ارتفاع ضغط الدم المستمر إلى أكثر من 140 (ملم زئبقي) يعد حالة مرضية مزمنة وقد يسبب مخاطر ومضاعفات عديدة. لكن انخفاض ضغط الدم عن 120 يعد مشكلة أيضا وقد يسبب الكثير من المخاطر، فأي ضغط دم هو المثالي للإنسان؟

يتراوح ضغط الدم الانقباضي الطبيعي أثناء الراحة ما بين 100 و140 (ملم زئبقي) في القراءة العليا للضغط، فيما تصل قيمة ضغط الدم الانبساطي ما بين 60 و 90 ملم زئبقي.

ويصنف ضغط الدم طبيا بأنه مرض مزمن في حالة ارتفاعه عن معدل 140 (ملم زئبقي) ويسمى في هذه الحالة "فرط ضغط الدم". ومع الزيادة المستمرة لضغط الدم يرتفع خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين والسكتة الدماغية.

ولكن دراسة أميركية حديثة نشرت العام الماضي وحملت اسم "سبرنت" ذكرت أنه يفضل لبعض المصابين بمرض فرط ضغط الدم بأن يكون ضغط دمهم المثالي 120 بدلا عن 140. نتائج الدراسة الأميركية هذه جعلت الكثير من المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم يراجعون الأطباء طلبا للاستشارة ويسألون عن تطبيق نتائج الدراسة على المعالجة الطبية لمرضهم، حسب ما ذكرت الطبيبة إيفون دورفيل، مديرة قسم الطوارئ بمستشفى شاريتي في برلين، والتي أضافت القول: "لا يمكنني أن أرى ذلك ممكنا مع هذا العدد الكبير من المرضى الذين يعانون من فرط ضغط الدم".

على صعيد متصل، ذكرت مؤسسة روبرت كوخ الألمانية أن ثلث البالغين في ألمانيا يعانون من مرض ارتفاع ضغط الدم. ومخاطر هذا الارتفاع لا يعني فقط ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين والسكتة الدماغية، بل حتى يمكنه أن يسبب فشلا في عمل الكلية والإصابة بالخرف.

من جانب آخر، قام أطباء بتحليل نتائج 123 دراسة خاصة أجريت على 600 ألف شخص يعانون من أمراض القلب وضغط الدم ونشروا النتائج في دورية "ذه لانسيت" العلمية.

وبعد تحليل الدراسات نصح الأطباء المرضى الذي يعانون من خطر الإصابة بالسكتة القلبية بتناول أدوية تخفض مستوى ضغط الدم، حتى إذا لم يعانوا من مرض فرط ضغط الدم. وذكر الأطباء أن نسبة 140 (ملم زئبقي) عالية جدا لبدء العلاج ولا يفضل الاعتماد عليها.

أما مارتن ميدكه مدير مركز التوترات العضلية في مدينة ميونيخ فانتقد من جانبه نتائج الدراسات الأخيرة قائلا "لا يمكن وضع جميع الحالات في سلة واحدة. علاج ضغط الدم يتطلب معالجة فردية للشخص المصاب". فعلى سبيل المثال يؤخذ في عين الاعتبار وجود أمراض سابقة تؤثر على ظهور المرض (فرط ضغط الدم).

وتعد قياسات ضغط الدم 140 / 90 القياسات المثالية في العالم، ولا يعطى للمرضى أي علاج طبي إلا إذا زادت أو قلت عندهم القياسات عن هذه المستويات.

من جانبه، قال الطبيب بيرند سانر من مستشفى "أغابليسيون بيتيسدا" في مدينة فوبرتال، إن أغلب الدراسات تؤكد على أن ارتفاع ضغط الدم عن مستوى 115/ 70 يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والموت المفاجئ. لكن يتساءل المرء في الوقت نفسه: عندما يحاول الشخص تخفيض ضغط الدم فأي قياسات يجب عليه إتباعها؟".

بالإضافة إلى ذلك، ذكر مارتن ميدكه مدير مركز التوترات العضلية في مدينة ميونيخ أنه من الأفضل أن يغير بعض المرضى قياسات ضغط الدم إلى مستوى 120، وخاصة بعض المرضى الذين أعمارهم فوق 75 عاما والأشخاص الذين يحملون نسبة إصابة عالية بأمراض القلب والأوعية الدموية ممن هم فوق 55 عاما.

وعن ذلك يقول ميدكه: "على المرء أن يكون براغماتيا وليس من الصحيح أن يغير الشخص قياسات ضغط الدم إلى مستوى اقل مما قد يسبب له السقوط وفقدان الوعي".