شهد سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية ختام فعاليات الدورة الأولى من «تحدي محمد بن زايد العالمي للروبوت» التي انطلقت يوم الخميس الماضي في حلبة مرسى ياس بالعاصمة أبوظبي.
وقبل تكريم الفائزين بالمنافسات، قام سمو الشيخ نهيان بن زايد بجولة في موقع فعاليات التحدي والتي تخللها مقابلة الفرق المشاركة والتعرف على أعضاء الفريق الإماراتي من أصحاب المواهب والكفاءات الإبداعية في المجالات العلمية المختلفة.
وتم خلال الزيارة تقديم عرض مختصر عن أبرز مراحل التحدي لسموه، حيث شاهد بعض العروض الحية للفرق المشاركة.
حضور
كما شهد الفعاليات الختامية معالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم ومعالي محمد بن أحمد البواردي وزير دولة لشؤون الدفاع ومعالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة والدكتور مغير خميس الخييلي رئيس هيئة الصحة والدكتور علي راشد النعيمي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم وعبدالرحمن الحمادي وكيل وزارة التربية والتعليم للجودة والخدمات المساندة والدكتور محمد المعلا وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون الأكاديمية للتعليم العالي رئيس اللجنة الفنية للتحدي وحمد عبيد المنصوري مدير عام الهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات والدكتور عارف سلطان الحمادي مدير جامعة خليفة نائب رئيس اللجنة العليا للتحدي.
تكريم
وقام سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان بتوزيع الجوائز على الفائزين بالمسابقة وتقديم الدروع للرعاة الرسميين الممثلين عن كل من صندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات والهيئة العامة لتنظيم قطاع الاتصالات وشركة «أدنوك» وشركة صناعات شمال الصين «نورينكو».
وقدم سموه التهنئة للفائزين مبدياً إعجابه بالأفكار والمشاريع التي تم تقديمها.
مشاركة فاعلة
شارك في الدورة الافتتاحية من «تحدي محمد بن زايد العالمي للروبوت» الذي يعد الأول من نوعه في المنطقة لصناعة الروبوت 26 فريقاً من 15 دولة حول العالم للمنافسة ضمن ثلاثة تحديات رئيسة وتحد كبير بقيمة جوائز نقدية تصل قيمتها الإجمالية إلى 5 ملايين دولار.
وحصد فريق جامعة بون الألمانية الجائزة الكبرى البالغة قيمتها مليون دولار أمريكي متفوقاً على زملائه في «التحدي الكبير» الذي جمع بين التحديات الثلاثة الرئيسة في تحد شامل.
وتوزعت الجوائز النقدية الأخرى والبالغة قيمتها مليون دولار أمريكي على كل من معهد بكين للتكنولوجيا الفائز في «التحدي الأول» وجامعة بون الحاصل على المرتبة الأولى في «التحدي الثاني» وفريق يضم كلاً من جامعات سي تي يو براغ الجامعة التقنية التشيكية وجامعة بنسلفانيا وجامعة لينكولن فائزاً بالمركز الأول بـ«التحدي الثالث».
وحل في المركز الثاني في التحدي الكبير فريق جامعة إي تي إتش زيوريخ السويسرية وفريق مكون جامعة التشيك في براغ وجامعة بنسلفانيا الأمريكية وجامعة لينكولن الأمريكية وجامعة بودوا الإيطالية في المركز الثالث.
وحل في التحدي الأول ثانياً الفريق الذي يضم جامعات سي تي يو براغ الجامعة التقنية التشيكية في براغ وجامعة بنسلفانيا وجامعة لينكولن فيما حل فريق جامعة بون في المركز الثالث.
أما في التحدي الثاني فقد حلت فرق كل من الجامعة التقنية في الدنمارك وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في المركزين الثاني والثالث على التوالي في التحدي الثاني.
وأخيراً حلت جامعة إلكترونيك تريجر هنترز - زيوريخ في المركز الثاني وجامعة بون في المركز الثالث في التحدي الثالث.
وشهد «تحدي محمد بن زايد العالمي للروبوت» إقبالاً لافتاً من طلبة المدارس والجامعات من مختلف أنحاء دولة الإمارات حيث أظهر الكثير منهم رغبة في السعي إلى بناء مستقبل مهني ناجح في المجالات ذات الصلة بالعلوم والتكنولوجيا ولا سيما بعد اطلاعهم على أحدث الابتكارات التكنولوجية في عالم الروبوت والذكاء الاصطناعي والتواصل مع نخبة العقول والكفاءات المبدعة المشاركة في التحدي.
