قالت حرم صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة، الشيخة هنا بنت جمعة الماجد الرئيسة الفخرية لمفوضية مرشدات الإمارة: إن ثقافة التسامح تعني الاحترام والقبول والتقدير للتنوع بين الثقافات في عالمنا ولجميع أشكال التعبير والصفات الإنسانية لدينا، وأن يتعزز هذا التسامح بالمعرفة والانفتاح والاتصال وحرية الفكر والضمير، وهو ليس واجباً أخلاقياً فحسب، وإنما هو أيضاً واجب اجتماعي وسياسي وقانوني، فالتسامح هو الفضيلة التي تيسر المحبة والبعد عن العنف بكل أشكاله ويسهم في إحلال ثقافة السلام، وأن كل هذا تشربناه من نبع الإنسانية المغفور له الشيخ زايد الأب الذي نبكيه دائماً وأبداً بفرح، ومن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات»، اليد الداعمة والمساندة في تمكين الأسرة والمرأة الإماراتية.
«ملتقى التسامح» جاء ذلك خلال كلمة لها خلال حضورها «ملتقى التسامح» الرمضاني الذي نظمته مفوضية مرشدات رأس الخيمة بالتعاون والتنسيق مع جمعية شمل للفنون الشعبية ومركز التنمية الاجتماعية – جلفار – وإدارة الشرطة المجتمعية في جمعية الإمارات للتنمية الاجتماعية يوم الجمعة الماضي والمنعقد بالتزامن مع الاحتفاء بيوم زايد للعمل الإنساني، بنموذج الإمارات في التسامح.
ثقافة التعاون
وأوصى الملتقى إلى ضرورة تعزيز ثقافة المشاركة المجتمعية والتكاتف لتكوين الوعي والفهم الكامل الذي يؤهلهم لنشر ثقافة التسامح واحترام الآخر وتعزيز قدراتهم على التواصل والحوار. داعين إلى تبني ميثاق مشترك يتخذ من رسالة الإمارات بالتسامح والسلام نبراساً بهدف التعريف بالمنهج الذي تتخذه عبر عقود من العطاء لتصل بالتسامح إلى روح السلام.
دور محوري
وأشارت الشيخة هنا بنت جمعة الماجدإلى أن الإمارات لعبت دوراً بارزاً في تكريس التسامح ونبذ العنف من خلال إيمانها بحق البشرية في التعايش السلمي من خلال دستورها، ومن هنا نال المغفور له – الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لقب قائد الإنسانية بالفطرة والذي بنى دولة إنسانية عالمية، بدأت قبل قيامها بفترة طويلة من أجل رفعة الإنسان الإماراتي والارتقاء به، كل ذلك جاء متوافقاً مع دوره في تعزيز قيم التسامح والمحبة ونبذ العنف، الذي قام بها من خلال دعمه للعمل الإنساني عبر مبادرات للتخفيف عن الشعوب التي تعاني الفقر والحروب والكوارث الطبيعية، ويكفي أنه قد جمع كل دول العالم تحت راية الإنسانية والسلام والمحبة.
نقاط مهمة
وقد تناول المتحدثون الرسميون في الملتقى، وهم: ( د. آمنة خليفة آل علي، ود.سيف راشد الجابري، ود. السعيد عاطف العوضي ) والذي أدارته المشرف العام على الملتقى رئيسة مفوضية مرشدات رأس الخيمة مريم عبدالله الشحي، العديد من النقاط الهامة، التي طرحت من خلال أوراق العمل التي أوضحت بدور دولة الإمارات العربية المتحدة في التسامح والتعايش بين سكانها، والدور البارز الذي تقدمه في هذا المجال إسلامياً وعربياً ودولياً.
3 محاور
وبدأت الجلسات بورقة عمل قدمها د. سيف بن راشد الجابري من خلال بحث ثلاثة محاور الأول هو «شرح مصطلح التسامح وتاريخ الكلمة وسبل تطبيقها على أرض الواقع، وكيف هو التسامح والعمل الإنساني في حياة زايد وأبنائه وشعب الإمارات.الجلسة الثانية
وقدمت د. آمنة خليفة ورقة عمل أكدت فيها أن الإمارات «تقدم نموذجاً للعالم في الحياة المشتركة، حيث استعرضت من خلالها واقع التسامح في دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تتركز استراتيجيتها على احترام الرأي والرأي الآخر من خلال فتح قنوات للتواصل والحوار مع مؤسسات أتباع الأديان والثقافات الأخرى.
نماذج رائدة
وتبعه بعد ذلك ورقة عمل للدكتور السعيد العوضي الذي قام من خلالها باستعراض تجربته الشخصية في الإمارات، وكيف أنه «لم يشعر بغربة طوال حياته»، وأرجع السبب الرئيس لهذا التناغم والتسامح، الذي تعيشه الإمارات لـ «الآباء المؤسسين للدولة وأنهم من أرسو هذا في نفوس أبنائهم».
متطرقاً إلى نماذج رائدة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان والإنجازات الحيوية التي قام بها والتي تؤكد على حبه للخير والسلام ما جعله يستحق لقب القائد الإنساني بلا منازع في حياته وحتى بعد وفاته.
رحلة للتأمل
وحول المتلقى، أشارت مريم الشحي: «إلى أن ملتقى التسامح هذا رحلة للتأمل في مفاهيم التسامح وقيم السلام والتعريف بالمنهج الذي اتخذته دولة الإمارات عبر عقود من العطاء لتصل بالتسامح إلى روح السلام، فصار المغفور له الشيخ زايد، قائداً عالمياً للإنسانية.
"عين الله تحرسكم"
أطلق أثناء الفعالية مقترح مبادرة «عين الله تحرسكم» المقدم من الملازم موزة الخابوري مدير فرع البرامج المجتمعية بالشرطة المجتمعية والدعم الاجتماعي بشرطة رأس الخيمة.
وتهدف المبادرة التي تنطلق بتوجيهات من القائد العام لشرطة رأس الخيمة اللواء علي بن علوان النعيمي وبالتعاون مع مركز التنمية الاجتماعية جلفار وشركة بافاريا للكمبويتر إلى تحقيق الأمان والسعادة للمرضى من ذوي الإعاقة وكبار السن.