انطلقت صباح أمس في مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية بأبوظبي، فعاليات الدورة التدريبية الصيفية لطالبات المدارس، والتي نظمتها القيادة العامة للقوات المسلحة وتستمر لغاية 18 أغسطس المقبل.

وتهدف الدورة إلى تعميق الوعي وتنمية الولاء لدى المتدربات وصقل قدراتهن لتحمّل المسؤولية والاعتماد على النفس والاعتزاز بالذات وتعزيز روح الانتماء، إلى جانب إيجاد روح التنافس والتعاون والعمل ضمن روح الفريق.

مهارات وتدريب

وفي هذا الصدد؛ قالت الرائد ركن مهندس خولة ناصر الجابري المسؤول عن الدورة التدريبية خلال لقاء إعلامي إن مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية، فتحت أبوابها أمام مجموعة من طالبات الوطن في دورة عسكرية صيفية، يتعرفن من خلالها على مواد أساسية، كنوع من المشاركة المجتمعية للقوات المسلحة. وأوضحت: جرى التنسيق بشأن الدورة مع وزارة التربية والتعليم، واستقبلنا طلبات من المدارس من مختلف أنحاء الإمارات، للطالبات اللواتي تراوحت أعمارهن بين 13 و15 سنة. وبيَّنت الجابري بأنه تمَّ قبول جميع طلبات من اللواتي اجتزن الفحوصات الطبية، التي كانت وفق معايير محددة، وذلك بعد موافقة أولياء أمور الطالبات.

وأضافت: خصصنا اليوم الأول لاستقبال الطالبات وتسليمهن الألبسة العسكرية، وألبسة الرياضة، وتسكينهن، على أن ينطلق التدريب في اليوم التالي، ولمدة ثلاثة أسابيع. وعن طبيعة البرنامج المقرر للملتحقات قالت الجابري: من المقرر تدريب الطالبات على أيدي مدربات يحظين بكفاءة ومهارات عملية ويتمتعن بأفضل الطاقات وأكثرها خبرة في مجال التدريب والقيادة، مشيرة إلى أن الهدف من هذه الدورة هو مشاركة الطالبات للقيام بدورهن تجاه الوطن، وتأسيس مهارات قيادية لدى الطالبات وتعزيز بعض المهارات والأنشطة البدنية والعسكرية بطابع فريد يتماشى مع أعمار الطالبات.

وأوضحت الجابري: يأتي هذا من خلال إمكانية الاختيار والالتحاق بهذه الدورة التدريبية بما يعزز الولاء والانتماء إلى جانب اكتساب المزيد من المهارات، والمزيد من الثقة بقدراتهن، والثقة بأنفسهن بالإضافة إلى تغيير العادات اليومية واكتساب عادات جديدة مختلفة، تحقِّق لهن الفائدة في حياتهن اليومية.

وقالت الجابري: تعتبر هذه الفئة العمرية ذات طاقة، ومن خلال الدورة يمكن استثمار هذه الطاقة من خلال إضافة العديد من المهارات، والقدرات التي يمكن للطالبات أن يكتشفنها في أنفسهن. وأشارت إلى أن نتائج هذه الدورة ستحدد قيام دورات مماثلة، وسيتبين من خلال التجربة طريقة تطوير دورات أخرى وإضافة الجديد فيها، فالفرصة موجودة دائماً في المستقبل. وأعربت الجابري عن سعادتها بهذا الحضور المكثف، وقالت: يعتبر هذا التفاعل الذي لاقيناه من الطالبات مؤشراً إيجابياً ومبشراً.

طموح

من جهتها قالت فاطمة جمعة الكعبي 14 سنة في الصف العاشر: شجعتني على الالتحاق بالدورة صديقتي في المدرسة الشيخة حصة بنت محمد، وأوضحت: أطمح من خلال هذه الدورة أن أتعلم أساسيات الدفاع عن النفس، وكيفية الاهتمام والاعتماد على نفسي بالطريقة الجيدة والمناسبة.

أما فاطمة يوسف عباس الدوباري 15 سنة الصف الحادي عشر فقالت: عندما علمت بالدورة عن طريق المدرسة، رغبت في الالتحاق بها، وتصورت بأنها ستكون ممتعة ومفيدة. وأضافت في كل تجربة جديدة لا بد أن تنعكس على حياتي وأستفيد منها، خاصة وأنني في فترة الصيف، وهو ما يمكِّنني من أن استفيد من الوقت. وأوضحت الدوباري بأن الحياة متلونة ومن هنا عليَّ أن أكتشف الجديد فيها، ومن ثم وجهتْ نصيحتها للبنات من عمرها قائلة: أنصح زميلاتي البنات بأن يتعلمن أشياء جديدة لكي يستطعن الاعتماد على النفس بشكل كبير، ويستطعن كذلك اكتساب مهارات ومعلومات جديدة.

