<p class='article-text'><div data-empty="false">يجب - دائماً - أن ندقق ونحلل ونفهم جيداً كل ما نشاهده أو نقرؤه على وسائل التواصل الاجتماعي هذه الأيام. وفي مجال السياسة بالذات نحن نعايش هذه الأيام حملات ممنهجة تستهدف تكثيف خطاب الكراهية، وتزوير الحقائق، وتشويه الناس، وممارسة أسوأ وأقذر حالات الاغتيال المعنوي للأفراد والشخصيات العامة وسياسات الدول.</div></p><p class='article-text'>منذ أيام ظهر تسريب منقول عن حوار لوزير الخارجية المصري وأحد سفراء بلاده في أوروبا. وبالطبع استخدمت كتائب الشر الإلكترونية هذه المواد وأفاضت في تصويرها على أنها أسوأ ما حدث في التاريخ.</p><p class='article-text'><div data-empty="false">وحقيقة الأمر هي على خلاف ذلك تماماً. لماذا؟</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">أولاً: موضوع ما تم تسريبه هو حوادث محاولة محاصرة بعض سفارات مصر في الخارج تحت الدعوى الكاذبة بأن القاهرة تمنع وصول المساعدات للشعب الفلسطيني المحاصر في غزة؛ لذلك - بناء على هذه الدعوى الكاذبة - يقوم بعض المتظاهرين الذين ينتمون للفصائل المختلفة لجماعة الإخوان بحصار السفارات ووضع أقفال على بواباتها.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">وما ظهر من حوار وزير الخارجية المصري هو إصدار توجيهات صريحة وواضحة لمن كان يحدثه بالآتي:</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">1 - ضرورة الانتباه لتأمين المقر الدبلوماسي للسفارة.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">2 - تنسيق الحماية مع السلطات لتأمين مداخل السفارة.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">3 - عدم السماح بوجود ثغرات أمنية في مقر السفارة تسمح بدخول أي من المتظاهرين لمقر السفارة.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">4 - ضرورة الاستعانة برجال أمن مصريين على درجة عالية من التخصص والكفاءة من أجل أداء هذه المهام.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">السؤال الكبير: ما الخطأ الذي قام به الوزير في إصداره هذه التوجيهات؟</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">إن السفارات - أي سفارات، في أي دولة، في أي زمان ومكان، والمقرات الدبلوماسية كافة - تتبع - إدارياً وسياسياً وقانونياً - سلطة وزارة الخارجية، وبالتالي تصبح المسؤولية السياسية ملقاة على عاتق وزير الخارجية، سواء كان ذلك في النمسا أو زيمبابوي أو بكين. </div></p><p class='article-text'>وما قام به د. بدر عبدالعاطي - وهو واحد من أقدر الدبلوماسيين المصريين - هو أنه مارس حقه ودوره، بل واجبه في تأمين المقرات والبشر الذين يتبعون لهذه المقرات.</p><p class='article-text'><div data-empty="false">قام وزير الخارجية المصري بدوره حتى يتم تأمين السفارات من أي تصعيد محتمل من قِبل جماعات الإخوان في الخارج التي بدأت هذه العمليات، بدءاً من سفارة مصر في تل أبيب بزعامة رائد صلاح والخطيب، حتى سفارات مصر في عواصم عالمية عدة.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">العمل شائن، ودوافعه شريرة، والادعاء بأن مصر هي التي تمنع دخول المساعدات أكذوبة شريرة يعرفها الجميع، وقد شهد عليها رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد مصطفى، عندما زار معبر رفح وشاهد بنفسه أطنان المساعدات الجاهزة بانتظار سماح الجانب الإسرائيلي لدخولها.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">إن الاعتداء هو مسألة يجرمها القانون الدولي، وإن مسألة التسبب فيها أدت إلى حالات دموية، مثل حصار السفارة الأمريكية في طهران، وقتل السفير الأمريكي في طرابلس بليبيا، وهذه مسألة ما زال القانون الأمريكي يطارد فيها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، حتى الآن. ليس كل ادعاءات وسائل التواصل الاجتماعي صادقة أو حقيقية، وليست كل التحليلات السياسية الخاصة بها بريئة أو تقصد الحقيقة المجردة.</div></p>

الحقيقة والأكاذيب في التسريبات

<p class='article-text'><div data-empty="false">هناك لاعبون لا بد أن يختفوا من على المسرح حتى لا نصل إلى الفوضى المدمرة</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">للأسف الشديد هناك حقائق عدة تستدعي تغييراً جذرياً للاعبين على مسرح أحداث المنطقة، حتى يمكن أن يكون هناك أي حد أدنى من الأمل في السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">هذه الحقائق، لا بد من التوصل إليها هكذا دون مجادلة أو دبلوماسية أو أي «لف أو دوران».</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">هناك لاعبون لا بد أن يختفوا من على المسرح، حتى لا نصل إلى حالة الفوضى المدمرة والكارثة الأمنية.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">فعلاً، لا يمكن الحديث عن أي نوع من السلام مع<a href="https://www.albayan.ae/opinions/articles/14677" target="_blank"> إسرائيل</a> في ظل وجود بنيامين نتانياهو على رأس هذا الائتلاف اليميني المتطرف، الذي لا يؤمن إلا ببقاء الدولة اليهودية، ولا يؤمن بأية إمكانية للتعايش مع الشعب الفلسطيني، بل يؤمن بسياسة التوسع والاستيطان وقضم الأراضي، لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">مثلاً، لا يمكن استقرار غزة في ظل وجود قيادة حركة حماس الحالية وتبعيتها الكاملة للتنظيم الدولي لجماعة الإخوان، والحرس الثوري الإيراني.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">مثلاً، لا يمكن حدوث استقرار في <a href="https://www.albayan.ae/opinions/articles/42360" target="_blank">لبنان</a>، وإحداث عملية تطور اقتصادي، ووصول استثمارات وهبات ومساعدات، في ظل استمرار حزب الله، المتمسك بسلاحه، ورغبته في تقاسم السلطة مع الدولة والحكومة.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">كل ذلك يتم في ظل معادلات دولية مرتبكة ومخيفة، مثل وجود نظام حكم في واشنطن بلا استراتيجية يبني قراراته على أساس من المزاجية، وأيضاً هناك انشغال روسي بالحرب مع<a href="https://www.albayan.ae/opinions/articles/30316" target="_blank"> أوكرانيا</a>، واهتمام صيني منصب على الأوضاع الاقتصادية، وضعف في حالة وكفاءة الكتلة الأوروبية.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">باختصار، كل شيء إقليمي ودولي صعب ومتقلب وخطر للغاية هذه الأيام.</div></p>

