تحاور «البيان» سفراء وقناصل الإمارات في الدول المختلفة، ملقية الضوء على الأنشطة والفعاليات التي تنظمها بعثاتنا الدبلوماسية في الخارج لإطلاع القارئ على الدور المحوري الذي تؤديه في هذه الدول.

وساهمت وزارة الخارجية والتعاون الدولي وبعثاتها الدبلوماسية بقيادة سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي في بناء علاقات متينة قائمة على التعاون البناء والاحترام المتبادل مع مختلف دول العالم، وبلغ عدد البعثات التمثيلية للدولة في الخارج 102 بعثة منها 80 سفارة و18 قنصلية و4 بعثات دائمة، فيما بلغ عدد بعثات الدول الأجنبية المعتمدة في الدولة 110 سفارات و73 قنصلية و16 منظمة دولية.

 

تعمل بعثة الإمارات الدائمة لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، على تعزيز الصورة الناصعة التي تحظى بها دولة الإمارات العربية المتحدة على الصعيد الدولي من خلال المشاركة الفاعلة في مختلف الاجتماعات والمؤتمرات الدولية التي تعقد في جنيف.

ويحرص أفراد البعثة على توفير الأجواء الرمضانية الإماراتية خلال أيام الشهر الفضيل، خصوصاً أنهم يصومون هذه السنة 19 ساعة، حيث يؤذن لصلاة المغرب عند الساعة التاسعة والنصف، وتعتبر الزيارات النشاط المفضل للإماراتيين في هذا البلد، خصوصاً في نهاية الأسبوع، حيث تستحضر العائلات الإماراتية العادات والتقاليد المحلية الخاصة بهذا الشهر الكريم.السفير عبيد سالم الزعابي المندوب الدائم للدولة لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف تحدث لـ«البيان» عن الأجواء الرمضانية في سويسرا قائلاً: أقوم باستضافة أعضاء البعثة وعدد من الدبلوماسيين العرب والمسلمين على الإفطار، إضافة إلى الوفود التي تتواجد في جنيف في سياق مشاركتها في المؤتمرات الدولية.

إفطار الصائم

وأكد الزعابي أن البعثة الدائمة لدى للأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف تشرف خلال شهر رمضان على تنفيذ مشاريع إنسانية، ومنها مشروع إفطار الصائم لمؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، وكذلك على عملية توزيع التمور على عدد من المراكز الإسلامية في كل من جنيف ولوزان وزيوريخ ونيوشاتيل والعاصمة برن، فضلاً عن عدد من المساجد في المناطق الفرنسية المتاخمة لجنيف.

وأضاف أن لهذا النشاط الخيري أثراً كبيراً على الجاليات المسلمة التي تعبر باستمرار عن شكرها وامتنانها لمكرمة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.

يذكر أنه توجد في الدول الأوروبية جاليات مسلمة متعددة تختلف فيها عاداتها وتقاليدها في الاحتفال بهذا الشهر المعظم، ولكنها في العموم تلتقي حول أداء الصلوات وتبادل الزيارات، أما من ناحية الدولة المضيفة فقد أصبح الإعداد لاستقبال شهر رمضان من عادتها، حيث تزدان المحلات التجارية بالمأكولات والحلويات العربية التي تميز هذا الشهر، كما يتم الحديث عنه في وسائل الإعلام، علماً أن عدد المسلمين في سويسرا بتجاوز 500 ألف مسلم.

الاحتفال بالعيد

وأوضح السفير عبيد الزعابي أن الجاليات المسلمة في سويسرا وفي جنيف بشكل خاص تحتفل بعيد الفطر من خلال إيجار قاعات كبيرة لأداء صلاة العيد، حيث يجتمع المسلمون من مختلف الدول والقارات ويتبادلون التهاني، ويتم كذلك تنظيم أنشطة ترفيهية للأطفال والشباب في ذلك اليوم، خصوصاً إذا وافق ذلك يوم عطلة كما تتبادل العائلات الزيارات بهذه المناسبة الاحتفالية. وتابع: أما في ما يخص المواطنين، فإنني أقوم باستضافتهم يوم العيد، حيث نحيي هذه المناسبة في أجواء إماراتية أصيلة تتخللها الأكلات المحلية، كما أقوم باستقبال السفراء العرب والمسلمين لتبادل التهاني معهم وتعزيز أواصر الأخوة والصداقة.

