مازالت فيفا للاتصالات الكويتية غير مدرجة في بورصة الكويت بعد أكثر من أربع سنوات على طرحها العام الأولي وقد يواجه إدراج أسهم الشركة التي تتكبد خسائر مزيدا من التأجيل لأنها قد تضطر لاصدار أسهم جديدة لدعم الميزانية العمومية.
وقد يكون من الصعب إقناع مساهمي الأقلية بضخ مزيد من الأموال في فيفا التابعة لشركة الاتصالات السعودية بعد كل هذا التأخير في خططهم الاستثمارية الأصلية.
كانت فيفا التي تتنافس مع شركة الاتصالات المتنقلة (زين) والوطنية للاتصالات التابعة لاتصالات قطر (كيوتل) قد جمعت 25 مليون دينار كويتي (88.57 مليون دولار) من بيع نصف أسهمها لمواطنين كويتيين في طرح عام أولي في سبتمبر 2008 قبل أن تطلق خدماتها في وقت لاحق من ذلك العام.
ورفضت الشركة في رد على استفسارات لرويترز تفسير تأخر إدراج أسهمها في بورصة الكويت أو تحديد موعد لذلك لكنها قالت إنها قدمت طلبا لهيئة أسواق المال الكويتية في فبراير 2012. وأحجمت هيئة أسواق المال عن التعليق.
أداء البورصة وخسائر الشركة
ومن المحتمل أن يكون الأداء المحبط للبورصة الكويتية أحد أسباب تأخر الادراج حيث سجل مؤشرها الرئيسي أدنى مستوى في ثماني سنوات هذا الشهر. لكن الوضع المالي للشركة قد يكون سببا أقوى.
وفي نهاية 2011 بلغت الخسائر المتراكمة على فيفا 68.5 مليون دينار وبلغ رأسمالها 49.9 مليون دينار حسبما أظهر تقريرها السنوي الذي قال أيضا إن فيفا ستعقد جمعية عمومية غير عادية في 2012 امتثالا للقانون المحلي بعدما تجاوزت الخسائر 75% من رأسمالها.
ولم تنعقد هذه الجمعية بعد لكن من المحتمل أن يطلب منها الموافقة على خفض رأس المال لتعويض جزء من الخسائر المتراكمة. وقال شاكيل سروار رئيس ادارة الأصول في بنك سيكو بالبحرين: سيكون من الصعب إدراج الأسهم برأسمال سلبي.
الخيار الوحيد
وأضاف سروار: الخيار الوحيد أمامهم هو إصدار حقوق أولوية لاعادة رسملة الشركة.
ومن المرجح أن تصدر الشركة أسهما جديدة على أساس تناسبي مع حيازات المساهمين وهو ما يعني أنه سيكون عليهم استثمار المزيد من الأموال في الشركة وإلا ستنخفض حيازاتهم.
ومن المحتمل أن تعوض الاتصالات السعودية أي عجز وهو ما يعني أن حصتها في الشركة سترتفع من 26% حاليا. وقد أخذت شركة زين خطوة مماثلة في وقت سابق من العام الجاري مع وحدتها الخاسرة زين السعودية.
وقالت نادين غبريال محللة الاتصالات لدى المجموعة المالية هيرميس: هذا العام كان صعبا لشركات الاتصالات الكويتية. هذه بصفة عامة واحدة من أكثر الأسواق ربحية في المنطقة حيث تشهد اقبالا سريعا على خدمات البيانات لكن عوامل عديدة تضافرت لتجعل الوضع بالسوق صعبا في الاونة الأخيرة. وأضافت: تغيير هياكل الرسوم الحكومية أثر على هوامش الأرباح. القطاع لا يزال يفتقر لهيئة تنظيمية مستقلة كما اشتدت حدة المنافسة.
حصص المستثمرين الأفراد ضئيلة
في عام 2008 تمت تغطية الطرح العام الأولي لشركة فيفا 3.4 مرات حيث حصل 916 ألف مستثمر على 274 سهما لكل منهم بسعر 0.105 دينار للسهم وهو ما قد يفسر عدم تذمر المساهمين بسبب تأخر الادراج.
وقال ناصر النفيسي المدير العام لمركز الجمان للاستشارات الاقتصادية في الكويت: حصص المستثمرين الافراد ضئيلة للغاية. لا يفكرون فيها على الاطلاق تقريبا. وأضاف: من المرجح أن تعيد فيفا هيكلة رأسمالها في النصف الأول من 2013. وقبل الطرح العام الأولي دفعت الاتصالات السعودية 3.42 مليارات ريال سعودي (911.93 مليون دولار) مقابل حصتها في فيفا بما في ذلك رسوم الرخصة.
وتبدو الأسهم مقومة بأقل من قيمتها من حيث سعر الطرح العام الأولي. كان من المفترض أن يكون رأس المال المجموع في الطرح العام الأولي أكبر. إذا رفعت الشركة رأسمالها المساهم به فستختلف معايير التقييم. وربما تكون فيفا مقومة بأقل من قيمتها لكن التوقعات المتدهورة للقطاع قد تدفع المستثمرين للتريث.