كما علمت هيا سيف السويدي 15 سنة الصف الحادي عشر عن الدورة من خلال الإعلان في المدرسة عند توزيع الشهادات في شهر يونيو، وأوضحت: أردت من خلال الالتحاق بهذه الدورة بعد تشجيع الأسرة أن أتعلم أشياء جديدة، وأضافت: مثل هذه الدورة تناسب حبي للمغامرة، والتجديد ورغبتي بالابتعاد عن يومياتي العادية التي اقضي وقتاً كبيراً منها على وسائل التواصل الاجتماعي. وقالت: إن رغبتي في التعرف على الحياة العسكرية كبيرة، ونتمنى مع الأيام أن تشارك جميع الزميلات.

تشجيع أسري

من ناحيته قال أحمد راشد السويدي: علمت ابنتي عن الدورة من خلال صديقاتها، كما أطلعت على طبيعة البرنامج ومن هنا قررت الالتحاق بهذه الدورة، وأضاف: من جانبي شجَّعتها على الالتحاق بها للاعتماد على نفسها، وتطوير قدراتها، من خلال الاستفادة من فترة الصيف بطريقة جيدة، والابتعاد بذلك عن العادات السلبية مثل الاستخدام الطويل لوسائط التواصل الاجتماعية. وأوضح السويدي: أجواء الدورة تجعلنا مطمئنين كونها دورة مخصصة للبنات فقط وليست مختلطة، وكون الملتحقات من ذات الفئة العمرية. وأشار السويدي إلى أنه لا يمانع في أي خيار مستقبلي لابنته في الالتحاق بالقوات المسلحة. مشيداً بدور المرأة الإماراتية في كل الأنشطة والمجالات التي تصب في صالح الوطن.

أما الأم أمل سيف الشامسي فكشفت في بداية حديثها عن أنها كانت مترددة في منح الموافقة لابنتها للالتحاق بهذه الدورة وقالت: عندما سألت بشكل أكبر وعرفت أكثر تشجعت، وعرفت بأن ابنتي ستغير من خلال برنامج الدورة التدريبية نمط حياتها المعتاد. وبينت الابنة حمدة أحمد السويدي البالغة من العمر 13 سنة الأسباب التي جعلتها تلتحق بالدورة قائلة: أردت أن أغير من نمط حياتي، وأعتمد على نفسي، فبادرت إلى التسجيل بعد موافقة والدي ووالدتي.

 

تجربة واعدة ومشاركة بناءة

قال الشيخ خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان إن انعقاد هذه الدورة يكتسب أهمية بالغة، من خلال ما تهيؤه من فضاء خاص للتواصل مع بنات الوطن وتدشين مرحلة جديدة وتجربة واعدة تضمن تقديم رؤية استشرافية ترتكز على محددات حب الوطن والولاء له والانتماء إليه.

وأكد أن هذه المشاركة البناءة لبنات الإمارات تعبير صادق للارتقاء بوطننا الغالي، وحمله على تبوُّؤ المكانة التي يستحقها بين دول العالم، كما أنها تعد نجمة ساطعة في فضاء إنجازات قواتنا المسلحة وقيادتنا الرشيدة في تنوير وتأهيل الكوادر الإماراتية الشابة من بناتنا.

وأعرب الشيخ خليفة بن محمد بن خالد آل نهيان عن فخره واعتزازه بهذه المجموعة من الكوادر الطيبة من طالبات المدارس وهن يقدمن الدليل الحسي والملموس بأن حب هذا الوطن سيبقى كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء لا مساومة عليه، مما يشكل ضمانة راسخة واسهاماً عظيماً في إعلاء قيمة الوطن.

قرار حكيم

أكد الشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، أن العالم اليوم يشهد موجة من الأفكار السلبية التي قد تؤثر على هذه الفئة العمرية، وقرار انعقاد هذه الدورة يعد قراراً حكيماً من قيادتنا الرشيدة التي تحظى برؤية ثاقبة تجاه مصلحة الوطن وأبنائه الأوفياء. وقال: هذا القرار يأتي في الوقت المناسب بمنظور عسكري ووطني وتربوي، سيحصِّن ويسلح بنات الإمارات بالعلم والمعرفة والشجاعة وصون الوطن ضد أيِّ أفكار سلبية. وأضاف: إن مشاركة بنات الإمارات بشكل اختياري في هذه الدورة بهذه الروح العالية تبيِّن مدى امتنانهن وولائهن وانتمائهن للوطن وقيادته الرشيدة، وهي مناسبة وطنية جديدة تضاف إلى مسيرة إنجازات القوات المسلحة. وقال: هذه المرحلة وإن كانت قصيرة، ستساهم بشكل رئيس في تعزيز قيم الولاء والانضباط والالتزام والجدية في نفوسهنّ وتنشئة الأجيال القادمة تنشئة وطنية سليمة، كما ستساعد بنات الإمارات على إدراك التحديات التي تدور من حولنا والتصدي لها بمنتهى المسؤولية والحذر والحرص.

جوائز

تتلقى منتسبات الدورة العسكرية محاضرات نظرية في مجالات مختلفة ضمن منهاج تدريبي متمكن أعدته المدرسة التي خصصت في نهاية الدورة جوائز للطالبات الثلاث الأوائل واللواتي تميزن في الأداء.