عاد التراجع الطفيف إلى تعاملات أسواق المال المحلية في جلسة أمس التي خسرت خلالها القيمة السوقية نحو 1.2 مليار درهم، وبذلك فقد اختتمت الأسهم تعاملاتها الأسبوعية على تراجع بمقدار 9.5 مليارات درهم على مدى 5 جلسات، وسط تداولات ضعيفة وانخفاض كبير في شهية التداول يعكس حالة الحذر التي تسيطر على سلوك الشريحة الأكبر من المتداولين الذين قرر غالبيتهم الاكتفاء بالمراقبة، منضمين بذلك إلى المحافظ المحلية التي لاتزال تمارس ذات السلوك منذ فترة رغم انخفاض الأسعار إلى مستويات تعد الأدنى منذ 18 شهراً.
وكان المؤشر العام لسوق دبي المالي انخفض بنسبة 0.32%، ما رفع من إجمالي خسارته إلى نحو 2.1% خلال الأسبوع مغلقاً عند مستوى 3204 نقاط، وفي أبوظبي تراجع المؤشر العام 0.26% على المستوى اليومي ونحو 1% أسبوعياً مقفلاً عند 4219 نقطة. وهبط المؤشر العام لسوق الإمارات المالية في الجلسات الخمس الماضية بنسبة إلى 1.35% إلى 4304 نقاط.
ولوحظ من خلال رصد التعاملات الأسبوعية أن الضغط الأكبر على الأسواق جاء من قطاع العقار، إلى جانب سهم اتصالات المنخفض إلى 15.40 درهماً، قبل تفعيل قرار إدراجه ضمن مؤشر مورغان ستانلي في الأسبوع المقبل، وانخفض سهم أرابتك بنسبة 5.8% إلى 1.13 درهم، وتخلى سهم إعمار عن حاجز 6 دراهم في جلسة نهاية الأسبوع هابطاً إلى 5.89 دراهم، فاقداً نحو 4.5% من قيمته، وتكبد سهم بنك الاتحاد الوطني في قطاع البنوك، بعدما انخفض بنسبة 10.6% إلى 5.29 دراهم.
تراجع السيولة
وعلى مستوى السيولة فقد تراجعت قيمة الصفقات المبرمة في خمس جلسات إلى 2.2 مليار درهم مقارنة مع 3.3 مليارات درهم في الأسبوع السابق، وبلغ عدد الأسهم المتداولة 1.3 مليار سهم نفذت من خلال 24748 صفقة، وتصدر سهم اتصالات قائمة الأكثر نشاطاً في ذات الفترة بصفقات بلغت قيمتها 644 مليون درهم.
وقال عبدالله الحوسني مدير شركة الإمارات دبي الوطني للخدمات المالية، إن تعاملات الأسبوع كانت سلبية للغاية، ولم تستطع خلالها الأسهم بناء مراكز سعرية جديدة، مشيراً إلى حالة الركود التي تسيطر على التعاملات ساهمت في تراجع شهية التداول بشكل كبير وعلى نحو فاق المسجل في وقت سابق، الأمر الذي يعكس مدى الخلل الذي تعاني منه الأسواق الإماراتية.
سوق دبي
وبالعودة إلى تفاصيل حركة التعاملات في اليوم الأخير من الأسبوع على مستوى الأسواق، فعلى الرغم من البداية الهادئة المائلة للارتفاع الطفيف في سوق دبي المالي إلا أن الجلسة كانت مملة للغاية في ظل تراجع شهية التداول إلى أدنى مستوياتها منذ عدة أشهر، الأمر الذي أعطى إشارة سلبية على مسيرة السوق الذي سرعان ما عاد للانخفاض التدريجي بمرور الوقت.
ومع تواصل الركود في النصف الثاني من التعاملات، فقد كان من الطبيعي ارتفاع وتيرة التراجع، بنسب أكبر مما دفع بالمؤشرات للتخلي عن حاجز دعم مرة أخرى، بحسب معطيات التحليل الفني، تحت ضغط من عمليات البيع على الأسهم القيادية وفي مقدمتها العقارية التي عادة ما تجذب إليها الجزء الأكبر من السيولة سواء للمضاربة أو الاستثمار.
