كشفت بشرى الرحومي مديرة إدارة البرامج في مركز الجليلة لثقافة الطفل لـ«البيان»، عن اهتمام كبير من ناحية الأطفال الأجانب لتعلم العربية خاصة مع وجود أطفال من أكثر من 20 جنسية عربية وأجنبية مشتركين بنشاطات المركز، لافتة إلى أن بشائر وجود مبدعين بدأت في الظهور من خلال طفلين إماراتيين موهوبين بالموسيقى والغناء، وتطرقت إلى مبادرات المركز للاهتمام بالأيتام، وبرامج رعاية الأطفال ذوي الإعاقة ودمجهم مع أقرانهم، بالإضافة إلى النشاطات التي تواكب عام القراءة ومبادرة «نحن في الجليلة نقرأ» فضلاً عن مكتبة المركز التي تضم أكثر من 3000 كتاب.

خبرات جديدة

وأوضحت أن المركز يكتسب خبرات جديدة كل يوم فيما يتعلق بخدمة الطفل وتنمية ثقافته، مشيرة إلى أن المركز قدم العام الجاري العديد من البرامج المستحدثة على مستوى الأنشطة اليومية مثل استقبال ذوي الاحتياجات الخاصة في فعاليات يومية جماعية، والتعاون مع عدد كبير من مؤسسات وهيئات الدولة مثل هيئة أبوظبي للثقافة والفنون، هيئة الثقافة والفنون في دبي، مهرجان طيران الإمارات للآداب، شرطة دبي والعديد من المؤسسات غيرها فضلاً عن برامج متخصصة للثقافة التراثية.

برنامج ثقافي

وأشارت إلى أن البرنامج الإماراتي الثقافي يضم ثلاث فئات عمرية من 4 وحتى 16 عاماً، من الجنسين، ومتاح لكافة الجنسيات ليتسنى التعريف بالتراث الإماراتي الأصيل لأن التنوع والفهم الثقافي مهمان جداً للتعايش العام بين الأجيال، كما أنه يتم تقديم 4 حصص شهرياً تشمل نشاطات «السنع» وآداب استقبال الضيف على الطريقة الإماراتية، وأنواع الأسماك وأدوات الصيد الإماراتية، بالإضافة إلى الألعاب الشعبية المتنوعة، والسفافة للفتيات والحربية للفتيان، مشيرة إلى أنهم يوفرون برنامجاً تعزيزياً بسيطاً بمثابة رحلة ميدانية للأطفال المشاركين في البرنامج التراثي لتجربة واستعادة المعلومات المعطاة في نسق حقيقي وواقعي ملموس لما تعلموه.

منظومة متكاملة

وذكرت أن المركز يعمل من خلال منظومة ثقافية متكاملة حيث تشارك جميع الأقسام في البرنامج التراثي كل وفق تخصصه، فيغطي قسم الموسيقى الأناشيد والأهازيج «الإماراتية» وتعليم الأطفال مقامات الأذان، وكذلك يتم تعريف فناني الخزف والنحت والرسم بفنون العمارة الإماراتية، وفي المسرح تم دمج «الخراريف» والقصص القديمة بنمطية حديثة لإخراج وأعمال فنية ذات صلة، وصولاً لقسم المهارات الحياتية الذي يعرف الأطفال بالنباتات التي تنمو في البيئة الإماراتية وأوقات زراعتها، ومن خلال المكتبة يقرأ الأعضاء عن مؤسسي الاتحاد ورموز الوطن معتمدين بذلك على مراجع وكتب وطنية، قائلة إن للمركز برنامج تسجيل العضوية السنوية الذي يؤهل الطفل للاستفادة من كافة الأقسام طوال العام، بالإضافة للعضوية الشهرية والأسبوعية والدخول اليومي الذي يتيح كل منهم للطفل الاستفادة من الأنشطة المتوافرة، إلى جانب المخيمات وهي أربعة تقام وفقاً للعطل المدرسية ومدتها تتراوح بين 10 أيام وأسبوعين.

لفتة خير

وتحدثت عن حملة «لفتة خير» التي قام بها المركز بالتعاون مع قرية العائلة للأيتام والتي تندرج تحت مبادرة الإمارات لرعاية الأيتام والقُصّر التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خاصة أننا نرى أنفسنا مسؤولين عن اليتيم الإماراتي والعمل على تقديم حياة كريمة، وهي حملة تمتد على مدار العام، لكنها انطلقت في الشهر المبارك، والهدف منها منح الأطفال الأيتام والقصّر فرصة تعلم الثقافة والفنون أسوة بغيرهم من الأطفال من أعضاء المركز، موضحة أن المركز قدم عدداً من العضويات السنوية للأطفال الأيتام والقصر وتم فتح المجال أمام رجال أعمال ومؤسسات للمشاركة في الحملة، وتعود فكرة الحملة إلى الرغبة في إيصال فكرة أن التعلم، الثقافة، السعادة والفنون حق للطفل تماما كما حقه في اللبس والمأكل والمشرب.