اللاعبون اللاعبون واللعبة

<p class='article-text'><div data-empty="false">نتائج قمة ترامب – بوتين الأولية في ألاسكا طرحت أسئلة أكثر مما طرحت إجابات.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">إنها القمة الأولى الأمريكية الروسية التي تبدأ وتفض دون بيان رسمي ختامي.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">إنها أول قمة لترامب، وهو صاحب أرض الدعوة واللقاء، لا يبدأ فيها مبادرة الحديث بل ترك الكلمة الأولى لضيفه.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">إنها القمة الأمريكية الروسية الأولى التي تعقد في ولاية ألاسكا وهي في الأصل أرض روسية تم شراؤها من قبل الأمريكيين عام 1867 بقيمة 7.3 ملايين دولار.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">إنها القمة الوحيدة التي يدعى فيها كل صحفيي العالم في مؤتمر صحفي عالمي ولا يسمح – أبداً – بطرح سؤال واحد عن منجزات هذه القمة.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">عرفنا عن هذه القمة من مصدرين:</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">أولهما حوار الرئيس ترامب مع فوكس نيوز الذي تلا القمة بساعتين فقط والتي منح فيها نتائج هذه القمة تقدير عشرة على عشرة أي كناية عن الرضاء الكامل عن نتائجها.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">وعرفنا أن ترامب يؤمن بأن بوتين يريد إنهاء هذه الحرب والتوصل إلى تسوية ولكن لم نعرف – بعد – لماذا لم نسمع إجابات عن 3 أسئلة:</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">الأولى: ما هي نقاط الاتفاق؟</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">الثانية: ما هي نقاط الاختلاف؟</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">الثالثة: ما هو المعروض الآن – بعد هذا اللقاء – على أوكرانيا والدول الأوروبية؟</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">الذي فهمناه أن هناك عرضاً ما قدمه ترامب بناء على حواره مع بوتين وترك القرار والرد لأوكرانيا وحلفائها.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">المعلومة الثانية لهذا اللقاء كانت من دبلوماسي روسي صرح بعد اللقاء «أن هذا اللقاء لم يسفر عن أي تقدم ويبدو أنه لن يأتي بأي تقدم» هكذا جاء التصريح الرسمي.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">الذي يهمنا الآن هو أن نفهم حقيقة أساسية وهي أن كل «أحلام أو تصورات ترامب» حول قدرته على إدارة فن الصفقة هي أحلام وردية دائماً تصطدم بصخرة الواقع في كافة صراعاته: في الصين، وفي غزة، والآن في الحرب الروسية الأوكرانية.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">الحلم شيء وتعقيدات الواقع شيء آخر.</div></p>

نتائج قمة بوتين - ترامب

<p class='article-text'><div data-empty="false">رفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو درجة التصعيد، ووصل بمنسوب التطرف إلى أقصى درجة، حينما اعتمد هو وقيادة جيشه خطته الخاصة المسماة بالسيطرة على غزة، من أجل تطبيق مشروعه الشرير «إسرائيل الكبرى».</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">ويبدو أن مشاعر نتانياهو النفسية قد أصابها خلل ما، بسبب فائض القوة الذي شعر به، بعد ضرباته ضد حماس وحزب الله والحوثي وإيران.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">فائض القوة هذا أدار له رأسه، وغرس بداخله ضلالات سياسية، تقول:</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">إن إسرائيل قادرة على ضرب أي هدف في المنطقة في أي وقت.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">إن إسرائيل قادرة على قضم أي أراضٍ دون توقع رد فعل.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">إنه يستطيع تغيير الخارطة السياسية للمنطقة التي استقرت رسمياً ودولياً منذ الحرب العالمية الثانية.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">وفي حوار تلفزيوني، قال نتانياهو «إنه يشعر بأن لديه مهمة استراتيجية وروحية وتاريخية لصياغة خريطة «إسرائيل الكبرى»، التي تضم كل الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية وأراضي من لبنان والأردن وسوريا ومصر»!</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">هذا الكلام جاء بردود فعل قاسية وغاضبة من القاهرة وعمان وبيروت ودمشق والرياض والأمم المتحدة. ولم نسمع حتى الآن رد فعل من الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي عليه أن يوضح إذا كان مع إسرائيل الحالية، أم إسرائيل الكبرى، حسب تصورات وأوهام نتانياهو.</div></p>

«إسرائيل الكبرى»

<p class='article-text'><div data-empty="false">زيارة لاريجاني هذه المرة لبيروت تختلف عن كل زيارات أي مسؤول إيراني سابق للبنان منذ ربع قرن!</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">في الزيارة السابقة كان المسؤول الإيراني يزور لبنان مثل زيارة رئيس مجلس إدارة الشركة المالكة الأم إلى أحد فروعها الإقليمية، بمعنى أن الإيراني كان يتصرف بمنظور «المتصرف التركي» أو «القيصر الروماني»، الذي يقوم بالتفتيش على أحد فروعه الإقليمية ويقوم بتفقدها، للاطمئنان على أملاكه ومناطق نفوذه.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">منذ أقل من عام تغيرت عدة أمور جوهرية، يمكن إيجازها على النحو التالي:</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">1 - سقوط نظام <a href="https://www.albayan.ae/opinions/articles/68427" target="_blank">بشار الأسد </a>الموالي لإيران، وبالتالي سقوط النظام الأمني السوري في لبنان.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">2 - سقوط قيادات<a href="https://www.albayan.ae/opinions/articles/258827" target="_blank"> حزب الله اللبناني</a> على 4 مستويات، بدءاً من الأمين العام، لمجلس الجهاد، لمجلس الشورى، إلى القيادات - المركزية العسكرية – إلى الأمنية.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">3 - انكشاف الاختراقات الأمنية العميقة في شبكة السلطة داخل حزب الله، خاصة بعد عملية البيجر.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">4 - انكسار حركة حماس عسكرياً.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">5 - ضرب إسرائيل والولايات المتحدة لإيران ضربات استراتيجية موجعة.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">6 - دخول واشنطن بقوة في محاولة فرض شروط تسوية سياسية إقليمية.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">7 - احتلال إسرائيل لخمسة مرتفعات ضمن مناطق استراتيجية في الجنوب، واحتلالها من قبل ذلك لـ450 كم في <a href="https://www.albayan.ae/opinions/articles/249195" target="_blank">جبل الشيخ</a>.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">كل ذلك يجعل لاريجاني لا يجرؤ علناً على لعب الدور السابق في لبنان، بل يكتفي بالقول إن حزب الله حركة مستقلة ومهم لاستمرارها في لعب دورها داخل نسيج المجتمع اللبناني.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">أما موضوع حزب الله فهو لا يستطيع أن يحميه أو يضمن استمراره، لأنه غير قادر على ضمان أمن سلاحه!</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">إذن زيارة لاريجاني هذه المرة هي بالفعل زيارة وليس تفتيش على أملاك!</div></p>

لاريجاني – هذه المرة – يزور!

