تحاور »البيان« سفراء وقناصل الإمارات في الدول المختلفة، ملقية الضوء على الأنشطة والفعاليات التي تنظمها بعثاتنا الدبلوماسية في الخارج لإطلاع القارئ على الدور المحوري الذي تؤديه في هذه الدول.
وساهمت وزارة الخارجية والتعاون الدولي وبعثاتها الدبلوماسية بقيادة سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي في بناء علاقات متينة قائمة على التعاون البناء والاحترام المتبادل مع مختلف دول العالم، وبلغ عدد البعثات التمثيلية للدولة في الخارج 102 بعثة منها 80 سفارة و18 قنصلية و4 بعثات دائمة، فيما بلغ عدد بعثات الدول الأجنبية المعتمدة في الدولة 110 سفارات و73 قنصلية و16 منظمة دولية.
تنظم سفارة الإمارات لدى الولايات المتحدة الأميركية في واشنطن العديد من مبادرات التواصل مع المجتمع الأميركي وتشمل مختلف المدن بهدف بناء جسور التفاهم الثقافي والاجتماعي بين الدولة والولايات المتحدة..
وتعتبر السفارة رائدة في الاستخدام الناجح لوسائل الإعلام المختلفة مثل المواقع الإلكترونية وإطلاق حملات دعائية للتوعية على شبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي بهدف إيصال خطاب إيجابي وأخبار للجمهور الأميركي عن مبادرات بعثة الدولة في واشنطن والأحداث والفعاليات التي تشهدها الإمارات.
وتحرص البعثة الدبلوماسية في واشنطن على إحياء شهر رمضان الكريم وإقامة شعائره كأسرة واحدة، فبدءاً من أول أيام رمضان يجتمع أفراد البعثة الدبلوماسية (الرجال) يومياً لتأدية صلاة العشاء والتراويح في جماعة ويتم التجمع على مائدة إفطار واحدة في أحد منازل الدبلوماسيين خلال إجازة نهاية الأسبوع..
حيث يتم إعداد الأطباق الإماراتية المتعارف عليها في رمضان ومن بعدها دعوة كافة أفراد البعثة الدبلوماسية وكذلك موظفي السفارة إلى ساحة مغلقة للعب كرة القدم والطائرة، بينما تجتمع النساء مع بعضهن البعض.
ويتم تحضير الأطباق الإماراتية المتعارف عليها في الشهر الفضيل من قبل الطباخين العاملين بالسفارة وأيضاً من قبل عائلات أفراد البعثة، حيث تحرص السفارة على تأمين توصيل الطعام لجميع أفراد البعثة في منازلهم وخاصة الدبلوماسيين المقيمين بمفردهم..
وكذلك بعض المرضى وبعض المتدربين الإماراتيين المتواجدين في مدينة واشنطن وضواحيها، ومن أهم الأطباق الإماراتية التي تقدم في رمضان الهريس، الفريد، اللقيمات، البرياني، المكبوس، إضافة إلى العصائر والفواكه الطازجة والألبان.
وعادة ما تكون ساعات الصيام في فصل الصيف ما بين 16 ـ 17 ساعة، بينما تقل بمعدل أربع ساعات في فصل الشتاء، ولا تختلف طبيعة العمل في رمضان عن باقي أشهر السنة إلا أن ساعات الدوام تقل إلى خمس ساعات يومياً.
اليوم الرمضاني
يوسف العتيبة سفير الدولة في واشنطن يقول إن رب الأسرة الإماراتي في واشنطن يحرص على قضاء عطلة الأسبوع مع عائلته في رمضان، حيث يقضي اليوم معهم بالتحدث عن الشهر الكريم وطقوسه وفوائد الصيام وقراءة القرآن ومدى تحملهم لصيام الشهر الكريم، كما يصطحب أولاده لشراء مستلزمات المائدة من محلات البقالة العربية .
وهي كثيرة في منطقة واشنطن الكبرى والتي تضم فرجينيا وميريلاند، ويتعاون جميع أفراد الأسرة على تحضير مأدبة الإفطار، وبعد الإفطار يصلي رب الأسرة بأفراد عائلته ومن بعد ذلك يجلسون لمتابعة بعض البرامج الرمضانية في القنوات التلفزيونية الإماراتية، كما يحرص الكثير من العائلات الإماراتية على تعريف جيرانهم الأجانب بالشهر الكريم من خلال تبادل أطراف الحديث معهم عن الشهر الفضيل وطقوسه وإرسال الطعام والحلوى والتمور..
لكن إجمالاً الأجواء الرمضانية لأفراد البعثة تختلف قليلاً عن دولة الإمارات وذلك لاغترابهم عن الأهل وأصدقائهم ولاختلاف البيئة في دولة غير مسلمة مثل سماع صوت الاذان.
