واصلت الإمارات قيادتها للتجارة الإلكترونية على مستوى المنطقة، حيث تبلغ نسبة المتسوقين إلكترونيا بها 71% من عدد السكان فيما تصدرت الإمارات والسعودية الأسواق الإقليمية في نمو التسوق عبر شبكة الإنترنت فيما تتواصل نمو المدفوعات الإلكترونية في المنطقة لتصل الى نحو 69 مليار دولار سنوياً بحلول 2020.

وأصدرت شركة بيفورت PAYFORT، الشركة المتخصصة في تقديم خدمات المدفوعات الإلكترونية في العالم العربي، أمس تقريرها السنوي حول «مؤشرات صناعة المدفوعات الإلكترونية في العالم العربي لعام 2016».

وجاء إصدار التقرير خلال أعمال مؤتمر «التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط» الذي بدأ أعماله أمس في دبي، وهو يقدم أحدث المعلومات والبيانات حول اتجاهات المدفوعات الإلكترونية وعادات التسوق والشراء إلكترونياً في المنطقة.

3 أضعاف

ويتوقع التقرير أن تتزايد عمليات الدفع إلكترونياً في المنطقة العربية لتصل إلى 69 مليار دولار في السنة عام 2020، أي نحو 3 أضعاف المستويات الحالية تقريباً.

وحسب التقرير فقد شهدت الأسواق العربية الـ7 الرئيسية في هذا المجال نمو عمليات الدفع إلكترونياً بنسبة 23% خلال عام 2015، وذلك بفضل النمو الذي حققه السوق السعودي بنسبة 40% والسوق بدولة الإمارات بنسبة 24%.

عادات المستهلكين

وفيما أصبح تقرير بيفورت حول «مؤشرات صناعة المدفوعات الإلكترونية في العالم العربي» المرجع الأساسي لشركات التجارة الإلكترونية في المنطقة، وكذلك الباحثين والمحللين لاقتصاديات المنطقة، فقد تم تطوير تقرير هذا العام ليشمل لأول مرة، عادات التسوق إلكترونياً لدى المستهلكين بالمنطقة، بما في ذلك الدوافع الرئيسية لعملية الشراء، وسلوكيات المشترين والخدمات والسلع التي يفضل المستهلك شراءها إلكترونياً.

ويركز التقرير على رصد نمو عمليات الدفع الإلكتروني والتطورات المرتقبة، في الأسواق العربية الـ 7 الرئيسية في هذا المجال -والتي تتواجد بها جميعا شركة بيفورت- وهي مصر ودولة الإمارات والسعودية والكويت ولبنان والأردن وقطر، وخاصة حول القطاعات التجارية الأربعة التي تشهد أعلى معدلات الدفع إلكترونياً، وهي «حجز تذاكر الطيران» و«السياحة» و«التجارة الإلكترونية أو التسوق الإلكتروني» و«صناعة الترفيه والمؤتمرات والمعارض والفعاليات».

التوقعات المستقبلية

وأعلن عمر سدودي، الرئيس التنفيذي لشركة بيفورت PAYFORT: أن فريق الباحثين بالشركة قد حدد هدفه الرئيسي في كيفية جعل هذا التقرير السنوي مفيدا للشركات التي تعمل في مجال التجارة والخدمات الإلكترونية بأقصى صورة ممكنة، وفي ضوء ذلك فإلى جانب الاتجاهات الحالية للأسواق والتوقعات المستقبلية، فإن تقرير هذا العام يستهدف إلقاء الضوء على القضايا الحقيقية التي تؤثر على شركات التجارة الإلكترونية في عملها اليومي وتقديم رؤية عملية وحلول يمكن تطبيقها في المستقبل.

نمو قوي

ويؤكد تقرير هذا العام أن العالم العربي قد شهد في عام 2015 نمواً قوياً في عمليات التسوق الإلكتروني، بقطاعات تجارية وخدمية مختلفة، وذلك بالمقارنة مع العام السابق، حيث شهد قطاع «حجز تذاكر الطيران» نموا نسبته 18% و«السياحة» 39% و«التجارة الإلكترونية» 31% و«صناعة الترفيه» 34%. وقد قادت أكبر أسواق المنطقة وهي مصر والسعودية والإمارات عملية النمو في المنطقة سواء من حيث عدد عمليات الدفع الإلكتروني ومعدل النمو السنوي، وذلك باستثناء قطاع الترفيه في الإمارات الذي سجل طفرة نمو في عدد عمليات الدفع الإلكتروني عام 2015، أكبر بنحو 10 مرات تقريبا بالمقارنة مع مثيله لدى أقرب الدول في الترتيب.

