قال مصدر عراقي امس ان العراق سيوقف على الارجح صادراته النفطية اعتبارا من اول نوفمبر اذا اعترضت الولايات المتحدة على اقتراح بغداد بسداد ثمن النفط باليورو بدلا من الدولار. وقال المصدر لرويترز (من المستبعد ان ينفذ العراق عقود النفط اذا اعترضت الولايات المتحدة على سداد ثمن النفط العراقي باليورو. وبغداد تصر على ان يكون الدفع باليورو) ومضى المصدر قائلا (ارى مشكلة. انها قضية سياسية وليست مسألة فنية). ولمح بان اى وقف في الصادرات النفطية سيبدأ اعتبارا من اول نوفمبر. وستجتمع لجنة العقوبات التابعة للامم المتحدة في 30 اكتوبر لبحث الاقتراح العراقي بسداد ثمن النفط العراقي باليورو بدلا من الدولار الامريكي. وستبحث اللجنة اقتراحا من مؤسسة تسويق النفط العراقي الحكومية (سومو) بفتح كل خطابات الاعتماد لمدفوعات النفط العراقي اعتبارا من اول نوفمبر باليورو بدلا من الدولار. ومن المقرر ان تتلقى اللجنة تقريرا كتابيا عن هذا الامر من موظفي الامم المتحدة. ويقول دبلوماسيون في نيويورك ان اللجنة منقسمة بشأن الموافقة على التحول الى اليورو حسب اقتراح العراق او ما اذا كانت اللجنة لها الحق اصلا في بحث الموضوع. ومن ناحية اخرى ذكرت نشرة ميدل ايست ايكونوميك سيرفي (ميس) امس ان هناك (احتمالا قويا) لان يوقف العراق صادراته النفطية الاسبوع المقبل بسبب تأخر اتخاذ قرار في الامم المتحدة بشان الموافقة على طلب بغداد بالتحول الى اليورو. وقالت ميس ان لجنة العقوبات بالامم المتحدة لا تزال تبحث الموضوع ولم ترد بعد على خطاب عراقي يطلب التحول من الدولارات الى اليورو. واضافت النشرة المتخصصة في الشئون النفطية انه حتى اذا وافقت لجنة العقوبات على هذه الخطوة فان الخبراء الامريكيين يقدرون ان الامر سيستغرق شهرين لارساء نظام الدفع باليورو لصادرات النفط العراقي. وقالت ميس ان من الامور التي ستحدد كيفية رد بغداد هو ما اذا كان العراق سيسمح لمؤسسة تسويق النفط العراقي الحكومية (سومو) باعلان المعادلة السعرية لشهر نوفمبر خلال الساعات الاربع والعشرين المقبلة. واذا اعلنت سومو عن الصيغة السعرية فسيعني هذا امكانية التوصل الى حل وسط وانها تنوي المضي قدما في برنامج صادراتها. واذا لم يحدث ذلك فستتوقف الصادرات بعد الاول من نوفمبر حسبما ذكرت ميس. ومن الناحية العملية لا يرى مشترو النفط العراقي اي مشكلة في التحول من السداد بالدولار الى اليورو ولكنهم قلقون بشان الدخول في منازعات اجرائية. وتصدر بغداد نحو 3.2 مليون برميل يوميا من النفط في المرحلة الثامنة الحالية من برنامج الامم المتحدة لتصدير النفط مقابل الغذاء. وتنتهي المرحلة الثامنة في الخامس من ديسمبر وتدر صادرات النفط العراقية بالاسعار الحالية حوالي 60 مليون دولار يوميا. وتودع عائدات النفط العراقية حاليا في حساب خاص تابع للامم المتحدة في بنك ناسيونال دو باري في نيويورك. وتقول مصادر بصناعة النفط انه بعد نحو اربع سنوات منذ بدء البرنامج يوجد في الحساب الخاص الان نحو عشرة مليارات دولار. وتقول بعض المصادر في صناعة النفط ان واشنطن ترفض رفضا باتا مسألة التحول لليورو وانها تمثل حجر العثرة الرئيسي امام الاقتراح العراقي في الامم المتحدة. لكن الطلب العراقي له ابعاد سياسية ايضا. فقد اعلنت الحكومة العراقية الشهر الماضي وقف التعامل بالدولار وابداله باليورو او اي عملة اخرى. وقالت بغداد ان الخطوة تستهدف التصدي (للعدوان الامريكي الصهيوني اليومي). ـ رويترز