<p class='article-text'><div data-empty="false">منذ السابع من أكتوبر وأحداثه الدموية، ارتكبت إسرائيل جريمة تصفية واغتيال أكثر من 244 صحافياً أثناء قيامهم بأداء واجبهم المهني في تغطية أحداث حرب الإبادة والحصار والتجويع ضد الشعب الفلسطيني.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">وحسب القانون الدولي، وحسب الأعراف الدولية المستقرة منذ الحرب العالمية الأولى ثم تطورت حتى الآن، فإن كلاً من المنظمات الإنسانية المدنية والأطباء ورجال وسيدات وسائل الإعلام المختلفة مكفولون بالحماية الدولية ويتوجب على القوى المتحاربة كافة حمايتهم واحترام دورهم وتسهيل مهامهم الإنسانية.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">هنا قد يسأل البعض إذا كان الطبيب يقوم بمهمة إنسانية، فهل تنطبق ذات الصفة على الإعلامي؟ الإجابة الحاسمة والقاطعة هي «نعم» يمكن اعتبار مهمة الإعلامي مهمة إنسانية بامتياز.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">لماذا يعطى الإعلامي هذه الصفة وهذه الحماية؟</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">دور الصحافي هو الإخبار ونقل صورة الواقع بأمانة، وهو دور جوهري وأساسي في تغيير الأحداث ورسم ملامح الصورة الحقيقية والصادقة للواقع.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">وفي العالم المتحضر، فإن الرأي العام يلعب الدور الأساسي في المجتمعات الحرة المفتوحة، على أساس أن الصوت الانتخابي للرأي العام هو الذي يحدد كافة مستويات المسؤولين، من رئيس الحي إلى العمدة إلى حاكم الولاية إلى عضو المجلس التشريعي إلى تغليب الحزب الحاكم.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">من هنا حرصت إسرائيل بقرارات عسكرية ظالمة منذ بدء الحرب على منع دخول أي صحافة أجنبية إلى قطاع غزة، إلا في مرات محددة بمصاحبة عمليات عسكرية لجيش الاحتلال.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">وحرصت إسرائيل على استخدام سلطة الاحتلال في إصدار قوانين طوارئ تقوم بحظر نشر كثير من الأخبار، إما عن طريق المنع الكامل للخبر أو بالتدخل في تفاصيله أو الاكتفاء بالبيان الرسمي العسكري المعبر بالكامل عن رؤية واحدة وحيدة وهي وجهة نظر الاحتلال.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">بالطبع، تنكر كافة بيانات الجيش الإسرائيلي حجم خسائر المدنيين العزل الفلسطينيين، وتدعي أنها مبالغة أو أنها نتيجة اتخاذ «حماس» لهؤلاء دروعاً بشرية!</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">قتل الصحافيين عن عمد وآخرهم إعلاميون في قناة الجزيرة أكبر من جريمة قتل.</div></p>

قتل صوت الإعلام جريمة!

<p class='article-text'><div data-empty="false">لقاء ترامب وبوتين المقبل هو اجتماع حيوي ومركزي ورئيسي، ويمكن أن يساعد العالم كله على الخروج من حالة «عدم اليقين» السياسي التي يحياها.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">نحن نعيش – اليوم – في عالم توجد فيه تساؤلات أكثر من إجابات، واحتمالات أكثر من خيارات صريحة واضحة.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">هذا العالم صعب وخطر وينذر البشرية بأخطار شديدة.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">وصول واشنطن وموسكو إلى أي اتفاق، ولو بالحد الأدنى في إعادة ترتيب العالم، وتهدئة الصراعات، والاتفاق على مناطق النفوذ، هو أمر حيوي وإيجابي.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">الملف الرئيسي الذي سوف يفرض نفسه على بوتين وترامب هذه المرة هو ملف الحرب الروسية الأوكرانية.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">موسكو ترفض أن تقدم أي تنازل في هذه الحرب؛ لأنها ترى أنها الطرف المنتصر عسكرياً في هذه الحرب، لذلك يتعين - وفق هذا المفهوم - أن تحصل على جوائز المنتصر، مثل فرض شروطها، وضم بعض الأراضي، وعمل اتفاقيات مناطق عازلة.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">أوكرانيا ترى أنها الطرف المجني عليه، ويجب أن تحصل على تعويضات الضحية، وأن موسكو - وفق هذا المفهوم - لا يجب أن تحصل على جائزة عدوانها.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">ترامب يريد تحصيل انتصار معنوي بعد أن فشل – حتى الآن – في غزة.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">لذلك كله، اجتماع بوتين – ترامب هو نقطة فاصلة في التاريخ.</div></p>

لقاء بوتين - ترامب

<p class='article-text'><div data-empty="false">هل تعرفون من هم أكثر 3 أشخاص، من الأحياء، ومن غير الساسة، لديهم شهرة عالمية، بمعنى إذا نُشرت صورهم أو كتبت أسماؤهم انشغل ملايين الناس بمتابعة أخبارهم؟. </div></p><p class='article-text'>هؤلاء الثلاثة هم: لاعب كرة القدم في نادي ليفربول محمد صلاح، وطبيب القلب العالمي بروفيسور «سير» مجدي يعقوب، وعالم المصريات الأشهر في العالم الدكتور زاهي حواس.</p><p class='article-text'><div data-empty="false">تعرض د. زاهي حواس إلى حملة ظالمة متعددة الدوافع، منها العداء للعرب، ومنها التنافس المهني، ومنها إنكار تفوق وعظمة الحضارة المصرية، ومنها أيضاً وقوع كثير من أنصاف المثقفين وكثير من الجهلاء بالحقائق والوقائع في شرك تصديق الأكاذيب.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">ولد د. زاهي حواس في 28 مايو 1948، وكان نبوغه الدراسي في كافة مناحي التعليم سبباً في الحصول على درجات عدة، من الماجستير في علم المصريات، وأخرى في آثار سوريا وفلسطين، وتأهله لمنحة فولبرايت لتفوقه، فذهب إلى جامعة بنسلفانيا.</div></p><p class='article-text'>نبغ زاهي حواس في مجال المصريات وتاريخ مصر القديم بشكل غير مسبوق؛ لأنه جمع بين الدراسات النظرية العميقة والقيام باكتشافات تاريخية أثرية نادرة.</p><p class='article-text'><div data-empty="false">يعد زاهي حواس الوجه الأشهر عالمياً في مجال المصريات، وقبعته «قبعة إنديانا جونز» هي الأكثر تميزاً، حتى إنها تباع في مزادات الخير العالمية بآلاف الدولارات، ليس لشيء سوى أنها قبعة الدكتور حواس.</div></p><p class='article-text'>وزاهي حواس من الشخصيات العربية النادرة التي ظهرت على غلاف مجلة أتلانتيك الأمريكية الشهيرة، وكُتب عنه في أكبر المجلات والدوريات والصحف مقالات ودراسات مطولة.</p><p class='article-text'><div data-empty="false">عرفت وتشرفت بمعرفة د. زاهي شخصياً، وأدركت أكثر وأكثر شهرته الواسعة حينما سرت معه في مدن عالمية عدة، في شوارعها الكبرى، فرأيت حجم شعبيته من رجل الشارع العادي. </div></p><p class='article-text'>استطاع زاهي حواس في برامجه العميقة والمؤثرة في قنوات ناشيونال جيوغرافيك وديسكفري أن يشرح للعالم عظمة آثار مصر وتجليات الأجداد في الفن والآثار والإبداع وعلوم الفلك والصحة والتحنيط ومجالات الزراعة والابتكار وفن الحروب.</p><p class='article-text'><div data-empty="false">معركة المعارك التي يقودها البعض من ذوي «معاداة التاريخ المصري القديم» تسعى لإثبات أكذوبة شريرة، وهي أن الأجداد القدماء ليسوا من قام ببناء وتشييد الصرح العظيم المسمى بأهرامات الجيزة.</div></p><p class='article-text'>والادعاء بأن هناك قوى أخرى شيدتها في الفترة من 2500 إلى 2600 قبل الميلاد. وأيضاً الادعاء أن البناء تم بالسخرة والعبودية لآلاف العمال المصريين.</p><p class='article-text'><div data-empty="false">الضجة التي تمت ضد د. زاهي مؤشر شرير، وليست بريئة، وتسعى للنيل من الشخصية المصرية وليس شخص د. زاهي وحده. «الحملة – المؤامرة» التي تخاض منذ فترة تسعى لتعميق 3 أمور مدروسة عبر تعمد شرير للغاية، وهي:</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">1 - إن المصريين القدامى لم تكن لديهم القدرة الفكرية ولا المهارة الهندسية ولا العلوم المتقدمة التي تؤهلهم لتشييد بناء هندسي مثل الأهرامات.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">2 - إن فراعنة مصر استبداديون بنوا الأهرامات منابر بواسطة السخرة.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">3 - إن هناك حضارات سبقت الفراعنة في التقدم أهمها حضارة المكسيك التي بدأت تصميم الأهرامات!</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">المسألة ليست أن د. زاهي يُتهم بالعصبية أو التحيز أو يمسك بسيجار كوبي أثناء المقابلة، ولكن المسألة عابرة للخلاف الشخصاني، وهي مشروع شرير للاغتيال المعنوي للشخصية والتاريخ المصري.</div></p>

