أكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، أن الحضور القوي والفاعل لدبلوماسيتنا على الساحتيْن الإقليمية والدولية، واستضافة الدولة للعديد من المؤسّسات والمؤتمرات الدولية، ومشاركتها الفاعلة في الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب والتطرّف، وسعيها الدؤوب إلى بناء بيئة إقليمية ودولية قائمة على السلام والاستقرار والثقة المتبادلة، وما تقدّمه من مساعدات تنموية وإنسانية، فضلاً عن مساهماتها الفاعلة في عمليات حفظ السلام وحماية السكان المدنيين وإعادة التعمير للمناطق المنكوبة وغيرها، مكّنت الإمارات من بناء سمعة وصورة دولية متميّزة.
وأشار سموه في حوار خاص لمجلة «درع الوطن» ومجلة «كلية القيادة والأركان المشتركة»، إلى أن التغييرات الوزارية الأخيرة دليل على أن حكومة المستقبل منطلقة بشكل كبير لتحقيق الأهداف الطموحة المنتظرة منها؛ فالحكومة بهيكلها الجديد - الذي يلعب فيه الشباب دوراً محورياً مهماً - تستشرف المستقبل، وتهدف إلى إحداث تطوّر نوعي في طرائق العمل الحكومي وأدواته، والارتقاء بخدمات القطاعات الحيوية، وعلى رأسها التعليم والصحة، إلى جانب الاستثمار في بناء الإنسان من أجل ضمان ازدهار الوطن ورخائه وتحقيق السعادة للمواطن، كما أنها تعكس رؤية القيادة الرشيدة وتطلّعاتها المستقبلية إلى تحقيق مزيد من التطوّر والازدهار في مختلف المجالات، وترسيخ مكانة دولة الإمارات الريادية على المستوييْن الإقليمي والعالمي.
سلامة النهج
وقال سموه: لقد أثبتت التجربة سلامة النهج الذي اتّخذته سياستنا الخارجية منذ تأسيس الدولة على يدّ الوالد المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وحتى اليوم، وهذه السياسة - التي تميّزت بالنشاط والحضور القوي على الساحتيْن الإقليمية والدولية - تستهدي في جميع تحرّكاتها بالرؤى السديدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، حفظه الله، الهادفة إلى تبنّي سياسة خارجية موجّهة إلى خدمة الصالح الوطني، وصيانة سيادة الدولة؛ وتفعيل منظومة التعاون الخليجي؛ وتوثيق عُرى التكامل العربي؛ وحماية البيئة، واحترام حقوق الإنسان، والإسهام في تطوير نظام دولي أكثر عدلاً وإنصافاً، والمشاركة الإيجابية في كلّ ما من شأنه دعم التعاون الدولي في مواجهة التحدّيات الكونية المشتركة.
إن الحضور القوي والفاعل لدبلوماسيتنا على الساحتيْن الإقليمية والدولية، واستضافة الدولة للعديد من المؤسّسات والمؤتمرات الدولية، ومشاركتها الفاعلة في الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب والتطرّف، وسعيها الدؤوب إلى بناء بيئة إقليمية ودولية قائمة على السلام والاستقرار والثقة المتبادلة، وما تقدّمه من مساعدات تنموية وإنسانية، فضلاً عن مساهماتها الفاعلة في عمليات حفظ السلام وحماية السكان المدنيين وإعادة التعمير للمناطق المنكوبة وغيرها، مكّنت الإمارات من بناء سمعة وصورة دولية متميّزة، ونحن نتطلّع إلى المزيد من الانفتاح على العالم مستقبلاً، وتعزيز مكانة الدولة كقائد إقليمي في المجالات المتخصّصة، مثل: حقوق الإنسان والطاقة والتغيّر المناخي والتعاون الأمني الدولي، وضمان رعاية المواطنين في الخارج.
