غلبت السلبية على حركة التعاملات في اسواق المال المحلية امس وانخفضت اسعار معظم الاسهم الثقيلة مما كبد القيمة السوقية خسائر بنحو 5 مليارات درهم ورفع من اجمالي خسائرها خلال مايو الى 26.5 مليار درهم وهو الشهر الذي وصف بانه شهر الحذر الذي سيطر على سلوك المتعاملين في ظل غياب المحفزات واكتفاء المؤسسات المحلية بالمراقبة.

وجاء الضغط الاكبر على الاسواق من اسهم العقار التي خسرت المزيد من قيمتها خلال الشهر الى جانب اسهم الاستثمار مما زاد من حدة تراجع المؤشر العام لسوق دبي المالي التي وصلت الى نحو 7.2% في مايو متخليا عن 306 نقاط ومغلقا عند مستوى 3923 نقطة وفي سوق ابوظبي للأوراق المالية انخفض المؤشر العام في الفترة ذاتها بمقدار 120 نقطة وبنسبة 2.5% عند 4527 نقطة.

وتصدر سهم اشراق قائمة اكبر الخاسرين في مايو بعدما هبط بنسبة تجاوزت 30% الى 72 فلسا تلاه سهم الاتحاد العقارية بنسبة 27.5% الى 1.05 درهم وارابتك بنسبة 22% تقريبا عند 2.20 درهم وديار 16.5% الى 0.768 درهم ورأس الخيمة العقارية 16% هابطا الى 63 فلسا ودريك اندسكل 14.8% الى 75 فلسا.

وبلغت خسائر سهم داماك خلال الشهر 12% مغلقا عند 2.88 درهم في حين وصلت بالنسبة لسهم اعمار 6% عند 7.75 دراهم وخالف سهم اعمار مولز الاتجاه مرتفعا بنسبة 3.4% الى 3.33 دراهم وكان سهم السوق الاكثر خسارة في قطاع الاستثمار بتراجع نسبته 17.3% الى 1.81 درهم.

وعلى مستوى السيولة فقد انخفضت قيمة الصفقات المبرمة خلال الشهر الى 18.9 مليار درهم مقارنة مع نحو 32 مليار درهم سجلت في شهر ابريل وخسر المؤشر العام لسوق الامارات المالي 3.36% مغلقا عند 4713 نقطة.

وقال جمال عجاج مدير مركز الشرهان للاسهم والسندات ان التراجعات المسجلة لم تكن مبررة خاصة بالنسبة التي وصلت اليها في جلسة بداية الاسبوع مشيرا الى ان المؤشرات وفي ظل هكذا وضع باتت مرشحة للهبوط بنسب اكبر فيا واصلت المؤسسات عدم اخذ دور الداعم للأسواق خلال الايام القادمة.

سوق دبي

وتفصيلا على مستوى الاسواق فبرغم البداية الهادئة في سوق دبي المالي الا ان اجواء الحذر ما زالت مسيطرة على سلوك المتعاملين الامر الذي دفع شريحة من المتداولين للتخلص من اسهمهم تفاديا لتكبد المزيد من الخسائر وهو ما ساهم في تراجع الاسعار بعد اقل من عشر دقائق من افتتاح الجلسة.

ومع استمرار السلبية فقد ارتفعت وتيرة التراجع بمرور الوقت وخسرت شريحة كبيرة من الاسهم المزيد من قيمتها حتى اقترب عدد منها من ادنى مستوى له منذ نحو عام رغم تواصل شح السيولة وهو ما يعكس اقتصار النسبة الاكبر من التداولات على الافراد فيما لا زالت المؤسسات المحلية تكتفي بالمراقبة.

