حققت الشعبة البرلمانية الإماراتية، خلال الفصل التشريعي الـ 16، العديد من النتائج الإيجابية، من خلال مشاركتها في 54 نشاطاً على مستوى الاتحادات الإقليمية والدولية، والزيارات البرلمانية والمؤتمرات المتخصصة، وفق ممارستها أرقى معايير الدبلوماسية البرلمانية، التي تواكب من خلالها سياسة الدولة الخارجية، وكانت على رأس الأولويات، قضية الجزر الإماراتية الثلاث «طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى»، والمحتلة من قبل إيران، إضافة إلى الأمن الوطني الإماراتي والخليجي والعربي، والسلام، وتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، والتأكيد على ضرورة الحل السلمي عن طريق الحوار لمختلف القضايا.
وأوضح تقرير صدر أمس، أن أبرز هذه الإنجازات، تعزيز التواصل مع شعوب العالم وبرلماناته، وتفعيل المشاركة المجتمعية، والتعبير عن مواقف الدولة إزاء مختلف الأحداث والقضايا الوطنية والإقليمية والدولية، إضافة إلى تعزيز علاقات الأخوة والتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة في المجالات كافة، لا سيما البرلمانية منها.
ومن هذه الإنجازات، تفعيل أجهزة المؤسسات البرلمانية في مختلف مجالات عملها، ومعالجة مختلف القضايا التي طُرحت على جداول أعمالها، الأمر الذي يعكس دور المجلس المتنامي في أعمال ومشاريع الاتحادات والمؤتمرات البرلمانية، وإدراكه أهمية ما تضطلع به المؤسسات البرلمانية من مسؤولية، وما تقوم به من نشاط، وما تمتلكه من آليات عمل.
تواصل
وبحسب التقرير، حرص المجلس الوطني الاتحادي خلال الفصل التشريعي السادس عشر الحالي، الذي بدأ في 18 نوفمبر 2015، على تعزيز التواصل مع مختلف برلمانات وشعوب العالم، بتنظيم العديد من الزيارات واللقاءات، سواء مع ممثلي العديد من المؤسسات البرلمانية على الصعيد العربي والإسلامي والدولي أو الزيارات لمقر المجلس من قبل ممثلي المؤسسات البرلمانية والدبلوماسيين ومسؤولي المؤسسات الدولية، بما يحقق التواصل مع شعوب العالم، والاطلاع على النهضة الشاملة التي تشهدها الدولة، وما تشكله من نموذج للتعايش والتسامح، وحرصها على تعزيز التواصل مع حضارات وثقافات العالم.
وجزم التقرير بأن حيوية دولة الإمارات وتقدمها السريع في جميع المجالات، عزز مكانتها العربية والإقليمية والدولية، وجعل صوتها مسموعاً، وتأثيرها فعالاً، ودورها مطلوباً، الأمر الذي حرصت معه الشعبة البرلمانية الإماراتية على تحديد أسس ثابتة، ومبادئ محددة تطرح بشكل دائم على أجندة أعمال المجلس في مشاركاته الخارجية.
ومن أهم هذه الأسس، التسامح والانفتاح والتواصل على الصعيد الدولي، والسعي إلى تحقيق السلام العالمي، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، فضلاً عن القضايا الأمنية التي تركز على نزع السلاح النووي ومكافحة الإرهاب والتطرف والفكر الضال والاهتمام بحقوق الإنسان «المرأة والطفل والشباب واللاجئين»، والقضايا الاقتصادية التي تناقش التنمية المستدامة وأهداف الألفية والتجارة العالمية والقضايا البيئية، مثل التغير المناخي والأمن الغذائي والمياه والحفاظ على الموارد الطبيعية.
وحققت المشاركات والزيارات الرسمية التي قامت بها وفود الشعبة البرلمانية، برئاسة معالي الدكتورة أمل عبد الله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، إلى المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية النمسا ومملكة بلجيكيا وجمهورية كازاخستان وجمهورية روسيا الاتحادية وجمهورية فرنسا وجمهورية إيطاليا، فضلاً عن استقبالها لنحو 20 وفداً برلمانياً ودبلوماسياً داخل المجلس.. نتائج إيجابية كبيرة، ونجاحاً بارزاً على جميع الصعد.
نتائج
ومن أهم هذه النتائج، تعزيز التواصل مع شعوب العالم، ودعم العلاقات الثنائية والبرلمانية مع مختلف الدول، والبحث في سبل تطويرها في مختلف المجالات السياسية والبرلمانية والاقتصادية والثقافية والتعليمية، مع التأكيد على البيئة الاستثمارية المتميزة والجاذبة التي تتمتع بها دولة الإمارات، في إطار بيئة مدعومة بالتشريعات المتقدمة والأمن والتقدم والاستقرار الذي تحظى به الدولة.