تغييرات وزارية
وحول القرارات الوزارية الأخيرة التي أعلنتها الحكومة، والتي من بينها استحداث منصب وزير للسعادة، ووزير للتسامح، ووزير لشؤون الشباب، قال سموه: التغييرات الأخيرة دليل على أن حكومة المستقبل منطلقة بشكل كبير لتحقيق الأهداف الطموحة المنتظرة منها؛ فالحكومة بهيكلها الجديد - الذي يلعب فيه الشباب دوراً محورياً مهماً - تستشرف المستقبل، وتهدف إلى إحداث تطوّر نوعي في طرائق العمل الحكومي وأدواته، والارتقاء بخدمات القطاعات الحيوية، وعلى رأسها التعليم والصحة، إلى جانب الاستثمار في بناء الإنسان من أجل ضمان ازدهار الوطن ورخائه وتحقيق السعادة للمواطن، كما أنها تعكس رؤية القيادة الرشيدة وتطلّعاتها المستقبلية إلى تحقيق مزيد من التطوّر والازدهار في مختلف المجالات، وترسيخ مكانة دولة الإمارات الريادية على المستوييْن الإقليمي والعالمي.
الخدمة الوطنية
وأضاف سموه: حقّقت دولتنا إنجازات كبيرة ومهمة في مسيرة البناء والتنمية، على الصعيديْن البشري والمادي، واستدامة هذه الإنجازات تتطلّب حماية، وهذه الحماية لن تتوفّر إلاّ على أيدي الشباب الإماراتي المتسلّح بروح عالية من الانتماء والولاء؛ فالروح المعنوية العالية المستعدّة للتضحية هي صمام الأمان لمجتمعنا وإنجازاتنا، وهي القادرة على الحفاظ على الأمن والاستقرار الداخلييْن، ومواجهة التحدّيات الخارجية، ودولة الإمارات تفخر بأبنائها وبناتها الذين لبّوا نداء الواجب بشكل فاق التوقّعات كلّها، ونحن على ثقة في أن الإمارات ستبقى بخير، طالما استمرّت هذه الروح العالية بين الشباب، وهنا نثمّن دور القوّات المسلّحة التي أسهمت في استقطاب منتسبي الخدمة الوطنية، وتدريبهم، وتخريج دفعات كبيرة منهم، ودورها الرئيس في بناء قيم الولاء والانضباط والالتزام والجدية، وترسيخها في نفوسهم، وتعزيز قدراتهم العسكرية.
وقال سموه: لقد لبّى جنود الإمارات نداء الواجب للدفاع عن الأمن الوطني والقومي، ومساندة الشرعية في اليمن، ونصرة الحقّ، والوقوف إلى جانب المستضعفين من أشقائنا؛ ومنهم من قدّم روحه في عزّة وكرامة، والقيادة الرشيدة - تثمّيناً منها لهذه التضحيات، وتخليداً لسيرة الشهداء وعطاءاتهم، الذين قدّموا نماذج مشرّفة لوطنهم - قرّرت تخصيص الثلاثين من شهر نوفمبر من كل عام، للاحتفاء بمعاني العطاء والتضحية، وليكون الشهداء رمزاً للأجيال القادمة، يفتخرون بهم وبأفعالهم، ويسكنونهم في الذاكرة الإنسانية والوطنية، ونحن نحيّي أرواح الشهداء، ونشدّ على أيادي أسرهم وأقاربهم وأصدقائهم، ونقول: الشهداء فخر وعزّ لدولتهم وشعبهم وقيادتهم، ستبقى بطولاتهم منارات تهتدي بها الأجيال عبر التاريخ.
تمكين المرأة
وأكد سموه أن للمرأة دوراً مهماً في بناء المجتمع، وتعزيز قيم الولاء والانتماء، وقال سموه: أولت دولتنا أهمية خاصة لتمكين المرأة في جميع المجالات، وعلى المستويات كافة؛ لتسهم بدورها الطبيعي كمشارك فاعل في عملية التنمية المستدامة؛ فالمرأة الإماراتية - منذ ما قبل تأسيس الدولة - شريكة الرجل في البناء والعطاء، وقفت إلى جانبه بقوة في أوقات الأزمات، ورافقته في أيام الخير والنعيم، ولم نستغرب اندفاع المرأة المواطنة لتلبية نداء الخدمة الوطنية، الذي كان بدافع المساهمة في الحفاظ على إنجازات الدولة؛ فهذه طبيعتها وفطرتها وتربيتها، أن تجسّد قيم العطاء والولاء والانتماء في المواقع كلها، ونحن فخورون بما نرى من نتائج ثمار التمكين، فقد أصبحت المرأة شريكاً أساسياً في قيادة مسيرة التنمية في الدولة، وتتبوأ أرفع المناصب في السلطات السيادية والتنفيذية والتشريعية، إضافة إلى حضورها القوي في ساحات العمل النسائي العربي والإقليمي والدولي، وتصدّرها بمنجزاتها تقارير المنظمات الإقليمية والدولية.