6 آلاف سنة من د. «حواس»

<p class='article-text'><div data-empty="false">في فيلم مصري شهير اسمه «واحدة بواحدة» بطولة الفنان الأسطورة عادل إمام، والفنانة ميرفت أمين، ومن إخراج الراحل نادر جلال ظهرت عبارة اشتهرت للغاية وهي عبارة «الفنكوش». </div></p><p class='article-text'>والفنكوش كان اسماً كودياً لمشروع منتج وهمي ليس له أي صفة أو وجود تم التسويق له والترويج له بقوة في الأسواق. وصارت هذه الصفة مثلاً يضرب به في وصف كل ما هو وهمي أو فيه وعود مكذوبة أو غش تجاري.</p><p class='article-text'><div data-empty="false">من هنا أصبح الوعد الإسرائيلي السابق الذي تم التعهد به في اتفاقات السلام مع مصر، ووادي عربة مع الأردن، ومفاوضات أوسلو والخليل وغزة وأريحا مع منظمة التحرير الفلسطينية، نوعاً من «الفنكوش» أي الوعد الوهمي الذي لا يستند إلى واقع حقيقي على الأرض.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">مشروع الدولة يقوم في علم السياسة على 3 عناصر أساسية: شعب وحكومة وأرض.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">الشعب الآن مطلوب تهجيره وطرده من غزة والضفة.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">الحكومة الموجودة في رام الله محاصرة ومسيطر عليها أمنياً براً وبحراً وجواً وممنوع عنها تحويل مستحقاتها من الضرائب وكافة أساسيات الخدمات والحياة.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">والأرض وتلك هي معضلة المعضلات والتي ظلت تتعرض للاحتلال والضم والقضم حتى وصلت في مفاوضات أوسلو إلى 22% من أرض فلسطين التاريخية أصبحت الآن تتصف بــ3 صفات رئيسة:</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">1 - مساحتها تضاءلت إلى 7% فقط بدلاً من 22%.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">2 - لا يوجد بها اتصال من كافة الاتجاهات حتى تكون قطعة أرض متصلة خالية من الاحتلال بل أصبحت مثل قطعة «الجبن السويسري» الممزقة من كل الاتجاهات.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">3 - تتعرض يومياً على مدار الساعة إلى هجوم إما من جيش الاحتلال أو المستوطنين المتطرفين تحت حماية الشرطة والجيش الإسرائيلي.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">إسرائيل لم تعد تعترف بغزة والضفة كأرض محتلة ولكن كأرض توراتية اسمها يهودا والسامرة. من هنا يصبح أي التزام سياسي مكتوب أو شفهي من إسرائيل حول الدولتين فنكوش فنكوش!</div></p>

نظرية «الفنكوش الإسرائيلي»!

<p class='article-text'><div data-empty="false">هناك عدة توقيتات مهمة في مسارات المنطقة التي نعيش فيها، كلها تبدو منفصلة لكنها في حقيقة الأمر متصلة ومترابطة وتؤثر وتتفاعل مع بعضها بعضاً.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">التوقيتات والأحداث هي:</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">المؤتمر الدولي المقرر في نيويورك للاعتراف بمشروع الدولتين ودعم الاعتراف بالدولة الفلسطينية.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">اجتماعات الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">مؤتمر الحوار لجولة أخرى من المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا في تركيا.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">مؤتمر الدول المانحة للاقتصاد اللبناني في باريس.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">وتبقى 4 مؤتمرات أو جولات أساسية من المفاوضات لا أحد يعرف متى تبدأ ومتى وكيف تنتهي:</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">المؤتمر الخاص بالمبادرة الأمريكية لملف غزة.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">حسم الحوار حول اتفاق تنفيذ القرار 1701 بين لبنان وإسرائيل.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">مؤتمر كبير يحسم إنهاء حالة الحرب بين سوريا وإسرائيل.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">مفاوضات المشروع النووي بين إيران والولايات المتحدة.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">ولكل من لا يؤمن بجدوى الحوار والمفاوضات سواء كان من إسرائيل أو حماس أو إيران أو حزب الله أو أوكرانيا أو روسيا، أو يؤمن بالقوة المسلحة وحدها دون سواها، سوف يكتشف أنه في النهاية لا سبيل إلا الجلوس على طرف مائدة مفاوضات.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">يقول «سن تزو» في كتابه التاريخي «فن الحرب» إن أي نزاع مسلح يصل إلى أي درجة من درجات الحرب لا بد حكماً من أن ينتهي إلى تفاوض حول نتائجه.</div></p>

