سوف يشاهد أنشيلوتي جميع مباريات بايرن ميونيخ القادمة، كالمحامي الذي يدرس ملف الدعوى لكي يربحها! ومنذ الآن تنتظر المدرب الإيطالي العتيد عدة ملفات ساخنة في النادي البافاري. فماهي هذه الملفات؟

يعرف أنشيلوتي لاعبي بايرن ميونيخ جيدا. حتى منذ أن كان مدربا لريال مدريد ومن قبل لباريس سان جرمان. فالمدربون الكبار يراقبون أحوال الفرق المنافسة، وكان بايرن ميونيخ منافسا للفرق التي دربها أنشيلوتي.

لكنه الآن يراقب الفريق بعدسة مجهر مكبرة. ينظر إلى التفاصيل ليكون ملما إلماما تاما بحالة كل لاعب الفنية والبدنية، لكي يقرر كيفية الاستفادة منه وفق الخطط الخاصة به كمدرب جديد يقدم على تحد جديد.

ملف الثنائي "رو-بيري"

في النادي البافاري تخمة من اللاعبين الموهوبين. لكن بعضهم يقترب من "سن التقاعد". في المقام الأول الثنائي الرائع فرانك ريبيري وأريين روبن. كلاهما قدم للنادي عروضا رائعة وقاده للفوز في العديد من المباريات. وكانت الصحافة الألمانية أطلقت على الثنائي "روبيري". من حسنات روبيري أن موهبة أحدهما كافية لحسم الأمور في مباراة ما. ومن علامات السلبية تقدمهما في العمر.

لاشك أن سلبية التقدم بالعمر، لن تسمح للثنائي بالانتقال إلى النوادي الأوروبية النخبة، صحيح أن روبن قد صرح منذ فترة قريبة أنه ينوي الانتقال إلى بلد آخر للتعرف على ثقافة جديدة مثل أمريكا، لكن ذلك لن يكون قبل انتهاء عقده مع بايرن ميونخ، وصلاحية عقد الثنائي روبن مع بايرن تنتهي في عام 2017. وبديلاهما البرازيلي كوستا والفرنسي كومان يقدمان عروضا رائعة. لكن لن يكون من السهل على الثنائي المخضرم ترك أماكنهم بسهولة لبديلايهما، طالما أن لياقتهما تسمح لهم بتقديم أداء عال.

لن يكون التعامل مع ملف الثنائي "روبيري" سهلا بالنسبة لأنشولوتي وخاصة عندما يتعلق الأمر بمدى الاعتماد عليهما في اللعب، بل وحتى إنه يتطلب الكثير من اللباقة، وهذه هي واحدة من أهم النقاط القوة التي يتمتع بها أنشيلوتي، ففي حوار صحفي أجراه سامي خضيرة مع صحيفة "فيلت أم زونتاغ" قال خضيرة "ما يعجبني بشخصية أنشلوتي طريقة تعامله مع الآخرين".

أنشلوتي وملف "غوتسه"

ملف الثاني عنوانه "ماريو غوتسه". ما هو مصيره؟ ما هو موقعه في الفريق المفضل لدى أنشيلوتي؟ ما من شك أن غوتسه لاعب موهوب. لكن إذا اعتمد أنشيلوتي طريقته المفضلة، أي الهجوم بـ 3 لاعبين، فالذي ضمن مركزه هو ليفاندوفسكي وهما الجناحان روبيري، أو بدائلهما "كوكستا" (كومان وكوستا). يبقى ما يسمى المهاجم الساقط أي إلى جانب رأس الحربة. والمرشح الأول لهذا المركز هو توماس مولر. غوتسه يستطيع أن يلعب في هذا المركز. ولعل الحل أمام أنشيلوتي هو المبادلة. تارة يدفع مولر وتارة غوتسه.

ومن جانب آخر، عقد غوتسه مع بايرن هو من بين العقود التي ستنتهي صلاحيتها في صيف 2017،، ما يعني أن على أنشيلوتي تحديد مصير بطل العالم في الأشهر القليلة المقبلة. فالحصول على رسوم انتقاله إلى ناد آخر، يفرض على النادي بيعه في الصيف المقبل، أو تمديد عقده، علما بأن إدارة النادي التزمت الصمت بشأن مستقبل غوتسه، بينما تم تمديد عقود زملائه جيروم بواتينغ وتوماس مولر.

فرصا جديدة للصاعدين

لاشك أن دكة البدلاء هو المكان الذي يكرهه اللاعبون العاديون. ومن المؤكد أن اللاعبين النجوم أيضا يكرهون الانتظار مع لاعبي الاحتياط. وبالنظر إلى "موجودات بايرن ميونيخ" فإن قائمة اللاعبين في خط الوسط تضم مجموعة مختلطة من نجوم مخضرمين مثل أرتورو فيدال وتياغو و تشابي ألونسو وخافير مارتينيز ومواهب صاعدة مثل جوشوا كيمش وفرانك روده.

تشابي أولونسو لن يبقى أكثر من موسم في بايرن بحكم عمره، ولياقته لاتسمح له بالمشاركة في كل المباريات. فضلا عن احتمال إصابات اللاعبين الآخرين أو تعرض أحدهم لبطاقة حمراء، ما يعني أن على أنشيلوتي إعطاء فرص للصاعدين مثل روده وكيمش ليكونوا خلفاء المتقاعدين.

مصير لام؟

وطبعا، فثمة تفكير جدي في كواليس النادي البافاري في البديل الذي سيحل محل فيليب لام الذي تجاوز الثلاثين. فكابتين الفريق قرر الاعتزال عام 2018، ما يعني أن على أنشيلوتي إيجاد البديل الملائم له، بل وحتى بديل احتياطي لهذا المركز، وخاصة أن بديله رافينا هو الآن في الثلاثين من عمره ويقترب من سن التقاعد الرياضي.

من مواهب أنشيلوتي حسن التعامل مع اللاعبين. وهو بوسعه أن يقنع نجومه بضرورة الراحة بين مباراة وأخرى. وذلك لإعطاء الفرص للجميع كي يخوضوا المباريات، ولأن الراحة ضرورية لنجوم فريق يشارك في المنافسات المحلية والأوروبية، ومعظمهم يشاركون مع المنتخبات الدولية أيضا.

هذه الملفات الكبيرة تؤكد أن أنشيلوتي وإدارة النادي تفكر وبشكل جدي في المواسم القادمة، فهذه المرحلة ستشهد تقاعد نجوم مخضرمين كان لهم بصمات واضحة في تاريخ النادي البافاري مثل الثنائي رو-بيري وفيليب لام وتشابي ألونسو.