تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، افتتح الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، أمس، بحضور معالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، فعاليات الدورة الأولى من منتدى «التعاون من أجل الأمن» الذي تستضيفه أبوظبي على مدى 3 أيام بمشاركة وزراء داخلية وعدل وقادة وخبراء من مختلف أنحاء العالم.

وحضر انطلاق فعاليات المنتدى معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة دولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، ومعالي الفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن العام بدبي، والفريق سيف عبدالله الشعفار وكيل وزارة الداخلية، والقادة العامون للأجهزة الشرطية بالدولة والوكلاء المساعدون وعدد من المسؤولين ومديري الدوائر الحكومية والجهات المعنية بالدولة.

وأكد الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان أن الإمارات أدركت أن الطريق إلى مكافحة الجريمة يبدأ من الإنسان وبالإنسان، ومن بناء الأخلاق وإعلاء القيم الإيجابية التي تتماشى مع الفطرة الإنسانية السليمة، مشيراً إلى توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، بتدريس مادة التربية الأخلاقية في جميع المدارس بدولة الإمارات انسجاماً مع موروثنا الثقافي، والذي يرتكز على التعاون والتآلف والعطاء والانفتاح وتقبل الآخر، وهي رسالة القيم الأخلاقية من الخالق عز وجل إلى خلقه، ومن رسُله إلى بني الإنسان وبها تستدام الأوطان.

تسامح وسعادة

وأوضح سموه أن الإمارات عملت على إعلاء قيمتي التسامح والسعادة والاهتمام بهما لدرجة الإعلان عن تأسيس وزارتين في حكومة الإمارات هما وزارتا «التسامح» و «السعادة».

وقال سموه إن الوالد والقائد المؤسس المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، غرس نهجاً في الإمارات أساسه بناء الإنسان وتأهيله عن طريق التنمية الشاملة وتحقيق الرفاه والرخاء عبر توفير البنى التحتية السليمة وتعزيز مسارات التعليم والصحة وتبني مفاهيم استشراف المستقبل، وتهيئة المناخ الذي يشجع على الإبداع والابتكار.

تحديات

وأكد سموه أن التحديات التي يواجهها عالم اليوم، قد تغيرت أنواعها، وتعقدت أدواتها، وأصبحت مكافحتها، تحتاج إلى التعاون المشترك بين الحكومات والمنظمات، الأفراد والشعوب.

وشدد سموه على ضرورة التعاون الحقيقي والفعال، للخروج بنماذج مبتكرة للمنظومات الأمنية مبنية على دراسات معمقة ومستمرة لمواكبة هذه التغييرات والحفاظ على أمن المجتمعات، من أجل مستقبل زاهر للأجيال القادمة.

وأكد حرص الإمارات على تقديم كل ما شأنه إنجاح المنتدى وأهدافه الحضارية النبيلة، معرباً عن تمنياته للجميع بالنجاح والسداد وأن يكون المنتدى خطوة إضافية في تعزيز التعاون للعمل على استدامة الأمن والأمان، في ربوع الأرض شرقاً وغرباً.

ترحيب

ورحب سموه بالمشاركين وضيوف المنتدى، ونقل لهم تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه اللخ، وأخيهما صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وأعرب سموه عن الشكر والتقدير لمنظمة «الإنتربول» على الجهود المميزة ودورها في تعزيز الأمن العالمي، داعياً سموه لدعم مؤسسة الإنتربول لدورها المهم والحيوي في مكافحة الجريمة.

زيارة

وفي سياق متصل، اطلع سموه في أرض المعارض بأبوظبي، على المشاريع الممولة من قبل دولة الإمارات بمنحة مقدمة لمنظمة الإنتربول الدولي، وتندرج تحت برامجها وتشمل مكافحة الإرهاب، والجرائم الإلكترونية، والأعمال الفنية المسروقة وتهريب المهاجرين والاتجار بالبشر واستغلال الأطفال عبر الإنترنت، والجرائم المتصلة بالمركبات، ومكافحة المخدرات، وتجارة السلع غير المشروعة.

وجال سموه، في المعرض المصاحب الذي يقام على هامش منتدى التعاون من اجل الأمن، حيث استمع إلى شرح من يورغن شتوك الأمين العام لمنظمة الإنتربول الدولي، ومن إلياس المر رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإنتربول، حول المشاريع السبعة وخطط عمل المنظمة الدولية لتحقيق الأهداف السامية من هذه المشاريع تعزيزاً للسلم العالمي وجهود مكافحة الجريمة.

