يبدأ إبراهيم عز يومه في الساعة التاسعة صباحاً حين يذهب إلى محله الخاص ببيع الملابس النسائية الأردنية. الخطوة الأولى في الإعداد والترتيب، ثم يفصل القطع الثمينة عن الأخرى التي تباع بأثمان مختلفة. يمتد يومه حتى الساعة الواحدة وهذه فترة للراحة والغذاء، ثم يعود الساعة الرابعة عصراً ليبدأ نصف يومه الآخر حيث يستمر حتى التاسعة مساء. وخلال هذه الساعات يمر عز بالكثير من المواقف منها ما يتعلق بعمله ومنها ما يتعلق بالزبائن.
ويقول: أعمل في مجالي وبطريقتي فأنا أولًا أعمل على إقناع المشتري بجودة القماش ثم أحاول أن أقنعه بالسعر، ولكن قبل كل شيء دعني أتحدث عن الثوب الأردني الذي تخصصت في استيراده وبيعه هنا في دبي.
التراث التقليدي
الأزياء الشعبية التي تلبسها النساء تعتبر جزءاً من تاريخ الشعوب، سواء كانت أزياء من المدينة أو من مناطق الأرياف، والجميل في الأمر أن مثل هذه الأزياء التي تثير الانتباه، ليست من تصميم فنان أو شخص معين، بل هي من صنع وعمل المرأة منذ مئات السنين، فلكل منطقة تراثها ومعالمها وتاريخها، وفي الوقت نفسه تكون لها ملابسها الخاصة بها، وأحياناً يرمز الثوب أو اللباس التقليدي إلى حياة المجتمع نفسه، ويعد الثوب الأردني الذي تخصصت بالمتاجرة به، جزءاً من هذا التراث التقليدي في أزياء المرأة الأردنية، حيث تتشكل وتتنوع الأزياء بحسب كل منطقة.. ريفية كانت أو حضرية، ولكن يبقى (الثوب الهرمزي) النموذج الأجمل والأفضل، وتجد فيه كل معاني العراقة وقد اشتهرت به مدينة (معان) الواقعة بجنوب الأردن.
يوم عمل
أما عن يومي المهني فإنه يبدأ من الساعة التاسعة صباحاً ويستمر حتى الواحدة ظهراً، ثم أنصرف للغذاء ولأخذ قسط من الراحة حتى الساعة الرابعة عصراً، فأعود إلى العمل وأستمر فيه حتى التاسعة مساء، بعد ذلك أعود إلى منزلي حيث أكمل بقية يومي في مشاهدة التلفزيون ومتابعة الأخبار وما يدور في الوطن العربي من أحداث ومتغيرات. خلال ساعات العمل اليومي تمر بي في بعض الأحيان مواقف منها ما يضحك، مثل سيدة عربية أرادت شراء ثوب ثمنه 300 درهم ولم تكن تملك سعره، فأرادت رهن تلفونها فرفضت ذلك خوفاً من المجهول.كما ان لكل منطقة أو مدينة في الأردن زيها الخاص بها، ولكن في المجمل هي أزياء شعبية مريحة بلبسها وبشكلها الفضفاض، وهذا ما يجعلها ملابس محتشمة وصحية كما أنها جميلة وغنية بالزخرفة التي تتميز بها كافة الملابس النسائية التقليدية، وجميع هذه الملابس تتلاءم مع البيئة والطبيعة لهذه المنطقة أو تلك، فسكان المناطق الباردة يرتدون الألبسة السميكة بينما في الصيف ترتدي النساء الألبسة القطنية ذات الألوان الفاتحة، كما تختلف الأزياء بحسب الطبقات حيث توجد ملابس تشتهر بكثرة زخرفتها ومشغولة بخيوط من الذهب والفضة وترتديها بشكل خاص نساء الطبقات الراقية، بينما ترتدي النساء في المناطق الريفية ثياباً بسيطة ولكنها لا تخلو من التطريز البسيط بخيوط ذات ألوان بديعة تعكس ذوق المرأة في مثل هذه المناطق.
انتشار
الثوب التراثي التقليدي التي تتميز به سوريا والأردن وفلسطين ولبنان، خاصة وأن الثوب في الشام متقارب من بعضه وفيه خصوصية المرأة في هذه الدول، خرج في الفترة السابقة من محيطه الشامي لينتشر في الدول الخليجية، حيث أصبحت المرأة في هذه الدول تختار الكثير من هذه التشكيلات، وخاصة الثوب الأحمر المميز بنقوشه، والذي يعد احد أبرز المعالم التراثية والتقليدية في المجتمع النسائي في الأردن، فالمرأة الأردنية ما زالت تتمسك به وتحافظ على ارتدائه، رغم دخول الأزياء الحديثة عالم الأزياء النسائية، وأمام هذا التنوع الكبير والتصاميم الحديثة، إلا أن الثوب الأردني ظل حاضراً حتى اليوم، وها هو اليوم يباع في الدول العربية بل والأجنبية.