وبعد النشاط الكبير الذي سجله سهم اعمار مولز في جلسة يوم الخميس الماضي اثر مشتريات من مورجان ستانلي عاد للتراجع بقوة وبنسبة 4.9% الى 3.33 دراهم وسط تداولات شحيحة لم تتجاوز قيمتها 38 مليون درهم مقارنة مع اكثر من نصف مليار درهم في جلسة يوم الخميس الماضي. من جانبه انخفض سهم داماك بنسبة 3% الى 2.88 درهم في حين تراجع سهم ديار بنسبة 3.6% الى 0.768 درهم ولحق به سهم دريك اند سكل الذي خسر 4.6% مغلقا عند 75 فلسا رغم مصادقة الجمعية العمومية على زيادة نسبة ملكية الخليجيين في الشركة.

ولم يكن الوضع اقل سوءا في اداء قطاع الاستثمار حيث تراجع سهم دبي للاستثمار الى 2.77 درهم وتبعه في نفس الاتجاه سهم السوق الى 1.81 درهم وفيما استقر سهم بنك الامارات دبي الوطني عند 9.79 دراهم فقد انخفض بنك دبي الاسلامي الى 6.65 دراهم من جانبه هبط سهم تبريد الى 1.46 درهم وارامكس 3.46 دراهم ونجح سهم طيران العربية بالسير بعكس الاتجاه مرتفعا الى 1.61 درهم.

ومع ختام التعاملات اغلق المؤشر العام عند مستوى 3923 نقطة بانخفاض نسبته 1.93% مقارنة مع آخر جلسات الاسبوع الماضي وبذلك فقد بات متحفزا لكسر المزيد من نقاط الدعم خاصة مع تواصل شح السيولة وتراجع شهية التداول الى مستويات متدنية.

وفي اطار الحديث عن شهية التداول فقد بلغت قيمة الصفقات المبرمة 450 مليون درهم وعدد الاسهم المتداولة 267 مليون سهم نفذت من خلال 4519 صفقة. ومن اجمالي اسهم 33 شركة جرى تداولها امس تراجعت اسعار اسهم 26 شركة مقابل ارتفاع اسعار اسهم 4 شركات فقط واستقرار اسعار اسهم 3 شركات دون تغيير.

وفي تعاملات بورصة ناسداك دبي المعروضة للتداول من خلال منصة سوق دبي المالي فقد عاد التحسن الى سهم موانئ دبي العالمية المرتفع الى 21.20 دولارا في حين انخفض سهم اوراسكوم الى 12.47 دولارا.

سوق أبوظبي

وفي سوق ابوظبي للأوراق المالية ساهم الاداء الايجابي لبعض اسهم البنوك في اغلاق اخضر للمؤشر العام بنمو نسبته 0.25% عند مستوى 4527 نقطة وذلك رغم الانخفاض الكبير المسجل في اسعار العديد من الاسهم الثقيلة ومنها اتصالات المغلق عند 11.50 درهما.

وجاء الدعم لسوق العاصمة من سهم بنك الخليج الاول المرتفع الى 14.85 درهما الى جانب بنك ابوظبي الوطني 10.65 دراهم وعلى النقيض من ذلك فقد تراجع سهم بنك ابوظبي التجاري الى 7.59 دراهم ومصرف ابوظبي الاسلامي الى 5.04 دراهم الى جانب سهم بنك الاتحاد الوطني 6.50 دراهم.

وفي قطاع العقار فقد انخفض سهم الدار الى 2.59 درهم وخسر سهم اشراق نحو 5.3% من قيمته هابطا الى 72 فلسا واغلق رأس الخيمة العقارية عند 63 فلسا. وسادت السلبية على حركة اسهم قطاع الطاقة وانخفض ابوظبي للطاقة بنسبة 6.9% الى 73 فلسا ودانة غاز بنسبة 2.3% الى 42 فلسا.

وانخفضت قيمة الصفقات المبرمة في ابوظبي الى 138 مليون درهم وعدد الاسهم المتداولة 65 مليون سهم نفذت من خلال 1185 صفقة وانخفضت اسعار اسهم 15 شركة من اجمالي اسهم 28 شركة جرى تداولها امس في حين ارتفعت اسعار اسهم 7 شركات وحافظت اسهم 6 شركات على مستوياتها السابقة.

