رشحت مؤسسة الإمارات وشركة هانيويل الأميركية التي تعد من أكبر الشركات في مجال التقنيات الإلكترونية المعقدة، وصاحبة براءات اختراع متعددة في مجال تقنيات الطيران والفضاء، 4 معلمين مشاركين في معرض «بالعلوم نفكر» للتدريب في وكالة «ناسا للفضاء» الشهر المقبل.
وأفادت معالي شما المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب، أن الوزارة تتجه لدعم مشاريع الشباب في مختلف التخصصات والقطاعات، تتضمن التفاعل بشكل أكبر من المجتمع والمؤسسات وتحفزيها على دعم هذه المشاريع بشكل أكبر، موضحة معاليها أن المعرض يخدم رؤية الدولة، في تسليح الشباب بالعلم، مشيرة إلى أن الابتكارات والاختراعات التي شهدها المعرض في دورته الخامسة، تؤكد تشبع فكر الشباب بالعلوم في التخصصات المختلفة.
وذكرت معاليها أن غالبية الابتكارات التي نفذها الطلاب توجد حلولاً جزرية لكثير من التحديات خصوصاً في مجالي الطاقة والتعليم، لافتة إلى أن الطلاب ذوي الإعاقة «أصحاب الهمم» قدموا عدداً من الابتكارات المشرفة تخدم الكثير من التخصصات.
وكانت قد اطلعت معاليها على المشاريع الابتكارية المشاركة في المعرض والأفكار التي طورها الطلبة وكانت تحرص معاليها على الاستماع إلى شرح الطلبة بشكل مستفيض عن المشروع.
فعاليات
جاء ذلك على هامش فعاليات معرض «بالعلوم نفكر 2017» الذي انطلق تحت رعاية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات، وتنظمه مؤسسة الإمارات، ويقام بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم ومجلس أبوظبي للتعليم في مركز دبي التجاري العالمي.
ومن جهتها قالت ميثاء الحبسي نائب الرئيس التنفيذي في مؤسسة الإمارات، إن المؤسسة بالتعاون مع شركة هانيويل رشحت 4 معلمين من مختلف مناطق الدولة ليتلقوا تدريباً في وكالة ناسا مع أفضل الخبراء في هذا المجال، وجاء ترشيحهم ليكونوا جزءاً من هذا المشروع ولنقل التجربة إلى طلابهم، مؤكدة أنهم حرصوا على اختيار المعلمين المتميزين المتفاعلين مع طلابهم، والذين يدعمون العملية التعليمية بأفكار متميزة، بالإضافة إلى قيامهم بأنشطة تعليمية تعود بفائدة على الطلبة، من خلال عدة معايير بناء على مشاركتهم في اكثر من دورة بالمعرض.
توجه
وأوضحت أن توجه الإمارات نحو الفضاء يفرض على المؤسسات توجه عملها لخدمة هذه الرؤية، فضلاً عن تشجيع الشباب واستقطابهم وتحفيزهم للإقبال على هذا الجانب، ونحن كمؤسسة الإمارات للشباب نحفز ونفتح هذه المجالات الجديدة لهم في المستقبل من خلال زيارة مركز الفضاء.
وقالت كلير وودكرافت سكوت، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات إنه في هذا العصر الرقمي الذي يشهد تطور الابتكار التكنولوجي والعلمي نجد أنفسنا على موعد مع آفاق لا نهائية من الفُرص، ونحن الآن في مُفترق طُرق وهُناك فُرصة ذهبية للجميع لدعم الإمارات في نيل مكانها الرائد في المرحلة الاجتماعية والاقتصادية العالمية، وسنواصل جهودنا في إلهام الشباب وتشجيعهم على دراسة العلوم واكتشافها بشكلٍ أفضل ومن ثم اتخاذ خطواتهم المهنية الأولى في مجال العلوم والتكنولوجيا والابتكار لإيجاد مواطنين متخصصين في العلوم والتكنولوجيا قادرين على الاستجابة لحاجة القطاع الخاص وقطاع الصناعة لمواهب وكوادر علمية إماراتية.
أضافت أن المعرض يعد بمثابة دليل ملموس وعملي في عالم العلوم والتكنولوجيا والابتكار يجمع ذكاء الشباب والأدوات التي تُمكننا من الانتقال إلى المُستقبل في مكانٍ واحد، بالإضافة إلى تعريف العاملين في القطاعين العام والخاص على العقول الشابة المبدعة والتي ستصبح أحد أهم موارد تنمية الوطن، لذلك علينا جميعاً سواء في القطاعات العامة أو الخاصة أو القطاع الثالث أن نوحد جهودنا وصفوفنا من أجل مستقبل شبابنا من أجل تحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية مُزدهرة ومُستدامة.