مواهب إماراتية

وأبانت أن نشاطات المركز بدأت تفرز مواهب لأطفال مبدعين، برز منهم اثنان إماراتيان، أحدهما موهوب في أدائه الصوتي، حيث قدم أعمالاً فنية ناجحة نفذت بالمركز مثل قصائد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وغيرها من النصوص المهمة، والموهبة الثانية عازف بيانو متميز، موضحة أنهم يسعون لاستقطاب المبدعين في الأقسام التي لوحظت فيها موهبتهم، ويتم العمل على تدريبهم بشكل أكثر تخصصاً، كما نعمل على إشراكهم في المناسبات الخارجية التي يشارك بها المركز ما يرفع من ثقتهم بأنفسهم.

الاحتياجات الخاصة

وأضافت أنهم فوجئوا بمبدعين كثيرين من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، ولاحظوا رغبتهم في التعرف والتعلم، ويتم دمجهم مع الأطفال الآخرين بالمركز، حيث حرصوا على تقديم أنشطة موجهة للطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة، مثل ورشة الرسوم التي قدمها أطفالنا في المرسم وتتضمن لوحات من البهارات والمواد الملموسة لتساعد فاقدي البصر على تكوين فكرة عنها عبر شمّها ولمسها، وكذلك لوحات نفذت من خلال النقر على الكرتون ما يسهل على الكفيف لمسها، وهناك حرص على أن يشارك الأطفال الأسوياء في هذه الورش لتعليمهم أهمية الشعور بغيرهم ممن تختلف قدراتهم عنهم، ويستقبل المركز بعض حالات ذوي الاحتياجات الخاصة، بعد العودة لتقاريرهم الصحية والمهنية وبالنظر لإمكانية اندماج الطفل في أنشطة المركز المتنوعة والمختلفة.

عام القراءة

وتطرقت إلى عام القراءة، واهتمام المركز بهذه الفعالية وكيفية تعزيزها، موضحة أن المركز يضم مكتبة مهمة وشاملة، قسمت إلى ثلاثة أقسام، حيث يوجد كتب للأطفال واليافعين، وكتب وطنية وتراثية، وكتب للكبار، وتضم أكثر من 3000 كتاب حالياً، مختلفة المصادر واللغات مع إعطاء اللغة العربية الأولوية، لافتة إلى أن المركز ينظم شهرياً حلقات قراءة قصصية، وعادة ما يتم التعاون مع كتّاب وقاصّين إماراتيين من الشباب لقراءة القصص وتوقيع قصصهم للأطفال، مثل ميثاء الخياط وشيماء المرزوقي وآخرين.

وقالت إن المركز أطلق مبادرة (نحن في الجليلة نقرأ) التي تعنى بموظفي المركز وأعضائه وأولياء الأمور حيث يقومون بشكل دوري بإرسال عناوين كتب لقائمة بيانات المركز وموجز عن هذه الكتب، وتتنوع الإصدارات المختارة بين الإماراتي وكتب الأطفال والكتب العالمية، وسيتم العمل ضمن المبادرة على توزيع الكتب على الشريحة المستهدفة وإتاحة الفرصة لهم للقراءة في مكتبة المركز وأروقته.

 

استثمار فترة الإجازة الصيفية ببرامج مبتكرة وموجهة

أكدت بشرى الرحومي مديرة إدارة البرامج في مركز الجليلة لثقافة الطفل أن المركز يستثمر فترة العطلات الصيفية ببرامج موجهة مثل تنظيم مخيم صيفي تحت شعار «أبعاد» من 18 ــ 28 يوليو، والذي يعمل الأطفال من خلاله على اكتشاف الفنون بأبعاد جديدة ويتعلمون تقنيات مختلفة ويختبرون الفنون بمعان مبتكرة، وسيتم دمج الأطفال من فئة عمرية معينة لمدة 5 أيام متواصلة في الفنون الجميلة والتطبيقية المصورة من خزف ونحت إلى أشغال يدوية وإعادة تدوير ورسم وتلوين ومن ثم ينتقلون إلى الفنون الأدائية لمدة 5 أيام متواصلة حيث سيعملون على مشاريع مختلفة من أعمال مسرحية إلى مقطوعات موسيقية، كما يتضمن المخيم برنامج «كتابة القصة» والذي يعمل الأطفال من خلاله على تأليف قصة خاصة بهم من خلال تعلم فن الكتابة الإبداعية.

