شهدت فعاليات مهرجان ليوا للرطب 2016 في دورته الـ12 لليوم الثاني على التوالي، توافد أعداد كبيرة من أهالي المنطقة والزوار والسياح للتعرف عن قرب إلى التراث الإماراتي القديم والاستمتاع بالفعاليات التراثية والأنشطة والعروض الموسيقية و«الشيلات» التي تحكي جميعها عن حياة الأجداد.

واستقبل السوق الشعبية المقام على هامش فعاليات المهرجان العديدَ من الزوار من كل الأعمار رجال ونساء وأطفال، الذين جذبتهم روعة المعروضات وأصالة المنتجات المصنوعة من سعف النخيل وغيرها التي عكست جانباً مهماً من حياة أبناء المنطقة في الماضي وهو ما يعكس مدى نجاح اللجنة المنظمة للمهرجان في دعم وصون التراث القديم والحفاظ عليه من الاندثار.

مشهد تراثي

وشمل السوق الشعبية مجموعة من الأغراض والأدوات التي تهم حياة الناس خاصة التي تستعمل في المناسبات الاجتماعية، ومعروضات من الحرف اليدوية والملابس ومشغولات سعف النخيل والعطور والمواد الغذائية والأكلات الشعبية وغيرها، حيث يستطيع الزوار مشاهدة وشراء جميع البضائع المعروضة، التي تحمل معاني الأصالة والثقافة الإماراتية.

وقال عبيد خلفان المزروعي، مدير مهرجان ليوا للرطب: إن عدد زوار المهرجان تجاوز 7 آلاف زائر خلال اليومين الماضين سواء من داخل الدولة أو باقي الدول العربية والجاليات الأوروبية الموجودة في الدولة.

وأفاد بأن اللجنة المنظمة ستعقد عدداً من المحاضرات المختلفة في مجلس مدينة ليوا بالتنسيق مع الجهات الحكومية والخاصة، حيث يأتي ذلك من باب حرص اللجنة المنظمة على التواصل مع المجتمع كجزء من دعمها للتراث الوطني وعادات وتقاليد المجتمع الإماراتي، وستتضمن المحاضرات مواضيع تثقيفية في كافة المجالات، إضافة إلى إيجاد حلقة وصل من خلال المجلس بين المجتمع والمسؤولين في المنطقة الغربية.

جوائز قيّمة

من جانبها رفعت اللجنة المنظمة لمهرجان ليوا للرطب 2016 قيمة جوائز المهرجان من 6 ملايين إلى 7 ملايين درهم.

وقال اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية: إن سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية وجَّه بدعم مسابقة جائزة المزرعة النموذجية ضمن المهرجان بمبلغ مليون درهم، لترتفع بذلك قيمة الجوائز للمراكز العشرة الأولى في المسابقة إلى مليون و500 ألف درهم، مؤكداً أن دعم سموه يأتي في إطار تشجيع المزارعين على بذل المزيد من الجهود والاهتمام بمزارعهم وفق أرقى المعايير والشروط الزراعية العالمية. وتشمل جوائز المهرجان مسابقات مزاينات الرطب الرئيسية بفئاتها التسعة (فئتي الدباس والخلاص للمزارع التي تقل نسبة ملوحة المياه فيها عن 12 ألف درجة، وفئتي الدباس للمزارع التي تزيد نسبة ملوحة المياه فيها عن 12 ألف درجة، وفئة الخنيزي، بومعان، الفرض، النخبة الرئيسي، النخبة التشجيعي، وأكبر عذج).

ورفع المزروعي أسمى آيات الشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، لدعمه اللامحدود لمشاريع صون التراث وتشجيعه الدائم على مواصلة تعزيز ثقافة المهرجانات والفعاليات التراثية، مشيداً بما يبذله صاحب سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، على كافة الأصعدة لصون التراث العريق والمحافظة على تقاليدنا الأصيلة.

تراث محفوظ

وقال المزروعي إن ما يشهده المهرجان من توسع حجم المشاركة من قبل المتنافسين في مختلف فئات مسابقات الرطب، يعكس الهدف الأسمى من المهرجان في المحافظة على التراث والعادات والتقاليد، فضلاً عن دعم مزارعي دولة الإمارات بشكل عام وأصحاب مزارع النخيل على وجه الخصوص، مضيفاً أن زيادة حجم زوار المهرجان والتي تزداد عاماً بعد عام من مختلف الجنسيات ومن مواطني دولة الإمارات وأبناء المنطقة وأسرهم، تعكس مدى نجاح المهرجان في الوصول إلى جميع الفئات والجنسيات بعدما تحول إلى احتفالية كرنفالية كبيرة جاذبة لعشاق التراث والأصالة.

الجناح الأكبر

كما تشارك مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الانسانية في فعاليات مهرجان ليوا للرطب 2016 بمدينة ليوا بجناح يعد الأكبر بين المشاركين.

وعرضت المؤسسة نماذج من منتجات ورش العمل والبضائع التي تنتجها الأسر المحلية المتعاونة مع المؤسسة، ومنها مشغولات سعف النخيل ومنتجات ورش التطريز والخياطة، وورش المجوهرات، ورشة الأنتيك، وورشة الحدادة، وورشة النجارة، وشهد الجناح منذ انطلاقة الفعاليات توافد أعداد كبيرة من زوار المهرجان للاطلاع على ما يضمُّه من معروضات والتعرف عن قرب على جهود مؤسسة خليفة الإنسانية في هذا المجال.

ويعرض جناح المؤسسة عدداً من مبادرات المؤسسة على المستويين المحلي والخارجي، التي توثِّق لأنشطة وتجارب الأسر الإماراتية العاملة في مجالات الحرف التراثية.

