بذلت المرأة الإماراتية جهوداً مميزة في مسيرة النهضة، ووقفت إلى جانب الرجل ولم تختبئ في بيتها، بل شغلت مواقع وظيفية حيوية، ثم واصلت تقدمها نحو المهن التي كانت حكراً فقط على الرجال، محققةً نتائج وإنجازات سجلتها التقارير الدولية.

بخيتة سيف المهيري (23 عاماً)، ضابط طيار في مجموعة طيران الإمارات، تعد نموذجاً لما وصلت إليه المرأة الإماراتية من مهنية وكفاءة، حيث قالت إنها تعمل في مجال قيادة الطائرة منذ عامين تقريباً، مشيرةً إلى أنها تشعر بالفخر والاعتزاز الكبيرين لتقلدها هذه المهنة، فقد خضعت لخمس سنوات من الدراسة والتدريب الجاد اللذين وفرتهما لها مجموعة الإمارات، وجامعة الإمارات للطيران، إضافة إلى برنامج تدريب وتأهيل، ووفرت لها المجموعة وظيفة فور تخرجها، بعد أن اجتازت اختبارات علمية وأخرى في اللياقة البدنية.

سعادة

وتطمح المهيري إلى أن تتسلح بالمزيد من المعلومات عن مجال الطيران، وأن تكون خير سفيرة لبلدها ولعروبتها وسماحة دينها، فهي تلتزم بارتداء الحجاب، وهو الأمر الذي يميزها عن نظيراتها من بعض الدول الأخرى، علاوة على ابتسامة السعادة التي تثبت بحق أن شعب الإمارات أسعد الشعوب.

وتابعت أنها علمت بشأن البرنامج من خلال الجولات التي نظمتها المجموعة في مدارس الدولة، وعن التحديات التي واجهتها قالت: «طالما وجه لي العديد من الركاب هذا السؤال: هل تستطيعين قيادة الطائرة؟ وذلك بسبب صغر سني، إضافة إلى أنني يجب أن أكون مطلعة دائماً على كل ما هو جديد في صناعة الطيران وقوانين الدول التي أسافر إليها، فضلاً عن أنني تحديت الرهبة الأولى لقيادة الطائرة بنجاح».

كفاءة

ومن ناحيتها، أوضحت أميرة العوضي، مديرة الموارد البشرية في مجموعة طيران الإمارات، أن المجموعة تضم مهناً للنساء المواطنات لم تكن تمتهنها من قبل، غير أنها أثبتت كفاءة عالية تفوق ما كان يتوقع منها، مثل مجال الشحن الجوي وهندسة الطائرات والأمن والتفتيش على الطائرات والمناولة والخدمات الأرضية، ومهنة المضيفة الجوية والعمليات، فضلاً عن مهنة مرحلة جوية، وهي المسؤولة عن تفريغ الطائرة في حال الهبوط وتجهيزها للإقلاع مرة أخرى، وذلك نتيجة استراتيجية التوطين في المجموعة التي تضم 3000 مواطن، 40% منهم نساء.

وأضافت أن العيادة الطبية بالمجموعة تضم أول طبيبة إماراتية، وهي منى الحمادي التي تتولى الرعاية الطبية لكابتن وطاقم الطائرة.

إيجابية

وأوضحت سارة سلمان، مهندسة صيانة الطائرات في مجموعة الإمارات، أنها عشقت المجال منذ الصغر نتيجة لمعرض التوظيف الذي نظمته المجموعة لطالبات المدارس، فقررت من حينها أن تتجه لدراسة هندسة الطيران، لتعمل لاحقاً في هذه المهنة التي يراها البعض شاقة وتحتاج إلى جهد كبير وقدرات جسمانية خاصة، حيث تتطلب طبيعة عملها المكوث 12 ساعة في ورشة صيانة الطائرات، فضلاً عن نظام المناوبات، إلا أنها تجد سعادتها البالغة في هذا العمل.

ومضت سارة إلى أنها في البداية وجدت تحديات كثيرة، أهمها تحذيرات الأهل لها بأنها لن تستطيع استئناف الدراسة في هذا المجال الذكوري، ولكن مع إصرارها واجتهادها لم يجدوا بداً من دعمها وتشجيعها للمواصلة في نهضة وخدمة وطنها.

مضيفة

أما نورة البلوشي، التي تعمل في مهنة مضيفة طيران في درجة رجال الأعمال في مجموعة الإمارات منذ عامين، فقد درست اللغة الكورية، نظراً إلى ولعها بدراسة اللغات، كما لفت نظرها منذ أن كانت صغيرة تسافر مع والدتها كيف تعمل المضيفات على راحتهن.

وأشارت إلى أنها لم تجد اعتراضاً من أهلها، بل تشجيعاً ودعماً كبيراً، ولكونها تعيش على أرض الإمارات التي تضم أكثر من 200 جنسية، فإنها لم تجد صعوبات في التعامل مع الجنسيات المختلفة على متن الطائرة، إلا أن التحدي الوحيد كان في عدم إتقانها بعض اللغات خاصة الصينية، لكنها تغلبت على ذلك من خلال استعمال لغة الإشارة والجسد، متسلحة بابتسامة تعكس سعادة شعب الإمارات.

إفتاء

نوع آخر من الوظائف نجحت خلاله الإماراتيات في إبراز كفاءتهن، حيث قالت دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري في دبي إن الدائرة تعمل لديها امرأتان بمهمة الإفتاء، لافتة إلى أنهما تشهدان إقبالاً واسعاً من قبل النساء اللواتي يشعرن بأريحية أكبر في سرد مشكلتهن لامرأة مثلهن، والحصول على الفتوى من دون حرج، وأكدت الدائرة أنه يمكن الحصول على الفتوى منهما من خلال المقابلة المباشرة أو الاتصال أو حتى البريد الإلكتروني، مشيرة إلى أن نسبة اللواتي يعملن في الدائرة بلغت 57%.

عمل ميداني

وتسجل المرأة وجوداً لها في كل القطاعات في أراضي دبي، ويمكننا أن نأخذ واحدة من موظفاتها مثالاً على ذلك، الموظفة شيخة عزام، حيث تعينت في الدائرة في 2014، وتعمل في منصب مهندس معماري لتكون أول موظفة تعمل في المجال الميداني بالدائرة.ومن أبرز مهام عملها اليومية الخروج للعمل الميداني في مواقع البناء، حيث تقوم بتحديد نسب الإنجاز الخاصة بالمشاريع والوحدات العقارية.

أمن المعلومات

قال عامر شريف، مدير إدارة التعاون والامتثال في مركز دبي للأمن الإلكتروني، إن العديد من النساء يتم توظيفهن في مهنة تخصص أمن المعلومات وحمايتها، وكذلك هندسة الشبكات، مشيراً إلى أنهن يبدين جودة عالية في العمل، وأثبتن أنهن قادرات على حماية المعلومات بكفاءة عالية، حيث يعمل المركز على حماية معلومات 140 دائرة حكومية في دبي.