لقيمات.. خمير.. رقاق.. وغيرها العديد من الأكلات الشعبية في دولة الإمارات ودول الخليج، أكلات شعبية توشك على فقدان هويتها، والسبب يعود إلى متطلبات الجيل الجديد الذي بات يضيف مواد ومسميات غربية عليها.

حاولت «البيان» أن تكشف شيئاً عن هذه الظاهرة من خلال الاستماع لآراء المواطنين، حيث أيد البعض فكرة تطوير الأكلات الشعبية، والبعض الآخر طالب بمنع العبث بمسمياتها أو وصفاتها كونها من تراث الدولة، وتحمل هويتها.

ضيف غير مرغوب فيه

وقالت منال المرزوقي مدرس الانغماس اللغوي بجامعة نيويورك أبوظبي: إن الأكلات الشعبية باتت في السنوات الأربع الماضية تفقد هويتها نوعاً ما، الأمر الذي يتطلب الالتفات إليه كونها تحتضن هوية البلد، والتساهل فيها قد يفقدها هويتها في السنوات المقبلة، إذا استمر الجيل الحالي بطلب الأكلات الشعبية بإضافات غربية، كاللقيمات بالنوتيلا أو اللوتس أو برجر بخبز الخمير. وأضافت: في جامعة نيويورك أغلب الطلبة من الجنسيات غير العربية، فإذا قامت الجامعة بطلب وجبات شعبية في مناسبة اليوم الوطني أو يوم العلم، وجاءت مستحدثة بوصفات دخيلة، فلا يمكن حينها التعرف عن كثب عن الأكلات الشعبية بعمقها التراثي، لأنها ببساطة فيها من الإضافات ما يخرجها عن إطارها التراثي وباتت كأي أكلة.

من جانبها قالت كلثم المرزوقي إن إضافة وصفات غربية على الأكلات الشعبية مقبولة في بعض الأحيان، ومتميزة لا سيما إذا كانت ثمة إضافات مميزة كالشوكولا على اللقيمات مثلاً، ولكن بشرط عدم تعويد الأشخاص على الأمر، بل إرشادهم وفق المتعارف عليه في الأكلات الشعبية حفاظاً على الهوية الوطنية التي لا تقتصر على الزي والعادات والتقاليد بل تتعداها إلى الطعام.

وأفادت أن المطاعم التي تسوّق لمثل هذه الوجبات انتشرت على مستوى الدولة بشكل كبير، مبينة أنها تناولت وجبة خبز رقاق بالبيتزا، الأمر الذي أعطى فكرة جديدة ولكن أثّر على بُعدها التراثي، ولكن حسب رأيها لا مانع من السماح به لفترة معينة، مع الأخذ بعين الاعتبار وضع ضوابط رادعة حفاظاً على الهوية الغذائية في دولة الإمارات.

بدورها أوضحت بدرية الحوسني نائبة مدير المركز الثقافي بعجمان أن السماح بمثل هذه «التلاعبات» في الوجبات الشعبية يمحو هويتها ويفقدها مذاقها الشعبي، الذي اعتدناه منذ قديم الزمان في دول الخليج، مبينة أن الجيل الجديد بات يتهاون في الأكلات الشعبية من خلال تناولها من أيدي غير المختصين، حيث ضربت مثلاً لصحن اللقيمات الذي كان يباع في المهرجانات التراثية بـ 5 دراهم ، بينما نجده بالنوتيلا بـ 15 درهماً للحبة الواحدة.

وأفادت الحوسني أن الوجبات الشعبية كانت لها مكملات غذائية تعطي مناعة لمن يتناولها على اعتبار احتوائها على مواد صحية على غرار الزعفران والبيض وماء الزهر، أما الآن فإضافة الشوكولا أو اللوتس فجميعها تحتوي على سعرات حرارية عالية قد تتسبب في زيادة وزن من يتناولها، مطالبة في الوقت ذاته المؤسسات الاجتماعية بضرورة تثقيف الجيل الجديد حول الأكلات الشعبية التي تعد هوية وطنية، وثقافة بلد تعرف الزائر على تقاليده.