تحتفل الإمارات اليوم بـــــ«يوم السعادة العالمي»، وتشارك شعوب العالم في احتفالاتها بهذا اليوم، الذي يصادف 20 مارس من كل عام، وحرصت القيادة الرشيدة على جعل السعادة نهجاً في مختلف الوزارات والدوائر والمؤسسات، وجعل سعادة المواطن أولوية في سياساتها وخططها الاستراتيجية والعمل على تحقيق استقرار ورفاهية أفراد المجتمع.

وأطلقت الإمارات سلسلة من المبادرات والخطط والاستراتيجيات التي تجعل المواطن وسعادته محوراً أساسياً لها، وباتت السعادة أسلوب حياة ونهجاً في الدولة، وفي إطار جهود الدولة المتواصلة لإسعاد أفراد المجتمع استحدث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في التشكيل الوزاري الجديد، في شهر فبراير العام الماضي، منصباً جديداً تحت مسمى «وزير دولة للسعادة» مهمته الأساسية مواءمة كل خطط الدولة وبرامجها وسياساتها لتحقيق سعادة المجتمع وإيجاد بيئة يتمكن فيها الناس من تحقيق سعادتهم والاستمتاع بها، وتعيين معالي عهود الرومي وزيرة دولة للسعادة لمواءمة خطط الدولة وبرامجها وسياساتها بما يكفل تحقيق سعادة المجتمع، التي أعلنت عن البرنامج الوطني للسعادة، ليكون بمثابة خارطة طريق لتحقيق هذا الهدف.

تصنيف

وحصلت الإمارات على المرتبة 28 عالمياً بين الدول الأكثر سعادة وفقا للتقرير الدولي الذي يصدر تحت إشراف الأمم المتحدة، عن مؤشر السعادة، وتصدرت الإمارات الدول العربية في هذا الجانب، وأعلنت الأمم المتحدة رسمياً في تقرير السعادة العالمية 2016، أنها وجدت الدنماركيين أسعد شعوب الأرض، في دراسة شملت 156 دولة، وذكر التقرير أن «رفاهية الإنسان يجب أن تراعى من خلال اتباع نهج شامل يجمع بين أهداف اقتصادية واجتماعية وبيئية».

ويصنف التقرير، الدول حسب سعادة مواطنيها ورفاهيتهم الشخصية. وتم للمرة الأولى إضافة معايير لتقييم مدى السعادة على أساس تداعيات انعدام المساواة في المجتمعات.

وحافظت الإمارات على موقعها في المركز الأول عربياً في نتائج المسح الثاني للأمم المتحدة لمؤشرات السعادة والرضا بين شعوب العالم للعام 2013، متقدمة ثلاثة مراكز عالمياً لتحل في المرتبة الـــــ 14 في مؤشرات السعادة والرضا بين شعوب العالم، وكانت قد تبوأت المركز الأول عربياً والمرتبة الـــ17 عالمياً في المسح الأول الذي أجرته الأمم المتحدة خلال عام 2012.

المدينة الأولى

وفي 11 أكتوبر عام 2014، أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، «مؤشر السعادة»، لقياس سعادة الجمهور ورضاهم عن الخدمات الحكومية المقدمة لهم، وذلك بشكل يومي عبر توزيع أجهزة إلكترونية في جميع الدوائر الحكومية تكون مرتبطة بشبكة مركزية ترصد المؤشر، وترسل تقارير يومية لمتخذي القرار لرصد المناطق الجغرافية والحكومية الأكثر سعادة ورضا عن الخدمات الحكومية، بهدف تطوير الخدمات، وتحسين سعادة الجمهور عن الخدمات المقدمة وتلبية تطلعاتهم.

3 محاور

وينقسم البرنامج الوطني للسعادة إلى ثلاثة محاور رئيسية، أولها: السعادة والإيجابية في العمل الحكومي، ويتضمن العديد من المبادرات التي ستقوم بها الحكومة لتعزيز بيئة السعادة والإيجابية والارتقاء بمستوى الخدمات لإسعاد الناس، وتحويل مراكز خدمة المتعاملين إلى مراكز سعادة المتعاملين، وتحويل مسميات موظفي خدمة المتعاملين إلى موظفي اسعاد المتعاملين، وإطلاق ميدالية «ابطال السعادة والإيجابية» لتكريم موظفي الصف الأمامي، واصدار دليل سعادة المتعاملين، وقياس سعادة المتعاملين.

فيما يشتمل المحور الثاني«السعادة والإيجابية كأسلوب حياة»، على تعزيز السعادة والإيجابية في المجتمع عبر إطلاق العديد من المبادرات المجتمعية، وتحفيز السعادة المؤسسية في القطاع الخاص، وإطلاق جائزة اسعد بيئة عمل لمؤسسات القطاع الخاص في الدولة، وتصنيف مؤسسات القطاع الخاص في الدولة بحسب مستوى السعادة، أما المحور الثالث «قياس السعادة والإيجابية».

وتتمحور رؤية البرنامج الوطني للسعادة حول أن تكون الإمارات أكثر الدول سعادة في العالم، ورسالته: أن تكون السعادة أسلوب حياة والهدف الأسمى للعمل الحكومي في الدولة، ويتضمن 7 أهداف هي: مواءمة خطط الدولة وبرامجها وسياساتها وتشريعاتها لتحقيق الإيجابية وسعادة المجتمع، وتحفيز الجهات الحكومية والخاصة لإطلاق وتبني المبادرات والمشاريع والسياسات لتحقيق السعادة والإيجابية والتنسيق مع الجهات المعنية لتنفيذها.

