تمتلك مؤسسة الشيخ سعود بن صقر القاسمي لبحوث السياسة العامة، العديد من المكونات الرئيسة التي تمكِّنها من أن تصبح مركزاً حيوياً لريادة الابتكار، من منطلق تأسيسها كمؤسسة غير ربحية وشبه حكومية في عام 2009، بهدف إنشاء هيئة عالمية للبحوث، تركز على إمارة رأس الخيمة ودولة الإمارات العربية المتحدة على نطاق أوسع، وذلك بهدف تطوير القدرات المحلية في القطاع العام، ومشاركة أفراد المجتمع في أعمالها، حيث مشاريع البحوث العلمية العالمية المستوى، والجامعات العالمية، والمجتمع المتنوع، والمنطقة الحرة المفتوحة، وفقاً للدكتورة ناتاشا ريدج المدير التنفيذي للمؤسسة، التي قالت في حوار خاص مع «البيان»: «نحن فقط بحاجة لجمع هذه المكونات معاً، ودمجها بالعمليات والحوافز المناسبة لتحقيق التميز وتقدير روح المبادرة والمخاطرة».
المشاريع الحالية
وأوضحت الدكتورة ريدج أن هناك الكثير من المشاريع التي تعمل على تنفيذها المؤسسة في الوقت الحالي، ومن أبرزها: إجراء العديد من المشاريع البحثية، بما في ذلك دراسات عن (الأبوة في العالم العربي، والأعمال الخيرية، وبرنامج إعادة تأهيل المدارس).
وتعمل حالياً على إدارة برامج مهنية لتطوير المعلمين وتنمية الطلبة، التي ستستمر في المستقبل. وغيرها الكثير من المشروعات التي تعمل على تحقيق رؤية حكومة رأس الخيمة في التقدم والحفاظ على نمط التنمية المستدامة.
فضلاً عن برامجها في مجال الجماليات الفنية، ويأتي عبر شراكتها في مهرجان رأس الخيمة للفنون البصرية السنوي، والذي سيعقد دورته الخامسة فبراير لعام 2017، بإدارة سقراط بن بشر مدير الفعاليات في المؤسسة، إضافة إلى إطلاق المعرض الفني قريباً، والذي من شأنه أن يدعم الفنانين، واستخدامه أيضاً لأغراض تعليمية.
بالإضافة إلى ذلك، فقد قدمت المؤسسة منحتين لكل من المخرج الإماراتي عبد الله الكعبي، والمصور السينمائي النيجيري عثمان أولويسي، اللذين يعتبران أول الشخصيات الحاصلة على منح فنية في مهرجان رأس الخيمة للفنون البصرية للفيلم الوثائقي.
كما تستضيف المؤسسة بشكل مستمر أيضاً، زيارة طلاب الدكتوراه والأساتذة من مختلف دول العالم، ناهيك عن جلب الباحثين من خارج الدولة، فهناك الكثير من البحوث التي أجريت عن التخطيط الحضري والصحة العامة، وهي متاحة حالياً على موقعنا الإلكتروني، تحت عنوان «أوراق السياسة».
أساليب إبداعية
«تبنت المؤسسة، العديد من المبادرات الهادفة إلى حث المجتمع وإعداده على مراعاة الاستدامة في السلوكيات والعادات، عبر إيجاد أساليب إبداعية، والتعاون للمساعدة في تطوير إمارة رأس الخيمة عموماً، مثل: تصميم مشروع المؤسسة العقابية والإصلاحية برأس الخيمة، لإتاحة فرص الوصول إلى موارد تعليمية وترفيهية، وابتكار بيئة مخصصة ومرنة لأنشطة هذه المؤسسة، وعقد ورشات عمل للموظفين والنزلاء».
وتشارك المؤسسة في دعم مجلس الشباب بالدولة، من خلال إعداد البحوث، واستعراض نتائجها ومواردها الخاصة مع أعضائه. كما تمثل المؤسسة دوراً فعّالاً جداً من حيث المنح والعمل البرنامجي.
الخطوة الأولى
وأضافت الدكتورة ناتاشا ريدج: «إن التعليم في مؤسسة سعود يعد الخطوة الأولى في رسم معالم المستقبل»، موضحة أن تنمية العقل البشري هدفنا، وذلك من خلال توفير البيئة التعليمية المناسبة لتنمية إبداعات الطلاب وتطوير مهاراتهم البحثية، حيث تستكمل مبادراتنا على صعيد مستوى الطلبة، مناهج وزارة التربية والتعليم في المدارس الثانوية. وتشمل برامج الطلبة أيضاً، فرصاً للدراسة الجامعية خارج الدولة على المستويين البكالوريوس والدراسات العليا.
وأشارت إلى أن الوصول في تحقيق إنجاز أكاديمي، يعد أولوية في هذا البرنامج، حيث إن هذا البرنامج لا يقف عند الدرجات التعليمية فحسب، بل يتجاوزها إلى ما هو أبعد من ذلك، من خلال تطوير مهارات الطلاب داخل وخارج الفصول الدراسية، وتوفير فرص الإرشاد لتعزيز مواهبهم، وتمكينهم من الاستفادة من مهاراتهم وإفادة الآخرين أيضاً.
حيث بلغ عدد الطلبة الملتحقين في برامج الطلبة 200 طالب من الجنسين. وهناك برنامج تطوير المعلمين، يستهدف المعلمين العاملين في منطقة رأس الخيمة التعليمية، وبلغ عدد المشاركين 1500 شخص، لافتة إلى سعي المؤسسة إلى إعطاء الأولوية لتطوير المواهب العلميّة المحلية، وتمكين الخرّيجين من العمل جنباً إلى جنب مع أبرز العقول الرائدة في المجالات العلمية.