منذ إطلاقها مطلع الشهر الجاري، نجحت مبادرة »صناع الأمل«، التي تندرج ضمن مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، في اجتذاب عدد كبير من المشاركات من شباب وشابات من مختلف أنحاء العالم العربي يتطلعون إلى المساهمة في نشر الأمل وصنع تغيير إيجابي.

حتى اليوم، تلقت مبادرة »صناع الأمل« أكثر من 50 ألف قصة أمل من أفراد ومجموعات، لديهم مشاريع ومبادرات، يسعون من خلالها إلى مساعدة الناس وتحسين نوعية الحياة أو المساهمة في حل بعض التحديات التي تواجهها مجتمعاتهم.

سعياً لمشاركة الناس هذه القصص كي تكون مصدر إلهام للآخرين الذين يتطلعون إلى تغيير مجتمعاتهم نحو الأفضل، نستعرض بعض قصص صناع الأمل التي تفتح نافذة أمل وتفاؤل وإيجابية في عالمنا العربي من المحيط إلى الخليج.

شاب مصري يجمع 1.5 مليون جنيه لإنقاذ حديثي الولادة

يعاني العديد من الأطفال حديثي الولادة صعوبات بعد ميلادهم تودي بحياة البعض منهم، وذلك نتيجة لنقص المعدات الطبية للأطفال »الخدج« وعلى رأسها الحاضنات التي تمثل طوق نجاة، وغرفة عناية مركزة صغيرة لمن هم في أسابيعهم الأولى في بعض مناطق جمهورية مصر العربية.

أبوبكر أحمد، أحد قيادات مركز حضانات الأطفال الجديد بالأقصر، طرح مبادرة إحياء (حضانات الأطفال) بالمجان في جميع الوطن العربي، وبدأ العمل في هذا المجال حينما وجد أطفالاً تموت أمام أعين ذويها، ولا حول ولا قوة لهم، لعدم مقدرتهم على توفير مبلغ يقارب 1200 جنيه مصري في اليوم الواحد للحضانات الخاصة.

وجاءت فكرته ومن خلال يد الخير الممتدة من المقتدرين في شعب عرف عنه الكرم ودماثة الأخلاق، فنجح أبو بكر ومن معه من المتطوعين في توفير حضانات وأجهزة لإنقاذ الأطفال، بكلفة وصلت إلى مليون ونصف المليون جنيه، أنقذوا من خلالها 450 طفلاً في 9 أشهر.

اليوم باتت المبادرة قادرة على توفير 30 حاضنة في طريقها نحو المئة، وبجهود أهل الخير وعطاء آلاف الناس الذين يحملون مشاعر إنسانية جياشة، ستنجح المبادرة بإنقاذ آلاف الأرواح من الأطفال في السنوات القليلة المقبلة وأن تدعم الوافدين على هذه الدنيا الذين لم يعوا مشقة إبقائهم على قيد الحياة.

ليكونوا عند الكبر ممتنين لأياد بيضاء أبقت عليهم وزرعت الأمل في نفوس أهاليهم، وأسهمت في بناء مجتمع متلاحم. فصناعة الأمل تبدأ بخطوة ولا تتوقف، فلا حدود للإنسانية، ولا حدود لصناعة الخير.