التركيبة السكانية
وحول الخطوات المهمة التي اتخذتها الدولة نحو معالجة قضية التركيبة السكانية، قال سمو الشيخ منصور بن زايد: «نظراً إلى البيئة المستقرة الآمنة الموجودة في دولة الإمارات، وتوفّر فرص العمل في القطاعات كافة، ونظراً إلى سهولة انتقال رأس المال وحرية التجارة، وبسبب النمو العمراني الذي يشهد ازدهاراً كبيراً منذ سنوات، فقد تحوّلت الإمارات إلى بيئة جاذبة للمؤهلات والخبرات والطموحين وأصحاب رؤوس الأموال، ويعمل الجميع تحت سقف من الاحترام والعدالة، بعيداً عن التمييز؛ إذ توفّر الدولة الأجواء أمام الجاليات لممارسة ثقافاتهم، وقد أشادت المنظمات الدولية بهذا التعايش الفريد بين نحو 200 جنسية، وتبذل الدولة جهوداً جادة لإعادة التوازن إلى التركيبة السكانية.
وأشار سموه إلى دور قواتنا المسلحة في تعزيز الأمن والاستقرار الدوليين، وقال سموه: «لم يكن قد مرّ على تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة عامان؛ حتى أرسلت جنودها إلى مصر للمشاركة في حرب أكتوبر، ثم بعدها بثلاثة أعوام، أرسلت فرقة إلى لبنان للمشاركة في قوات الردع العربية، ومنذ ذلك الحين وجيش الإمارات يسهم في الوقوف إلى جانب الأشقاء وحفظ السلام والمشاركة في حملات الإغاثة، بدءاً من مصر، مروراً بلبنان والكويت والصومال والبوسنة وكوسوفو وأفغانستان والبحرين، ثم محاربة إرهاب «داعش»، وأخيراً بالمشاركة في عاصفة الحزم في اليمن، وقد أدّى جنود الإمارات أدوارهم بكفاءة عالية، بشهادة الاستراتيجيين العسكريين وخبراء الإغاثة الدوليين، وتستند مشاركة الإمارات في هذه الحملات إلى قناعة راسخة بضرورة الوقوف إلى جانب الأشقاء والأصدقاء، ومساعدتهم على الخروج من أزماتهم، وهو واجب وطني وإنساني.
وحول مستقبل التعليم في دولة الإمارات قال سموه:«لا يزال التعليم والابتكار المحور الرئيس للعمل الحكومي ضمن أجندتنا الوطنية، وقد حقّقت الإمارات قفزة نوعية في أداء التعليم العام والتعليم العالي، وصولاً إلى تكامل وتوافق أمثل في مخرجات التعليم، وبما يتناسب مع حاجات المجتمع الإماراتي وسوق العمل، فقد أسهمت مؤسّساتنا التعليمية برفد سوق العمل الإماراتي بعشرات الآلاف من الخريجين المؤهلين، وتحظى جامعاتنا اليوم بالاعتراف والاعتماد الأكاديمييْن دولياً، ومستوياتها تضاهي أعلى المستويات، ورغم هذه الإنجازات، فإننا نطمح إلى المزيد.
مسيرة التنمية
وأضاف سموه:لقد حقّقت دولتنا تنمية نوعية خلال فترة وجيزة من الزمن، وشملت هذه التنمية مجالات الحياة كافة؛ وتُعدّ الخدمات المتوفرة في الإمارات الأولى على صعيد الوطن العربي، وفي المراتب الأولى على الصعيد العالمي، وسنواصل تطوير المشروعات التنموية عبر المبادرات والمشروعات الطموحة.
وقال سموه:حكومة الإمارات تعمل منذ سنوات على مشروعات، تحقّق التنوّع في مصادر الدخل؛ انطلاقاً من فرضية أن الثروة النفطية لن تستمر إلى الأبد، وبالتالي فإننا حين نرفع شعار الاستدامة، فإن ذلك يعني التنوّع.
