شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في مجلس سموه الرمضاني، أمس، محاضرة بعنوان «عالمية ناسا ورحلة الإنسان إلى المريخ» ألقاها تشارلز بولدن مدير الوكالة الوطنية للطيران والفضاء الأميركية «ناسا»، وذلك في إطار برنامج المحاضرات والأمسيات الفكرية الرمضانية التي ينظمها مجلس سمو ولي عهد أبوظبي بقصر البطين بأبوظبي.

ووجّه المحاضرة تحية إلى الإمارات قيادة وحكومة وشعباً على استثماراتها في مجال الفضاء، مؤكداً أن رحلة الإمارات إلى المريخ ستحول الخيال العلمي إلى حقيقة.

حضر المحاضرة معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي وسمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية.

والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي.

وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة ومعالي الشيخ حمدان بن مبارك آل نهيان والشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان عضو المجلس التنفيذي وعدد من الشيوخ والوزراء وكبار المسؤولين.

أهمية الفضاء

وتناول المحاضر الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية والاجتماعية للفضاء، والرحلة إلى المريخ «مشروع الإمارات» وفوائد التعاون الدولي في مجال الفضاء والتعاون الإماراتي – الأميركي في مجال الفضاء والأهداف التي تسعى «ناسا» ودولة الإمارات لتحقيقها من خلال علاقتهما.

وأعرب بولدن عن سروره بوجوده في دولة الإمارات والتي لم تكن الزيارة الأولى للدولة، حيث سبق وخدم في البحرية الأميركية في المنطقة والتقى خلال عمله بالمسؤولين في دول مجلس التعاون، معرباً عن سعادته بالوجود مرة أخرى بما تشهده دولة الإمارات من تطورات كبيرة.

وقال إنه تشرف بزيارة جامعتين بأبوظبي ومعهد مصدر وأعجب كثيراً وتأثر بالمناهج الدراسية في تلك الصروح العلمية وما يحمله طلابها من حماس كبير، مشيراً إلى أنه رأى كيف تحول الإمارات المستحيل إلى ممكن وتحقيق المقولة التي نؤمن بها نحن في «ناسا» والتي شاهدناها خلال زيارتنا الحالية للإمارات.

تعاون

وأضاف أنه سعد كثيراً بتوقيع مذكرة تفاهم بين «ناسا» ووكالة الإمارات للفضاء، والتي تعد اتفاقية إطارية للتعاون المشترك في العديد من الجوانب المتعلقة باستكشاف الفضاء ومجال الطيران وتحدد العلاقة والتعاون بين الجانبين مستقبلاً لاستكشاف المريخ من خلال مسبار الأمل التي تطلقه الإمارات إلى الفضاء، مؤكداً أن هذه المذكرة جاءت ترجمة لحماس الإمارات في الصعود واستكشاف المريخ ونحن نشاطرها هذا الحماس أيضاً موجهاً تحية إلى الإمارات قيادة وحكومة وشعباً على استثماراتها في مجال الفضاء، مؤكداً أن رحلة الإمارات إلى المريخ ستحول الخيال العلمي إلى حقيقة علمية.

خدمة البشرية

وأضاف أننا نبحث مع زملائنا في وكالة الإمارات للفضاء لمعرفة ماذا يمكن أن نعمل في مجال الصعود إلى المريخ والعمل في المحطة الدولية، لأن كل ما نقوم به لخدمة البشرية وتطوير التكنولوجيا الموجودة على الأرض مثل تعقيم المياه وتقليل معدلات وفيات الأطفال وإعادة تدوير استخدام المياه فنحن مجموعة أمم تعمل من أجل توفير حياة أفضل وطيبة على الأرض.

وقال إن بعثة المريخ من أجل البشرية جمعاء وإرسال الأقمار الصناعية إلى المريخ سيكون أمراً مهماً، وان هناك قمرين صناعيين يراقبان المريخ واحد هندي وآخر أميركي وهناك مسبار الأمل من الإمارات الذي سيجعلنا نتعلم المزيد عن المريخ كما لم نتعلم من قبل.

وقال المحاضر إن ما رآه في الإمارات ومن طلاب وأساتذة ومهندسين وفنيين والتكنولوجيا الجديدة التي يعملون عليها للمستقبل والتي ستسمح للإمارات أن تكون في مقدمة كل الأمم بل والعالم أجمع.