قيم التسامح

وأشارت إلى أن المركز يعزز قيم التسامح وتبادل الثقافات من خلال عدد الجنسيات الكبير المشتركين في أنشطته، لافتة أن المجتمع الإماراتي قائم على أخلاق تحترم الاختلاف وتعزز وتسعى لنشر التسامح بين الأديان واللغات ودمج الثقافات، وهذا بحدّ ذاته ثقافة تدعم الطفل وتؤهله لاستيعاب حقيقة أننا لسنا وحدنا موجودين في هذه الحياة، ولذلك نلاحظ انسجاماً كبيراً بين الأطفال من جنسيات مختلفة وأطياف مختلفة، لاسيما أن دورنا في المركز يتمحور حول الفنون والثقافة على اعتبارها صلة وصل تجمع الجميع على اختلافهم للوصول لقيم مشتركة.

دورات للكبار

وتطرقت إلى أن المركز يقيم دورات فنية للكبار، حيث يوجد إقبال كبير على ذلك، وهناك فئات اجتماعية مختلفة تتعلم الفنون «رسم أو خزف أو موسيقى» بحصص فردية، بعد الدوام، ويخبروننا أنهم يشعرون بطاقة إيجابية كبيرة مما يتعلموه، كما أن هذه الدورات فرصة للتعبير عن الذات والتخفيف من متاعب ومشاغل الحياة عموماً، موضحة أن هناك أنشطة مشتركة للأطفال مع عائلاتهم مثل أم تتعلم مع طفلتها العزف على البيانو، وخلال تدريبهما نشهد مواقف إنسانية واجتماعية عظيمة ومؤثرة بينهما، ما يجعلنا نتأكد بأن الفنون والهوايات هي واحدة من أفضل الطرق لسدّ الفجوة بين الأجيال، فحين يشترك الأب أو الأم مع أطفالهما بمواهب ويتدربون معاً، ستتوافر لهم فرص حوار أعلى وتفاهم أكبر.

جنسيات متعددة

وذكرت أن المركز استقبل حتى الآن جنسيات مختلفة عربية وأجنبية، حيث يوجد أعضاء من السعودية والبحرين والأردن وفلسطين ولبنان وسوريا واليمن ومصر، كما هناك أطفال من إنجلترا وباكستان والبرتغال وكندا والولايات المتحدة الأميركية والأرجنتين وجامايكا وكرواتيا وروسيا وفرنسا وغيرها، كما لاحظنا انجذاباً كبيراً من الأطفال غير العرب لتعلم العربية، وثمة انفتاح كبير ورغبة من ذويهم لجعلهم يتعلمون العربية، لافتة إلى أن ذلك جعلهم حريصين على تنظيم حصص في اللغة العربية للأطفال العرب والأجانب ممن يرغبون في تقوية لغتهم العربية، أما فيما يتعلق بالفنون، فميزتها تكمن في أنها تستوعب كافة الجنسيات واللغات لذا يعتمدون اللغتين العربية والإنجليزية، وفي مجال المسرح يعتمدون اللغة الإيحائية أو خيال الظل أو الاستعراض للأطفال غير العرب، حيث نستفيد من مهاراتهم الحركية والأدائية أكثر من الحوار ونترك الحوار للأطفال العرب.

كفاءات إماراتية

وأفادت بأن المركز يعتمد على الكفاءات الإماراتية ويوجد بكل قسم مبدعون إماراتيون فضلاً عن أنه تمت الاستعانة بباحثين ومهتمين بالمجتمع الإماراتي لتعزيز دور الأقسام الفنية كل في مجاله، هذا إلى جانب إحياء كافة المناسبات الإماراتية وإتاحة الفرصة للأطفال للمشاركة بها والتفاعل معها، وذكرت أن المركز أنتج في العام الماضي مسلسل «مندوس» ثلاثي الأبعاد، وأن هناك اتجاهاً للتوسع في هذا المجال الإنتاجي، والطموحات كبيرة لخدمة الطفل الإماراتي والعربي والأجنبي وثقافته.

«أبعاد» ينعش صيف الأطفال

أعلن مركز الجليلة لثقافة الطفل عن بدء التسجيل في المخيم الصيفي «أبعاد» الذي ينطلق في 18 يوليو ويستمر حتى 28 منه، ومن الساعة 10 ونصف صباحاً حتى الثانية بعد الظهر.

ويفتح المخيم أبوابه للأطفال من عمر 4 حتى 16 عاماً، من مختلف الجنسيات، ويتضمن فعاليات وورش عمل تعنى بالفنون على اختلاف أشكالها، وتطلق العنان لمخيلة الطفل ومهاراته من خلال التركيز على تقنيات الفنون وأبعادها.

ويعمل مركز الجليلة لثقافة الطفل الذي يعدّ الأول من نوعه في المنطقة من حيث تأهيل الطفل إبداعياً وثقافياً، على استثمار الإجازة المدرسية للأطفال بسلسلة أنشطة ومخيمات صيفية تعزز في الطفل روح الاستكشاف والابتكار وتنمّي مواهبه. دبي - البيان