لمشاهدة الجرافيك بالحجم الطبيعي اضغط هنا

أعلنت شركة فيزا العالمية لتكنولوجيا المدفوعات عن نتائج دراسة المهنيين العاملين في الدولة، حول سلوك إنفاق المستهلكين وأولوياتهم ونظرتهم حيال المستقبل. حيث كشفت الدراسة أن أكثر من نصف المهنيين العاملين في دولة الإمارات أبدوا تفاؤلاً حيال المستقبل من حيث فرص التوظيف والوضع المالي الشخصي، بينما عبّروا عن ثقتهم بأن الوضع الاقتصادي لدولة الإمارات سوف يتحسّن في الأشهر الاثني عشرة المقبلة.

وأظهرت الدراسة المبنية على إجابات الأفراد الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و55 عاماً ويحملون بطاقة دفع واحدة على الأقل، أن المهنيين العاملين في دولة الإمارات يضعون تعليم أطفالهم في أعلى قائمة أولوياتهم (65%)، تليه تمضية الأوقات مع العائلة (57%) والحفاظ على وضع صحي جيد (52%). وتبيّن من خلال الدراسة أن المهنيين الشباب (ما بين 18 و29 من عمرهم) يريدون أيضا زيادة دخلهم الشخصي والادخار للمستقبل. كما أشارت الدراسة إلى أن الأهداف الأقل أهمية بالنسبة للمهنيين في دولة الإمارات، تتمثّل في اقتناء أشياء يرغبون بها شخصياً (21%)، وتحسين مكانتهم الاجتماعية (20%) والمشاركة في تغيير اجتماعي (16%) والاهتمام بالتراث (13%).

وقال إيهاب أيوب، مدير عام فيزا للشرق الأوسط وشمال أفريقيا: «دراسة فيزا تلقي الضوء على الترابط القوي بين النظرة الشاملة على الاقتصاد العالمي وتوقعات الإنفاق على المنتجات ذات الاهتمام الشخصي كالعطلات والسهرات في الخارج. الثقة في الاقتصاد الإماراتي تتطور لتواكب الثقة المتنامية حول مستقبل فرص التوظيف والدخل الشخصي».

المنتجات الفاخرة

وبيّنت الدراسة أن 25% من المهنيين العاملين في دولة الإمارات يتأثرون بالمكانة، و23% بالجودة و20% بالوضع الحصري، تليه التجربة (14%)، والعلامة (18%) عند البحث عن اقتناء منتجات فاخرة. أما المهنيون الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و29 عاماً، وكذلك الأشخاص الذين يتخطّى دخلهم الشهري حاجز الـ 35 ألف درهم، فيميلون أكثر نحو الفخامة كاستعراض للوضع الاجتماعي وكأسلوب للاستمتاع بالمنتجات الحصرية.

أما الأفراد الذين يركّزون على الجودة، فيفضلون المنتجات المتينة التي تدوم طويلا، وخيار المنتجات الفاخرة بالنسبة اليهم هو خيار عملي دائماً. هؤلاء المهنيون يحملون عادة ما بين بطاقة أو بطاقتي ائتمان وسحب فوري كمعدل عام، وهم يميلون لمقارنة الأسعار والمراجعات قبل إجراء عملية الشراء، وينفقون أموالاً أكثر على المأكولات وارتياد المطاعم والملابس والعناية الشخصية والاستثمارات.

الباحثون عن المكانة الاجتماعية يستخدمون منتجات تحظى باهتمام المشاهير ويعتمدون ثرواتهم لشراء منتجات أكثر يرغبون باقتنائها. هؤلاء يعتقدون بأن الفخامة هي مؤشر للمكانة الاجتماعية ويستمتعون بجذب انتباه نظرائهم. هذه الفئة من المهنيين تتشكّل من أفراد تتراوح أعمارهم ما بين 18 و29 عاماً وليسوا متزوجين، ويميلون أكثر نحو حمل بطاقة فيزا كلاسيك الائتمانية وينفقون بوتيرة أكبر على الملابس من علامات شهيرة، وعلى الأثاث والعطلات والأجهزة الإلكترونية.