رحلة ناسا إلى المريخ

وتناول المحاضر رحلة الإنسان على المريخ، حيث سيتمّ تسليط الضوء على استراتيجية ناسا في وصول الإنسان إلى خارج المدارات القريبة من الأرض خلال العقد المقبل، نحو عمق الفضاء المحيط بالقمر وذلك لاختبار التكنولوجيا وإثبات فعاليتها في إنجاز الرحلة إلى «الكوكب الأحمر»، وقال: لقد اقتربنا الآن من مرحلة إرسال البشر إلى المريخ أكثر من أي وقت مضى، حيث تجري التحضيرات لهذه الرحلة بالتزامن مع تطوير الأنظمة البشرية والآلية الجديدة.

وتقوم ناسا حالياً بتشغيل بعثات فضائية آلية في كوكب المريخ، بالإضافة إلى بناء نظام إطلاق الصاروخ الفضائي والمركبة الفضائية البشرية «أوريون» للبعثات الفضائية البشرية في المستقبل، كما تساهم في بناء هذه القاعدة المعرفية الكثير من البعثات والمشاركات الدولية، مثل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ، وسوف تستمر البعثات المستقبلية في تقديم الإسهامات المهمة والاكتشافات لدعم هذه المبادرة.

وأضاف أن الرئيس الأميركي باراك اوباما هو من كان وراء فكرة الرحلة إلى المريخ بعد مرور أوقات عصيبة مرت بها «ناسا» في العام 2010 وإلغاء برنامج مهم جداً للوكالة، ولكن الرئيس قال لنا علينا ان نعود للوصول الى المريخ وحدد العام 2030 بصعود الإنسان الى المريخ والعيش هناك والعودة مجددا الى الأرض وعرضنا على الناس التطوع للمشاركة والذهاب الى المريخ قائلا: «نعدكم بإعادتكم الى الأرض مرة اخرى».

وأكد أن الرحلة ستكون في اتجاهين نذهب الى المريخ ونعود وسنصل الى المريخ بواسطة المركبة التي تحمل الرواد وتعيدهم الى الأرض ونستطيع تأمين الوقود من الموارد الموجودة على المريخ بالحصول على الهيدروجين ونمزجه بالأكسحين للحصول على الوقود النظيف ونعيد الرواد الى الأرض.

وأشار بولدن إلى أن هناك الكثير من الماء المتجمد على المريخ وأن العلماء سعدوا بذلك لأن هناك الكثير من الكائنات الحية التي يمكن ان تعيش في ظل هذه الظروف والأجواء، مؤكداً أنه يمكن أن نحلل بعض الجليد الموجود على المريخ وهذا يعطينا أملاً في إيجاد حياة على هذا الكوكب.

3 مناطق على المريخ

وأوضح أن «ناسا» حددت ثلاث مناطق لرحلة المريخ من أجل البحث عن حياة أفضل للبشرية بعد أن عشنا على الأرض وفي المحطات الفضائية وذلك بالتعاون مع العلماء الروس ومن أي دولة أخرى للتعاون من اجل حياة افضل على الأرض.

مشيراً الى ان القرار الأهم في رحلة المريخ هو تنظيم رحلات الى الكوكب الأحمر في العام 2030 وهذه تعتبر من اهم الاستكشافات والتطورات التكنولوجية التي تعمل عليها «ناسا» بإيجاد مركبة تحمل 6 أشخاص للبقاء ثلاثة اشهر على متنها بالمريخ.

وأشار الى انه يمكن للرواد ان يأخذوا معهم بعض احتياجاتهم ويمكن الحصول على بقية ما يحتاجون اليه لدى وصولهم الى المريخ بزراعة بعض الخضراوات وإنتاج اللحوم والخضراوات الصناعية وصناعة القرميد «الكونكريت» ويمكن إنتاج أدوات من البلاستيك ومواد معدنية حتى يجدوا أن الرحلة إلى المريخ ممتعة.