لا بديل عن الحوار

<p class='article-text'><div data-empty="false">أسوأ التقديرات السياسية والاقتصادية والإعلامية، هي تلك التي يتخذها الإنسان وهو موقن تماماً أنها الأفضل والأعظم والأفيد له ولقضيته، ثم يتضح له بعد ذلك أنها كانت أكبر غلطة سياسية، وخطيئة معنوية، ألحقت أكبر الأضرار به.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">مثل هذه القرارات، قرار الإعلام العسكري في حركة حماس – غزة، بنشر فيديوهات لرهينة ما زال لديهم في حالة نفسية وصحية مزرية، وكأنه حبيس من أهل الكهوف، تحت أعماق أعماق الأرض، ينتظر الموت في أية لحظة.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">أعتقد أن من أذاع هذا الفيديو، كان يؤمن تمام الإيمان أنه سوف يشكل ضغطاً نفسياً على أهل الرهائن، الذين سيقومون بالتصعيد في الضغط، والتظاهر ضد حكومة نتنياهو، من أجل سرعة إنجاز الاتفاق المتعثر.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">حقيقة الأمر أن هذا الفيديو كان هدية غالية من حماس لنتنياهو وسمعة إسرائيل، اللذين كانا يعانيان من أجل تصاعد الهجوم الإعلامي والسياسي، بسبب مآسي ومجازر غزة الأخيرة.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">خرج نتنياهو، بعد إذاعة الفيديو، كي يستخدم هذه الدعاية المهداة، ليؤكد للرأي العام الإسرائيلي وأهالي المحتجزين والرأي العام العالمي، أن تلك هي وحشية حماس، التي تسعى إلى الابتزاز الوحشي بأرواح المحتجزين، على حد وصفه.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">وهكذا استطاعت حماس أن تقدم بالصوت والصورة – من عندها – فيديو إنقاذ لنتنياهو، الذي كان يعاني من مظاهرات في الداخل، وفي مدن وعواصم العوالم، ومن عمليات اعتراف بالجملة بدولة فلسطين، واحتجاجات على سياسة حكومته في التجويع والإبادة الجماعية.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">لست أعرف من العبقري في حماس، الذي يصر على الإضرار بنفسه وبالقضية وبالشعب؟!</div></p>

كلمة أديب

حماس.. كيف تقتل نفسك بدون معلم؟

<p class='article-text'><div data-empty="false">دخلت الوساطة الأمريكية في ملف غزة مرحلة دقيقة وحرجة وشبه نهائية بعدما أصيب الرئيس ترامب بحالة من القرف السياسي من حماس ونتانياهو على حد سواء. </div></p><p class='article-text'>وفي تعليماته الأخيرة لمبعوثه الخاص والموثوق ستيف ويتكوف، طلبت الخارجية منه أن تكون رحلته الحالية هي الحاسمة الحازمة التي لا يجب أن يقبل فيها أي مناورة أو مماطلة أو محاولة لكسب الوقت في ثلاث مسائل جوهرية هي:</p><p class='article-text'><div data-empty="false">أولاً: إيقاف نهائي لإطلاق النار.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">ثانياً: حسم لا تلاعب فيه لملف تبادل الرهائن الأحياء والأموات مع المعتقلين.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">ثالثاً: دخول المساعدات الإنسانية من كل المعابر، وإيقاف عمليات قتل المدنيين العزل الساعين للحصول على المساعدات.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">أزمة وساطة ويتكوف أن نجاحها هذه المرة يعني أزمة كبرى وضربة قاصمة لكل من حماس ونتانياهو على حد سواء، لماذا؟ هذه المرة يرفع ويتكوف شعار: نريد صفقة كل شيء مقابل كل شيء، أي كل المطلوب من أي طرف مقابل كل المطلوب من الطرف الآخر. </div></p><p class='article-text'>هذا يعني ببساطة أن حماس إذا سلمت كل الرهائن وكل السلاح، فإنها سوف تصبح بلا أية أوراق قوة أو ضغط، وبالتالي قابلة للموت المادي والسياسي.</p><p class='article-text'>أما نتانياهو فإنه إذا أنهى الصفقة، بمعنى الإفراج عن المعتقلين والانسحاب وفتح المعابر للمساعدات، فإنه سوف يفقد بن غفير وسموتريتش اللذين يرغبان في احتلال غزة بالكامل وإلى الأبد، وتهجير سكانها حتى يحل محلهم المستوطنون.</p><p class='article-text'><div data-empty="false">في هذه الحالة يسقط التحالف الحاكم وتنهار الحكومة، ويلاقي الرجل مصيره المحتوم في سلسلة محاكمات تبدأ بالفساد، وتنتهي بالاتهام بالتقصير في ملف 7 أكتوبر، وكل ما تلاه من سوء إدارة للأزمة.. ببساطة نجاح ويتكوف يعني بالضرورة فشلاً محتوماً لطرفي الصراع في غزة. تلك هي المعضلة.</div></p>

أزمة وساطة ويتكوف أن نجاحها هذه المرة يعني ضربة قاصمة لكل من حماس ونتانياهو

محطة ويتكوف الأخيرة

<p class='article-text'><div data-empty="false">هناك خط ناظم يربط 3 عقد وانسدادات سياسية في 3 ملفات في إشكاليات الشرق الأوسط الصعبة.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">وفي العلوم السياسية قد توجد مؤامرات، وليس كل السياسة وأحداثها تندرج تحت بند المؤامرات.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">وفي العلوم السياسية قد تكون هناك أقدار وصدف، ولكن ليس كل ما يحدث من قبيل المصادفة، لكن معظم الأفعال مدروسة ومقصودة، لذلك تعالوا نتأمل آخر التطورات في 3 إشكاليات صريحة وواضحة.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">هذه الإشكاليات يمكن تحديدها في:</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">1 - الملف النووي الإيراني.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">2 - مسألة إيقاف إطلاق النار وخروج حماس من غزة.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">3 - مسألة حصرية السلاح في لبنان للدولة فقط.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">سوف تكتشف تزامن 3 أفعال:</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">1 - رفض إيران بحث مشروعها النووي مع واشنطن وتشدد صريح من جانبها.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">2 - إصرار حماس في الرد على عرض المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، على المطالبة بشروط المنتصر في العمليات العسكرية رغم أن واقع الأمر في غزة مغاير تماماً.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">3 - إصرار حزب الله أيضاً على شروط المنتصر رغم تصفية كل أركان قيادته التاريخية واحتلال إسرائيل لخمس مناطق رئيسة في الجنوب.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">ماذا يعني تزامن ذلك كله؟</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">ببساطة، ودون الاحتياج إلى أي تحليل سياسي معقد، لذلك نقول إن طهران التي تعتبر المشغل الرئيسي للتشدد السياسي والأمني في المنطقة تعرض على غزة وبيروت وعلى حماس وحزب الله موقفاً يصعّبون به الأمور، حتى يتم استخدامه في عملية المقايضة مع الأمريكيين في أي مفاوضات مقبلة.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">المقايضة المطلوبة تهدئة غزة ولبنان مقابل تحسين أوضاع المفاوضات والاستجابة لمطالب إيران.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">وهكذا يدفع الوكلاء الثمن.</div></p>

