حذر الدكتور فادي أحمد العلول أستاذ ورئيس قسم علوم وهندسة الكمبيوتر في الجامعة الأميركية بالشارقة.
من «قراصنة» يستهدفون الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في مختلف أنحاء العالم، مؤكدا أن الجامعات في دولة الإمارات ليست بعيدة عن هذا الخطر، كونها تضم مراكز بحثية على درجة من الأهمية، موضحا أن الجامعات هي أهداف نوعية للجهات التي تقوم بعمليات القرصنة وتهديد الملكية الفكرية.
وقال إن الجامعات باتت أهدافا حيوية للهجمات الإلكترونية بسبب ما تملكه من أبحاث ومشاريع أكاديمية في مختلف المجالات الحيوية، ما يجعلها ذات قيمة كبيرة، حيث يقوم قراصنة الإنترنت بسحب هذه الأبحاث وبيعها، وذكر أن هجمات القراصنة كانت في أغلبها تستهدف بنوكا ومؤسسات مالية، لكن الوضع في الوقت الراهن تغير وأصبح لزاما علينا أن نحمي بياناتنا في المؤسسات التعليمية.
كما نحمي بياناتنا البنكية، واستعرض الدكتور العلول جملة من الأسباب التي تدفع القراصنة إلى استهداف الجامعات المرموقة ويتصدرها ما تقوم به المؤسسات الأكاديمية تحت مظلاتها من أبحاث علمية ودراسات في مختلف المجالات كالطبية والبيئية والنووية وغيرها، والتي يعلم القراصنة قيمتها المادية في حال بيعها.
سرقة الهوية
وذكر أن الجامعات مستهدفة بسبب وجود أعداد كبيرة من الحواسيب بداخلها، سواء الخاصة بالجامعة والهيئات التدريسية والطلبة، ما يتيح مجالا واسعا للاختراق، علاوة على لفت الدكتور العلول إلى نقطة غاية في الأهمية وهي أن الجامعات عبارة عن مجتمعات منفتحة تستضيف فعاليات ومؤتمرات وورش عمل مقارنة بالشركات المغلقة.
وهذا يمكن استغلاله من قبل القراصنة، الذين يستغلون بيانات الموظفين والطلبة وهو ما يعرف بسرقة الهوية، وهنا تعمل العديد من الجهات على حماية هوية العاملين أو الطلبة لديها، وأردف قائلاً: «كثيرا ما نسمع عن استخدام هوية شخص بعد اختراق بياناته لفتح حساب بنكي أو القيام بأعمال غير قانونية تحت غطاء واسم آخر من خلال بيانات صحيحة وسرية تم اختراقها.
وتابع أن جو الجامعة وقانونها يسمحان بأن يحضر الطالب جهازه معه، وبالتالي نحن أمام مئات الأجهزة الإلكترونية على اختلاف أنواعها وهنا تغدو مسألة الحماية أكثر صعوبة ومسألة الاختراق أسهل لمحترفي القرصنة».
الحماية الإلكترونية
وأضاف أن الإدارة في الجامعة الأميركية بالشارقة شأنها شأن المؤسسات العلمية الكبيرة المستهدفة تعمل من أجل حماية نفسها من هجمات القرصنة على تعزيز سبل الحماية، علاوة على رفع سقف الوعي لدى العاملين والطلبة، لأن مشاكل الاختراق تعود في كثير الأحيان إلى قلة الوعي وعدم اتخاذ سبل الحماية كترك الأجهزة مفتوحة أو استخدام أقراص فيها فيروسات، لافتا الى أن الجامعة تقيم ورش عمل وندوات توعوية ونشرات من أجل رفع الوعي.
وذكر أن دولة الإمارات من الدول العربية السباقة عربيا في وضع تشريعات الحماية الإلكترونية ضد القرصنة الإلكترونية.
وكان ذلك في العام 2006 أي منذ أكثر من 12 سنة، وتقوم بالتحديث مواكبة للتطورات والتغيرات المتلاحقة، وقال لدينا قانون يخدم ويساعد الأفراد لكن يبقى وعي الأفراد ودور المؤسسات الحكومية في تنظيم فعاليات ترفع من خلالها مضمار الوعي عند العاملين لديها من خلال تبني ورش ومحاضرات واستقطاب ذوي الخبرة والاختصاص من أصحاب الكفاءات في هذا المجال.
وشدد على ضرورة أخذ الحيطة والحذر لأن القراصنة يخترقون مؤسسات كبرى حساسة من خلال حسابات طلبة في الجامعات لأنه في بعض الأحيان لا تعطي أهمية كافية للمخترق عندما يكون طالبا ويعتقد أنه هاوٍ وهو في حقيقته هجوم شرس لمخترق متخف بهوية طالب جامعي.
يذكر أن جامعات عالمية من بينها اكسفورد وكامبريدج تعرضت لاختراق طال أبحاثاً تشمل موضوعات عن التطوير النووي وتشفير البيانات، حيث تعمل الجامعات على على استبدال وتحسين شبكتها الإلكترونية.