وهناك فئة من المهنيين تركّز بشكل عام على الحصرية، ويشتري أفرادها منتجات قبل الآخرين، ويحبون الخدمات والتجارب المصمّمة خصيصاً لتلبية خياراتهم. غالبيتهم من الذكور (63%)، ويتعدّى دخلهم الشهري 35 ألف درهم (37%)، وأولادهم في سن المراهقة. هؤلاء ينفقون أكثر على العطلات العائلية والأثاث والسيارات.

أنماط الإنفاق

وذكرت الدراسة أن المهنيين في دولة الإمارات ينفقون في غالبية الأوقات على النشاطات الترفيهية، والسهرات في الخارج وعلى ارتياد المطاعم الفاخرة بمعزل عن منتجات البقالة والمستلزمات المنزلية، ويصل معدّل إنفاقهم إلى 11 ألف درهم شهرياً. لكن الدراسة تبيّن أيضاً أن الادخار مهم بالنسبة إليهم، حيث يدخر حوالى 80% منهم ما يقارب 6 الآف درهم شهرياً للإنفاق الشخصي.

وكمعدّل عام، ينفق 90% من المهنيين في دولة الإمارات على الاحتياجات اليومية كمنتجات البقالة والمستلزمات المنزلية (92%)، والوجبات السريعة (89%) وارتياد المطاعم العادية (89%) حوالى مرّة في الأسبوع. وهناك حوالى 80% ممن يحبّون تمضية الوقت في الخارج مع الأصدقاء وأفراد العائلة بضع مرّات في الشهر، بينما يميل 55% إلى التبرّع للجمعيات الخيرية. وينفق أكثر من النصف على الأزياء ومستلزماتها مرّة في الشهر، بينما يدفع 29% بدل عضويتهم في مراكز اللياقة البدنية. ومرّة كل بضعة أشهر، يقوم هؤلاء بشراء المجوهرات وعروض الرحلات والأجهزة المنزلية.

أما المهنيون الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و29 عاما، فينفقون بوتيرة أكبر على المستلزمات الشخصية، وينفقون أكثر على الوجبات السريعة، وارتياد المطاعم والسهر في الخارج مقارنة مع نظرائهم ممن يكبرونهم سناً. كما يفضل هؤلاء استخدام بطاقات السحب الفوري أكثر مقارنة مع نظرائهم من المهنيين الأكبر سناً.

التجارة الإلكترونية

وأفادت الدراسة بأن المهنيين العاملين في الإمارات معنيون كثيراً بقضايا العالم الرقمي، ويستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي بشكل دائم، وغيرها من الخدمات الإلكترونية كمواقع الفيديو كما يعتمدون شبكة الإنترنت للتسوق. وقد ترجم هذا الواقع بفواتير دفع إلكترونية أكبر وتسوق لتذاكر السينما والأزياء ومستحضرات التجميل، وساهم في وضع هذه الفئة ضمن قائمة الرواد في التجارة الإلكترونية في المنطقة، وذلك وفق نتائج الدراسة.

ويميل المهنيون الذين تتراوح أعمارهم ما بين 18 و29 عاما لاعتبار بطاقة الدفع كوسيلة ملائمة أكثر من الدفع النقدي كما يميلون لشراء المنتجات من خلال الأجهزة النقّالة. الملاءمة والأمان والقبول لدى التجار والمكافآت هي من ضمن الحوافز الأساسية لاعتماد الدفع الرقمي.