طهران - غزة - بيروت

<p class='article-text'><div data-empty="false">أزمة أي مفكر يحترم عقله هو صراعه مع أفكاره!</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">«الفكرة» هي التي تحرك ضمير وعقل وسلوك أي إنسان نشأ في تعليم متسامح، وعائلة طيبة، وثقافة تحترم التعددية، ومجتمع يحترم الخصوصية، ونظام قانوني متوازن، يوازن بين حق الفرد وحق المجتمع.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">أزمة عالم اليوم، التي ظهرت في الولايات المتحدة وألمانيا والمجر والأرجنتين والنمسا، هي ظهور تيار قوي من اليمين المتطرف، الذي لا يحترم التعددية، ويسعى إلى الانفراد بالسلطة، وحجر أفكار الآخرين، واتخاذ إجراءات عقابية ضد كل من يخالفه الرأي. </div></p><p class='article-text'>هذا التيار هو بمثابة ضوء أحمر وجرس إنذار مخيف للثقافة الأنجلوساكسونية، التي كانت سبباً أساسياً في حدوث كل أشكال النهضة في تلك المجتمعات.</p><p class='article-text'><div data-empty="false">يخطئ كل من يعتقد أنه لا علاقة سببية تؤدي إلى التقدم الصناعي والتكنولوجي.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">حرية التفكير بكل ضماناتها هي الطريق السليم لحرية الإبداع وحرية الابتكار، وإحداث تغييرات جوهرية، وإحداث قفزات نوعية في جودة الحياة اليومية للمجتمعات.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">ظهور التيارات اليمينية في الغرب يهدد مشروع الديمقراطيات الغربية، الذي قامت على أساسه أفكار مثل الاتحاد الأوروبي، وحلف الناتو، والدول الصناعية السبع الكبار، ومجموعة العشرين.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">كل هذه التجمعات قامت على مبدأ أنه تَجمُّع بين دول ديمقراطية تؤمن بالحريات العامة وحقوق الإنسان وحق التعبير وحرية العمل والاستثمار، وحق الخيارات الشخصية في الحياة.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">وفي بدء الخمسينيات قيل إن الديمقراطيات لا تحارب بعضها البعض، قد تتنافس في كل المجالات، ولكن لا يغزو بعضها البعض.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">قبل ذلك، بعدما شهد العالم أهوال وكوارث الفكر الأحادي الاستبدادي للنازية والفاشية، وبعدها بـ 40 عاماً سقطت الستالينية، التي أسست الاتحاد السوفييتي القديم، ودول الستار الحديدي في أوروبا الشرقية.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">3 أخطار كبرى تهدد هذا الكوكب:</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">1 - تلوث البيئة.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">2 - اختلال التوازن بين الفقراء والأغنياء.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">3 - تلوث الديمقراطيات.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">والأخيرة هذه هي أخطر الأخطار.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">فقط تأملوا مواقف الأحزاب النازية الأوروبية والأحزاب الدينية، واليمين الفرنسي المتشدد، وحركة تيار «الماجا» الشعبوي، الذي يحرك البيت الأبيض في واشنطن.</div></p>

«تلوث الديمقراطيات»

<p class='article-text'><div data-empty="false">سوف يذكر التاريخ أن ما يحدث في غزة هو «جريمة إنسانية بشعة» في حق مواطنين مدنيين عزل غير مقاتلين يتعرضون في هذا العصر لأبشع وسائل الحصار والتجويع والتشريد والحرمان من أبسط قواعد الحياة في العلاج والدواء والاتصالات وممارسة الشعائر والقدرة على التواصل.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">سكان غزة تم حصارهم داخل القطاع البالغة مساحته 360 كم منذ عام 2008، وتم إغلاق كل المعابر البرية والجوية والبحرية منذ أكثر من 20 شهراً. هؤلاء نزحوا داخلياً أكثر من 12 مرة في غضون هذه المدة.</div></p><p class='article-text'>هؤلاء يعيشون في 3 مناطق محاصرة داخل القطاع لا تزيد على ثلث المساحة. هؤلاء فقدوا أكثر من 90% من منازلهم، وأكثر من 85% من البنية العمرانية للقطاع.</p><p class='article-text'><div data-empty="false">هؤلاء يموت منهم أكثر من 30 طفلاً يومياً بسبب سوء التغذية والعطش وانعدام الدواء. هؤلاء استشهد منهم قرابة ألف مدني وهم على أعتاب مراكز المساعدات الإنسانية المزعومة بالرصاص الحي من قوات الاحتلال الإسرائيلي.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">هؤلاء استشهد منهم أكثر من 60 ألف مواطن وجرح وفقد 140 ألف مواطن مدني منذ 7 أكتوبر 2023.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">كل هذا السجل الأسود الذي يكتب في صحيفة الائتلاف الديني المتطرف الحاكم في إسرائيل لن يتم محوه أو تبريره مهما كانت الأسباب أو الأعذار. هذا السجل لا يمكن بعد كل هذه الجرائم تبريره بأكذوبة أو ادعاء حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">إسرائيل هي قوة احتلال باعتراف المجتمع الدولي والقرارات الدولية، ولكن حتى لو تم إقرار مبدأ حق الدفاع عن النفس، فإن المنطق يقول إن الرد في الفعل يكون متناسباً مع الفعل ذاته. </div></p><p class='article-text'>لا يمكن القبول منطقياً وعقلياً بأن ما تم في يوم واحد في 7 أكتوبر يتم الرد عليه في ألف يوم، وأن حصيلة ما تم يوم 7 أكتوبر يكون ثمنها كل جرائم الإبادة هذه.</p><p class='article-text'><div data-empty="false">إن سمعة الشعب اليهودي الذي عانى من الهولوكست والمحارق في زمن هتلر أثناء الحرب العالمية الثانية حولته من ضحية تاريخية إلى قاتل تاريخي. </div></p>

