في الثلاثين من مارس الماضي، كانت ذكرى مرور أربعين عاماً على رحيل العندليب الأسمر، وقد احتفلت العديد من العواصم العربية بهذه المناسبة لأهمية هذا الفنان الذي كسب حب الناس في حياته وحتى بعد أربعة عقود من رحيله.
عبد الحليم حافظ يتيم الأبوين، تربى في ملاجئ الأيتام.. وهو من محافظة الشرقية، ومرت حياته بسلسلة من المآسي الحقيقية، من وفاة والدته ووالده وهو ما زال طفلاً.. فإلى مرضه الذي لازمه طيلة حياته، ولكنه استطاع أن يشق طريقه إلى عالم الغناء بحضوره المتميز وحنجرته الذهبية، وقد حقق نجاحه وحافظ على صدارته في الغناء، إذ استطاع وزملاؤه كمال الطويل ومحمد الموجي، تغيير أسلوب الغناء العربي برمته رغم وجود عبد الوهاب، وامتاز حليم برخامة الصوت وقوته وتعدد مقاماته، واستطاع أن يدرك مستويات صوته فلم يخرج عنها، وكان صبوراً.
تبنى صوته عبد الوهاب وعلمه كيف يمكن أن يختار ألحانه وكلماته من إبداع الشعراء والملحنين. وكان قد درس الموسيقى في معهد الموسيقى وتعرف على المقامات وسجل لنفسه حضوراً متميزاً في الغناء والسينما العربية فأصبح رمزاً من رموز الغناء الخالدة. ولد عام 1959 ورحل عام 1977 بينما لم يكمل السابعة والأربعين، إلا أنه ظل حتى اليوم الرقم الأول في الغناء.
أصيب وهو طفل بالبلهارسيا إذ كان يسبح في ترعة القرية حيث منزل خاله متولي عماشه الذي رباه، وقد قال عن نفسه ذات مرة إنه ابن القدر إذ أجرى خلال حياته القصيرة نسبياً واحدا وستين عملية جراحية ودخل عدة مستشفيات في مصر وخارجها، مثل: مستشفى ابن سينا بالرباط، مستشفى سان جيمس هيرست في أنجلترا، لندن كلينك، فيرسنج هوم، مستشفى كنجز كولدج التي توفي فيه يوم الأربعاء 30 مارس 1977. وقد شيع جثمانه في القاهرة وسط حزن شديد. وانتحر إثر رحيله العديد من الفتيات، كانت جنازته مهيبة لم تعرف مصر مثلها إلا في جنازتي عبد الناصر وأم كلثوم. ويقال إنه بلغ عدد المشيعين لجنازته المليونين و550 ألف شخص.