما كان الإجراء، ومبيناً أن البلدية لا تعطي أي تراخيص لهذا النشاط بالتحديد إلا بعد حصول طالبه علــى ترخيــص مــن وزارة الصحــة أولاً.
وقال: «هذا يعني أن موافقتنا مرهونة بموافقة وزارة الصحة، إضافة إلى فرض شروطنا الصحية الصارمة فيما يتعلق بنظافة حوض الأسماك، وعدد مرات تنظيف الحوض، وآليات التنظيف والعناية، إضافة إلى شرط عدم وجود أسنان لتلك الأسماك».
ترخيص
ولفت إلى أن مكاناً واحداً فقط في دبي مصرح له بالعمل في هذا النشاط، منوهاً بأن ترخيصه قديم يعود إلى سنوات طويلة مضت، لكنه ملتزم حتى اليوم بشروط ومواصفات إدارة الصحة العامة كافة، لكونه أولاً يقع في مكان مصنّف أكثر من 5 نجوم، إضافة إلى التزامه التام بشروط النظافة والتعقيم والغسيل الدوري للحوض وغيرها من الاشتراطات.
تقنيات
قال الدكتور أنور الحمادي إن القائمات على الصالونات يدّعين عبر وسائل التواصل الاجتماعي فعالية مساج الأسماك، زاعمات أنه إحدى تقنيات التجميل الحديثة للعناية بالجلد والبشرة، ويقبل عليه العديد من الناس، خاصة من الطبقات الراقية وأهل الفن، من باب تغيير عملية العناية بالأقدام التقليدية (البديكير)، من دون إدراك لخطورتها.