كما التقى سموه على هامش افتتاح المنتدى، كلاً على حدة نهاد المشنوق وزير الداخلية اللبناني، ورامل اوسوبوف وزير الشؤون الداخلية الأذربيجاني وبيامباتسجوت ساندنج وزير العدل والشؤون الداخلية المنغولي، وفاديم تروبان نائب وزير الشؤون الداخلية الأوكراني.

وتبادل سموه والوزراء الضيوف الحديث حول عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات الأمنية والشرطية، وأهمية منتدى «التعاون من أجل الأمن» وآفاق دعم المؤسسات والمنظمات الدولية تعزيزاً لجهود مكافحة الجريمة بكافة أشكالها.

جهود

بدورها قالت معالي نورة الكعبي وزيرة دولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي، في تصريحات لها، إن هذا المنتدى يقام في أبوظبي لأول مرة؛ نظرا للجهود التي قام بها صاحب السمو الشيح خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، والمتابعة الحثيثة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لدعم اللقاء والمنتدى والتعاون والشراكة الاستراتيجية التي تجمع الإمارات بالإنتربول.

وأكدت معاليها أن الإمارات سباقة في الأمور المتعلقة بالأمن واستقراره، إضافة إلى تعزيز الأمن في الإمارات والدول المجاورة والعالم أجمع، مضيفة: «أرجو أن نخرج بتوصيات تفيد العالم أجمع».

الإنتربول

وعودا إلى كلمات المؤتمر، أكد شتوك أن المنحة التي قدمتها الإمارات بقيمة 50 مليون يورو تعتبر الأكبر عالميا لدعم جهود المنظمة في مكافحة جرائم عالمية وهي مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والاتجار بالبشر والمخدرات وسرقة المركبات والبضائع غير المشروعة والجرائم الإلكترونية والمجتمعات المعرضة للخطر.

وأشار شتوك في كلمته خلال المنتدى الى أن المنظمة بالتعاون مع الدول الأعضاء تمكنت مؤخرا من إنقاذ اكثر من 10 آلاف شخص كانوا سيقعون ضحايا جرائم استغلال الأشخاص عبر الإنترنت، حيث تمكنت من حمايتهم ومنع استغلالهم.

هاجس

الى ذلك قال المُر، في كلمته خلال المنتدى إن «قضايا الأمن تقدمت على سائر القضايا والاهتمامات في العالم، وأصبحت هاجسا لرؤساء الدول والحكومات، إذ أصبحت التحدي الأكبر أمام رجال الأمن والشرطة والقضاء، وأصبحت التهديد الأخطر للدبلوماسيين والقطاعات الاقتصادية والسياحية والاجتماعية على المستوى الدولي».

وقال المر إن «العالم يعيش اليوم عصر الإرهاب، ونحن نريده أن يعيش عصر القضاء على الإرهاب، وكما يزداد الإرهاب والجريمة المنظمة وحشية وتعقيداً، يزداد العالم حاجة إلى القيام بمسؤولياته ويكون أكثر تعاونا وأكثر التزاما للقضاء على هذه الوحشية».

ونوه بالرؤية الاستراتيجية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في دعم الجهود الدولية لمكافحة الجريمة والإرهاب واتباع برامج أمنية فريدة، مشيراً إلى أن سموه جعل من ابوظبي منصة عالمية لإرساء عالم أكثر أمناً.

دعم

من جانبه أشاد عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بدعم دولة الإمارات للمشروعات الـ7 التابعة «للإنتربول» لمكافحة الجريمة العالمية والإرهاب، التي تم الإعلان عنها خلال منتدى «التعاون من أجل الأمن» المنعقد في أبوظبي.

ونوه الزياني في تصريحات للصحفيين على هامش المنتدى بالجهود الإقليمية والدولية في مكافحة الجريمة والإرهاب، لافتا إلى أهمية هذا المنتدى الذي تستضيفه أبوظبي حاليا، في تعزيز التعاون والشراكة بين الدول والمؤسّسات والهيئات الدولية.

وعبر عن فخره لما تقدمه دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة، من خلال استضافتها ورعايتها لهذا الحدث المهم والعمل القومي الإنساني الذي تقوم به، في سبيل مواجهة التحديات الأمنية على مستوى العالم.

مثال

وقال اللواء عبدالله خليفة المري قائد عام شرطة دبي، إن الإمارات بقيادتها الرشيدة تعتبر مثالاً يحتذى به في كل الدول لدعم المبادرات على مستوى العالم لدعم الإنسانية ودعم استقرار الأمن ليس في العالم العربي والإسلامي وإنما على مستوى العالم ككل.

