ركزت جلسة «الاتصال الحكومي ولغة المستقبل» على الدور المتنامي لدبلوماسية الاتصال الحكومي وتأثير وسائل الإعلام على المشاريع العلمية الكبيرة التي تطلقها دولة الإمارات العربية المتحدة ومنها مشروع «مسبار الأمل»، وعلى أساليب التواصل بين الحكومات والجمهور في دعم مسيرة الدول التنموية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وتطرقت إلى الإنجازات التي حققوها بفضل النموذج الفعال لدبلوماسية الاتصال في حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة والإجراءات الواجب اتخاذها في المستقبل لتفعيل المزيد من التواصل الحكومي مستقبلاً. وحضر الجلسة لفيف من المديرين التنفيذيين للمؤسسات الحكومية في الدولة ومديري قطاع الاتصال الحكومي في المؤسسات الحكومية وممثلي وسائل الإعلام العربية والدولية.

واستضافت الجلسة كلاً من المهندس عمران شرف، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، وسارة الأميري، رئيس مجلس علماء الإمارات.

تجربة

وعن تجربته الشخصية في أهمية الدبلوماسية العامة وتعاطيها مع المشاريع العلمية التي تطلقها دولة الإمارات، أوضح عمران شرف أن مشروع «مسبار الأمل» يعتبر خير مثال على مدى أهمية دور الاتصال الحكومي في تعريف هدفنا من وراء هذا الإنجاز، من مشروع علمي سيوفر لأول مرة معلومات عن غلاف المريخ إلى مشروع «أمل» يمنح المنطقة العربية ثقافة جديدة وصورة غير متوقعة تخرج عن نطاق الأزمات والصراعات لإنتاج المعرفة للآخرين والتعامل معهم على أسس التسامح والإيجابية.

وأضاف: انتقلنا في مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ من مصطلح «الاتصال الحكومي» إلى استخدام مصطلح «دبلوماسية الفضاء» لنعكس جزئية التعاون الدولي وأهميته في نجاح أي مشروع علمي يتعلق بالفضاء، كون نجاح مثل هذه المشاريع مرتبطاً مباشرة بمدى وجود اتصال فعال بين الحكومات، ودرجة التعاون بينها لتبادل الخبرات والمعرفة.

ولدينا في العالم العديد من النماذج حول التأثير الإيجابي «لدبلوماسية الفضاء» التي أثرت أيضاً بشكل إيجابي في التقريب بين شعوب مختلفة في العديد من دول العالم، فالاتصال الدبلوماسي يقدم خيارات متعددة للحكومات، ويمكنها من الوصول إلى شرائح أكبر من الجمهور وتناول عدد أكبر من القضايا بشكل سريع وفعال، وهذا يتطلب من القائمين على الاتصال الحكومي التحديث الدائم لآليات تعاطيهم والحرص على الحضور بشكل دائم ومستمر في ساحات التفاعل.

تحديات

كما تطرق شرف خلال الجلسة إلى التحديات التي تواجه الاتصال الحكومي من خلال عملهم في مشروع «مسبار الأمل» ومن أكثر هذه التحديات تأثيراً وانتشاراً هو «التشكيك»، الذي طفا على السطح ما إن أعلن عن مشروع «المسبار» على المستوى العالمي، والذي واجهناه بعد زمن قصير جداً باتصال دبلوماسي مدعوم بالأدلة حول حجم طموحنا وجديتنا في التوجه إلى «المريخ»، بعد ذلك انتقلنا إلى المرحلة الثانية، حيث لم نكتفِ بعرض الأرقام والبيانات التي حققناها في مشروع «مسبار الأمل» بل نجحنا في بناء اتصال حكومي يعكس تأثير المشروع في ثقافة المنطقة ومستقبلها وتحويلها إلى منطقة مليئة بالثقة والإيجابية.

وأوضح أنه في مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ يعملون على بناء المعارف والأجهزة الخاصة بالطريق نحو الفضاء، وفق رؤية وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عند زيارة سموه مقر المشروع.

تأثير

أما عن تأثير «التشكيك» على الاتصال الحكومي في القضايا الأساسية للمجتمعات والحكومات بشكل عام وفي المنطقة العربية بشكل خاص، فأشارت سارة الأميري إلى أنه تكرر خلال بعض المقابلات الإعلامية الغربية، تعبيرهم الواضح عن عدم قناعتهم بأن الإمارات سيكون لها وقع علمي على المستقبل العالمي، وجوابنا على كل ذاك التشكيك هو ما أنجزناه حتى اليوم من دلائل وحقائق، ساهمت في تغير النظرة من «التشكيك إلى الإيمان» ليس بقدرة دولة الإمارات العربية المتحدة وحدها وإنما بمستقبل المنطقة العربية أجمع.

وأضافت: «نجحنا أيضاً في إطلاق مصطلح جديد إلى جانب مصطلح "دبلوماسية الفضاء" وهو "دبلوماسية العلوم" لنوضح من خلاله نجاحنا في الاتصال مع الحكومات، فليس هناك أي جهة تتيح كل ما لديها من تقنيات وأجهزة الفضاء، لاحتكار التنافس عليها وأيضاً لتفادي احتمال استخدامها في الأغراض العسكرية. واليوم وعبر هذه الرؤية المنفتحة لـ"دبلوماسية العلوم" نجحنا في بناء جسر جديد للثقة العالمية بدولة الإمارات العربية المتحدة، والحصول على معظم هذه التقنيات والمعلومات».

وأكدت الأميري خلال الجلسة أنه في السنوات القليلة المقبلة لن تعتمد الإمارات على تقنيات الدول الأخرى فقط، بل ستنتج معارف علمية جديدة وتصدرها لدول العالم، وقالت: إن هذه ليست دعاية أو مراهنة أو قراءة معتمدة على قوة المال الاقتصادي للدولة كما يعتقد البعض، وإنما وفق مؤشرات عالمية حقيقية.

وأضافت: «نحن اليوم متفوقون على "ناسا" بعدد النساء العاملات في مجال الفضاء، تبلغ نسبتهن في الإمارات 35% بينما نسبة المرأة في ناسا تبلغ 14%، وفي المستقبل سنتفوق عليهم في الكثير من الجوانب الأخرى».