العمليات المقبولة

وقد واصل معدل العمليات المقبولة في مجال الدفع الإلكتروني نموه في المنطقة، مما يشير إلى تزايد إقبال المستهلكين على الاعتماد على الدفع إلكترونياً، وفيما تزيد نسبة العمليات المقبولة في كل من مصر والأردن والكويت وقطر والسعودية والإمارات ولبنان عن 50%، فإن الإمارات تتمتع بالنسبة الأعلى في هذا المجال وهي 71% تليها السعودية 58%.

وشهد قطاع «حجز تذاكر الطيران» وكذلك التجارة فيما بين الشركات وبعضها في السعودية والإمارات أعلى مستويات عمليات الدفع المقبولة، فيما احتلت التجارة الإلكترونية المقدمة في مصر، وخدمات السفر في الكويت والأردن والسياحة والترفيه في لبنان، فيما شهد حجز تذاكر الطيران والترفيه والتجارة فيما بين الشركات وبعضها، أعلى معدلات عمليات الدفع الإلكتروني المقبولة في قطر.

ويتضمن تقرير «مؤشرات صناعة المدفوعات الإلكترونية في العالم العربي» لعام 2016 قسماً خاصاً حول عادات الشراء إلكترونياً لدى المستهلكين بالمنطقة ويشمل ذلك الدوافع الرئيسية لعملية الشراء، وسلوكيات المشترين والخدمات والسلع التي يفضل المستهلك شراءها إلكترونياً. ويشير التقرير إلى أن فهم الاختلافات بين سلوك المستهلكين بين سوق وآخر وكذلك المجموعات السكانية بين منطقة وأخرى، قد أصبح على درجة غاية في الأهمية بالنسبة للشركات التي تعتمد في أعمالها على الدفع إلكترونياً.

حدة المنافسة

وقال عمر سدودي: إنه مع تزايد حدة المنافسة وتزايد خبرات المتسوقين إلكترونياً، فإن إدراك وفهم شركات التجارة الإلكترونية للخصائص المميزة للسكان في المنطقة وعاداتهم الشرائية قد أصبح هو الأكثر أهمية بالنسبة لشركات التجارة والخدمات الإلكترونية. وأضاف أن تقرير هذا العام يوفر للشركات طيفاً متنوعاً من المعلومات الهامة حول المستهلكين في العالم العربي.

ريادة إماراتية

وتواصل الإمارات قيادتها للتجارة الإلكترونية على مستوى المنطقة، حيث تبلغ نسبة المتسوقين إلكترونيا بها 71% من عدد السكان، فيما يأتي الأردن في نهاية القائمة، حيث لا يتجاوز نسبة انتشار الإنترنت به نسبة الـ50% من عدد السكان. غير أن التقرير يشير إلى وجود تباين واضح فيما بين عادات التسوق إلكترونيا وما يفضله المتسوق، فيما بين سوق وآخر، وعلى سبيل المثال، فإن أكثر سلعتين يقوم المستهلك في الإمارات بشرائهما إلكترونيا، هما تذاكر الطيران والملابس، بينما في مصر فإن شراء أجهزة الهاتف المحمول (أو المتحرك)، وسداد فواتير المرافق والخدمات إلكترونيا، تأتي في المقدمة، وفي الكويت والسعودية يأتي شراء تذاكر الطيران وسداد فواتير المرافق والخدمات.

ويختلف الدور الذي تلعبه الإنترنت في مجال التسوق الإلكتروني بشكل كبير، حيث يقوم 17% من المتسوقين بإتمام عملية الشراء بالكامل إلكترونيا، بينما 67% يستخدمون الإنترنت فقط للبحث عن المنتجات والخدمات التي يريدون شراءها. وذكر 9 من بين كل 10 متسوقين شاركوا في الاستقصاء الذي قامت به بيفورت كجزء من تقرير هذا العام، أنهم يقومون بمراجعة التعليقات ووجهات نظر من سبقوهم، قبل اتخاذ قرار الشراء إلكترونياً.