الجرائم في غزة

<p class='article-text'><div data-empty="false">هل تعرفون ما هي أكثر صراعات العالم سوءاً في معرفة حقيقة ما يدور حول مسار ونتائج مفاوضاتها؟</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">إذا كانت هناك جائزة أوسكار لأسوأ تخبط إعلامي وتضارب تصريحات حول أي مفاوضات، فإن المفاوضات الخاصة بالمجازر التي تحدث في غزة سوف تحصل على المركز الأول.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">لا أحد يعرف بالضبط نتائج ما يدور في غرف المفاوضات المغلقة التي تضم ممثلين من أعلى المستويات الأمنية في حركة «حماس» وإسرائيل، بحضور وسطاء على مستوى رفيع من الولايات المتحدة ومصر وقطر.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">تعالوا نرَ التضارب.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">في إسرائيل يصدر عن الموساد أن هناك تقدماً في المفاوضات، وفي اليوم ذاته نسمع تصريحات من نتانياهو بمسك العصا من المنتصف، بينما يصرح وزير المالية سموتريتش بأن المفاوضات فاشلة بسبب موقف «حماس».</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">في الولايات المتحدة، يقول ترامب إن هناك تقدماً حقيقياً، وإن التوقيع على الاتفاق سيتم قريباً، بينما يأتي تصريح من المبعوث الأمريكي الخاص ويتكوف وهو يغادر قطر يقول فيه: «إن «حماس» تبدل مواقفها، مخالفة ما وافقت عليه قبل ذلك».</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">الوسطاء في قطر ومصر يتحدثون في اليوم نفسه عن رد إيجابي من «حماس» بشأن المقترحات الأمريكية.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">أما القيادي الحمساوي خليل الحية فهو يصرح بأنه لا جدوى من استمرار المفاوضات في ظل استمرار الحصار وعمليات الإبادة الإسرائيلية التي يقوم بها جيش الاحتلال.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">كل هذه التصريحات المتضاربة المتناقضة تتم في يوم واحد، أي خلال 24 ساعة مع اختلاف التوقيت بين الشرق الأوسط والولايات المتحدة.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">هناك لا يعرف العالم حقيقة أي إجابات شافية عن أسئلة مصيرية مثل هل تسمح إسرائيل بدخول مساعدات كافية أم لا؟ هل يتم التوصل لتبادل رهائن أم لا؟ هل سيتم إيقاف إطلاق نار لمدة 60 يوماً أم لا؟ هل بعد هذا الاتفاق سوف يستمر الاحتلال للقطاع أم لا؟</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">المسألة بالتأكيد ليست في سوء إدارة الملف الإعلامي لهذه المفاوضات، ولكن الأمر الأكيد أن هناك اختلافاً وتناقضاً رئيسياً بين التشدد الحمساوي وجنون التطرف الإسرائيلي وحسن النية للوسطاء المصريين والقطريين وتلاعب المبعوث الأمريكي.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">أي مفاوضات في العالم لها 3 شروط أساسية جوهرية:</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">أولاً: الرغبة في التوصل لحل.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">ثانياً: الرغبة في الوصول لحل وسط.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">ثالثاً: تفضيل الهدف الأسمى عن أي تفاصيل فرعية.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">ومن الواضح أن فكرة «الحل الوسط» غير واردة، فكل طرف يريد كل شيء دون أن يتنازل عن أي شيء.. تلك هي المسألة.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">إسرائيل و«حماس» أسوأ طرفي مفاوضات!</div></p>

غزة أعقد مفاوضات

<p class='article-text'><div data-empty="false">دائماً ينصحونك بأنك إذا أردت أن تفهم أي طرف صديق أو عدو، معاصر أو تاريخي، مقرب منك أو بعيد عنك، حاول أن تفهم ظروفه وثقافته والعناصر التي يبني عليها موقفه في الحياة وفي القضية التي تهمك.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">فهْم موقفه لا يعني تبني موقفه، ولكن يعني أن تعرف أكثر عن كيفية التعامل الصحيح معه، بمعنى أن تبني موقفك منه بناء على عناصر واقعية وموضوعية، وليس عناصر افتراضية متخيلة غير صحيحة.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">من هنا، إذا أردنا أن نفهم إيران، فعلينا أن نفهم مذهب ولاية الفقيه، المذهب الشيعي «الاثنا عشري»، تاريخ الدولة الصفوية، تاريخ دولة فارس.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">إذا أردنا أن نفهم إسرائيل، فعلينا أن نفهم التاريخ اليهودي، الفكر الإسرائيلي، فكرة مؤسسي دولة إسرائيل، تيارات اليمين الديني الإسرائيلي.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">إذا أردنا أن نفهم ترامب، فعلينا أن نعرف نشأته، تاريخ أسرته، مدرسته العسكرية، أثر أخيه الأكبر فيه، علاقته بوالده، تأثير رجال مثل: لاري كوهين المحامي، ستيف باتون، علاقته بألمانيا، علاقته بوالدته.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">فهم إيران، إسرائيل، ترامب أو بوتين أو أي شخص أو ملف أو قضية، لا يعني أنك تتبناها أو تؤمن بها، ولكن معناه أنك على أول الطريق الصحيح للتعامل السليم معها.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">كثيراً ما نصل إلى مفاوضات فاشلة أو طرق مسدودة في صراعات متعددة، لأننا بنينا مواقفنا وكل معلوماتنا على مواقف افتراضية وعناصر خاطئة وأوهام تسكن فقط في خيالنا أو في أمنياتنا!</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">وفي كل دراسات وعلوم المنطق والفلسفة والطب النفسي هناك حقيقة راسخة تقول: «البدايات الخاطئة تؤدي حتماً لنهايات خاطئة!».</div></p>

البدايات الخاطئة تؤدي حتماً لنهايات خاطئة

المقدمات والنهايات

<p class='article-text'><div data-empty="false">رسالتان من سوريا لا بد للبنان أن يتوقف أمامهما جيداً بالفهم العميق والتحليل المحايد الموضوعي. الرسالة الأولى أطلقها توم براك، المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا ولبنان، والرجل الذي ينحدر من أصول لبنانية زحلاوية.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">قال براك في دفاعه عن حكم الرئيس الانتقالي، أحمد الشرع، في أحداث السويداء الدامية: «قوات الدولة السورية ليست مسؤولة عن المجازر الأخيرة، لأنها كانت محتشدة فقط على حدود المدينة ولم تدخلها، ويبدو أن الفاعل هو داعش الذي ارتدى ملابس الجيش الرسمي وقام بهذه العمليات».</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">حكم الرئيس الشرع الانتقالي بدأ منذ سقوط النظام السوري في نهاية العام الماضي، ورغم ذلك قامت واشنطن باحتضان النظام الجديد، واستقبله الرئيس ترامب في الرياض، وتم رفع الكثير من العقوبات، وتمت عمليات زيارات أمريكية عدة في هذا النظام.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">كل ذلك لأن الأمريكيين شعروا بــ 3 علامات:</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">1 - عدم رغبته في التعاون مع إيران وروسيا.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">2 - عدم رغبته في العداء مع إسرائيل.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">3 - رغبته في إقامة نظام مدني.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">قبل ذلك كانت الإمارات سباقة مع سوريا قبل الجميع حينما قامت هيئة موانئ دبي العالمية بعمل مشروع تطوير وإدارة وتشغيل ميناء طرطوس باستثمار يقدر بــ 800 مليون دولار، وهي خطوة استراتيجية لتعزيز الموانئ السورية وإحداث نقلة نوعية متقدمة. وقامت شركة «يو سي جولدينج» القطرية بتخصيص 7 مليارات دولار لإنشاء 4 محطات كهرباء تعمل بالغاز الطبيعي.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">الرسالة الثانية هي وصول وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح وبصحبة 130 رجل أعمال سعودياً إلى دمشق لإقامة أول منتدى استثماري سعودي سوري، والتعهد كما تقول التقارير بعمل مشروعات استثمارية تصل إلى 13 مليار دولار. </div></p><p class='article-text'>السعودية أيضاً تقف بقوة خلف الرئيس الشرع والنظام الانتقالي الحالي، ولكن هذا كله لا يحدث مع لبنان رغم وجود رئيس جمهورية صديق، ورئيس حكومة خبير، ولكن ما زالت الأزمة الكبرى في مسألة تسليم السلاح!</p><p class='article-text'><div data-empty="false">أزمة حزب الله اللبناني، التي تحولت إلى أزمة لبنان كله، هي أنه يراوح مكانه في مسألة تسليم سلاحه إلى الدولة، وأن يتحول من ميليشيا مقاومة إلى حزب سياسي داخل نسيج الدولة اللبنانية التي تملك وحدها حصرية إعلان الحرب والسلام، وحصرية حمل السلاح داخل البلاد وعلى الحدود.</div></p><p class='article-text'>الحزب الآن بين ضغوط دولية وإقليمية وداخلية من الحكم والحكومة والبرلمان، وأيضاً من جمهوره الذي نزح وتهجر ويسعى للعودة إلى أرضه وبيوته التي دمرت.</p>

