نظمت جمعية الإمارات للمتداولين في الأسواق المالية لقاء جمعت فيه مديري الخزينة في البنوك الوطنية والأجنبية العاملة في الدولة في دبي الليلة الماضية هو الأول من نوعه في المنطقة بهدف توثيق التعاون بين مديري الخزينة بشكل يحفز البنوك في الإمارات على الدخول معا في استثمارات مشتركة لصالح دعم المؤسسات المحلية وإدارة الصكوك الوطنية أكثر من اعتمادها على البنوك الدولية في الخارج.
شارك في اللقاء 55 مديرا للخزينة وخبراء ماليون مثلوا أغلب البنوك الإماراتية والأجنبية العاملة في الدولة بالإضافة إلى عدد من أعضاء جمعية الإمارات للمتداولين في الأسواق المالية من بينهم محمد الهاشمي رئيس مجلس إدارة الجمعية وسلمان محمود هادي أمين سر عام الجمعية وعهود عبيد المدير المالي للجمعية.
ويعد قسم الخزينة من أهم الإدارات في البنوك والمصارف إذ أن من واجباتها الاستثمار والتداول بالأسواق المالية بأقسامها مثل السوق النقدي وسوق رأس المال وسوق العملات الأجنبية كما أنها من أكثر الإدارات أهمية وحساسية لموائمتها بين التدفقات النقدية الداخلة والخارجة وتأثيرها على عوامل عديدة أهمها ربحية ومخاطرة هذه المؤسسات.
مضاعفة حركة التداولات
وقال الهاشمي - في مقابلة مع وكالة أنباء الإمارات "وام" - أمس أن تنظيم هذا الاجتماع هو الأول من نوعه الذي يعقد في الدولة حيث هدفت الجمعية منه إلى توثيق التعاون بين مديري الخزينة بشكل يحفز البنوك في الإمارات على الدخول معا في استثمارات مشتركة لصالح دعم المؤسسات المحلية وإدارة الصكوك الوطنية أكثر من اعتمادها على البنوك الأخرى الدولية في الخارج.
وأكد أن ذلك يساعد على مضاعفة حركة التداولات في الدولة وبالتالي زيادة حجم النقد وبقائه في الداخل وإعادة تدوير العملة المحلية عدة مرات بشكل يساهم في زيادة رؤوس أموال البنوك وتقوية دعائم الاقتصاد.
تحول ميزان القوى
وذكر الهاشمي أن المجتمعين تبادلوا وجهات النظر حول أبرز القضايا والتحديات التي تواجه مديري خزائن البنوك وسبل إدارة المخاطر المالية وتمويل الشركات في منطقة الشرق الأوسط في ظل الأوضاع الاقتصادية العالمية المتردية والتحول الحاصل في ميزان القوى الاقتصادية من الغرب باتجاه الشرق وما يعنيه بالنسبة لمنطقة الخليج.
ونبه إلى أنه بالرغم من المكانة البارزة لمنطقة الشرق الأوسط كوجهة مالية إلا أنها تعاني من نقص واسع فيما يتعلق بمعرفة وفهم وظيفة إدارة الخزينة. موضحا أن العديد من الخبراء في السوق يعتبرون هذه الوظيفة مشابهة لوظيفة مدير الشؤون المالية وهذا غير صحيح.
وحث الهاشمي المتداولين الإماراتيين والمواطنين العاملين في البنوك على اقتحام حقل العمل في مجال الخزينة الذي يعد أحد أهم الوظائف الفنية من حيث الدور الذى تقوم به فى موازنة المراكز المالية وإدارة أصول البنك وفى دراسة مخاطر السوق مما يستلزم معرفة قوية بطرق استخدام الأدوات المصرفية اللازمة للتعامل مع هذه المخاطر واستغلال حسن إدارتها فى جنى الأرباح.
موضوعات اللقاء
ومن جانبه قال هادي لـ"وام" إن الحاضرين تطرقوا خلال اللقاء إلى عدد من الموضوعات منها إدارة سيولة الخزينة والسياسات الفعالة في إدارة النقد واستراتيجية التمويل والاستثمار والحلول التقنية لإدارة الخزينة واستراتيجية إدارة المخاطر.
وأضاف إن المجتمعين تبادلوا خبراتهم بشأن دور الخزينة في البنوك في توفير جميع احتياجات العملاء من الأفراد والشركات بما يخص معامـلات الصرف الأجنبي من بيع وشراء وتحديد أسعار الفائدة للودائع لأجل ومساعدة العملاء في إدارة المخاطر لتخفيف آثار تقلبات الأسواق ويشمل ذلك تحليل الأعمال والميزانية العمومية لإعداد أفضل الحلول لمتطلبات الحماية.
ونوه هادي بأن الجمعية ـ التي تأسست في نهاية عام 2011 تحت مظلة المنظمة العالمية للمتداولين في البورصات العالمية ومقرها فرنسا ـ انتهزت فرصة تنظيمها هذا اللقاء للتعريف بأهدافها وبالبرامج التدريبية المختلفة التي تطلقها على مدار العام للمتداولين الإماراتيين للمساهمة في توسيع معرفتهم بأعمال القطاعات البنكية في الأسواق المالية المحلية والعالمية خاصة في مجال الخزينة.
توفير سيولة نقدية
ومن جهتها ذكرت عبيد في تصريح لـ"وام" أن إدارة الخزينة في البنوك تهدف إلى توفير سيولة نقدية فى حسابات البنك بالعملة المحلية والعملات الأجنبية لمواجهة مدفوعاته عن العمليات المصرفية الجارية وتحديد الفائض من السيولة واستثماره فى ضوء الأسعار المتاحة وبأقل تكلفة ممكنة إلى جانب تحقيق أعلى عائد استثماري آمن.
وأضافت إن إدارة الخزينة تهتم أيضا بتقديم الخدمات التى تسهم فى زيادة العائد على حقوق الملكية وزيادة العائد على الأموال المستثمرة .
وأوضحت أنه لكى تقوم إدارة الخزينة بتنفيذ مهامها فإنها تستخدم كثيرا من الأدوات المصرفية من أهمها أربع أدوات هي الودائع وعمليات الصرف الآجل وسعر الفائدة الآجل وخيار العملات الأجنبية.