تنافسية
وعبر رائد الفضاء السابق في ناسا دونالد توماس، عن انبهاره بالطلاب وحماسهم للمستقبل، لافتاً إلى أن الدولة تستهدف تخريج أجيال من العلماء والمهندسين في مختلف المجالات ليستلموا دفة القيادة في المستقبل الإمارات لتعزيز تنافسية الإمارات على الساحة الدولية.
وقال إن قيادة دولة الإمارات لم يصعب عليهم تحقيق أهدافها سواء المتعلقة بالفضاء أو أي من الأهداف الاستراتيجية الأخرى، كونها تتمتع برؤية واضحة لتحسين الحياة في المستقبل، مشيراً إلى أنه أتى إلى دبي حوالي 5 مرات وزار أكثر من 40 مدرسة وتحدث مع الطلبة في العديد من القطاعات لتعزيز اهتمامهم بالعلوم والرياضيات ولدفعهم للتفكير بالمستقبل. وقال إنه من خلال البرنامج التعليمي من شركة «هانيويل»، سيتم إرسال 4 معلمين إلى ناسا وكالة الفضاء الأميركية وسيحضرون معهم الحماس والخبرة لنقلها إلى معلمين آخرين.
فائزون
وعبر الفائزون بالبعثة التدريبية في «وكالة الفضاء ناسا» عن سعادتهم تجاه اختيارهم للقيام بهذه التدريبات التي ستضيف إلى عملهم المهني في المدارس، وستكون حافزاً لغيرهم من المعلمين.
وقالت لارا شومان، معلمة علوم للصف التاسع في مدرسة الاتحاد الجميرا: «إن المعسكر التدريبي التابع لشركة هانيويل في ناسا سيكون بمثابه تدريب يحاكي واقع حياة رواد الفضاء وسيكون له تأثير إيجابي على المتدربين الذين سينقلونه لطلابهم فيما بعد، ويستغرق التدريب نحو أسبوع على أن يسافروا في منتصف الشهر المقبل».
وقالت المعلمة بثينة عبندة من ثانوية التكنولوجيا التطبيقية من المرشحين إلى بعثة التدريب: «إن هذا التدريب يعد تطويراً مهنياً للمعلم، مشيرة إلى أن الإمارات تحثنا دائماً على تطوير وتوفر للمعلمين كافة سبل الدعم ما يجعلنا نغتنم الفرصة لتطوير أنفسنا وتحقيق أهداف القيادة الرشيدة».
الواقع الافتراضي
ومن أبرز العروض العلمية لهذا العام مجموعة واسعة من ورش العمل المبتكرة والتفاعلية مثل «أنشطة وتجارب عن الحياة في الفضاء يقدمها مركز محمد بن راشد للفضاء، وتجارب وعروض علمية شيقة في الكيمياء والفيزياء يقدمها سفراء بالعلوم نفكر مع خبراء في العلوم، بالإضافة إلى عرض «الواقع الافتراضي» المقدم من قبل ناشيونال جيوغرافيك، وهو تفعيل نظرية النسبية في الواقع المُعزز عبر تصورات مُجسمة ثُلاثية الأبعاد للتجارب الشهيرة لألبرت أينشتاين.
مجسمات
قام المجلس الثقافي البريطاني ومؤسسة الاستثمار بإيرلندا الشمالية بإطلاق «بالعلوم نُفكر - علم السكر»، وهو عبارة عن مجسمات من السكر لمباني في الإمارات نفذها فنانون مبدعون بهدف التوعية حول مضار السكر على الصحة.
أحمد الفلاسي: توفير بيئة حاضنة للعلوم والتكنولوجيا
أكد معالي الدكتور أحمد بالهول الفلاسي وزير دولة لشؤون التعليم العالي، في تصريح خاص لـ«البيان» أن الوزارة تحرص على توفير بيئة مناسبة وحاضنة للعلوم والتكنولوجيا والابتكار من خلال مؤسسات التعليم العالي في الدولة، وتشجيع الطلبة على التخصص في هذه المجالات المهمة، لضمان حصول الخريجين على مجموعة المهارات الضرورية التي يحتاجونها للمساهمة في بناء اقتصاد الدولة ودعم جهود التنمية في المستقبل. ولفت معاليه إلي أن «بالعلوم نفكر» يوفر منصة قيّمة لتحفيز وإلهام شبابنا لتطوير مهاراتهم في التفكير البنّاء ومتابعة دراستهم الأكاديمية في مجالات العلوم والتكنولوجيا والابتكار.
وأضاف معاليه أن الوزارة قامت بتعزيز مناهج الابتكار وريادة الأعمال ضمن مناهج وتخصصات مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة، حيث تم إدراج هذه المناهج كمساق إلزامي معتمد بالتعاون مع جامعة ستانفورد في 20 جامعة على مستوى الدولة.