إحياء الشهر
وحول أبرز الأنشطة والفعاليات الرمضانية التي تنفذها البعثة خلال شهر رمضان في واشنطن أكد السفير العتيبة أن أفراد البعثة يحرصون بقدر الإمكان على إحياء الشهر الكريم باتباع ذات العادات الرمضانية في الإمارات من حيث تقديم نفس أطباق الطعام في دولة الإمارات وصلاة التراويح جماعة والجلسات الرمضانية في المجلس وتبادل الزيارات بين الأصدقاء والأقارب.
فيما تقوم السفارة بتوزيع التمور المرسلة من قبل ديوان صاحب السمو ولي عهد أبوظبي، وكذلك من مؤسسة الشيخ خليفة للأعمال الإنسانية على جميع أفراد البعثة وعلى موظفي السفارة والطلبة الإماراتيين والمرضى الإماراتيين وعلى المساجد.
وكذلك يحرص السفير على دعوة جميع منتسبي السفارة من دبلوماسيين وموظفين محليين مع عائلاتهم لمأدبة إفطار في مبنى السفارة، بالإضافة إلى دعوة جميع الطلبة الإماراتيين ومرافقي المرضى المتواجدين في المنطقة خلال شهر رمضان الفضيل.
شخصيات إسلامية
وأضاف: يقوم الرئيس الأميركي باراك أوباما سنوياً على إقامة مأدبة إفطار في البيت الأبيض بمناسبة الشهر الكريم يدعو فيها شخصيات إسلامية بارزة وأعداداً أخرى كبيرة من العرب الأميركيين المسلمين من مختلف المؤسسات والمنظمات العربية والإسلامية بشكل خاص..
بالإضافة إلى شخصيات أميركية معروفة، وتقام صلاة العيد في نفس المكان الذي يقام فيه صلاة التراويح، حيث يجتمع أفراد البعثة لأداء صلاة العيد، ومن ثم يجتمعون في منزل أحد الدبلوماسيين لتبادل التهاني بهذه المناسبة، فيما تذهب بعض الأسر لقضاء عطلة العيد في بعض المنتجعات السياحية داخل الولايات المتحدة الأميركية والبعض الآخر يسافر إلى البلاد لقضاء العيد مع العائلة والأصدقاء.
ووفق السفير العتيبة تشارك سفارة الدولة في واشنطن بنشاط في عدد من مبادرات الأعمال الخيرية، منها تقديم المساعدة لبعض المناطق داخل الولايات المتحدة الأميركية التي تتضرر بفعل الكوارث الطبيعية مثل الأعاصير.
وتتعاون السفارة مع بعض المنظمات التطوعية في دولة الإمارات، مثل »تكاتف« و»سند«، للمساعدة في جهود الإغاثة، حيث تعمل تلك المنظمات جنباً إلى جنب مع نظيراتها الأميركية مثل »هابيتات فور هيومانيتي« وصندوق الإغاثة في ولاية نيوجيرزي وغيرها من المنظمات المحلية التي تساعد في إعادة بناء مساكن للمتضررين من تلك الكوارث.
كذلك تعمل السفارة بالتعاون مع شركاء محليين وبعض الفرق الرياضية على تشييد ملاعب كرة قدم في بعض الأحياء الفقيرة لتهيئة مناخ آمن وجيد للتدرب، والتعليم للأطفال في عدة مدن أميركية. وقد تم حتى الآن بناء تسعة ملاعب كرة قدم، منها اثنان في ولاية نيويورك وواحد في كل من مدن شيكاغو، لوس أنجليس، ميامي، دالاس، أتلانتيك سيتي، أزبيري بارك، والعاصمة واشنطن.
ويقوم بزيارة السفارة حوالي 650 طالباً وطالبة من مختلف مدارس الولايات الأميركية في كل سنة، كما يقوم بعض الدبلوماسيين وموظفو السفارة بزيارة حوالي 30 مدرسة في المتوسط كل عام وذلك في نطاق المبادرات الثقافية والاجتماعية المتواصلة.
معهد الشيخ زايد
وأطلقت سفارة الإمارات في واشنطن العديد من المبادرات الخيرية في مجال الرعاية الصحية مثل الهبة السخية من حكومة أبوظبي لإطلاق معهد الشيخ زايد للابتكارات الجراحية في طب الأطفال..
والمشاركة في تأسيس معهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان لمعالجة السرطان، كما ساهم السفير يوسف العتيبة في إقامة شراكات مع مؤسسات أميركية رئيسية مثل جامعتي نيويورك وهارفارد ومعهد ماساشوستس للتقنية.