وأشار في تصريحات صحفية أمس خلال حضوره المنتدى أمس، أن دعم الإمارات من خلال المنحة التي ستقدم للإنتربول لم يأت من فراغ، حيث سبقتها دراسة لأهم المؤشرات المتعلقة بالجريمة عالمياً والتحديات التي تواجهها.

وقال إن المنحة ستسهم في دعم 7 مشاريع لمكافحة جرائم تعتبر منتشرة حول العالم وبالتأكيد جاء اختيار تلك المشاريع السبعة بناء على دراسات مع أن العديد من تلك الجرائم قد لا تعتبر موجودة في الدولة، وإنما مجابهتها والتصدي لها هامة جدا لدعم الأمن في دول صديقة ودول أخرى في العالم.

وأكد المري أن دولة الإمارات تحت قيادة صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، ودعم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، دائما محل ثقة على مستوى العالم.

خط ساخن

قال اللواء محمد خلفان الرميثي القائد العام لشرطة أبوظبي إن شرطة أبوظبي افتتحت مركزا للابتكار، حيث توفر للمركز الإمكانيات لتطوير الأفكار علاوة على التواصل مع الجامعات العلمية وخلق خط ساخن لتسهيل التواصل بين صغار المبتكرين والقيادات الشرطية لعرض مقترحاتهم الخاصة بالابتكارات في مجال الأمن والتكنولوجيا.

وأكد الرميثي في كلمته خلال المنتدى أمس، إن دولة الإمارات من أكثر الدول أماناً، ولديها البنية التحتية التكنولوجية التي تستخدمها في مجال الأمن، مشيرا إلى أن الإمارات كانت سباقة في إنشاء هيئة متخصصة في الأمن الإلكتروني.

وزير الداخلية اليمني: الإمارات أهلت 18 مركز شرطة و3 مخافر في عدن

كشف اللواء الركن حسين محمد بن عرب نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية اليمني، عن قيام دولة الإمارات بإعادة تأهيل وبناء 18 مركز شرطة و3 مخافر في مدينة عدن اليمنية، مشيرا إلى أن الدعم الإماراتي لبلاده في المجال الأمني اتخذ أوجهاً متعددة شملت إعادة بناء مراكز ومخافر الشرطة، وجلب المعدات الضرورية لإعادة جاهزية الأمن حتى يكون قادراً على تأدية المهمات الملقاة على عاتقه ومواجهة مختلف التحديات على مستوى مكافحة الجريمة، إضافة إلى تبادل المعلومات والتنسيق العالي المستوى الذي حقق نتائج رائعة على الأرض.

وأكد أن الإمارات من أهم الدول التي تدعم اليمن في القضايا الأمنية وقد لعبت دورا حاسما في مساعدة بلاده للوصول الى مستوى مرض على صعيد العمل الأمني، مؤكدا قدرة الشعب اليمني وبمساعدة الأشقاء على تجاوز محنته والعودة إلى سابق عهده .

ارتفاع نسبة ضبط المتهمين بقضايا المخدرات 25 %

أكد العقيد سعيد السويدي مدير عام إدارة مكافحة المخدرات الاتحادية في وزارة الداخلية، أن الوزارة حققت خلال عام 2016 ارتفاعا في ضبط المتهمين في قضايا المخدرات بنسبة 25% مقارنة بعام 2015، كما حققت العديد من المؤشرات الإيجابية من ناحية استقرار مؤشر المتعاطين الجدد بين الفئة المواطنة.

وقال إن وزارة الداخلية الإماراتية ستتطرق خلال مشاركتها في منتدى «التعاون من اجل الأمن» لموضوع مكافحة المخدرات على المستوى العالمي، وبحث سبل التعاون مع القطاع الخاص الذي يلعب دوراً مهماً في حماية المجتمع من الجريمة بمختلف أشكالها ومنها جرائم المخدرات، وقد بات من الضروري البحث في كيفية بناء علاقات مع هذا القطاع لحماية مصالحه ولضمان أن الخدمات التي يوفرها لا يمكن ان تستغل في ارتكاب الجرائم.

وأضاف السويدي: «لقد أصبح العالم يعي تماماً مستوى وحجم التحديات الكبيرة التي تواجهها اجهزة الأمن على مستوى العالمي، كما يعي أن التعاون هو الأداة الرئيسية والحل المناسب لمواجهة هذه التحديات والمخاطر تحت المظلة الراعية العالمية (الإنتربول) التي تسعى لتوثيق هذا التعاون العالمي ووضع الأطر العامة له».