وتحدث سموه عن المقومات السياحية في الدولة وكيفية تشجيع السياحة الداخلية كبديل للسياحة الخارجية للمواطن، وقال في هذا الصدد: «القطاع السياحي في الإمارات حقّق قفزات واسعة؛ فقد احتلّت الدولة المرتبة الأولى في منطقة الشرق الأوسط في قائمة الدول الأكثر تطوّراً في قطاع السفر والسياحة، واحتلت المرتبة 30 بين 139 دولة، شملها تقرير التنافسية للسفر والسياحة لسنة 2011، الصادر عن «المنتدى الاقتصادي العالمي».
وتناول الحوار مع سموه الحديث عن المتغيّرات الجارية في العديد من الدول العربية، ومدى انعكاساتها على الأمن العربي الخليجي.
يوبيل فضي
على صعيد احتفال كلية القيادة والأركان المشتركة بتخريج دورة القيادة والأركان الخامسة والعشرين المشتركة، والتي ستحتفل في سبتمبر المقبل بمرور 25 عاماً على تأسيسها (اليوبيل الفضي)، أكد سمو الشيخ منصور بن زايد أن «المناسبتين تؤكّدان المستوى الرفيع من التفاعل والانسجام بين قطاعات قواتنا المسلحة، والاحتفال بهما هو احتفاء بالثبات على قيم الانتماء والولاء، حماية للوطن ومنجزاته، بدعم من القيادة الرشيدة متمثلّة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، القائد الأعلى للقوات المسلحة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
استراتيجية الابتكار ترتقي بالحياة دون استنزاف للموارد
شدد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان على دور الاستراتيجية الوطنية للابتكار في الارتقاء بالحياة مع المحافظة على الموارد الطبيعية للدولة، وقال سموه: «تهدف الاستراتيجية إلى تحفيز الابتكار في مجالات الطاقة المتجدّدة والنقل والصحة والتعليم والتقنية والمياه والفضاء، ومعظم هذه المجالات ذات صلة بالخدمات العامة والبنية التحتية؛ مما يعني تطوير هذه القطاعات للارتقاء بالحياة، بشكل يحافظ على الموارد الطبيعية للدولة، ويؤسّس لحياة مستقبلية، يكون فيها الاعتماد على الطاقة المتجدّدة، ويكون فيها التعليم متطوّراً، ويلبّي متطلبات التنمية؛ لننتقل بالاقتصاد إلى اقتصاد المعرفة، ولا يتمّ النهوض بهذه القطاعات، والانتقال بها إلى مراحل مستقبلية، إلاّ بالابتكار والتطوير والإبداع وفق أسس علمية، أي القيام بدراسات وبحوث تغذي فلسفة الابتكار، وهذا ما يتم حالياً في مجالات الطاقة المتجدّدة وبحوث الفضاء والتعليم، ونحن في حاجة إلى مزيد من الأفكار الإبداعية والمشروعات الابتكارية كي نحقّق التطوير، وعلى رأسها البحوث العلمية في مجال التعليم، بصفته الركيزة الأساسية لأي تقدم مجتمعي؛ فالتعليم النوعي ينعكس على قوة الاقتصاد ومستوى الحياة ونوعيتها؛ لذا فنحن نركّز في المرحلة الراهنة على تحفيز الابتكار في التعليم.
عام القراءة
وفي تعليق سموه على مبادرة «عام 2016 عاماً للقراءة» التي أطلقها صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، قال سموه: «هذه المبادرة الرئاسية، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالاستراتيجية الوطنية للابتكار؛ إذ لا ابتكار دون قراءة، ولا نعني هنا القراءة بهدف التسلية أو الترفيه، وإنما القراءة الجادة التي تنمّي القدرات الذهنية، والقراءة المعرفية التي تشحن العقل، وتحفّزه للابتكار؛ إذ من المفترض أن أي فكرة مهمة نطّلع عليها في كتاب، تقودنا إلى فكرة ثانية وثالثة وهكذا؛ فعملية القراءة هي توليد للأفكار والنظريات على الصعيديْن الفردي والمؤسّسي، وإطلاق مبادرة القراءة يعني تشجيع الشعب على المشاركة في تحمّل المسؤولية وصناعة القرار، والمساهمة في التطوير الذي تنشده دولتنا؛ لتكون دائماً في المقدمة، وأقولها صراحة، إذا لم نجعل الكتاب رفيقنا الدائم، فإننا لن نحقّق ما نصبو إليه من تقدّم وتطوّر، فالقراءة هي الأداة والوسيلة والهدف لبناء الذات البشرية.
