قال الرئيس التنفيذي للاستثمار في بنك فالكون للخدمات المصرفية الخاصة ديفيد بينكرتون إن الإمارات من أهم المنصات العالمية لنمو الثروات الخاصة، متوقعاً أن يواصل قطاع إدارة الثروات والخدمات المصرفية في الدولة البناء على قاعدته المستقرة، بالرغم من الظروف الاقتصادية التي يمر بها العالم، لافتاً إلى أن البنك تمكن من تحقيق أهدافه في كل المناطق بما فيها الإمارات التي كان لها مساهمة قوية في النتائج القوية التي حققها البنك الخاص في 2015.
وأضاف بينكرتون في تصريحات خاصة لـ«البيان الاقتصادي»: «إن هناك العديد من الفرص لبناء ثروات جديدة في الدولة، وذلك بناءً على عوامل عدة، أهمها وجود الكثير من الفرص في قطاعات التعليم والرعاية الصحية والضيافة في هذا السوق، واستمرار تدفق التقنيات الحديثة التي تجلب معها فرصاً جديدة للاستثمار، وتحسّن نوعية مديري الأصول والثروات الخاصة في الدولة، علاوة على السياسات الاستباقية التي تتخذها حكومة الإمارات، والتي تحمي الأسواق ونشاط الصيرفة الخاصة من التقلبات على الساحة العالمية»، مشيراً إلى أنه «لا يزال هناك الكثير من إمكانات النمو في هذا السوق».
أصول
وذكر بينكرتون أن حجم الأصول المدارة في البنك السويسري الذي تعود ملكيته إلى شركة آبار للاستثمار والتي تملك 97% من أسهمها شركة «الاستثمارات البترولية الدولية» (آيبيك) في أبوظبي، تصل اليوم إلى 16 مليار دولار.
لافتاً إلى أن البنك الذي يملك مكتباً تمثيلياً في دبي ينوي نقل عملياته إلى مركز دبي المالي العالمي خلال الربع الأول من العام الحالي، وإضافة نشاط إدارة الأصول من داخل الدولة من خلال تأسيس شركة تابعة لبنك فالكون للخدمات المصرفية الخاصة العام المقبل وذلك لتعزيز عروضه للعملاء.
وكانت تقارير حديثة توقعت بروز ألف مليونير جديد في 2016 في الإمارات، وأن يصل حجم الثروات الخاصة في الدولة إلى نحو ثلاثة تريليونات درهم بحلول 2019.
تنويع
وأشار بينكرتون إلى أن الرسالة الأساسية التي يحملها للمستثمرين لم تتغير وهي ضرورة حماية الثروات الخاصة من خلال تنويع الاستثمارات وفئات الأصول بعيداً عن قوتين رئيسيتين تؤثران على الثروة العالمية، وهما النفط، وأسعار الفائدة.
وأضاف: «هناك قوتان كبيرتان تقودان السوق وتؤثران عليه أكثر من معظم الأسواق: الأولى هي النفط، والثانية هي حساسية أسعار الفائدة. لذلك لطالما دعونا إلى تنويع فئات الأصول الدولية من خلال شراء فئات أصول الأخرى، كالأسهم الأميركية أو الأسهم الأوروبية، باعتبارها وسيلة للابتعاد عن المخاطر المحلية.
الكثيرون في هذا السوق متحفظون لجهة اتخاذ المخاطر، فهم يفضلون الاستفادة من الأصول المحلية التي يعرفونها حق المعرفة والتي يمكن أن تدخل نتاجاً غير عادي. ما زال هناك خطر أكبر ناتج عن أسواق الأسهم المحلية، وذلك جراء تخفيضات الإنفاق الحكومي الذي يؤثر على معدلات النمو المحلية. لا نتوقع انتعاشاً قوياً في أسعار النفط ونعتقد أنها ستبقى منخفضة لفترة من الوقت».
وحول توقعاته لأسعار النفط، قال: «نتوقع استمرار انخفاض النفط لسنوات عدة، وبالطبع لا نتوقع أن تعود الأسعار إلى 100 دولار للبرميل قبل وقت طويل، كما أن أسعار الأسهم تتأثر بمعدلات النمو المنخفضة».
انتقائية
لفت بينكرتون إلى أن البنك يفضل الاستثمار هذا العام في الأسهم الأوروبية، وصناعات وقطاعات انتقائية جيدة في الولايات المتحدة.
وقال: «الأمر متعلق بأهمية تنويع فئات الأصول، لذلك إذا كان لديك شركة هنا تولد فائضاً من السيولة، فقد يكون لديك رؤية خاصة تمكنك من خوض استثمارات تخمينية في أسواق أسهم عالمية، ولكن من حيث الحفاظ على الثروة، فنحن ندعو إلى التنويع».