وأكد بولدن أن رحلة الإنسان إلى المريخ تمثل جهداً عالمياً متواصلاً، حيث يتطلب نجاحها مشاركة جميع دول العالم بما فيها دولة الإمارات وسوف يتحدث عن الدور الذي يمكن لأنظمة الإنسان الآلي أن تلعبه في فحص الكواكب، بما فيها كوكب المريخ، وسيتطرق إلى أهمية بعثات الأقمار الاصطناعية، مثل مسبار الأمل الذي سترسله دولة الإمارات لاستكشاف كوكب المريخ.

واستعرض تحضيرات «ناسا» للاستكشاف البشري لكوكب المريخ، وأهمية استخدام المختبر الفريد للمحطة الفضائية من أجل اختبار الاستكشاف البشري في المستقبل لقد استطاع رواد الفضاء العيش على متن المركبات الفضائية طيلة السنوات الـ 15 الماضية، فيما عكفت دول العالم على إجراء الأبحاث لتطوير المعرفة العلمية في علوم الأرض، والفضاء، والفيزياء، والبيولوجيا.

تقليل مخاطر

وقال المحاضر إن «ناسا» اتخذت إجراءات من أجل فهم العوامل الصحية وتقليل المخاطر التي تنطوي عليها الرحلات المستقبلية إلى عمق الفضاء مشيراً إلى أن البعثة الفضائية الأخيرة والتي استغرقت عاماً كاملاً وشارك فيها رائد الفضاء سكوت كيلي من وكالة ناسا ورائد الفضاء الروسي ميخائيل كورنيكو، زودتنا بمعلومات مهمة حول آثار الجاذبية الصغرى على كثافة العظام، والكتلة العضلية، والقوى الجسمانية، وحاسة البصر، وأجزاء أخرى من الجسم البشري، وأن هذه البعثة الفضائية والبعثات الفضائية المطوّلة الأخرى في المستقبل ستتيح لنا إجراء المزيد من الدراسة والتحليل لهذه الآثار والاتجاهات.

وأكد أهمية تأثير استكشاف الفضاء على تحفيز الأنشطة التجارية واقتصاد الفضاء وفيما تعمل «ناسا» على توسيع نطاق تركيزها خارج المدارات القريبة من الأرض ثم الوصول إلى سطح المريخ في نهاية المطاف، ستنخرط شركات القطاع الخاص والشركات التجارية بصورة فاعلة فيما يتعلق بالمدارات القريبة من الأرض.

عمل إماراتي أميركي مشترك في استكشاف الفضاء 2023

تطرق تشارلز بولدن إلى تعاون «ناسا» مع الشركاء الدوليين وكيف يمكن لذلك التعاون أن يعزز الاكتشافات العلمية والابتكار التكنولوجي، وينعكس بالفائدة على المجتمع، ويدعم تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، ويحفز الاقتصاد. كما سيستعرض أوجه التعاون الدولي والشراكات التي أقامتها الوكالة، والتي تعدّ ضرورية لتحقيق رسالة ناسا بجوانبها كافة.

وقال إن «ناسا» بدأت العمل والتعاون مع وكالة الإمارات للفضاء منذ سنة في مشروع مسبار الأمل إلى المريخ التي ستطلقه الإمارات في العام 2021 من خلال رؤية مشتركة لرفع مستوى القدرات البشرية الإماراتية في مجال الفضاء والمساعدة في تجميع وإطلاق مسبار الأمل، وسيكون هناك في العام 2023 عمل إماراتي اميركي مشترك في استكشاف المريخ.

وأوضح أن رؤية «ناسا» الاستراتيجية تنطلق من التعاون وتوحيد الجهود العالمية في مجال الفضاء لأننا لسنا برنامج فضاء خاصاً ولكن نحاول ان نخدم كل شعوب العالم، وإرسال اقمار صناعية لكل دول العالم إلى الفضاء من أجل تحسين حياة الناس على كوكب الأرض.

وأشار بولدن إلى أن «ناسا» من خلال دائرة البحث الخاص بالطيران تحاول أن تزيد من سرعة وقدرة الطائرات وأن تتجاوز سرعة الطيران سرعة الصوت ونقلل من آثار الطيران البيئية والمحافظة على السلامة وتحقيق التدفق الحر في السماوات المزدحمة، وهذا يؤكد أننا نعمل من أجل البشرية وليس لمصلحتنا فقط.

