تبدأ أحداث رواية «آخر سلالة الموهيكانز» عام 1775، أي في السنة الثالثة من حرب السنوات السبع بين الجيش الإنجليزي والجيش الفرنسي للسيطرة على شمال أميركا. وتطرح السؤال الشاغل وقتئذ: هل ينقرض الهنود الحمر أم يتضاءل عددهم ..

كما حدث في الشرق؟ قبل تلك الحرب قاتل الهنود المستعمر الأبيض. وفي تلك الحرب تحالفوا معه. وقد أدى ذلك التحالف الى إبادة عرقية: الإنجليز يقتلون الهنود الموالين للفرنسيين والفرنسيون يقتلون الهنود الموالين للإنجليز والهنود يقتلون بعضهم البعض. هل يستمرون أم يندثرون؟

يحاول الأديب والروائي الأميركي جيمس كوبر «1789 - 1851» أن يوصلنا الى جواب معقول خلال هذه الرواية. وقد صادفت هذه الرواية التي نُشرت 1826 نجاحاً مدوياً في أميركا وأحدثت هزة فكرية في أوروبا. وصفتها الموسوعة الأميركية «ميديا وبروبيغندا» بواحدة من أكثر الروايات شعبية منذ طباعتها حتى هذا اليوم.

 دخلت مكتبة الكونغرس للأعمال ذات الأهمية الثقاقية وتُرجمت إلى معظم لغات العالم، وفي العربية عدة ترجمات لها تحمل الأسماء؛ «آخر قبيلة الموهيكانز» و«آخر رجال الموهيكانز» و«آخر الموهيكانز»، و«المحارب الأخير».

آخر سلالة الموهيكانز

في الرواية تتحرك سرية من الجنود الإنجليز بقيادة الرائد هيوارد من حصن ادوارد لحماية الفتاتين كورا وأليس الذاهبتين الى والدهما الكولونيل مونرو قائد حصن ويليام هنري. يقود السرية الدليل الهندي ماغوا عبر الطريق المختصر في الغابة، وينضم اليهم المرتل ديفيد غاموت الذي غادر الحصن قبلهم وضاع.

في الطرف الثاني من الغابة، يجول زعيم قبيلة الموهيكانز شينغا شغوك مع ابنه أونكاس وابنه بالتبني هوك آي «يتيم أبيض» قرب النهر لصيد الغزلان. يسمعون أصوات الجياد القادمة ثم يظهر الجنود. يشك هوك آي بالدليل لأنه يقود السرية بعيداً عن الحصن. وعندما يعرف أنه من قبيلة الهورون، يدرك أنه يقود السرية إلى كمين. يحاول أسره، فيهرب. عندئذ يبحث عن مكان آمن للفتاتين والجنود لأن ماغوا سيعود مع المقاتلين من الهورون.

الحب في الكهف

يصعدون الى مخبأ الموهيكانز السري وراء الشلالات ويدخلون كهفا مظلماً. وفي ذلك الكهف حيث لا ماء ولا نور، يظهر نبت الحب من الأرض ويتودد أونكاس الى كورا وهيوارد الى أليس، وينسى الاثنان الخطر المحدق بهم. وفي فجر اليوم التالي، يهاجمهم الهورون ويقتلون كل الجنود. يقاومهم الرجال الأربعة بشدة ويقاومهم غاموت بترتيل الأناشيد الدينية.

وعندما تنفذ الذخيرة، تطلب كورا من الموهيكانز الهروب لأن الهورون سيقتلونهم ثم يطالبون بفدية البيض. يقفز شينغا الى النهر ويلحق به هوك آي، لكن أونكاس يرفض أن يترك كورا. ترجوه وتطلب منه أن يكون رسولها الخاص الى والدها، فيقفز.

الشراب الناري

يأسر ماغوا الفتاتين وهيوارد وغاموت ويسوقهم الى مخيم بعيد. وهناك يحتفل مع رجاله بانتصاره ويرشف الشراب الناري. يحاول هيوارد إقناعه بالعودة اليهم، لكنه يرفض ويوضح له أنه يريد الانتقام من الكولونيل مونرو الذي شوه سمعته وشجعه على احتساء الشراب الناري «مشروب حلي»، ثم أمر بجلده عندما عاد الى الحصن مخموراً. وحتى يذلّه يطلب من كورا الزواج مقابل إطلاق سراح أختها، فترفض.

فيطلب من رجاله ربطهم على الأوتاد وتعذيبهم. ثم يتقدم من أليس ويقص بفأسه خصلة من شعرها الأشقر، فيثور هيوارد ويقطع القيد ويهجم عليه. يعترضه أحد الهورون ويرفع فأسه ليضربه الضربة القاتلة. وإذا بطلقة تخترق الهواء وترديه ميتاً. وبسرعة البرق ينقض الموهيكانز على الهورون قبل أن يلتقطوا أسلحتهم ويقتلونهم كلهم ما عدا ماغوا الذي يهرب.