منصة عالمية
وثمن الدكتور عارف سلطان الحمادي مدير «جامعة خليفة» ونائب رئيس اللجنة العليا المنظمة للتحدي الرعاية الكريمة التي تحظى بها هذه الفعالية العالمية من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ومتابعته الدائمة لكافة الخطوات المعنية بتطوير التقنيات الخاصة بعالم الروبوت استناداً إلى رؤية تستهدف تعزيز التميز في هذا الحقل وتحفيز الشباب على الاهتمام بالعلوم والتكنولوجيا بما يدعم التوجه الوطني نحو بناء اقتصاد متكامل قائم على المعرفة والابتكار. كما أعرب عن شكره لسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان لزيارته الفعاليات الختامية وتفضله بتكريم الفائزين.
وأضاف الحمادي: تعتبر هذه الفعالية الرائدة بمثابة منصة عالمية تسهم في تحويل دولة الإمارات إلى مصدر رائد للمعرفة والخبرة في هذا المجال حيث تم إدراج تحدي محمد بن زايد العالمي للروبوت في مختلف مناهج الدراسات العليا في عدد من الجامعات العالمية المرموقة المشاركة منها على سبيل المثال، جامعة إلكترونيك تريجر هنترز - زيوريخ معهد جورجيا للتكنولوجيا والجامعة التقنية بالدنمارك كما أننا نأمل أن يكون التحدي دافعاً لنا لإدراجه كجزء من مناهج التعليم العالي.
فرق «التحدّي العالمي»: مشاركتنا إضافة نوعية لرصيدنا المعرفي
أجمعت الفرق المشاركة في مسابقة «تحدي محمد بن زايد العالمي للروبوت» على أن المسابقة كانت بمثابة الإضافة النوعية التي زادت من رصيد الفرق المعرفية من خلال أحدث التقنيات التي حفلت بها المسابقة والتي وقف من خلالها المشاركون على أحدث التقنيات ناهيك عن المنافسة التي دفعتهم إلى بذل الكثير من الجهد والاجتهاد للتوصل إلى أفضل النتائج التي تعكس حجم المنافسة الكبيرة التي لعب فيها أطراف المنافسة دوراً في الرفع من سويتها من خلال المشاركة النوعية.
التعرّف
أكد أحمد الظنحاني طالب دكتوراه في جامعة خليفة أن المشاركة في المسابقة أتاحت لنا الفرصة في التعرف على أبرز تقنيات الروبوت المستخدمة عالمياً، وهو فخر لنا أن نصل إلى مستوى مقارنة مع الجامعات العالمية، وتمنى أن تكون المشاركة القادمة في تحدي محمد بن زايد العالمي للروبوت 2019، بشكل أفضل بتحسين التقنيات المستخدمة للحصول على المركز الأول.
وأشارت رغد عبدالمنعم باحثة الدكتوراه بجامعة خليفة وعضو الفريق، إلى أنها عاشت تجربة فريدة، وتعلمت أشياء كثيرة في وقت قصير، وواجهتنا العديد من التحديات واستطعنا تجاوزها وإنشاء أشياء جيدة في وقت قياسي، ومحدد، وهذه المسابقة أتاحت لنا الفرصة لكسب معلومات وتنمية المهارات، والخبرات، وحرصنا على التعاون أو التواصل مع الفرق ذات المراكز المتقدمة في المسابقة.
نجاح
من جانبها قالت ريم عاشور طالبة الدكتوراه بجامعة خليفة، إن الروبوت تعرض لمشكلات وشعرنا بحالة من الحزن، وهو ما كان سيؤدي إلى عدم إكمال المسابقة، إلا أن الفريق عالج المشكلة، حيث توقعنا في السابق أن يحدث بعض الأعطال فزودنا قطع الغيار ووجدنا قطعة تم استبدالها وإكمال التحدي، وحققنا هبوطاً ناجحاً في كل المحاولات.
وأكدت أننا رابحون في كل الأحول سواء حصلنا على جائزة أم لم نحصل، لأننا ربحنا المعلومات والثقة التي حصلنا عليها ومنافسة مراكز بحثية وجامعات لها سمعتها والتفوق عليها في النقاط، أو معادلته، وأن المسابقة القادمة في 2019 سنكون الأول، ونحن راضون وفخورون بما أنجزناه في هذه المسابقة العالمية، ومنافستنا لأفضل الجامعات والمراكز البحثية، وتغلبنا على التحديات في التجارب المبدئية.