وأضاف أن بلاده أطلقت قمراً صناعياً وسيصل إلى كوكب المشتري في 4 يونيو 2016 وهو نفس يوم عيد الاستقلال الأميركي وستبقى البعثة هناك عدة سنوات وهي المرة الأولى التي يمكن أن يصل فيها قمر صناعي إلى كوكب المشتري بالطاقة الشمسية وفي خريف 2016 ستكون هناك بعثة لجمع عينات من صخور المريخ إلى الأرض وذلك قبل وصول مسبار الأمل الإماراتي الى المريخ في العام 2021 .

وقا إنه سيتم إطلاق تليسكوب جديد يسمى «جيمس ويبط» ليحل محل «هابل» وسيقوم بجمع بيانات اكثر بكثير مما قدمه هابل وهو بحجم كبير جداً وسيعمل بعيداً في المجرة.

الشركات والفضاء

وأشار الى أن «ناسا» تعتمد على الشركات الصغيرة في برنامجها الفضائي، حيث تقوم بتجميع وتصنيع المركبات الفضائية، والشركات الصغيرة هي قلب وروح عمل الشركات الأميركية ونعتمد على زملائنا الروس في إرسال الطاقم التجاري.

مشيراً الى أن الولايات المتحدة الأميركية تعتمد وتحتاج الى عمل تجاري والتعاون مع دول العالم الأخرى في مجال استكشاف الفضاء وفي عام 2018 يمكن أن نطلق أول رحلة تجارية لاستكشاف الفضاء الخارجي، مشيراً إلى أن «ناسا» لديها الآن ولأول مرة بيانات حديثة عن جميع دول العالم والإمارات وأماكن اخرى بعيدة من العالم.

تعاون لا منافسة

وفي رده على اسئلة الحضور وعما إذا كانت الرحلات الى المريخ ستؤدي الى حرب باردة بين أميركا وروسيا كما حدث لدى الصعود الى القمر، أشار الى أن الأمر ليس منافسة بين الدولة بل اننا نؤمن بالتعاون والمنافسة تأتي من اجل تحسين حياة الشعوب.

وأضاف بولدن أن «ناسا» تقوم بتعديل برنامجها الفضائي باستمرار من اجل الاستعداد لذهاب الناس الى المريخ، حيث يتم توفير التدريب اللازم للرواد وتعليمهم على أكثر من لغة والقيام بتشغيل الروبوتات والسير في الفضاء لأن المسميات والمواصفات المطلوبة في رواد الفضاء تغيرت وتم اختيار 16 رائد فضاء من بين 80 تقدموا نصفهم من الرجال والآخر من النساء، وهذه المعادلة بين الجنسين رأيناها في الجامعات التي زرناها بالإمارات.

وأوضح أن عملية التحسين المستمر في علوم الفضاء الطيران ستمكنا من إرسال البشر الى المريخ والوصول الى ما بعد النظام الشمسي وسيتطور الطيران ويمكن أن نسافر في طائرات أسرع من الصوت ويتطلب السفر بتلك الطائرات من الأمارات الى نيويورك ساعة واحدة فقط وفي مقاعد مريحة.

 تعريف

  يقود تشارلز بولدن مدير الوكالة الوطنية للفضاء والطيران الأميركية «ناسا»، بصفته مديراً للوكالة الوطنية للفضاء والطيران الأميركية «ناسا»، فريق عمل الوكالة في الولايات المتحدة الأميركية من أجل تحقيق مهمات وأهداف برنامج الفضاء الأميركي.

خلال سيرته المهنية، عمل في مكتب رواد الفضاء بوكالة «ناسا» لمدة 14 عاماً.  وسافر في أربع رحلات فضائية على متن مركبة الفضاء بين 1986 و1994، حيث ترأس خلالها بعثتين فضائيتين وقاد المركبة الفضائية خلال الرحلتين الأخريين. 

تهان بين محمد بن زايد وأمير الكويت

تبادل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة خلال اتصال هاتفي مع الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة التهاني بمناسبة شهر رمضان المبارك داعيين المولى عز وجل أن يعيد هذا الشهر الفضيل على البلدين والشعبين الشقيقين وعلى الأمتين العربية والإسلامية بوافر الخير واليمن والبركات.