وعمل أيضاً على بناء شراكات مع منظمات مجتمعية أخرى لبناء ملاعب لكرة القدم في المناطق الفقيرة والمحرومة في الولايات المتحدة الأميركية، استقطاب منظمات صحية لتأسيس فروع لها في أبوظبي مثل مستشفى كليفلاند كلينيك والتعاون مع مستشفى جونز هوبكنز، إضافة إلى ذلك تقديم التبرعات للمناطق المنكوبة من جراء الأعاصير والفيضانات كما جرى في مدينة جلبن بولاية ميسوري.
كما عمل السفير بشكل وثيق مع الحكومة الأميركية وكبار رجال الأعمال لتشجيع المزيد من العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمار في العديد من الشركات الأميركية في مجال تطوير التقنيات الحديثة بذل جهود حثيثة لتسهيل إجراءات السفر للمواطنين وتبسيطها من وإلى الولايات المتحدة، حيث تعد دولة الإمارات البلد العربي الوحيد الذي يستضيف نقطة تفتيش أميركية للتدقيق الأمني.
علاقات صداقة وشراكات استراتيجية بين البلدين
قال السفير يوسف العتيبة سفير الإمارات في واشنطن إن علاقات الصداقة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأميركية تعود إلى عام 1971م، حيث كانت الولايات المتحدة من أوائل الدول التي اعترفت باتحاد الإمارات، وتعتبر الثالثة في بدء علاقات دبلوماسية رسمية مع دولة الإمارات، ولها سفارة في الدولة منذ عام 1974م.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأميركية تعتبر في طليعة القوى الكبرى التي تعمل دولة الإمارات على تعزيز العلاقات وإقامة شراكة استراتيجية معها في كافة المجالات؛ لما تمثله من أهمية كبرى كونها تعد قوة دولية فاعلة في تجاذبات النظام الدولي..
ولا سيما في القضايا المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط فضلاً عما تمتلكه الولايات المتحدة الأميركية من خبرات متقدمة في المجالات الاقتصادية والتعليمية والتكنولوجية والعسكرية والنووية والفضاء، وهي مجالات يمكن للدولة الاستفادة منها في مسيرتها لتحقيق التقدم والرخاء.
نقلة نوعية
وقد شهدت العلاقات الإماراتية الأميركية نقلة نوعية منذ تولى السفير يوسف العتيبة منصبه كممثل للدولة في واشنطن عام 2008م،..
حيث تمكن من خلال عمله الدؤوب ومهارته الدبلوماسية من إبرام اتفاقية التعاون الإماراتية الأميركية في مجال الطاقة النووية السلمية المعروفة باتفاقية (123) من أجل تطوير طاقة نووية مدنية سلمية تحتاجها الدولة من أجل التنمية الاقتصادية وقد أرست هذه الاتفاقية معياراً ذهبياً عالمياً جديداً لتطوير الطاقة النووية المدنية السلمية، وعمل على إبرام العديد من الاتفاقيات الأمنية مع الولايات المتحدة الأميركية لتعزيز الأمن القومي الإقليمي والتعاون في مجال الدفاع.
وترتبط الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة الأميركية بعلاقات تجارية واستثمارية قوية، وتعتبر الشراكة الاقتصادية بين البلدين من أكثر الشراكات نموا ليس على مستوى الخليج وحده بل أيضا على مستوى العالم، إذ يشير الازدهار التجاري بين البلدين عبر السنوات العشر الأخيرة إلى التنافسية القوية للولايات المتحدة في العديد من القطاعات.
وحسب الإحصائيات الرسمية، فإن حجم التجارة الثنائية بين دولة الإمارات والولايات المتحدة الأميركية بلغ 25.5 مليار دولار أميركي في العام 2015، ولا تزال دولة الإمارات الوجهة التصديرية الرئيسية للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والمنطقة بأكملها للسنة السادسة على التوالي.
وبلغ حجم الصادرات الإماراتية للولايات المتحدة 2.5 مليار دولار أميركي في عام 2015م وتعتبر الإمارات العربية المتحدة أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وتعد دولة الإمارات من أكبر الدول المستوردة من الولايات المتحدة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط.
دعوة الطلبة الإماراتيين ومرافقي المرضى إلى مائدة إفطار جماعي
التجمع على مائدة واحدة في منزل أحد الدبلوماسيين خلال إجازة نهاية الأسبوع
السفارة توصل الطعام إلى أفراد البعثة في منازلهم خاصة المقيمين بمفردهم
حملات لتوعية الجمهور الأميركي بالمبادرات والأحداث التي تشهدها الإمارات