دور محوري

ولعبت دبلوماسية دولة الإمارات دوراً محورياً من أجل احتواء العديد من حالات التوتر والأزمات والخلافات الناشبة، سواء على صعيد المنطقة أو خارجها، وسعت بشكل دؤوب ومستمر لتعزيز مختلف برامج مساعداتها الإنسانية والإغاثية والإنمائية والاقتصادية المباشرة وغير المباشرة للعديد من الدول النامية، خاصة تلك التي تشهد حالات نزاع أو كوارث طبيعية.ومن بين البعثات الدبلوماسية النشطة التي حققت المزيد من الانفتاح على العالم هي بعثة الإمارات الدائمة لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، حيث حققت العديد من الإنجازات والمكاسب.

500 شركة

وأكد السفير عبيد الزعابي أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعتبر الشريك الاقتصادي الأول لسويسرا في منطقة الشرق الأوسط، حيث شهدت الصادرات السويسرية إلى دولة الإمارات نموا قويا خلال السنوات الثلاث الماضية من 8 مليارات درهم في 2010 إلى 13.3 مليار درهم في 2013، حيث تتصدر الإمارات دول مجلس التعاون الخليجي كسوق للصادرات السويسرية تليها المملكة العربية السعودية بصادرات تصل قيمتها إلى نحو 8.6 مليارات ريال سعودي.

ولفت إلى أن هناك أكثر من 500 شركة سويسرية تنشط في دولة الإمارات، ولتعزيز هذا التعاون تم التوقيع على العديد من الاتفاقيات، لعل أهمها اتفاقية تجنب الازدواج الضريبي بين البلدين بموجب المرسوم الاتحادي رقم 35 الصادر بتاريخ 8 أبريل 2012، كما تم بتاريخ 26 مايو 2014 التوقيع على مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الطاقة والمياه تتضمن تبادل المعلومات والخبرات في مجال الطاقة النظيفة وتشجيع التعاون بين المؤسسات التعليمية ومراكز الأبحاث بين البلدين.

تنوع ثقافي

تقع سويسرا في وسط أوروبا الغربية وليست لها منافذ بحرية، وتحدها ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والنمسا وليختنشتاين، والعاصمة الفيدرالية هي برن، وتبلغ مساحة سويسرا 41.3 ألف كيلومتر مربع.

وتتميّز سويسرا بالتنوع الثقافي واللغوي، حيث إن هناك أربع لغات رسمية وهي الألمانية، الفرنسية، الإيطالية والرومانشية، وهناك ثلاثة من أصل أربعة سويسريين يعيشون في الجزء المتحدث بالألمانية، وفي سويسرا 26 دويلة (كانتون) و17 من هذه الكانتونات يتحدث باللغة الألمانية.

 

الإمارات الشريك الاقتصادي الأول لسويسرا في الشرق الأوسط

أكد السفير عبيد سالم الزعابي المندوب الدائم للدولة لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف أنه منذ عام 1973 تم إقامة العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات وسويسرا، وشهدت العلاقات الثنائية بين البلدين تطورا نوعيا في السنوات الأخيرة، حيث أصبحت الإمارات العربية المتحدة الشريك الاقتصادي الأول لسويسرا في منطقة الشرق الأوسط.

تعاون استراتيجي

وقال الزعابي إن هناك تعاوناً بناء واستراتيجياً بين البلدين في مجال الطاقة المتجددة، خصوصاً أن مدينة مصدر تعد تجربة رائدة تمكن من القيام بالعديد من المشاريع النموذجية في هذا القطاع الحيوي، حيث يوجد حرص مشترك على تطوير هذه العلاقات حتى تبلغ أرقى الدرجات في مختلف المجالات التي تهم الدولتين وتحقق أهدافهما في ميادين التكنولوجيا والاتصالات والطاقة والتجارة وكذلك في مجال الثقافة والإعلام.

عاصمة الدبلوماسية

وأوضح الزعابي أن جنيف هي مقر البعثة الدائمة للدولة، وهي عاصمة للدبلوماسية المتعددة الأطراف، حيث تستضيف جنيف 28 منظمة دولية و3000 منظمة غير حكومية، كما تحتضن سنويا أكثر من 3000 مؤتمر وقمة متعددة الأطراف.وتابع: تعد جنيف مركزاً مهماً للمفاوضات الدولية المتعددة الأطراف في العديد من المجالات الحيوية والمترابطة بينها على الساحة الدولية كالصحة والبيئة والعمل والهجرة وحقوق الإنسان واللاجئين والأمن والسلم والتكنولوجيا والاتصالات والتجارة العالمية والتعاون الدولي والتنمية المستدامة وتغير المناخ ومكافحة الفقر والكوارث الإنسانية وحل النزاعات وغيرها.