إصرار
ومن جانبها قالت ياسمين أبو كحيل طالبة دكتوراه في جامعة خليفة وعضو الفريق، كنت مهتمة بالجوانب التنظيمية للفريق، والتركيز على الروبوتات المتحركة في الساحة المخصصة للمنافسة والتحرك العشوائي مع تجنب الاصطدام بأي شيء موجود وكان الأمل والإصرار هو المسيطر، وبالفعل نجحنا في تسجيل نقاط في كل تحد من التحديات، وتساوينا في النقاط مع جامعة عريقة تأسست في الروبوت عام 1971، وهذا إنجاز في حد ذاته، وحافز لأن ننجز الأفضل.
من جانبه أكد المهندس محمد سعيد خوري من مركز محمد بن راشد لعلوم الفضاء، أنه يعمل في مجال البرمجة وتشاركنا في إنجاز التحدي الأول، وأبرز إنجاز حققناه هو التعرف على أفكار جديدة ووجود أفضل العاملين في مجال الروبوت على مستوى العالم، وأفضل ما حققناه من خلال فريق العمل المشترك هو أننا قسمنا العمل وتكاملنا لتحقيق الأفضل.
وقال أضافت لي المشاركة الكثير وستفيدني في مجال عملي وخاصة مجال الروبوت الذي كانت المعلومات عنه ليست بالقدر الذي حصلت عليه الآن، وعملي مع فريق طلاب جامعة خليفة في الدكتوراه وحاملي درجة الدكتوراه زاد من الخبرة التي حصلنا عليها،.
آفاق
من جانبه قال عبدالرحمن المحمود طالب الدكتوراه في جامعة خليفة إن مشاركته تركزت في التحدي الثالث، وذلك يعود إلى تقسيم العمل في الفريق، والإسهام مع الزملاء في الفريق في أي احتياجات خلال التحديات والعكس، والاشتراك في هذه المسابقة في حد ذاته ربح ومكسب وإضافة كبيرة، من دون النظر في الحصول علىِ جائزة من عدمه، حيث إن القيمة والمردود الذي ترتب على المشاركة أكبر بكثير مما يتوقع أحد.
استقطاب
أكد الدكتور سامر الفياض رئيس فريق جامعة باريس سكولاري المشارك بالمسابقة أن دولة الإمارات أثبتت من خلال المسابقة أن لديها القدرة على استقطاب العقول العلمية على مستوى العالم، إذ لمسنا بنية تحتية قوية تشجع هجرة العقول الغربية إلى الشرق.
ورحب الدكتور سامر فياض بتعاون جامعة خليفة مع جامعة باريس سكولاري، معبراً عن فخره واعتزازه بدولة الإمارات كأول دولة عربية تستضيف هذه المسابقة التي دائماً ما تكون في أمريكا أو دول أوروبية، مشيراً إلى أن دولة الإمارات استطاعت أن تجمع أبرز الفرق العالمية في هذا المجال المستقبلي.
سبق علمي
وأوضح خالد فودة باحث من جامعة باريس سكولاري وعضو بالفريق، أن قيام دولة الإمارات بتنظيم هذا الحدث العالمي الأكبر من نوعه على مستوى العالم يعد سبقاً علمياً عالمياً، ما يضعنا في مجال فخر غير قابل للشك.
ومن جانبه، أكد مصطفى أحمد باحث من جامعة باريس سكولاري، أن فريق الجامعة نفذ نحو 9 آلاف ساعة عمل لإنجاز الروبوت الخاص بالمسابقة، مشيراً إلى أن الفرصة التي أتاحتها لهم جامعة باريس ساعدتهم كثيراً على إبراز تفوقهم واكتساب خبرات جديدة وسط حماس التسابق وإبراز القدرات.
خدمة المجتمع
أكد الدكتور محمد المعلا وكيل وزارة التربية والتعليم للشؤون الأكاديمية للتعليم العالي رئيس اللجنة المنظمة وعضو اللجنة العليا للتحدي حرص دولة الإمارات على توفير الدعم والأدوات والموارد والتدابير اللازمة للاستفادة من قوة التكنولوجيا في خدمة المجتمع، مؤكداً أن تحدي محمد بن زايد العالمي للروبوت هو بمثابة منصة رائدة لتشجيع المزيد من الطلبة على الانخراط بشكل فعال في مجال تكنولوجيا الروبوتات والذكاء الاصطناعي.
وأضاف أن هذا التحدي سلط الضوء على الدور الحيوي للروبوتات في توفير الحلول التي تعالج أهم القضايا والمشاكل التي نواجهها اليوم.