رسائل لـ«حزب الله اللبناني»

<p class='article-text'><div data-empty="false">هل تعيش المنطقة حالة هدوء بعد حرب الـ12 يوماً من الضربات العسكرية بين إيران وإسرائيل، أم نحن نعيش الآن ما يمكن تسميته «وهم إيقاف إطلاق النار»؟</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">على عهدة وزير الدفاع الإسرائيلي «يسرائيل كاتز» جاء تصريح خطير قال فيه: «إن هناك احتمالاً لتجدد الحملة العسكرية على إيران».</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">بالنسبة للعسكرية الإسرائيلية فإن الضربات العسكرية الإسرائيلية والأمريكية لإيران أخرت عمليات التخصيب النووي الإيراني لكنها لم تنهها إلى غير رجعة.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">لماذا؟</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">لأنه في أي مشروع نووي هناك 3 عناصر أساسية:</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">1 - الباحثون</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">2 - التقنية</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">3 - المواد الأولية</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">وما حدث خلال حرب الــ12 يوماً، ثم اغتيال «بعض» وليس «كل» علماء المشروع النووي وتم ضرب وتدمير «البنية العمرانية» للمشروعات في فوردو وأصفهان ونطنز ولكن لم يتم تدمير التقنية.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">إيران ترى أن مشروعها النووي حيوي وجوهري لاستمرار حماية مشروع ولاية الفقيه، بينما ترى إسرائيل أنه يستحيل أن تؤمّن نفسها في ظل وجود سلاح نووي إيراني.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">وتؤمن إسرائيل بأن ضرب القوة النووية الممكنة لإيران هو خطوة أولى نحو إسقاط مشروع ولاية الفقيه.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">إسرائيل تعيش الآن في ظل عقيدة عسكرية تتبنى فلسفة الضربة الاستباقية لكل خطر يهددها في المنطقة، بمعنى أنها لن تنتظر محاربة الخطر إلا عندما يداهمها ولكن لا بد من استباق مهاجمة من يُتوجس منهم أي خطر ضد أمنها.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">هذه النظرية تقوم على مبدأ خطر، وهو أن إسرائيل لن تقبل أبداً بصعود أو تنامي أي قوة في المنطقة تحت احتمال أن هذه القوة يمكن، ذات يوم، وتحت أي ظرف أن تضربها.</div></p>

«وهم إيقاف إطلاق النار»

<p class='article-text'><div data-empty="false">أزمة ترامب الحالية، أنه لا يوجد ملف واحد من ضمن عشرات الملفات التي وعد بإنجازها خلال حملته الرئاسية، تم إنجازه بنجاح. مرت 6 أشهر حتى الآن على حكم الرئيس ترامب، وكثير من القضايا تراوح مكانها ولا تتحرك، بل إن بعض هذه الأمور يسوء ويتدهور. </div></p><p class='article-text'>مثلاً، وعد ترامب بإنجاز وقف إطلاق النار، وتسوية بين روسيا وأوكرانيا، لم يتم حتى الآن، رغم لقاءاته المتعددة مع زيلنسكي، واتصالاته الهاتفية المطولة مع بوتين.</p><p class='article-text'>ولم تسفر وساطة ويتكوف مع بوتين وزيلنسكي إلى أي تقدم حقيقي، بل إن ترامب قرر السماح بشحن أسلحة كانت مجمدة الإرسال إلى أوكرانيا الأسبوع الماضي، حتى تحارب روسيا. ومنذ تولى ترامب، ارتفع عدد الضحايا في هذه الحرب، إلى ما بين 5 إلى 6 آلاف قتيل.</p><p class='article-text'><div data-empty="false">في غزة، حتى الآن، ومنذ الاتفاق الأخير، أي منذ خمسة أشهر، لم يتم التوصل إلى اتفاق إيقاف إطلاق النار وتبادل رهائن ومعتقلين. في غزة، تحول مشروع المساعدات الأمريكية إلى مصيدة موت وقتل غادر للمدنيين الفلسطينيين، ما أثار غضب الأمم المتحدة، وكافة منظمات الإغاثة العالمية.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">في لبنان، ما زال اتفاق إيقاف إطلاق النار يخترق ليل نهار، من قبل إسرائيل، وما زالت قوات الاحتلال تحتل خمس نقاط استراتيجية في الجنوب. وفي سوريا، تم فعلاً رفع كثير من العقوبات على النظام الاقتصادي، ولكن لم يخرج حرف أمريكي رسمي واحد، يعترض على احتلال الجيش الإسرائيلي 450 كم في جبل الشيخ والجولان.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">في ملف التعرفة الجمركية المفروضة على الواردات، تم فعلاً زيادة بعض الرسوم على هذه الواردات، ولكن يؤكد الخبراء أن هذه التعرفة ستؤدي حكماً إلى رفع أسعار السلع المستوردة والوسيطة على المستهلك النهائي الأمريكي.</div></p><p class='article-text'><div data-empty="false">حتى الموازنة العامة الأخيرة، جاءت بمكاسب إضافية للأثرياء، الذين تنتمي الطبقة المؤثرة في الحزب الجمهوري إليهم، أو تشعر بالولاء لمصالحهم. وفي الوقت الذي يستعد مجلس الشيوخ والنواب لانتخابات التجديد في 2026، يتوقع المراقبون أن يخسر ترامب سيطرته الحالية على الكونغرس، وتلك مأساة.</div></p>

عماد الدين أديب