كما تم تشكيل وتفعيل لجان الصداقة بين كل من المجلس الوطني الاتحادي وبرلمانات هذه الدول، لتعزيز العلاقات البرلمانية وتبادل الخبرات والمعارف، وتنسيق الرؤى والمواقف في المحافل البرلمانية الدولية، والتأكيد على أهمية الدور الذي تلعبه البرلمانات في تعزيز الحوارات الثقافية والحضارية بين شعوب العالم، والتقريب بينهم، ومد جسور التواصل الحضاري، وحشد الدعم والتأييد لموقف الدولة تجاه استعادة السيادة على الجزر الثلاث «طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى» التي تحتلها إيران، وفقاً لمبادئ الشرعية الدولية، عبر المفاوضات الجادة المباشرة، أو اللجوء لمحكمة العدل الدولية، والتأكيد على أهمية توحيد الجهود للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، واحترام سيادة دول الجوار، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، والالتزام بالمواثيق والمعاهدات الدولية، وعدم إشعال الفتن الطائفية، والامتناع عن دعم المليشيات الإرهابية.
كما تم التأكيد خلال هذه اللقاءات، على أهمية العمل المشترك لمكافحة الإرهاب ونبذ التطرف، والوقوف صفاً واحداً لاجتثاثه من جذوره، وتجفيف منابع تمويله، والتصدي للإرهاب الفكري وجميع وسائله، وإبراز جهود الإمارات في مكافحة التطرف والإرهاب، ونشر قيم السلام والتسامح والاعتدال.
التسامح
أكدت الشعبة البرلمانية الإماراتية خلال اللقاءات، على أهمية العمل المشترك لمكافحة الإرهاب ونبذ التطرف، والوقوف صفاً واحداً لاجتثاثه من جذوره، وتجفيف منابع تمويله، والتصدي للإرهاب الفكري وجميع وسائله، وإبراز جهود الإمارات في مكافحة التطرف والإرهاب، ونشر قيم السلام والتسامح والاعتدال، ونقل الصورة الحقيقية للدين الإسلامي الحنيف وقيمه السمحة التي تنبذ الإرهاب والتطرف.
مناقشة أفضل الممارسات لتعزيز دور النساء
شاركت الشعبة البرلمانية الإماراتية، بوفد، برئاسة معالي الدكتورة أمل عبد الله القبيسي، في قمة المنتدى العالمي للنساء في البرلمانات لعام 2016، التي عقدت في العاصمة الأردنية عمان، بمشاركة 260 برلمانية من 89 دولة، واستضافه مجلس النواب الأردني، لمناقشة أفضل الممارسات والخبرات، لتعزيز دور النساء في البرلمانات وصناعة السياسات.
وعرضت معالي الدكتورة القبيسي، في كلمة لها، مسيرة تمكين المرأة الإماراتية، وجهود دولة الإمارات وقيادتها الحكيمة الحثيثة في تمكين المجتمع عن طريق المرأة، باعتباره أمراً حاسماً في تفعيل المشاركة السياسية بالدولة، وفي صناعة التغيير الإيجابي في المجتمع.
وكرم المنتدى العالمي للنساء البرلمانيات، دولة الإمارات العربية المتحدة، بمنحها شهادة تقدير المنتدى عن فئة «دعم المرأة في المناصب البرلمانية»، لريادتها بانتخاب أول امرأة تترأس مؤسسة برلمانية على المستوى العربي ومنطقة الشرق الأوسط.
وأعربت معالي الدكتورة القبيسي، عن تقدير المجلس الوطني الاتحادي، وشكره لهذا التكريم، والذي جاء نتيجة ثمرة الغرس الطيب الذي زرعه المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في دعم وتشجيع المرأة، وسار على نهجه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يقود مسيرة تمكين المرأة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم حكام الإمارات.
كما تم في المنتدى، التطرق إلى الدور الرائد والمهم لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات»، من خلال مساندتها الدائمة للمرأة الإماراتية لتحقيق الإنجازات والمكتسبات التي تسهم في تنمية ونهضة المجتمع.
ونجح المجلس الوطني الاتحادي، من خلال ممارسة الدبلوماسية البرلمانية، في بناء علاقة متميزة لدوره الفاعل ضمن مشاركاته في فعاليات الاتحاد البرلماني الدولي، الذي يعد من أعرق وأقدم الاتحادات البرلمانية على مستوى العالم، وتأسس عام 1889 م، ليعد المجلس المؤسسة البرلمانية الوحيدة على مستوى العالم، الذي أبرم اتفاقية ثنائية مع الاتحاد.