لا توجد علاقة زوجية سعيدة طوال الوقت، فأي علاقة مهما كانت قوية يمكن أن تمر بما يعكر صفوها، لكن بعض التصرفات الخاطئة الناتجة عن العصبية أو الغضب تزيد من تدهور الأمر في حين أن الالتزام ببعض القواعد يجعل العاصفة تمر بسلام.

الأزمات الشديدة التي تحدث في العلاقات الزوجية لا تنشأ عادة بشكل مفاجئ وإنما يكون لها العديد من الأسباب الممتدة لفترات طويلة، والتي تتنوع بين مشكلات مادية أو عاطفية، كأن يشعر أحد الطرفين بضعف الحب من الطرف الآخر. ومن الممكن أن يتعكر صفو العلاقة بعد الإنجاب على سبيل المثال عندما يشعر الأب بأن اهتمام الأم ينصب على طفلها أو عندما تشعر الأم بأن المسؤولية ملقاة عليها وحدها.

وتتنوع نصائح الخبراء لتجاوز الأزمات الزوجية، لكن النصيحة الأولى تتمثل وفقا لموقع "بيتسيهونغز راتغيبر" الألماني، في التيقن بأن كل علاقة مهما كانت ناجحة، تمر بأزمات واضطرابات، ثم الاستعداد للحديث بشكل مفتوح مع الطرف الآخر عن المشكلة.

ويؤكد المتخصصون في مجال حل الخلافات الزوجية، أن التجارب تثبت أن معظم المشكلات لها أسباب خفية ربما لا يدركها الشخص نفسه، فالرجل الذي يتهم زوجته بالتساهل في تربية الأبناء، ربما هو بالأساس يفرغ غضبه من شعوره بأن الأم تصب كل اهتمامها على الأطفال ويخشى أن يفقد حبها. ويعتبر الوصول للب المشكلة وسببها الحقيقي هو أفضل طرق حلها.

وهناك بعض النصائح العملية التي استعرضها موقع "أوت هاوس" والتي تساعد في تجاوز الخلافات الزوجية أو الأزمات التي قد تمر بها العلاقة ومنها:

معظم النار من مستصغر الشرر: ربما يتسبب أمر بسيط للغاية في خلاف شديد بين الزوجين، لذا ينصح الخبراء بالتوقف عن الجدل مع شريك الحياة بمجرد الشعور بأن الحوار بدأ يتجه ناحية التصعيد مع قبول كل ما يقوله الطرف الآخر باحترام حتى إن لم يكن مقنعا.

تجنب المواضيع الساخنة: من الأفضل تجنب المواضيع التي تزيد من حدة الخلافات والبعد تماما عن كلمات النقد الحادة المباشرة.

الخطابات: ربما تحتاج هذه الطريقة لقدر كبير من ضبط النفس، لكن اللجوء إلى الكتابة يعطيك فرصة لمراجعة كلماتك وتجنب العبارات الجارحة، لذا ينصح الخبراء بكتابة خطاب لشريك الحياة تشرح فيه موقفك من الخلاف بينكما.

نقد إيجابي: طريقة صياغة عبارات النقد تلعب دورا حاسما في فاعليته وتأثيره على شريك الحياة، لذا فإن الأمر يحتاج لقدر كبير من الحرص في صياغة العبارات بشكل يجعل انتقاد سلوك معين، يبدو وكأنه أمنية مفيدة لكافة الأطراف.

المسؤولية مشتركة: من المهم إدراك أن الطرفين يتحملا مسؤولية وقوع أي خلاف، لذا فإن محاولة تبرئة الذات من الخلاف وإلقاء الذنب كله على شريك الحياة، سيؤدي لزيادة تدهور الوضع. ومن المجدي في هذه الحالة محاولة تحليل السبب الذي أدى لوصول الأزمة لتلك المرحلة وذلك عن طريق حوار هادئ قدر الإمكان.

الإنصات: عندما يحتد الخلاف، فإن كل طرف يحاول إخراج ما بداخله بشكل حاد أحيانا، لكن من المهم للغاية الاستماع إلى الطرف الآخر دون مقاطعة حتى وإن كانت كل كلماته تستفزك للرد عليها.

فن التسامح: ينصح كبار السن عادة بحل الخلافات الزوجية في نفس النوم وقبل الذهاب للنوم، وهذه هي أفضل طريقة لتجاوز أي تصرف أو كلمة جارحة ربما تصدر من شريك الحياة دون قصد.

تبادل اللوم: إلقاء كل طرف بالذنب واللوم على الطرف الآخر يدفعه تلقائيا لفعل نفس الشيء وهو أمر غير بناء بالمرة لحل الخلافات.

الحلول الوسط: القدرة على الالتقاء في وسط الطريق هي سر نجاح أي علاقة، فلا يمكن لأي طرف أن يحاول تنفيذ رأيه بشكل دائم في علاقة قائمة على المشاركة. ويمكن بالطبع لكل طرف التعبير عن رغباته وأمنياته لكن الأمر يتطلب أيضا درجة كبيرة من المرونة للوصول لحلول وسط في العديد من الأمور.

اطلب المساعدة: عندما يستعصي الحل رغم كافة المحاولات، فليس أمامك سوى اللجوء لمتخصص وطلب النصيحة. ومن الأفضل هنا أن يذهب أحد الطرفين بمفرده لشرح الموقف للمتخصص، تجنبا لحدة الحوار عند وجود الطرفين سويا.

ا.ف/ ع.ج.م DW