تلجأ العديد من النساء في ألمانيا حاليا لرذاذ الفلفل كوسيلة للدفاع عن النفس بعد أحداث التحرش الأخيرة، لكن استخدام هذه الوسيلة في الدفاع عن النفس قد يضر بالمستخدم نفسه وليس بالمعتدي فقط، فما هي مخاطره المحتملة؟
يمثل رذاذ الفلفل وسيلة مناسبة للدفاع عن النفس تلجأ إليها الفتيات والنساء بشكل خاص للدفاع عن أنفسهن، لكن ما لا يعرفه الكثيرون هو أن هذه الطريقة تحمل العديد من المخاطر، التي لا تقتصر على المعتدي فقط ولكن ربما على الشخص الذي يستخدمها نفسه. ويمثل رذاذ الفلفل خطورة شديدة لمن يعانون من مشكلات في الجهاز التنفسي فاستنشاق رذاذ الفلفل في هذه الحالة يمكن أن يؤدي للسعال الشديد أو لأزمة في التنفس، لاسيما وأن الرذاذ يحتوي على مادة تؤثر بشكل مباشر على الأغشية المخاطية.
وفي حال وصول رذاذ الفلفل للعين، فيفضل تجنب فركها تماما حتى رغم الشعور بالحرقة، كما ينصح هانز يورغ بوش، من مركز الطوارئ بمستشفى فرايبورغ الألماني الجامعي. ويحذر الطبيب من أن فرك العين في هذه الحالة قد يؤدي لأضرار بالعين تبقى مدى الحياة.
ضرر مزدوج
وتتمثل أولى خطوات علاج رذاذا الفلفل في غسل العين بشكل جيد جدا بالماء الفاتر وتكرار نفس الشيء مع أي مكان في الجسم وصل إليه رذاذا الفلفل. ويشير الطبيب يورغ بوش لخطورة الأمر قائلا: "بشكل عام لا تحدث مشكلات مستديمة، لكن يجب على الجميع إدراك أن هذا الأمر لا يلحق الضرر بالمعتدي فقط لكن ربما بمستخدم الرذاذ نفسه أيضا". ورغم أن الشعور بالحرقان الذي يسببه رذاذا الفلفل يستمر لمدة تتراوح بين 15 إلى 20 دقيقة فقط، إلا أن تأثيره قد يمتد لعدة ساعات.
ورصد الطبيب بوش العديد من الحالات التي تسببت فيها رذاذ الفلفل في إصابة مستخدمه وليس المعتدي، نتيجة لاستخدامه مثلا في عكس اتجاه الرياح. وأشار بوش إلى إحدى المرات التي جرى خلالها نقل العديد من رجال الشرطة لقسم الطوارئ في المستشفى نتيجة إصابتهم بسبب استخدام رذاذ الفلفل.
وبجانب رذاذا الفلفل الذي يحتوي على المادة الفعالة للفلفل الحار، هناك بعض التركيبات الكيميائية التي تستخدم عادة من قبل قوات الشرطة أو الجيش. وفي ألمانيا يسمح باستخدام رذاذ الفلفل في المواقف الطارئة ضد البشر أو الحيوانات. وكثيرا ما يستخدم الرذاذ من قبل الصيادين في مواجهة حيوان مفترس.
ا.ف/ ط.أ