وكانت البداية إيجابية بعض الشيء لسهم إعمار المفتتح عند مستوى 2.96 درهم، إلا أنه أخذ بالانخفاض بعد ذلك وعلى نحو انعكس سلباً على أداء السوق بشكل عام بعدما هبط إلى دون مستوى 5.90 دراهم حتى وصل إلى 5.89 دراهم وسط تداولات شحيحة، وسار سهم أرابتك في نفس الاتجاه إلى 1.13 درهم، وكذلك دريك آند سكل 43 فلساً وديار 0.517 درهم، في حين شهدت اللحظات الأخيرة من الجلسة عودة سهم داماك إلى الأخضر مرتفعاً إلى 2.59 درهم، إلى جانب سهم إعمار مولز 2.79 درهم، والاتحاد العقارية 74 فلساً، ما خفف من وطأة حدة تراجع المؤشر العام.
البنوك والاستثمار
وواصل سهم بنك الإمارات دبي الوطني الضغط على سوق دبي بعدما انخفض إلى 8.20 دراهم، إضافة إلى سهم مصرف عجمان 1.92 درهم، وذلك بعكس سهم بنك دبي الإسلامي الذي صعد في ربع الساعة الأخير من التعاملات إلى 6.26 دراهم، من جانبه تراجع سهم أملاك إلى 1.41 درهم.
ولم يكن الوضع أفضل حالاً في قطاع الاستثمار، حيث انخفض سهم السوق إلى 1.13 درهم، ولحق به سهم دبي للاستثمار إلى 2.01 خاسراً نحو 2% من قيمته ومقترباً من التخلي عن حاجز درهمين. وتراجع سهم طيران العربية لليوم الثاني على التوالي إلى 1.21 درهم إلى جانب سهم تبريد 1.08 درهم، في حين ارتفع سهم الاتصالات المتكاملة إلى 5.01 دراهم.
وفي ختام التعاملات أغلق المؤشر العام للسوق عند مستوى 3204 نقاط، خاسراً 0.32% علماً بأنه كان قد تخلى عن مستوى 3200 نقطة أكثر من مرة خلال الجلسة لكن التحسن الذي سجلته بعض الأسهم قلص من خسائره.
وشهدت جلسة الأمس انخفاضاً كبيراً في سيولة التداول، ولم تتجاوز قيمة الصفقات المبرمة 122 مليون درهم، ووصل عدد الأسهم المتداولة 123 مليون سهم نفذت من خلال 2438 صفقة.
ومن إجمالي أسهم 34 شركة جرى تداولها، أمس، تراجعت أسعار أسهم 19 شركة، في حين ارتفعت أسعار أسهم 13 شركة وحافظت أسهم شركتين على مستوياتها السابقة.
سوق أبوظبي
وفي سوق أبوظبي للأوراق المالية ساد نفس الوضع تحت تواصل الضغط من سهم اتصالات المنخفض إلى 15.40 درهماً، إلى جانب بعض أسهم العقار والطاقة، ما دفع بالمؤشر العام للإغلاق عند 4219 نقطة بتراجع نسبته 0.26% مقارنة مع اليوم السابق.
ويتضح من خلال رصد حركة التعاملات على مستوى القطاعات تباين أداء قطاع البنوك، حيث عاد التحسن إلى سهم بنك أبوظبي التجاري الذي كسب 2.4% بالغاً 6.50 دراهم، وكذلك مصرف أبوظبي الإسلامي الذي ارتفع مجدداً إلى 4.01 دراهم، كما صعد بنك رأس الخيمة الوطني 6.50 دراهم والاتحاد الوطني 5.29 دراهم، وعلى النقيض من ذلك تراجع بنك الخليج الأول إلى 12.15 درهماً وبنك أبوظبي الوطني 8.65 دراهم، وهما السهمان اللذان يتمتعان بالثقل الوزني الأكبر في المؤشر العام.
وفي قطاع العقار تعرض سهم الدار لجني أرباح منخفضاً إلى 2.38 درهم، وخسر سهم إشراق 4% من قيمته إلى 49 فلساً وثبت سهم رأس الخيمة العقارية عند 49 فلساً، وفي قطاع الطاقة فقد تراجع سهم أبوظبي للطاقة إلى 44 فلساً ولم يطرأ تغيير على سهم دانة غاز المغلق عند 41 فلساً.
وفي ظل ارتفاع التداولات على اتصالات إلى 257 مليون درهم فقد ارتفع إجمالي سيولة السوق إلى 320 مليون درهم، ووصل عدد الأسهم المتداولة 54 مليون سهم نفذت من خلال 1289 صفقة. وتراجعت أسعار أسهم 10 شركات من إجمالي أسهم 26 شركة جرى تداولها، أمس، مقابل ارتفاع أسعار أسهم 7 شركات، ومحافظة أسهم 9 شركات على مستوياتها السابقة.