وتطرق الحوار مع سموه إلى البرنامج العلمي الطموح لاستكشاف كوكب المريخ الذي أطلقته الدولة، قائلاً:الحديث هنا يدور حول «مسبار الأمل»، الذي سترسله الإمارات إلى الفضاء؛ ليصل إلى كوكب المريخ بحلول سنة 2021، وهذا المشروع له أبعاد كثيرة.
الرياضات التراثية جزء لا يتجزأ من عاداتنا
أوضح سمو الشيخ منصور بن زايد أسباب اهتمامه برياضة الفروسية، وتشجيعه ودعمه لرياضات الإبل، وقال سموه:«الرياضات التراثية جزء لا يتجزأ من عاداتنا الأصيلة، وقيمنا الحضارية الراسخة بجذورها في أعماق التاريخ، ونحن في الإمارات نسعى دائماً إلى تقديم رياضات الماضي، ونقل تجربة الآباء والأجداد إلى أبناء الجيل الجديد، وصقل شخصياتهم للمساهمة الفاعلة في مسيرة التنمية والبناء والتحديث، ونحن - ولله الحمد - فخورون بما تحقّق في مجال الرياضات التراثية، لاسيّما في سباقات الهجن العربية الأصيلة، والسباقات البحرية التراثية، وسباقات الفروسية، والصيد بالصقور، والرماية التقليدية، وغيرها من النشاطات التراثية، التي تجمع فعالياتها بين الشباب والشوّاب، وتتيح الدولة اليوم فرص تنافس حقيقية للشباب عبر البطولات والمهرجانات الرياضية الشعبية، التي تساعدهم على إظهار مواهبهم الفردية، وتكسبهم المعارف والقيم والتقاليد والمهارات المختلفة، وتشغل أوقات فراغهم فيما يفيدهم من الناحية الاجتماعية والتربوية والقوة البدنية، إضافة إلى ما تلعبه هذه الرياضات من دور في ربط الجيل الحالي بتراث الأجداد والآباء، وتشجيعهم على تقدير الموروث الشعبي والافتخار به والمحافظة عليه.
سموه: أمنيتنا أن نرى الرياضة أسلوب حياة
أكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان دعمه وتشجيعه للمنتخب الوطني لكرة القدم خاصة لتحقيق نتائج أفضل إقليمياً وعالمياً، وقال في هذا الصدد:دون شكّ، تتمتّع دولة الإمارات - بفضل دعم قيادتها الرشيدة - بقاعدة جيدة من المراكز التدريبية والأكاديميات الرياضية، التي تسهم في تأهيل الأجيال الصاعدة وصقل مهاراتهم وتعزيزها، وتضعهم على الطريق الصحيح، وأمنيتنا أن نرى الرياضة وقد أصبحت أسلوب حياة لجميع أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين على أرض الدولة، ونحن متفائلون بمستقبل كرة القدم في الإمارات؛ فهي تسير بخطوات ناجحة نحو الأمام، والدليل على ذلك النتائج الإيجابية التي حقّقتها المنتخبات الوطنية لكرة القدم خلال الفترة الماضية تحت إشراف قيادة وطنية، ورغم رضانا عمّا تحقّق من إنجازات، إلاّ أننا نطمح إلى المزيد من الإنجازات خلال الفترة المقبلة، وذلك بتحقيق البطولات القارية على مستوى الأندية والمنتخبات، والوصول إلى كأس العالم 2018 في روسيا، أما فيما يخصّ تجربة الاحتراف في الدولة، فإنها تجربة جيدة بالمقاييس كلها، وبدأت بخطوات جادة نحو تحقيق الأهداف المطلوبة، ولا تزال التجربة تواجه العديد من التحديات، أبرزها الاعتماد على الشركات، وتعزيز قيم التسويق التجاري.