السلبية تطغى على المؤشرات الخليجية بنهاية مايو

طغت الحالة السلبية على إغلاقات غالبية المؤشرات العامة للأسواق الخليجية أمس حيث احمرت شاشات التداول في ختام تعاملات أسواق كلٍ من دبي، والسعودية، والكويت، والبحرين، وعُمان، في حين تمكنت مؤشرات أسواق كل من قطر، وأبوظبي من الإغلاق في المناطق الخضراء مع نهاية تداولات الجلسة الأخيرة من شهر مايو.

وفقدت البورصة السعودية بفعل التراجعات المتفاوتة التي سجلتها القطاعات السوقية الرئيسة بصدارة أسهم «التطوير العقاري» مما أدى إلى انخفاض المؤشر العام بنسبة 0.70% وبحوالي 68.38 نقطة ليهبط إلى مستوى 9,688 نقاط.

واختتمت البورصة الكويتية تداولاتها بتباين أداء مؤشراتها السوقية حيث سجل المؤشر السعري الهبوط الوحيد بنسبة 0.35% بفعل الأداء السلبي لأسهم قطاع «النفط والغاز» الذي قاد عمليات جني الأرباح ما أفقد المؤشر العام حوالي 22.37 نقطة ليغلق عند مستوى 6,292 نقاط، في حين ربح مؤشر «كويت 15» بنسبة 0.50% بفعل العمليات التكتيكية لبعض مديري المحافظ بهدف تحقيق مراكز سعرية جيدة على بعض الأسهم التشغيلية والقيادية في السوق مما أضاف نحو 5.02 نقاط إلى المؤشر الذي أغلق صاعداً فوق مستوى 1,016 نقطة، كما ارتفع المؤشر الوزني بنسبة بلغت 0.20% أكسبته ما مقداره 0.86 نقطة لينهي جلسته على مستوى 421 نقطة.

كما سجلت البورصة البحرينية هبوطاً في مؤشرها العام تحت تأثير الضغوط البيعية على أسهم «التأمين» و«البنوك» أدت إلى تراجعه بنسبة 0.20% وبفارق سلبي بلغ نحو 2.68 نقطة ليستقر عند مستوى 1,363 نقطة.

وتراجعت البورصة العُمانية في نهاية جلسات مايو حيث انخفض مؤشرها العام «مسقط 30» بنسبة 0.04% بفعل الأداء السلبي بقيادة «المالي» سجل فارقاً بنحو 2.54 نقطة ليغلق عند مستوى 6,387 نقاط، بينما عاكس مؤشر الشريعة الاتجاه مرتفعاً بنسبة 0.09% بفارق حقق نحو 0.87 نقطة ليختتم تعاملاته السوقية على مستوى 990 نقطة.

ونجحت البورصة القطرية في تحقيق أعلى ارتفاع بين المؤشرات الخليجية بدعم كبير من غالبية القطاعات السوقية بتصدر «الاتصالات» حيث صعد المؤشر العام بنسبة 1.23% رابحاً حوالي 146 نقطة ليغلق فوق مستوى 12,048 نقطة.

شراء أجنبي في دبي

بلغت قيمة مشتريات الأجانب، في سوق دبي المالي امس 110.540 ملايين درهم في حين بلغت قيمة مبيعاتهم نحو 76.780 مليون درهم. كما بلغت قيمة مشتريات المستثمرين العرب، غير الخليجيين، 84.000 مليون درهم وقيمة مبيعاتهم نحو 82.080 مليون درهم. أما بالنسبة للمستثمرين الخليجيين فقد بلغت قيمة مشترياتهم 55.210 مليون درهم في حين بلغت قيمة مبيعاتهم نحو 45.800 مليون درهم خلال نفس الفترة. ونتيجة لهذه التطورات فقد بلغ إجمالي قيمة مشتريات الأجانب 249.750 مليون درهم لتشكل ما نسبته 55.480% من إجمالي قيمة المشتريات.