الحصن المحاصر

تتحرك المجموعة شمالاً الى الحصن وتمر بمعقل الموهيكانز الذي أصبح ذكرى، ولم يبق من تلك القبيلة العظيمة غير الأب وابنه أونكاس. وعندما يقتربون من الحصن توقفهم النيران المتقطعة، ويعلمون أن الفرنسيين والهنود يحاصرونه. ينجحون في التسلل إليه تحت جنح الضباب الكثيف.

وفي داخله، تضطرم جمرة الحب بين أونكاس وكورا وبين هيوارد وأليس. يعترف هيوارد الى الكولونيل بحبه لابنته، فيباركه ويخبره بأن أم كورا «زوجته الأولى المتوفاة» نصف زنجية من ويست انديز وهذا يوضح اختلافها عن أختها الشقراء بلونها الخلاسي وشعرها الأسود الفاحم.

ويلاحظ القارئ أن كورا محور الرواية في الفصول الأخيرة، وهي نصف زنجية ونصف بيضاء وتحب هندياً. وفي شخصيتها تلتقي الاثنيات الثلاث المتصارعة وتتناغم بالحب والزواج لتنجب جيلاً جديداً تذوب معه الفروقات العرقية.

وما مشاهد العنف الدموية غير مخاض ولادة لشعب جديد وأمة جديدة، لا يندثر فيها الهنود وغيرهم من الأقليات العرقية. هذا هو المغزى والجواب. وإذ يقدم كوبر الحبيبين أضحية، تعطيهما المعتقدات الهندية الحياة في أرض الصيد المقدسة ليتابعا العيش وينجبا ذلك الجيل. وبهذا يصبحان رمزاً لولادة تلك الأمة.

وليس أونكاس وكورا الرمزين الوحيدين، إن هوك يرمز الى التفاعل الثقافي بين الحضارة الأوروبية والحضارة الهندية الفطرية. فهو أبيض من أبوين أوروبيين ويحمل في رأسه الثفافة الهندية والأوروبية. وغاموت يرمز الى الكنيسة والبعثات التبشيرية التي لا يعطيها كوبر دوراً فعالاً. إن غاموت يواجه المصاعب والمخاطر بترتيل الصلوات! وفي المشهد الأخير، يغيب غاموت لتحل الصلوات الهندية مكان تراتيله.

صدى وبصمة

«آخر سلالة الموهيكانز» للروائي الأميركي جيمس كوبر «1789 - 1851»، تركت بصمة وصدى واسعاً في الآداب العالمية، كما غدت مادة دراسية في كافة المعاهد وكليات الأدب الإنجليزي في أميركا، ومادة دراسية مبسطة في بعض الدول العربية. وقد تعود شهرتها العالمية، ليس إلى كونها رواية تاريخية ورومانسية حب مأساوي أو رواية مغامرات مثيرة فقط..

وإنما الى أن الصراعات الدموية العرقية والدينية التي تعالجها لا تزال تتردد أصداؤها في كثير من دول العالم. أخيراً يجدر الذكر بأن جيمس كوبر كتب عن أحداث تاريخية عاصرها، وهذه الرواية هي الثانية من خماسية «الجوارب الجلدية».

1920

فيلم «آخر سلالة الموهيكانز» من إنتاج أميركي وإخراج موريس تورنير

1920

فيلم «آخر سلالة الموهيكانز» من إنتاج ألماني وإخراج أرثر فيلين

1932

فيلم «آخر سلالة الموهيكانز» إنتاج أميركي وإخراج فورد ويب

1936

فيلم «آخر سلالة الموهيكانز» إنتاج أميركي وإخراج جورج. بي. سيتز

1947

فيلم «آخر سلالة الموهيكانز» إنتاج أميركي وإخراج جورج شيرمان

1968

فيلم «آخر سلالة الموهيكانز» من إنتاج رومانيا

1957

مسلسل «آخر سلالة الموهيكانز» من إنتاج المؤسسة الكندية للإرسال

1977

اوبرا «آخر سلالة الموهيكانز» وضعت ألحانها آلفا مندرس على مسرح «أوبرا بحيرة جورج»

1995

مسلسل إذاعي على راديو «بي بي سي»

2000

ألبوم «آخر سلالة الموهيكانز» الموسيقي من عزف الأوركسترا الوطنية الاسكتلندية

2007

كتاب «آخر سلالة الموهيكانز» المصور وكتبه روي توماس ورسم الصور الفنان جو تشين

2011

مسرحية «آخر سلالة الموهيكانز» الكوميدية على مسرح ثاوث بارك بأميركا