وفي أوساط المهنيين، يبدو جلياً أن الخيار الإجمالي في استخدام بطاقة الدفع الإلكتروني قوي جداً، ويفيد حوالي 75% من الأفراد الذي شملتهم الدراسة بأنهم يفضّلون استخدام البطاقات الائتمانية مقارنة ببطاقات السحب الفوري والمحافظ النقّالة، لكن 43% أعلنوا عن استعدادهم لاستخدام المحافظ النقّالة لكونها أكثر أماناً وتساعدهم على تتبع مصاريفهم ولا يضطرون عند استخدامها لدفع رسوم إضافية.

ونظراً للنظرة التفاؤلية نحو الاقتصاد العالمي من قبل المهنيين العاملين في دولة الإمارات، فإن الاستشراف حول الإنفاق على المنتجات الشخصية كالعطلات والسهرات الخارجية يؤشر إلى وضع قوي. وقال حوالي 40% من الأشخاص الذين شملتهم الدراسة إنهم يتوقّعون إنفاق المزيد على عطلاتهم العائلية في العام المقبل، بينما قال 37% منهم إنهم ينوون التبرّع بالمزيد للجمعيات الخيرية.

وأضاف أيوب: «بوجود خدمات كالمحافظ النقّالة ونمو الإقبال على وسائل الدفع بالتقنية اللاتلامسية وانتشارها، خصوصاً بين المحترفين الشباب، وتدعم فيزا التبني المتنامي لخدمات الدفع الرقمية المبتكرة في المنطقة والعالم».

421

تم استفتاء 421 شخصاً عبر شبكة الإنترنت وعبر لجنة محاورة ووجهاً لوجه لإتمام الدراسة الخاصة بدولة الإمارات. وحوالي 74% من الأفراد المشاركين هم من المهنيين من فئة الدخل المتوسط (15 ألف-35 ألف درهم شهرياً)، و26% هم من المهنيين الأعلى دخلاً (أكثر من 35 ألف درهم شهرياً). وتم تقسيم المشاركين الذين تشكلوا من 63% من الذكور و37% من الإناث، ضمن مجموعات من ثلاث فئات عمرية: 18-29 (المهنيون الشباب)، 30-39 و40-55 (المهنيون الأكبر سناً).

أكثر المسافرين الدائمين

قالت الدراسة: إن المهنيين في الإمارات يعتبرون من أكثر المسافرين الدائمين في وسط وشرق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، حيث قاموا برحلة أو رحلتين إلى الخارج كمعدّل عام خلال الأشهر الستة الماضية. ويظهر التقرير أن جنوب وجنوب شرق آسيا وبلدان الشرق الأوسط هي من ضمن الوجهات الأكثر جذباً لهم، بينما يسافر العديد منهم الى أوروبا والولايات المتحدة الأميركية.

ويسافر ثلاثة من خمسة مهنيين من دولة الإمارات إلى خارج الدولة، وعادة ضمن مجموعات من 2 إلى 3 أشخاص، وفي غالبية الوقت للاستجمام أكثر منه للعمل. عندما يسافرون، ينفقون بشكل عام على عروض السفر وتذاكر الطيران والإقامة والتسوق. أما الشباب منهم، فيسافرون بوتيرة أكبر مقارنة بنظرائهم ممن يكبرونهم سناً. وتعد مواقع شركات الطيران هي الخيار الأول عند حجز تذاكر السفر، وأكثر من نصف المشاركين في الدراسة ممن يسافرون بهدف الاستجمام يميلون لحجز تذاكرهم مباشرة من مواقع شركات الطيران. أما المسافرين من رجال الأعمال، فما زالوا يفضّلون حجز تذاكرهم من خلال وكالات السفر.

وتستخدم بطاقات الائتمان بشكل أوسع في حالات شراء المنتجات الأعلى ثمناً (عطلات فاخرة لنهاية الأسبوع، ملابس من علامات شهيرة ومجوهرات)، ويؤكد المشاركون في الدراسة أن الثقة تصل إلى أعلى درجاتها بخدمات دفع رقمية تحمل علامة فيزا.