السداد النقدي

وفيما لا يزال المستهلكون في العالم العربي بشكل عام، يفضلون السداد نقداً أو ما يعرف بنمط «الدفع عند الاستلام»، حيث تصل النسبة في المتوسط إلى 51% فإن هذه النسبة ترتفع في مصر إلى 70%. وفي نفس الوقت، فإن محاولة الشركات تشجيع المستهلكين نحو استخدام خيارات الدفع الإلكتروني، يحمل في طياته تحديات عديدة في ظل ما يبديه المستهلكون من مقاومة للوسائل والتكنولوجيات الجديدة للدفع الإلكتروني.

وقال سدودي: إن تزايد متطلبات وتوقعات المتسوقين، تضع المزيد من الضغوط على شركات التجارة والخدمات الإلكترونية، فالذين يقومون بالدفع إلكترونياً، يسعون نحو أن يكون إتمام عملية الشراء أسرع وأكثر بساطة، مع توافر مستويات أعلى من الأمان، في نفس الوقت.

وأضاف أنه على الرغم من النمو الضخم في أعداد المتسوقين إلكترونيا، فلا يزال هناك العديد من التحديات التي على شركات التجارة الإلكترونية في المنطقة مواجهتها، وفي مقدمتها تخوف المتسوق من استخدام وسائل الدفع الإلكتروني، والخوف إزاء عمليات الاختراق والغش، والخوف من التكنولوجيات الجديدة وافتقاد الثقة في الخدمات الإلكترونية، فتلك المخاوف تمثل عقبات جوهرية بالنسبة لنمو هذا القطاع في المنطقة.

بطاقات الائتمان

وتتفاوت معدلات انتشار بطاقات الائتمان بشكل كبير بين دول المنطقة، ففيما تتمتع الكويت بأعلى المعدلات في هذا المجال بنسبة 97% تليها الإمارات 89%، فإن النسبة في السعودية وقطر هي 45% تقريبا، وفي لبنان 15% فقط. وفيما أبدى معظم المتسوقين الذي يقومون بالدفع إلكترونيا ثقة كبيرة في مستويات الأمان التي تتمتع بها عملية الدفع وحفاظها على خصوصية العملاء، فإنهم على الجانب الآخر قد أظهروا ثقة أقل في مستويات حماية الخصوصية عبر الإنترنت.

خيارات الدفع

وقال سدودي: إن استراتيجيتنا في بيفورت تقوم على مساعدة شركات التجارة الإلكترونية في المنطقة على تطوير مبيعاتها وتقديم خيارات دفع أكثر بساطة وعصرية للمستهلك، عبر تزوديهم بالتطبيقات والحلول والأدوات التي تمكنهم من توفير حلول مبتكرة للدفع الإلكتروني، سهلة الاستخدام وآمنة في نفس الوقت. وأضاف أن بيفورت تمكن شركات ومواقع التجارة الإلكترونية من أن يقدموا لعملائهم أحدث خيارات الدفع، وذلك من خلال تحقيق التكامل فيما بين التكنولوجيات وتطوير أدوات وحلول منع الاختراق والغش وكذلك إدارة المخاطر، مما يسمح للشركات بالتركيز أكثر على تطوير تجارتها وأعمالها الرئيسية.

معلومات

أعرب عمر سدودي: عن أمله وفريق العمل بالشركة، في أن يمثل تقرير «مؤشرات صناعة المدفوعات الإلكترونية في العالم العربي» لعام 2016، مصدراً حيوياً للمعلومات بالنسبة لشركات التجارة الإلكترونية في المنطقة على امتداد العام القادم، خاصة وأنه التقرير السنوي الثالث، والذي يعد الأكثر شمولاً في هذا المجال حتى الآن.

وقال: نحن نتوقع أن يكون التقرير من الأهمية لشركات التجارة الإلكترونية الجديدة، بنفس قدر الأهمية بالنسبة للشركات صاحبة الخبرة في هذا المجال.