ميثاق وطني

واعتمد مجلس الوزراء برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الميثاق الوطني للسعادة والإيجــــــابية والذي ينص على التزام حكومة دولة الإمارات من خلال سياستها العليا وخطــــطها ومشاريع وخدمات جميع الجهات الحــــــكومية على تهيئة البيئة المناسبة لسعادة الفرد والأسرة والمجتمع وترسيخ الإيجابية كقيمة أساسية فيهم مما يمكنهم من تحقيق ذواتهم وطموحاتهم.

وفي السياق ذاته اعتمد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أجندة دبي للسعادة التي تضم 16 برنامجاً رئيساً ضمن أربعة محاور، وتتضمن 82 مشروعاً يتم تنفيذها على مستوى مدينة دبي، وتتشعب مضامير أجندة السعادة لتتجاوز المفاهيم التقليدية للسعادة المقصورة على رفاه المجتمعات.

وفي تعليق سابق لمعالي عهود الرومي، عن تقرير السعادة العالمي الأخير تقول: «سنعمل خلال الفترة المقبلة مع الشبكة الإنمائية الدولية التابعة للأمم المتحدة ومؤسسة «جالوب» ومعهد الأرض في جامعة كولومبيا لتطوير تقرير السعادة العالمي، وإطلاق تقارير دولية داعمة أكثر شمولية».

مسح وطني

وفي ديسمبر الماضي، أعلنت حكومة دولة الإمارات عن إطلاق المسح الوطني للسعادة والإيجابية، ويهدف إلى قياس مستويات السعادة والإيجابية في الدولة، وتحديد أولويات المجتمع ومصادر السعادة بالنسبة لشرائحه المختلفة، وتأسيس قاعدة بيانات وطنية واستخدام نتائج المسح، بحيث تستفيد منها الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية في تطوير التشريعات والسياسات والبرامج والخدمات لتحقيق الإيجابية وسعادة المجتمع.

وانقسم المسح الوطني للسعادة والإيجابية إلى 8 محاور أساسية هي: السعادة والإيجابية وتقييم الحياة، التعليم والتعلم، الصحة، المجتمع والثقافة، البيئة والبنية التحتية، الخدمات الحكومية، المستوى المعيشي، والعمل.

رؤساء تنفيذيون

وتجسيداً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، بتوفير بيئات سعيدة لموظفي الحكومة وترسيخ الإيجابية في المجتمع، أعلنت معالي عهود الرومي، في يوليو الماضي عن اختيار 60 رئيساً تنفيذياً للسعادة والإيجابية في الجهات الحكومية الاتحادية والمحلية، والبدء بتأهيلهم عبر برنامج تدريبي علمي شامل ومكثف.

وتم تصميم البرنامج التدريبي للرؤساء التنفيذيين للسعادة والإيجابية بهدف إعداد قيادات إماراتية بمستوى عالمي تتمتع بالمزايا الشخصية والمعرفة العلمية والخبرة العملية في هذا المجال ما يمكنهم من تنفيذ مبادرات تعزز قيم الإيجابية والسعادة كثقافة مجتمعية ونهج مؤسسي حكومي.

القطاع الخاص

كما تم إطلاق البرنامج التدريبي للسعادة والإيجابية في القطاع الخاص، في فبراير الماضي الذي ينظمه البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية بالتعاون مع كلية «وارتون» لإدارة الأعمال.

«تأملات في السعادة والإيجابية»

وكان صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أعلن في مارس الجاري عن إصداره الجديد بعنوان «تأملات في السعادة والإيجابية»، وذلك بهدف صناعة الأمل ونقل التجربة والمساهمة في استئناف الحضارة.

ويقول سموه: إن «تأملات في السعادة والإيجابية» كتاب نهدف من خلاله إلى طرح رؤية إدارية وتنموية قائمة على التفاؤل والإيجابية.. حاولت في الكتاب الإجابة على الكثير من التساؤلات التنموية العميقة مما تعلمته وخبرته في حياتي وبأسلوب قصصي بسيط ليكون الكتاب قريبا من الشباب. كما ويضيف سموه:«إن الابتسامة لدينا في الإمارات جزء من تكويننا وهويتنا وطريقتنا في التعامل مع الناس».

ويقول سموه:«كتاب «تأملات في السعادة والإيجابية» يضم دروسا ونماذج وقصصا قائمة على فلسفة مختلفة في الحياة.. الإيجابية كمنظور وإسعاد الناس كغاية وأسلوب حياة.. نحاول المساهمة عبر الكتاب ولو بشيء بسيط في نقل تجربتنا وصناعة أمل لمنطقتنا واستئناف الحضارة في عالمنا العربي». وقدّم سموه من خلال الكتاب طرح تأملات إدارية وتنموية ودروس مستفادة من تجربته وحياته.. تأملات قائمة على فلسفة مختلفة في الحياة.. الإيجابية كمنظور وإسعاد الشعوب كمحرك للجمهور.

100

أطلق البرنامج الوطني للسعادة والإيجابية في نوفمبر الماضي، بالتعاون مع هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي، مبادرة «100 يوم من الإيجابية»، التي تهدف إلى غرس وتشجيع السلوكيات والممارسات الإيجابية في نفوس طلبة المدارس بشكل خاص والمجتمع عموماً من خلال دمج الطلبة وذويهم والمعلمين بفعاليات متنوعة مبتكرة ضمن هذه المبادرة، كما تهدف المبادرة إلى تدريب الطلبة على تبني السلوك الإيجابي.