شهد اختتام المنتدى العالمي للتعليم والمهارات إطلاق مبادرة «معلمون من أجل السلام»، بتمويل من «مؤسسة فاركي» و«إنتربيس»، بهدف توفير التعليم في ظروف الأزمات والطوارئ خلال الحروب وبعد انتهائها، ولتكون بمنزلة مركز لتبادل أفضل الممارسات.

واستعرض مشاركون خلال الختام جائزة أفضل معلّم في العالم وتشجيعها نحو 20 دولة على إطلاق جوائزها الوطنية.

مزايا

من جهته، أبرز معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة وتنمية المعرفة، مزايا تجربة الدولة وتميزها كنموذج يحتذى به في بناء المواطنة العالمية.

وجاءت كلمة معالي الوزير خلال الجلسة الختامية في «المنتدى العالمي للتعليم والمهارات»، المبادرة التي أطلقتها مؤسسة فاركي، برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

وأشار معاليه إلى أن «المسؤولية الكبرى تقع على عائق صانعي القرار في قطاع التعليم والمعلمين؛ لكونها مسؤولية خاصة مشتركة، ولديهم فرصة حقيقية لبناء مواطنين عالميين، ويمتلك المنتدى العالمي للتعليم والمهارات إمكانية حقيقية لوضع أسس ملموسة وذات مغزى، مع التحدي الذي وضعه أمام الحاضرين في صياغة ميثاق للمواطنة العالمية الحقيقية».

وأكّد معاليه المسؤولية المشتركة للجميع في ذلك، لضمان وضع السياسيات والبرامج والممارسات التي تنشر أهداف خطة المواطنة العالمية الحقيقية وتحقق أهدافها.

تحالف

من جانبها، أعلنت حنان الحروب، المعلمة الفلسطينية الفائزة بجائزة أفضل معلم في العالم 2016، عن إطلاق تحالف «معلمون من أجل السلام» بتمويل من «مؤسسة فاركي» و«إنتربيس»، بهدف توفير التعليم في ظروف الأزمات والطوارئ خلال الحروب وبعد انتهائها، ولتكون بمنزلة مركز لتبادل أفضل الممارسات، «معاً، ويداً بيد، لإنقاذ هذا العالم من الكراهية، ولكي نقود الإنسانية نحو عالم المحبة والسلام، ما أؤمن به أننا بحاجة إلى معلم حر فقط من أجل مستقبل مشرق».

ودعت الحروب جميع المعلمين والطلاب إلى أن يكونوا مرنين في القدرة على التكيف مع الصراعات، وتجنب التعصب والتطرف والترهيب أثناء عملية التعليم، وأن تكون لديهم المقدرة على تحويل هذه الصراعات إلى حافز لتغيير هذا الواقع إلى الأفضل.

وقالت إن لحظة فوزها العام الماضي أدركت فيها انتصار المبادئ والقيم الإنسانية التي تؤمن بها، وهي لحظة من الثقة بقوة التصميم والإرادة في تحقيق الهدف، مشيرة إلى أن الفوز بالجائزة لم يكن سوى «بداية الكفاح من أجل طريق سلام بعيداً عن العنف لتحقيق أحلامنا كفلسطينيين، ووفرت لها مؤسسة فاركي منصة مثالية لنشر رسالتي عن السلام واللاعنف».

وكانت كولومبيا أول دولة تبدأ بمنح جائزتها الوطنية الخاصة للمعلّمين بدعم من «مؤسسة فاركي».

وعقب منح جائزة «أفضل معلّم في العالم» في دورتها الثانية في العالمي للمعلّمة الفلسطينية حنان الحروب؛ قررت العديد من البلدان أن تسير على هذا النهج، وأن تطلق جوائزها الوطنية الخاصة والفريدة تكريماً للمعلمين فيها.

حق

بدورها، تحدثت جوليا جيلارد، رئيسة مجلس إدارة هيئة «الشراكة العالمية من أجل التعليم»، عن حق كل طفل في العالم في الحصول على التعليم؛ حيث تعتبر ذلك أولوية رئيسة على أجندة أعمالها، مؤكّدةً أهمية إيجاد حلول للتحديات التي تواجه التعليم، سواء من حيث توفيره أو الوصول إلى التمويل اللازم له.

وقالت إن «هناك نحو 260 مليون طفل لا يحصلون على تعليمهم الابتدائي والثانوي، ونحن نرغب في رؤية جميع أطفال العالم في المدارس يتلقون تعليمهم، وينفق العالم ما يقارب 1.3 تريليون دولار على التعليم المدرسي سنوياً، وسيرتفع هذا الرقم ليصل إلى نحو 3 تريليونات دولار بحلول عام 2030».

نقص

ومن المشكلات الرئيسة التي تواجه التعليم على مستوى العالم، بحسب جيلارد، نقص الكوادر التعليمية، مع الحاجة إلى وجود مئات الألوف أو ملايين المعلمين من المعلمين لسد هذا النقص، فضلاً عن التحدي الكبير المتمثل في تدريب المعلمين الحاليين وتأهيلهم. ،قال فيكاس بوتا، الرئيس التنفيذي لمؤسسة فاركي: «يشهد قطاع التعليم تطوراً مستمراً، ويمكننا التعلم من تجارب الماضي التي أثبتت جدواها، وغيرها من التجارب التي لم يكتب لها النجاح، وكيف لنا استخدام المعرفة من أجل تطوير نظم التعليم للمستقبل على نحو أفضل»