أثبتت الأسابيع الأولى التي قضاها رافايل بينيتيز مع الريال أن مهمته لن تكون سهلة وأن عليه البحث عن التناغم بينه وبين كبار نجوم الملكي وعلى رأسهم رونالدو، بعد خلاف فتح الباب أمام شائعات عودة الأخير إلى مانشتر يونايتد.

قبيل انطلاق الموسم الجديد لا تبدو الأجواء داخل نادي ريال مدريد لكرة القدم قد عادت إلى المستوى الطبيعي المطلوب، فبعد رحيل الأسطورة المدريدية الحارس إيكر كاسياس عن البيرنابيو إلى بورتو البرتغالي وما خلفه ذلك من لغط بين اللاعبين والجماهير، وملف المدافع سيرجيو راموس الذي ما زال غير محسوم إلى الآن، بدأت بوادر الخلاف بين النجم كريستيانو رونالدو والمدرب رافايل بينيتيز تظهر بقوة، وأكدتها تسجيلات بالصوت والصورة. فوفق مقاطع مسجلة من الحصص التدريبية للفريق الملكي ضمن جولته في أستراليا استعدادا للموسم القادم، تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي، نرى كريستيانو رونالدو وهو في حالة من الغضب والاحتقان الشديدين، يوجه اتهامات للمدير الفني بينيتيز بـ"معاداة البرتغاليين"، وذلك تعقيبا على قيام الأخير بإلغاء هدف أحرزه صاحب الكرة الذهبية بدعوى التسلل أثناء المران. ولم يكتف اللاعب بهذا القدر بل إن كريستيانو- رونالدو وفي ختام التدريبات، علق بالقول إنها "تدريبات مقززة".

كان رد بينيتيز الذي بقي هادئا ساعة المران، أن سارع إلى تفنيد ما تناقلته الصحافة عن بداية "عداوة" بين الاثنين، ليجيب عن سؤال وجه إليه قبل أسبوع، أكد فيه أن صاحب القميص 7 داخل الفريق هو "الأفضل في العالم". مع العلم أنه أدلى قبل أقل من أسبوع بتصريحات بهذا الخصوص، قال فيها، إنه يعتبر النجم البرتغالي "واحدا" من "أفضل اللاعبين في العالم"، موضحا أنه من الصعب القول "إنه الأفضل...فهناك العديد من اللاعبين في نفس المستوى، وأعتقد أن كريستيانو رونالدو في نفس مستوى بيل، وبنزيمة، وخاميس، ورودريغيز..إنهم جميعا في نفس المستوى".

وبين هذا وذاك، فجرت صحيفة "مانشستر إيفينينغ نيوز" الانكليزية مفاجأة من العيار الثقيل، مفادها أن إيد وودوارد نائب رئيس نادي مانشستر يونايتد بصدد إعداد خطة لإعادة النجم البرتغالي إلى صفوف "الشياطين الحمر".

ومعلوم أن وودوارد على اتصال مباشر هذه الأيام مع مسؤولي الريال، وذلك بشأن صفقة ضم حارس المرمى دافيد دي خيا، مع وجود شائعات حول صفقة عكسية محتملة جرى فيها الحديث أولا عن بنزيما، وسيرجيو راموس، غير أن الجديد في الأمر هو أن إسم كريستيانو رونالدو بات أيضا، وبسبب سوء علاقته مع المدرب الجديد للريال خلفا لكارلو أنشيلوتي، مدرجا على قائمة المرشحين للانتقال للعب تحت قيادة الهولندي لويس فان خال، وفق هذه الشائعات.

أضف إلى ذلك أن الفرنسي بنزيما، خرج عمليا من دائرة "الشبهات" بعد أن صرح وكيل أعماله كريم الجزيري في حوار مع قناة "سكاي سبورت نيوز" الخاصة، أن الدولي الفرنسي "سعيد" في مدريد، وأنه سيظل لاعبا في الريال حتى بعد موعد انتهاء فترة الانتقال الصيفية، تأكيدا منه أن بنزيما لا ينوي الانتقال إلى أي ناد آخر.

ذات السيناريو قد ينطبق على سيرجيو راموس، الذي قالت عنه والدته في أوج فترة شد الحبال بين اللاعب والنادي الملكي، إن ابنها لن يترك مدريد أبدا، المدينة التي يعشقها، وذلك حين اعترض طريقها أحد الصحفيين الإسبان وهي تقود سياراتها في العاصمة الإسبانية. وبالفعل وعقب ذلك بأسابيع، طلع بينيتيز نفسه على الصحفيين في ملبورن ليؤكد أن راموس "لاعب أساسي" للريال وسيحمل قميصه الموسم القادم، مشددا على مزاياه كـ"قائد رائع"، ما فُهِم على أنها الحلقة الأخيرة في مسلسل راموس الذي استغرق أشهر.

إذا، من تبقى من القائمة هو كريستيانو-رونالدو، النجم الفائز بجائزة أفضل لاعب في العالم، بعقد مع الريال إلى غاية موسم 2018. ومن المؤكد أن الريال لن يستغني عنه بسهولة، إلا إذا كانت أرقام الصفقة بوقع رنان يفوق الخيال. وهذا بالفعل ما سيقدمه مانشستر يونايتد إذا ما اعتمدنا على تقرير "مانشستر إيفينينغ نيوز" الذي ورد فيه أن مانشستر سيعرض 120 مليون يورو مقابل الظفر بخدمات النجم البرتغالي الذي أكمل عقده الثالث. ومن الطريف في الأمر أن مانشستر كان قد ضم رونالدو أول مرة إلى صفوفه في موسم 2003، قادما من سبورتينغ لشبونة، وبلغت تكاليف الصفقة آنذاك 17,5 مليون يورو. وبعد ست سنوات فقط، باعه مانشستر إلى ريال مدريد مقابل 94 مليون يورو. وإذا ما ربطنا بين الخطط الكبرى التي أعلن عنها لويس فان خال مع "الشياطين الحمر" والمهاجم- المفاجأة الذي وعد به الهولندي جماهير الفريق، فيمكن القول إنه من غير المستبعد على الإطلاق أن نرى أن بضاعة مانشستر سترد إليه عما قريب، وأن الصفقة ستكون ـ في حالة تمت ـ الأغلى في تاريخ كرة القدم إلى غاية اللحظة.

وفاق بنكيران