وأكد عدد من ممثلي المؤسسة المشاركين في المهرجان، حرص المؤسسة على المشاركة بصورة دورية في المهرجانات والمعارض المحلية والخارجية، بهدف ترسيخ دور المؤسسة الإنساني، فضلاً عن إتاحة المجال أمام الأسر المشمولين برعايتها، للإسهام في هذه المشاركات ووضع بصمة إيجابية تعبر عنهم.

ونوهوا بأن هذا الكم الكبير من المعروضات التي تزخر بها أجنحة المؤسسة، يعتبر رسالة توجهها الأسر ومنتسبو المؤسسة إلى الجميع بأنهم تمكنوا من تحدي كافة الصعوبات والمعوقات، وأنهم قادرون على العطاء.

محطات أبحاث

يعرض جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية خلال مشاركته في الدورة الحالية من مهرجان ليوا للرطب، منتجات محطات الأبحاث التابعة للجهاز (العسل والرطب وأنواع من حمضيات الليمون وغيرها)، إلى جانب توزيع كتبيات وإصدارات خاصة بهدف إبراز هوية الجهاز، وتقديم شرح لتعريف الجمهور بمرض سوسة النخيل وكيفية الوقاية منها.

وتعد مشاركة الجهاز فرصة لزوار المهرجان والمشاركين للتعرف على المعروضات والمنتجات التي تقدمها مراكز الأبحاث التابعة للجهاز، إضافة إلى التعرف على مشاريعه وبرامجه وخدماته المتعلقة بالزراعة والثروة الحيوانية والسلامة الغذائية في الإمارة.

وأكد سعيد جاسم محمد مدير إدارة الاتصال وخدمة المجتمع بالإنابة أن المشاركة تأتي في إطار استراتيجية الجهاز بأهمية المشاركة في مختلف الأنشطة المحلية والمجتمعية للتعريف بدور وخدمات الجهاز لتوعية فئات المجتمع ووصولا لتحقيق السلامة الغذائية في الإمارة إلى جانب اهتمام الجهاز بتوسيع دائرة مبادراته التوعوية في المنطقة الغربية.

وأعرب عن أمنياته في أن يكون المعرض فرصة سانحة لتشجيع المزارعين على الاهتمام بجودة الإنتاج المحلي من الرطب وتوعيتهم بطرق الزراعة الحديثة وتأصيل المحافظة على التراث الذي يعد النخيل أحد مكوناته الأساسية.

تطوير الثروة الزراعية

ويقدم جناح الجهاز لزوار الجناح معلومات شاملة عن الجهاز ودوره في المجتمع واختصاصاته في مجالات سلامة الأغذية والزراعة والثروة الحيوانية، والمشاريع التي يشرف على تنفيذها والمبادرات التي يخصصها لصالح المزارعين ومربي الحيوانات في إمارة أبوظبي، بالإضافة إلى تقديم نصائح توعوية لضمان توفير أقصى درجات السلامة الغذائية للمستهلكين.

 

تطوير

يسعى جهاز أبوظبي للرقابة الغذائية إلى تطوير وتحسين قطاع الثروة الزراعية من خلال توعية وإرشاد المزارعين في المنطقة الغربية وكافة أنحاء الإمارة، انسجاماً مع خطته الاستراتيجية التي تشتمل على العديد من المشاريع والبرامج الحيوية التي تقدم مختلف أشكال الدعم للقطاع، ويبرز دور الجهاز في رفد القطاع الزراعي بأفضل الكوادر والخدمات والتقنيات.

 

«هندسة» الطاقة لتوعية المزارعين

عرضت شركة هندسة من خلال جناحها في مهرجان ليوا للرطب، نظام مضخات الطاقة الشمسية، ونظام محطات الطاقة الشمسية للمزارع والمنازل، وذلك بهدف توعية المزارعين بأنظمة الطاقة المتجددة ونشر الوعي بدورها في الحفاظ على البيئة.

وقال ناصر المنصوري، مدير الهندسة والتطوير: إن نظام مضخات الطاقة الشمسية نظام إلى لا يحتاج لقوى عاملة أو المعدات التي تعمل بالوقود، حيث يستخدم أحد مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة وهي الطاقة الشمسية، الأمر الذي يساهم في جهود الدولة في الحفاظ على البيئة والتقليل من الهدر والاستخراج الخطأ للمياه الجوفية، موضحاً بأن النظام يتضمن نظاماً ذكياً يمكن لمالكه من التحكم به عن بعد من خلال الرسائل النصية القصيرة.

ويتوفر النظام من خلال 3 أنواع مختلفة حسب قوتها التشغيلية والاستيعابية، ويتكون من ألواح شمسية ومحول للطاقة وأسلاك لنقل الطاقة الكهربائية ومجسات ومحرك كهربائي ومضخة غاطسة لاستخراج المياه من الآبار.

وقال ناصر المنصوري: إن المضخات تعمل وقت الحاجة لاستخراج المياه، بشرط توفُّرها في البئر لتجنب تلف المحرك، مشيراً إلى أن المضخة تتوقف عن العمل عندما تقل كمية المياه في البئر عن الكمية المحددة.

ونوه بأن الشركة تعرض حزمة من محطات الطاقة الشمسية للمزارع والمنازل، والتي تستخدم الألواح الشمسية لتوليد الطاقة الكهربائية النظيفة والمتجددة، حيث يعد النظام من أهم الطرق لتوليد الطاقة الطبيعية من إنتاج منزلي بشكل منعزل عن الشبكة المحلية.